العلماء يكتشفون كوكبا قريبا يشبه أرضنا
د . حميد حسون بجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
توصل علماء الفلك مؤخرا إلى اكتشاف كوكب يشبه أرضنا وبحجمها قد يكون صالحا للحياة. وهو يدور حول نجم قريب من شمسنا. ويدعى النجم الذي يدور حوله ذلك الكوكب(بروكسيما سنتوري Proxima Centauri). والكوكب يقع في منطقة تتسم بإمكانية وجود الماء على سطح مثل ذلك الكوكب الصخري. فماذا نعرف عن ذلك النجم والكوكب الدائر حوله؟
نجم بروكسيما سنتوري، ويسمى رجل القنطور أو القنطور الأقرب، هو نجم قزم أحمر ويعد أقرب نجم من مجموعتنا الشمسية إذ يبعد عنا 4.2 سنة ضوئية، أي 40•1012 كيلومتر. واسمه مأخوذ عن اللاتينية إذ تعني كلمة Proxima الأقرب وينتمي إلى كوكبة القنطور.
وموقعه في هذه الكوكبة يجعل رؤيته مستحيلة في نصف الكرة الشمالي. وقد اكتُشف عام 1915.
بدءا فرجل القنطور هذا يتكون من نجمين وليس نجما واحدا: هما رجل القنطور أ اللامع ولونه أصفر ، ورجل القنطور ب وهو برتقالي اللون. وهما يدوران حول بعضهما على نحو بيضوي. وقد تكوّنا منذ 5. 6 مليار سنة. وقد وصلا خلال عمرهما إلى مرحلة مستقرة يندمج فيها الهيدروجين فيتحول بالاندماج النووي إلى هيليوم. وهذا هو ما يجرى في الوقت الحاضر في الشمس. ورجل القنطور أ أكبر كتلة من رجل القنطور ب. ولذلك يكون عمر النجم الأكبر كتلة -رجل القنطور أ- أقصر من عمر رجل القنطور ب، ويعتبر قد أمضى من عمره أكثر من النصف.
ويشبه هذا النجم النجوم العلاقة الحمراء في إنتاج طاقة قليلة تنتقل خلالها الحرارة والمادة بالتوصيل الحراري مما يؤدي إلى توزيع الهيليوم الذي ينتج من الاندماج النووي للهيدروجين في ذلك النجم توزيعا متساويا، على خلاف ما يجري في شمسنا إذ يتجمع في قلب الشمس. كما يختلف عن الشمس في استهلاك الهيدروجين. فهو قد استهلك أعلى قدر من الهيدروجين قبل توقف التفاعل الاندماجي فيه. وترتفع فيه نسبة الهيليوم الناتجة من اندماج الهيدروجين. وبذلك فيبدو النجم أصغر وأكثر حرارة، بينما يتغير لونه من الأحمر إلى الأزرق. ويبدو أكثر سطوعا حتى يبلغ 5و2 % من سطوع الشمس في الوقت الحاضر. وعبر مليارات من السنين، تقل حرارة الأجرام التابعة له. وربما يستمر قنطور الأقرب 400 مليار سنة ليستهلك ما فيه من هيدروجين ليتحول إلى قزم أبيض فيفقد بالتدريج ما فيه من حرارة.
الحياة على الكوكب
لا تتعدى المعلومات عن الحياة على هذا الكوكب كونها محض تكهنات. ويقول العلماء أن أمامهم الكثير للتوصل إلى الحصول على معلومات كافية عن ذلك. وهم يستخدمون آلة تحليل طيفي تسمى HARPS فائقة الدقة مرفقة في تلسكوب في شيلي، ويمكنها قياس الطيف لنجم يحيط به كوكب يؤثر على جاذبيته. والمسافة بين الكوكب الجديد والنجم أقل من المسافة بين الأرض والشمس والتي تبلغ 149 مليون كيلومتر. وهو يتمتع بظروف شبيهة بظروف الأرض رغم قربه من النجم وذلك بسبب صغر حجم النجم وتوهجه مقارنة بالشمس. والأمر يعتمد على ما للكوكب من غلاف جوي يعمل على الحفاظ على مياهه في حالتها السائلة.
ويقول العلماء أن كتلة الكوكب تبلغ 1.3 من كتلة الأرض، وهو يدور على مسافة 7.5 مليون كيلومتر من النجم، مستغرقا 11.2يوما لإكمال سنة واحدة.
قد تتغير هذه المعلومات عن هذا الكوكب من خلال كثرة التقصي، لكن ما يهمنا هو تعويل العلماء على وجود منفذ للعيش في الفضاء. ولنا أن نتساءل: أي الأمم سيكون لها شرف العيش هناك بعد أن جلبنا على الإنسانية العار والشنار على سطح أرضنا الحاضرة التي أراد الله من الإنسان أن يكون خليفته فيها؟ ستقول لي أن إحدى الأمم (المتقدمة) سيكون لها القدح المعلى في ذلك. لكني أقول أن كلمة(المتقدمة) هذه كلمة نسبية. فبينما تحاول مثل هذه الأمم أن تغدق على شعوبها بالرفاهية، فقد بنت بنيانها على ظلم الأمم الأخرى. وبينما تتقدم في مضمار التكنولوجيا، استخدمت تلك التكنولوجيا في دمار ما شيده الإنسان من عمران على الأرض. والقنابل المدمرة بأنواعها الذرية والهيدروجينية والنووية والجرثومية خير دليل على ما نقول.
فهل سننقل حضارتنا المسخ هذه إلى هذا الكوكب الجديد، ومن ثم إلى الفضاء الأوسع؟ إنها إذن قسمة ضيزى!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . حميد حسون بجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat