صفحة الكاتب : مهدي المولى

تراجع اردوغان عن قناعة ام الظروف اكرهته
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المعروف ان اردوغان كأي طاغية دكتاتور لا يتحرك وفق قيم انسانية ولا مبادئ ولا اخلاق وانما وفق رغباته الخسيسة وشهواته الحقيرة الخاصة به لكنه عندما يتعرض الى مواجهة شعبية الى قوة كبيرة تهدد مطامعه كرسيه  عرشه تراه يسرع الى التراجع   الى درجة  لا يصدقها المقابل وهذا ما فعله ويفعله كل الطغاة  الذين وصلوا للسلطة والنفوذ نتيجة للصدفة او استغفال اللآخرين امثال صدام القذافي وغيرهم 

فوصول اردوغان الى كرسي الحكم جعله يشعر انه الافضل والاحسن وان كل ما يريده سيتحقق وانه قوة مقبولة من قبل الشعب التركي وحتى شعوب المنطقة وانه قادر على فرض كل رغباته وشهواته واولها اعادة خلافة بني عثمان وسيكون اول خليفة  للخلافة العثمانية الجديدة لهذا قرر اعلان الحرب على العراق على سوريا بدعم مالي من ال سعود  من اجل تقسيم سوريا والعراق الى مشيخات تحكمها عوائل تابعة الى السلطان الجديد اردوغان وفعلا بدأ اردوغان يتحرك ويصرح وكأنه خليفة وكأن العراق وسوريا فعلا تابعتين له فالغى النظام السوري وعين بدله مجموعة تابعة له وارسل قوات الى العراق واسس قواعد عسكرية مختلفة  في شمال العراق وعندما طلبت منه الحكمة العراقية سحب قواته رد ساخرا بالحكومة العراقية وبطلبها وقال انها ارض عثمانية  وعلى الحكومة العراقية الرحيل لانها محتلة لارض آبائي واجدادي    الملفت للنظر ان الحكومة العراقية لم ترد على رد اردوغان بل تجاهلت الامر وكأنه لا يعنيها لا ادري هل خوفا من تهديد اردوغان ام انها اقتنعت برد اردوغان ليتها توضح لنا الامر

وفجأة  وبحالة غير متوقعة   وجهت اليه صفعة وضربة قوية كادت تنهيه وتقبره وتقبر احلامه الخيالية الفاسدة  فكانت انتفاضة شعبية عارمة اشترك بها كل ابناء الشعب بكل فئاته وشرائحه نجا منها باعجوبة  بحيث عادت عقله اليه حيث كان يعيش في احلام الخلافة وملذاتها فغيرت عقله 180 درجة فعاد الى وضعه الطبيعي وادرك حجمه فشعر انه كان على خطأ ولا بد ان يعيد حساباته   وعليه ان يستيقظ وكل ما كان  مجرد  احلام وتخيلات 

فبعد ان كان رافعا سيفه مهددا  بقطع عنق بشار الاسد وان الاوضاع لا تستقر الا بالقضاء على الاسد ونظامه  تراجع عن ذلك كله ورمى السيف من يده وحملة حمامة السلام في يد ووردة بيضاء في اليد الاخرى وهو يذكر الاسد بالصداقة القديمة التي تربطه به  وقال انه صديق مقرب مني شخصيا ومن عائلتي وانا اعرفه جيدا وهو يعرفني وقد تعاونا في الماضي لكن  بعض الامور الخاصة هي التي جعلتنا نختلف ومع ذلك انه لم يتورط في اي عمل ضد تركيا وشعب تركيا

فأنه لم يعمل مع الاكراد ضد تركيا ولا مع الارهابين  كما انه لم يدعم التنظيمات الارهابية داخل تركيا  ولم يسمح لمن حاول الهرب من الانقلاب العسكري الفاشل من اللجوء الى سوريا   

في حين اعتبر الادارة الامريكية الحليفة لتركيا لها موقف مغاير ومخالف انها تعاونت مع الاكراد وسلحتهم لذبح الشعب التركي وقال ان امريكا مشاركة في ذبح ابناء تركيا

كما اتهم ال سعود في دعم الارهاب في تركيا والمنطقة وقال ان تركيا متورطة بشكل مباشر في تمويل ودعم الانقلاب العسكري الفاشل كما ان اسلحتها تضرب الشرطة والقوات المسلحة التركية وقنابلها يفجرها ارهابيون في المدن والمطارات التركية

ثم قال انه واثق كل الثقة بالرئيس الروسي وانه يطبق وينفذ ما يؤمر به بحل سياسي مناسب في سوريا وانه لم ولن يمانع بمشاركة الصديق بشار الاسد في مرحلة انتقالية 

هذا يعني ان اردوغان غير اسماء اعدائه بعد ان كان اعدائه بشار الاسد روسيا الحشد الشعبي

الان اعدائه 

الاكراد ال سعود داعش الوهابية امريكا  رغم انه لا يزال يطلق على امريكا عبارة الحليفة يعني ليس عدوة لكنه  نبهها بان بعض تصرفاتها كانت ضد تركيا

نأمل ان  يكون هذا التغيير في المواقف ناتج عن قناعة ذاتية  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/24



كتابة تعليق لموضوع : تراجع اردوغان عن قناعة ام الظروف اكرهته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net