صفحة الكاتب : لجنة الأداء النقابي

تقرير لجنة الاداء النقابى سبتمبر 2016
لجنة الأداء النقابي
لجنة الأداء النقابي
 
تقرير لجنة الاداء النقابى سبتمبر 2016
ملحق المقالات
عبد العظيم مناف.. نموذج للصحفى المثقف الوطنى المعادى لإسرائيل   بقلم : على القماش
صنع أسطورته ورحل حاملاً كبرياءه ..في وداع "أبو المواقف"     بقلم: محمد حماد
عبد العظيم مناف ..الانسان والمناضل    بقلم : فتحى محمود
ورحل أبو الواجب        بقلم: اسامه عفيفى
اعلام عبد الناصر " المحظوظ "   بقلم : نور الهدى زكى
عبيلو و اديلو.. والحاج محمد ابو العينين! بقلم : محمد صلاح الزهار
زويل وعلاقته باسرائيل                 بقلم: صلاح محفوظ
الإباحية.. حرية.. صناعة إعلامية أم إفساد؟  بقلم : د . حسن على محمد
"قانون النقابة".. وأجور الصحفيين       بقلم: شكرى القاضى
المقال والرد الذى رفضت " الدستور " نشره: هل ظلم عبد الناصر الآقباط  فى مصر ؟   بقلم : على القماش
الرئيس يفضل موسى وأنيس !            بقلم : ناصر عراق
خدم "عند".. وعاملون "مع"           بقلم: أحمد الجمال
الإعلام والرئيس.. وأعداء الاستقرار             بقلم: محمود عابدين
مقاطعة إسرائيل تظل فريضة غائبة، ولو كره المطبعون.         بقلم: فهمى هويدى
الاعلام بين الوحدة الوطنية او الفتنة الطائفية               بقلم: على القماش
أسئلة الاقتصاد.. ودولة "الصوت الواحد"         بقلم: أيمن الصياد
المسلماني يتوعد.. والفاشية تتقدم ركضًا..      بقلم:  د. حسام عقل
إعلام العشة أم القصر؟        بقلم: د. وحيد عبد المجيد
حضرات الزملاء.. قليل من المهنية بقلم: سيد علي
حينما عاملني مصطفي الفقي كأبن عامل نظافة  بقلم: محمد أبوزيد       
 
 
 
عبد العظيم مناف 
نموذج للصحفى المثقف الوطنى المعادى لإسرائيل
 
بقلم: على القماش
رحل عن دنيانا واحدا من كبار الكتاب و المثقفين الذين كان جل همهم التصدى للعدو الصهيونى الاسرائيلى الآمريكى ، ومن يتعاون أو يتساهل معهم خاصة من الحكام العرب ، اذ كانت نصرة العروبة هدف اسمى 
عندما تولى السادات الحكم اعلن انه سيسير على خطى عبد الناصر ، وكان قوله لكسب جموع الشعب الذى كان يحب عبد الناصر ، بينما كان يضمر لان يمشى على خطاه –كما نسب له – بأستيكه !  .. ومن أجل هذا جنّد كل من يكره عبد الناصر أو لديه استعداد للانقلاب عليه من عينة أنيس منصور وعبد العظيم رمضان .. وكانت التعليمات للصحف الحكومية فتح النار وكيل الافتراءات لكل ما يسىء لعبد الناصر ، فرأينا سلسلة من المقالات الكاذبة تنشرها " ألآخبار " تحولت الى كتاب " حوار وراء الاسوار " بزعم استيلاء عبد الناصر على معونات التسليح ، حتى ينالوا من أهم سمات شخصيته المتمثلة فى النزاهة والوطنية ، وراح أنيس منصور ينشر اكاذيب هابطة من وحى خياله المريض عن علاقة عبد الناصر بأهله.. الى اّخر الافتراءات
وكان هذا الحصار الاعلامى لا يسمح بظهورأى من يتصدى له ، خاصة مع أضطرار عدد من كبار الكتاب الناصريين الى ترك مصر ، ولم تكن هناك سوى جريدة " الطلاب " وهى جريدة شبابة ذات امكانيات ضعيفة  ، وكان يحررها الطلاب  الناصريين وكنا نتخاطفها   ، وكذلك بعض المقالات والموضوعات فى مجلة " روز اليوسف " ، كما كانت هناك بعض الكتب للمثقف الناصرى حسنين كروم يحاول فيها الرد على الافتراءات ، الا ان حجم الاصدارات والافتراءات ضد عبد الناصر خاصة من كتاب الاخبار من زكى عبد القادر وانيس منصور وابراهيم البعثى ثم ظهرو ابراهيم سعده وغيرهم وغيرهم كان مثل السيل الجارف ، والذى تلاقى مع سيل اّخر بانحياز السادات للمشروع الصهيونى ، معلنا انصياعه لامريكا وفقا لرؤيته ان 99 % من أوراق اللعب فى يدها !- وان حرب أكتوبر هى اخر الحروب مع اسرائيل ، وأتجه الى معاهدة السلام اوكامب ديفيد المشئومة بكل شروطها المجحفة والتى تتعدى على السيادة الوطنية
وسط هذا الصراع ظهر قلم عبد العظيم مناف – رحمه الله - بقوة ، اذ أسس دار " الموقف العربى " ليصدر مجلة تضم كتيبة من المثقفين والمقاتلين ضد التطبيع الذى ينتهجه السادات ويروج له اتباعه وفى مقدمتهم مصطفى خليل وكتابه وفى مقدمتهم أنيس منصور
ورغم ان " الموقف العربى " صدرت شهرية  ، الا ان المعادين لاسرائيل كانوا يعدوا الآيام انتظارا لصدورها كمنفث لهم .. وفى هذا الوقت بدأت الاحزاب فى الظهور ، وبدأ بعضها ينتهج نفس الخط ضد العدو الاسرائيلى بقوة وفى مقدمتهم حزب العمل الاشتراكى بما يضمه من رموز سياسية وكتاب ، وفى مقدمتهم ابراهيم شكرى وحلمى مراد وفتحى رضوان ونعمات فؤاد ، وكان الحزب يعقد مؤتمرات ملتهبة خاصة مع احداث مثل مشروع السادات لامداد مياه النيل الى اسرائيل ، وتبنت جريدة " الشعب " هذا الاتجاه .. وفى الوقت نفسه كان حزب التجمع بقيادة خالد محيى الدين وجريدة " الاهالى " بما تضمه من رموز كتاب اليسار وفى مقدمتهم حسين عبد الرازق وصلاح عيسى و أمينة وفريدة النقاش ، وكذلك كتابات محمود عوض فى الاحرار بعد ان منعه ابراهيم سعده من الكتابة فى الآخبار .. ومن المعروف ان الحزب الناصرى وجريدة العربى صدرت فى وقت لاحق بعد  ما يقرب من 15 عاما ، وكان لهما دورا رائدا فى مجابهة العدو الصهيونى
 ومع   " انسعار " السادات ضد المثقفين والوطنيين قام بأكبر حملة اعتقالات وكان من بين المعتقلين عبد العظيم مناف 
وعقب الافراج عنه .. ومع الحاجة الماسة لمجابهة العدو الاسرائيلى سعى مناف ليزيد من مدفعيته فأصدر  جريدة " صوت العرب " أسبوعيا ، وكانت أعين سلطات مبارك عليها ، خاصة لفضح الصحيفة لتطبيع الحكام العرب مع اسرائيل بدون مواربه .. وصادف أن نشرت الجريدة خبرا عن تخطى طائرات " الآواكس " التى كانت ظهرت وقتها بأسرع كثيرا من الصوت  وتخطت الحدود السعودية  ، وشكت السعودية لمبارك فقرر ايقافها ، وفقا للشعار الكاذب عهد لم يقصف فيه قلم ولم تصادر فيه جريدة .. وحاول كاتبنا الكبير عبد العظيم مناف ان يعوض هذا بصدور الجريدة من لندن الا انها كانت تعانى من مشكلات الظهور
ولم يتوقف قلم عبد العظيم مناف فقد كان يكتب مقالات من حين لاخر فى جريدة " الشعب " خاصة وقت حرب الخليج الاولى والغزو الامريكى للعراق ، وكنت أسعد دائما باتصالاته لتأكيده على أهمية توقيت صدور المقال ، كذلك كان يكتب بالشعبالراحل العظيم عبد الوهاب المسيرى وغيرهما من الكتاب والمفكرين المعادين لاسرائيل
 وعاد عبد العظيم مناف للظهور بقوة باصداره جريدة " الموقف العربى " والتى ضمت كتيبه من الصحفيين الشباب الذين نعتز ونفخر بهم وفى مقدمتهم الزميلة عزه ابراهيم والزميلة ماجده النجار وغيرهما
ولم يهدأ عبد العظيم مناف سواء فى ضرباته الصحفية ومنها انفراده بحوار المسئول العراقى " عزة ابراهيم " وكذلك مشاركته الفعالة فى المؤتمرات العربية ، وقد شرفت بالحضور معه ومع كوكبة من كبار الناصريين فى مؤتمر بالعراق وقت صدام حسين ، وكان معنا محمد عوده وحسنين كروم وغيرهما
ومع وجود بعض المشكلات خاصة فى تمويل جريدة " الموقف العربى " ، والحسار الاعلامى عليها ، حيث كان يتحمل تكاليفها عبد العظيم مناف كنوع من الجهاد ، توقفت الجريدة عن الصدور ، وان كان هذا لم يمنع مشاركة مناف فى المؤتمرات والمناسبات خاصة فى نقابة الصحفيين ، اذ ظل ثابتا على مبدأه فى معاداة اسرائيل ونصرة العروبة ، الى ان صارعه المرض ، وصارعه مؤيدى التطبيع .. ليلقى ربه مدافعا عن مبادئه السامية .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته 
 
صنع أسطورته ورحل حاملاً كبرياءه ..
في وداع "أبو المواقف"
 
بقلم: محمد حماد
عبد العظيم مناف رجل حفر بَصْمَته على الصخر؛ ثم غادرنا وهو يحمل كبرياءه بين جنبيه؛ وفي عينيه نظرة رضا عن دورٍ أداه بمحبة ومصداقية ومهارة يشهد بها الجميع ..
كان قد انتدب لدور تاريخي وأداه باقتدار؛ فصار وحده "وزارة إعلام" ناصرية، بكل مكوناتها وفاعلياتها؛ وبدت "دار الموقف العربي" التي أسسها أواسط السبعينيات من القرن الماضي وكأنها هيئة استعلامات ثورية، انطلقت منها الكتب والمطبوعات التي تدافع عن التجربة الناصرية، في مواجهة الحملة المسعورة التي أطلقها أنور السادات، وقادها مصطفى أمين، وانطلقت من "دار الموقف" معارض الكتب التي انتشرت في الجامعات المصرية، ومن بعد انطلقت منها منابر اعلامية وصحفية بدأت بكتاب غير دوري على هيئة مجلة شهرية؛ تحت اسم " الموقف العربي" ثم جريدة أسبوعية تحت اسم " صوت العرب" التي كادت أن تتحول إلى أول جريدة معارضة يومية؛ والتجربتان احتضنتا أجيالاً جديدة من الكتاب والصحفيين ووفرت لهم فرصة الاحتكاك عن قرب بأجيال سبقتهم، وصنعت من نفسها منصة انطلاق لعشرات المواهب الصحفية وجدت فرصتها التي لم تكن لتجدها في غير كنف عبد العظيم مناف وبين جدران "الموقف العربي" و"صوت العرب"..
وفر وجود عبد العظيم مناف في لحظة تاريخية فارقة أكثر من فرصة للتيار الناصري؛ كان أهمها فرصة التعبير عن نفسه في صورة كتاب أو في صيغة مطبوعات دورية ومجلات وصحف؛ وكان مكتبه الصغير في قلب القاهرة نهاية شارع القصر العيني يسع العشرات والمئات والألوف من القلوب والعقول التي التفت حول داره ومطبوعاته تلتهم كل ما ينتجه وتتأثر بكل ما يخرج منه من أفكار وكتابات وكتب..
عبد العظيم مناف رجل صنع أسطورته بنفسه؛ كان جسوراً في أحلامه؛ وكان قادراً على تحقيق تلك الأحلام؛ كان يعمل طول الوقت عدا ساعات قليلة للنوم ؛ وكان أستاذنا محمد عودة يقول كالمصدق بأن عبد العظيم يعمل بالطاقة النووية؛ لا يكل ولا يتعب ولا يمل؛ يحتفظ بحيويته على مدار اليوم؛ ويحتفظ بابتسامته حتى في أحلك الظروف والأزمات..
كان طموح عبد العظيم مناف يبدو للبعض جنوناً فوق الطاقة؛ وأذكره وهو يتحدث عن اقتراب موعد صدور "صوت العرب" اليومية؛ وفاجأنا بأنه انتهى بالفعل من الاجراءات القانونية والدراية اللازمة للإصدار اليومي وأن كل ما علينا هو التفكير والإعداد لتحول الجريدة الأسبوعية إلى يومية في غضون شهرين ..
كنا مأخوذين من جرأة الطموح ، وجسارة المغامرة، وربما تشكك البعض منا في جدية الموضوع ، بدأنا نتعامل بجدية مع الفكرة فقط بعدما توالت اجتماعات التحضير للإصدار اليومي حتى وصلت إلى "ماكيتات" للصفحات على مدار الأسبوع ؛ ولعل الترصد الحكومي لجريدة " صوت العرب" ومن ثم القرار الأمني بوقف اصدارها ، كان في أحد صوره وقفاً لمشروع طموح ويكاد يكون جنونياً أن يصدر في مصر أول جريدة معارضة يومية ليس للأجهزة سلطان عليها.
عبد العظيم مناف مضافاً إلى معادلة "التيار الناصري" في بدايات تبلوره يساوي رقماً مهماً في المعادلة؛ ولمن أراد أن يعرف قيمته فلبحاول أن يتخيل تلك المعادلة محذوفاً منها عبد العظيم مناف؛ على الأقل كان التيار مرشحاً لخسارة جيلين كاملين من الكتاب والصحفيين حافظوا في دار عبد العظيم مناف على نقاء موهبتهم ونقاء انتمائهم لواحد من أهم تيارات الوطنية المصرية ..
قيمة عبد العظيم مناف الحقيقية ليست فقط فيما خلفه وراءه من كتابات وكتب وتجارب مهنية شديدة التميز؛ بل هي على الحقيقة تتمثل فيما تركه من بعده من مواهب تبوأت منزلتها التي تليق بها وكان هو الذي غرس بذرتها في أرض الحياة ..
عبد العظيم مناف رغم الغياب الذي فرضه الموت باقٍ أشد حضوراً من أحياء يسعون في الأرض كالأموات.
 
عبد العظيم مناف .. الإنسان والمناضل
بقلم: فتحى محمود
فى قاعة العزاء الكبرى بمسجد عمر مكرم تجمع يوم السبت الماضى عدد كبير من الشخصيات التى تمثل مختلف الأجيال والتيارات من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين والمثقفين وغيرهم، حشد تجمع فى عزاء فقيد العروبة الكاتب الصحفى الكبير عبد العظيم مناف رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة الموقف العربي، مثلما كان يتجمع حول الفقيد فى جلساته ومحاوراته ونقاشاته ومواقفه الإنسانية التى جعلت مخالفيه فىالرأى أكثر تمسكا بصداقته . 
وإذا كانت آفة المثقف المصرىهى الانفصال عن البيئة المحلية التى خرج منها خاصة إذا كان من ابناء الريف، فإن عبد العظيم مناف كسر هذه القاعدة بشدة وارتبط بقريته منشأة الحاج ببنى سويف بشكل وثيق حتى آخر لحظات حياته، وبنى فيها مدرستين على نفقته الشخصية، وكان يحلم ببناء كليات ومعاهد وخاصة للدراسات العربية على قطعة أرض خصصها لهذا الغرض. 
لقد نجح عبد العظيم مناف فى تحويل مجلة «الموقف العربي» ـ أول مطبوعة خاصة تصدر رسميا بعد ثورة ٢٣ يوليو ـ إلى مدرسة ضمت مئات الأقلام من مختلف الاتجاهات بالدول العربية، الذين تحولوا بعد ذلك إلى نجوم على الساحة السياسية والإعلامية. 
ولا أجد أفضل من كلمات الأمين العام السابق للمؤتمر القومىالعربى معن بشّور فى رثاء الأستاذ مناف تعبيرا عن شخصية الفقيد، حيث قال: قلّما اجتمع الظرف الإنسانى مع الصلابة الوطنية، والتعليق الساخر مع الالتزام القومي، كما اجتمعا مع الراحل الكبير والغالى عبد العظيم مناف صاحب جريدة «صوت العروبة» ومجلة «الموقف العربي» اللتين حملتا لواء التصدى لكامب ديفيد والدفاع عن الإرث الناصرىوالقومىفى أكثر الأيام حلكة فى حياة مصر. 
 
فى الجريدة والمجلة اللتين أقامتا فى شارع قصر العينىفى القاهرة قرأ المصريون للمرة الأولى لأقلام شابة باتت تحتل اليوم أهم الأعمدة فى الصحافة المصرية. 
كان الصحفىالقومى الشجاع يحرص على أن يجتهد ليعبر عن أفكاره بالطرق المميزة فارتبط اسمه «بالثلاثيات» التى تختصر أكثر الأفكار تعقيدا، «حضارة، جسارة، جدارة» كانت إحدى تلك الثلاثيات التى كان يرددها عبد العظيم مناف فى بغداد إبان مؤتمرات التضامن مع العراق بوجه الحصار والعدوان. 
مناف كان يقول «بالسلم» المزيف أرادوا إخراج مصر من انتمائها ودورها، وبالعدوان والحرب أرادوا إخراج العراق وسوريا وليبيا واليمن، لكى لا يبقى فى المنطقة سوى الكيان الصهيوني. 
ويضيف معن: قبل أيام سألت صديقنا المشترك نقيب أطباء السودان العائد إلى بلده من مصر الدكتور أحمد الشيخ عن أخبار عبد العظيم فأخبرنى أن ألصديق الحبيب مريض بشدة فى جسده لكنه حاضر بقوة فى روحه المتمردة على المرض الجسدى كما كانت متمردة دوما على الأمراض التى تفتك بجسد الأمّة لاسيّما الطائفية والمذهبية والإقليمية والعنصرية. 
عبد العظيم سيفتقدك أحباؤك الكثر، سيفتقدون صلابتك وسخريتك ومودتك وابتسامتك المتحدية لكل المصاعب والمحن. 
وبمناسبة الحديث عن الصحافة، اضم صوتى إلى صوت الأستاذ يحيى قلاش نقيب الصحفيين الذى ناشد جميع الزميلات و الزملاء تقديم افكارهم ومقترحاتهم حول مايجب ان يتضمنه مشروع القانون الجديد لنقابة الصحفيين ليواكب ماجرى من تطورات على المهنة و سوق العمل وثورة الاتصالات التى ازالت الحواجز والقيود . 
فقانون النقابة الحالى الذى تم اقراره منذ نحو ٤٦ عاما ورغم ماجاء به من ضمانات ومكاسب كبيرة فى وقتها الا انه اصبح عاجزا عن الاستجابة للتطورات التى طرأت على اوضاع المهنة ومفهوم الصحافة حاليا فضلا عما به من المواد المنسوخة والتى لا يتم العمل بها، اضافة الى مواد عديده تحتاج الى ادخال تعديلات جذرية عليها، ومواد اخرى ضرورية للتعامل مع القضايا الجديدة والمستحدثة . 
واهم المواد التى تحتاج الى تعديل تلك التى تتعلق بموضوعات القيد وموارد النقابة وضمانات ممارسة المهنة وقواعد ونصاب عقد الجمعية العمومية ونظام الانتخابات ، وابرزالقضايا المستحدثة والتى يجب ان يشملها القانون الجديد تلك التى تتعلق بمستقبل الصحافة الورقية وعلاقتها بالصحافة الالكترونية وتعريف جديد لمن هو الصحفى وضمانات علاقات العمل ووسائل الحماية للصحفي.
 
ورحل أبو الواجب
بقلم: اسامه عفيفى
أشم رائحته قبل أن يأتي.. أشعر به يتجول خلسة بين البيوت وتحت جنح الظلام مكشرا عن أنيابه .. لينقض فجأة فيختطف عزيزًا أو نبيلًا فهو دائما كما اعتدت يختار وينتقي , ورغم أنه حق وقدر وارادة الهية ولا راد لقضائه سبحانه الا أن الفقد والفراق يدمي القلوب دائما ويترك فيها آثار لوعة الفراق , والفراق دائما صعب وخانق خصوصًا عندما يكون لمن اعتدنا وجودهم في الصف الأول من طابور حماة القيم النبيلة التي تندثر يوميا من حياتنا بشكل محزن ودميم. هذا الشعور بالفقد ألفته في السنوات الماضية فلقد انتزع الموت من صدري ومن كياني نبلاء وأصلاء وأعزاء وأوفياء حتي لقد اصبحت الدنيا ماسخة الطعم بدونهم واصبحت أشعر بالوحدة والغربة كل يوم مع رحيل الأصدقاء.
لكنني هذه المره أحسست أن جزءًا مني قد انخلع أو قل ‘ن جدارًا من بناء تكويني قد انهدم .فما أن أتاني خبر رحيل عمنا عبد العظيم مناف حتي أصبت بالخرس والذهول. أحقا؟؟!! هل حدث فعلا؟؟!! هل رحل ؟؟
رحت أتصل بهذا وذاك متمنيا أن يكذب أحدهم الخبر, لكن للأسف كانت هي الحقيقه المريرة... وجدتني أسقط في بئر صمت عميقة , ولم أستطع أن أكتب كلمة واحدة أو حتي أعبر عن أساي أو حزني . حالة من الفقد اعتصرت القلب ووجدتني أستجدي البكاء استجداء لكن الدموع تحجرت ليحل محلها ألم يلد ألما تتوالد منه آلام .
قلت للنفس تساءا وتعزية لقد استراح من الألم وخفف الله عنه أيام مرضه... لكن ماقلت للنفس لم يخفف ألما ولم يشف جرح .. أحسست بأن ماأقولة مجرد مسكن منتهي الصلاحية لا يؤثر فيما أشعر به من نار الفقد .
سرحت وفتحت بوابة الذكريات علي مصراعيها وجلست اتذكر خلافاتنا وعراكنا واتفاقاتنا وتصادماتنا وأيامنا المرة والحلوة عبر أكثر من ثلاثين عاما, تذكرت الكثير والكثير لكن الشريط كان يتوقف كل مرة عند لقطة واحده تتكر طوال الرحلة : الكرم والالتزام بالواجب, فلقد كان يرحمه الله يعرف كأي فلاح مصري أصيل قدر الناس ويعرف أن من حقهم علية أن يقوم بواجبة إن ألمت به مصيبه أو كارثة أو قضاء , ومهما كان الإختلاف تجده في أول الصفوف للمواساة ربما لا تجده كثيرًا في الأفراح, لكنه لابد أن يكون أول من يصل عندك اذا مرضت أو أصابك مكروه وتجده أول المعزين إن رحل أحد من ناسك أومن أهلك, كان يتصل بي ليذكرني بضرورة تعزية فلان أومواساة علان أوالذهاب للمستشفي لأن فلانا مريض
 نعم لقد كان قوميًا عروبيًا ناصريًا متشددًا في زمن صعب, ولعبت مؤسسته الصحفية عبر مجلة الموقف العربي وجريدة صوت العرب دورًا كبيرًا منذ السبعينيات وحتي بداية القرن الواحد والعشرين في الدفاع عن العروبه وأسهمت في رفد الحياة السياسية والصحفية بكوادر ونجوم الصحافة والسياسة , وقد نختلف علي أهمية هذا الدور أو نتفق
لكن كل من عرفوا الرجل لن يختلفوا أبدًا علي أنه كان" أبو الواجب" بلا منازع
وأبو المواقف النبيلة في كل مصيبة تمر بأحد الأصدقاء أو الزملاء تذكرت هذا كله وأنا في سرادق عزائه يوم السبت الماضي عندما أتي الجميع يعزون انفسهم في فقدة
أحسست أن روحه ترفرف علي المكان ممتنة وسعيدة وقلت له: طب نفسا يا أبو الواجب فالواجب لاينساه الأصلاء ,,,طب روحا فالوطن أيضا لا ينسي ماقام به المخلصون
 
.
إعلام عبدالناصر "المحظوظ "
 
بقلم : نور الهدى زكى
لم أفهم يومها ما يقصده الرئيس بقوله إن عبدالناصر كان محظوظا بإعلامه، توقفت لحظات أمام العبارة التى جاءت أثناء لقاء للرئيس قبل عام تقريبا، قلت ربما يقصد أن نظام عبدالناصر صنع إعلاما للحشد الجماهيرى وصناعة الصورة وتوحيد الرؤية، وتحويل كل إنجاز إلى حالة شعبية يتغنى بها المصريون، بدليل كلمات صلاح جاهين التى عاشت حتى الآن، وربما لا نجد غيرها نستدعيها فى مناسبات الوطن، حتى وإن كانت لا تناسبنا، قلت: هل يريد الرئيس مثلا أن نقول له اطلب تلاقى (٩٥) مليون فدائى فى جميع الميادين، أو نقول: بقرش الادخار نتحدى الاستعمار ونقيم جدار جبار يحمى حياة العاملين، ولنردد كلمات عن الخطة الخمسية التى نستعين بالله على إنجازها، أو نشرة الأخبار التى تتحدث عن أن الرئيس ذهب، والرئيس جاء، والرئيس افتتح وأنجز و... و...، أو السينما التى صالت وجالت فى عصر ديمقراطية وأحزاب ومجتمع ما قبل ثورة يوليو، مجتمع النصف فى المائة، أو صحافة الكبار وإبداعات الكبار، ويكفى هنا الإشارة إلى نجوم الدور السادس فى جريدة الأهرام؟!
الامر اختلف، والدنيا غير الدنيا الآن، وإعلام عبدالناصر كان يدعم مشروعا ومنهجا وخطا، هذا المشروع والمنهج وهذا الخط كان يتحدى البنك الدولى الذى رفض تمويل السد العالى، فكانت (الضربة القوية)، كيف لنا الآن أن نغنى للبنك والصندوق اللذين سيقرضاننا ١٢ مليار دولار، ربما تذهب لسد جزء من عجز الموازنة، والإعلام فى أحسن حالاته يغرقنا فى متاهة مفادها أن: القرض والصندوق كويسين ولكن!! أو أن القرض والصندوق مش كويسين ولكن!! فيكون قرار المواطن هو الانصراف، واعتبار أن القصة كلها لا تعنيه، وتمضى الأمور، وتطالعنا الصحف والإعلام المرئى مثلا بتفاصيل زيارة وزير خارجيتنا فجأة لإسرائيل، كيف يصنع الإعلام هنا دعما شعبيا للزيارة؟ بعد أن كانت إسرائيل فى إعلام عبدالناصر المحظوظ عدواً (وإيش حال يوم تحريرنا فلسطين).. ربما أصبحت فلسطين الآن هى العدو، لا أحد يعرف، فيكون قراراً بالانصراف عن الإعلام، وتمضى الأمور، ولا مانع أن نغرق بين الحين والآخر فى قصة من قصص الدجل والشعوذة وجرائم الثأر والشرف التى لا تنتهى حتى بالدماء، ويكون قرارا بالانصراف، وتمضى الأمور. ومن انصراف إلى انصراف ونبتعد عن إعلام لا يترجم منهجا ولا خطة.
ربما يقول قائل إن المنهج والخطة موجودان، ولا نعرف لماذا ينصرف الناس عنهما؟
الأمور اختلطت وتعقدت والناس انصرفت إلى حلقات شديدة الضيق من مصالحها وحاجاتها اليومية، وعبدالناصر لم يكن محظوظا فى إعلامه، ولا تستقيم المقارنة هنا ولا يصح الاستدعاء، والمنهج والخطة اللذان غابا، الآن هما اللذان يستجلبان الحظ والدعم وصناعة التوجه، فحظ عبدالناصر- إذا جاز التعبير- كان بانحيازه ووضوح وجهته ومشروعه.. وضوح فى التعليم والصحة والبنك والصندوق، فكان الحظ، وكان المصريون يعرفون الطريق. الرئيس أراد حظ عبدالناصر بلا مشروع ولا طريق.. اللهم إلا الطريق الوحيد الذى يصل بنا إلى حالة الانصراف
 
  
عبيلو واديلو .. والحاج محمد ابو العينين !!!
بقلم : محمد صلاح الزهار
من كذا يوم كده طلع علي قناة صدي البلد خواجه طلياني، مع صاحب القناة الحاج محمد ابو العينين، عرف نفسه بانه زعيم الاغلبية بالبرلمان الطلياني ، الخواجة الطلياني فقع شوية تصريحات جامدة جدا.. منها " مصر بريئة وما قتلتش الشاب الايطالي جوليو ريجيني " .. " ايطاليا غلطت لما سحبت سفيرها من مصر وغلطت لما فرضت عقوبات علي مصر "، وخد بقي الكبيرة ، الخواجة قال انوا هايعمل مؤتمر صحفي في بلدهم يهاجم فيه كل اللي هاجموا مصر واتهموها بقتل ريجيني !!
- الصراحة انا استغربت وقولت الله طب لما الخواجة ده هو زعيم الاغلبية في البرلمان الايطالي، ايه اللي حصل وايه الثورة اللي قايمة ضد مصر في البرلمان الايطالي، ومن قبله البرلمان الاوروبي ، انما كدبت نفسي وقولت، يمكن ربنا حب يقف مع الغلابة اللي بيوتهم اتقفلت بسبب تراجع السياحة والتحويلات والذي منوا، نتيجة لتداعيات الحملة الممنهجة ضد مصر بعد حادث مقتل ريجيني ، وقولت حتما انوا الخواجة الايطالي هدية من السما ، وعلي ايده انشاء الله هاتتصلح الامور، وقولت بقي انوا هايروح يقابل رئيس البرلمان بتاعنا، ويمكن يقابل وزير الخارجية، ويمكن يقابل رئيس الوزارة كمان ، وقولت انه ان اوان اغلاق ملف اتهامنا بقتل ريجيني .. ، انما فوجئت بأن الخواجة ما راحش يقابل اي مسئول رسمي ، انما لف علي بتوع الكوارع والكباب وقعد يملا بطنوا بالاكلات الشعبية الشهيرة عندنا ، وللاسف طلعت كل تمنياتي فاشوش !!
- اتضح ان الخواجة الايطالي مش زعيم الاغلبية في البرلمان الايطالي، ولا ليه دعوة بأي اغلبية في اي حتة في العالم ، وانوا رئيس حزب او عضو في حزب علي ادوا اوي ، واختلفت الروايات عن عدد المقاعد التي يحوزها هذا الحزب كرسي في البرلمان الايطالي، انما الاكيد انوا ليس زعيم اغلبية ، واتشقلبت الصحف والمواقع الالكترونية علي راس الحاج محمد ابو العينين، واللي يقولك فضيحة ابو العينين واللي يقولك مش عارف ايه !
- والحقيقة انا سرحت جامد في الموضوع واستبعدت ان الحاج ابو العينين قاصد يعمل فضيحة للبلد ، واكيد نيته خير طبعا، وقولت ان الحاج متعود علي حل كل المشكلات اللي بتقابلوا بالطريقة دي، " طريقة عبيلوا واديلوا " ، وهذه الطريقة، نفعت كتير والحاج عملها مليون مرة وعدت، مثلا زمان من يجي عشرين سنة واكتر فوجئ الناس بأن شاب جامعي مات غرقا في مارينا بعد ما صدمه اللنش بتاع الخاج محمد ابو العينين، وناس قالت ان الحاج محمد هو اللي كان سايق اللنش وناس قالت ان ابن الحاج اللي كان عندوا ٨ سنين ساعتها، هو اللي قتل الشاب باللنش، المهم الحاج وبالتعاون مع جريدة الاخبار ، خلصوا الموضوع ودفعوا فدية لاهل الشاب القتيل، والنائيب العام ساعتها قبل التصالح، وحفظ القضية ضد الحاج وابنوا ، وسنة ٢٠٠٥ الحاج كان رئيس لجنة الصناعة في البرلمان وعشان يخدم صاحبوا وحبيبوا رجل الاعمال هاني سرور عضو البرلمان ( الاتنين كانوا حزب وطني) ، قام الحاج بتشكيل لجنة زارت مصنع هاني سرور لاكياس الدم وقالت انوا مصنع سليم وميه ميه ، الحاج كان عاوز يبرئ صاحبوا هاني سرور من قضية اكياس الدم الملوثة، انما ساعتها الدنيا قامت والنيابة عملت دوشة واحالت هاني سرور للمحاكمة في قضية اكياس الدم الملوثة، ومن كذا سنة كده اخوانا في الجمارك مسكوا صفقة بودرة سيراميك متهرب فيها كميات كبيرة من الفياجرا، الصفقة كانت لحساب شركة سيراميكا كليوباترا المملوكة للحاج ابو العينين ، انما الاخ يوسف بطرس غالي وزير المالية ساعتها كلم ابو العينين في التليفون وقالوا الحق ، فالحاج اللي يباركلوا قال انا ماليش دعوة والعمال اللي عندي همه اللي هربوا الفياجرا في بودرة السيراميك، واتحبس المتهمين خمس سنين كل واحد ... وغيروا وغيروا ، مواقف كتير نفذ فيها الحاج طريقة عبيلوا واديلوا ، انما المرة دي وفي موضوع ريجيني باظت الحكاية لسبب واحد ، هو ان الطريقة دي اصلا الجماعة الطلاينة هما اللي بدعوها وعشان كده ما نفعتش !
معذرة للاطالة
 ملحوظة : انا ليس لدي عداوات او خلافات شخصية مع الحاج محمد ابو العينين، بالعكس ده انا ومن سنيين طويلة وكل ما اعمل اي تعديلات في ارضيات الشقة او الحمام ، لازم اختار بلاط جديد من البلاط اللي بتنتجه شركة سيراميكا كليوباترا بتاعة الحاج ابو العينين ، لانه وبشهادة كل خبراء الارضيات والحمامات من افضل البلاطات الموجودة في السوق، وعشان كده بأقوله يا عم الحاج ياريت تخليك في صناعة البلاط بس .. ياريت !!! 
 
زويل وعلاقته باسرائيل
بقلم: صلاح محفوظ
لى الصورة التقطت في العام 2000 .. الصورة من اليسار لليمين انا (صلاح محفوظ) ومنى المري كانت مديرة نادي دبي للصحافة وزوجة وزير شئون مجلس الوزراء في الامارات محمد القرقاوي, واحمد زويل وزوجة السفير المصري وزوجها السفير عبد المنعم الشاذلي سفير مبارك في الامارات.
والصورة الثانية 
لزويل وهو يصافح وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ورئيس اسرائيل عزراوايزمان وهو يسلمه جائزة وولف برايز عام 1993 وهي اعلى جائزة علمية في اسرائيل منشورة في صحيفة يدعوت احرانوت, لتطويره منظومة الصواريخ الاسرائيلية
حكاية هذه الصورة ( الاولى)وما جرى بعد تناولي العشاء مع زويل والسفير المصري.
وهذا مدون في كتابي يوميات صحفي مشاكس.
( لم أصادف يوماً مشكلة ما بسبب حوار صحفي أو حتى محاولة إجراءه بقدر المشكلة التي واجهتني عندما أردت إجراء حوار صحفي مع العالم الامريكي أحمد زويل، فقد كنت فرحاً بالرجل وفخوراً به ولم أتأثر أو تهتز مشاعري نحوه بسبب جنسيته الأمريكية، وزوجته السورية وانبهاره المبالغ فيه بالحضارة الأمريكية، فقد كنت أعتبره مصرياً وأول عربي يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء، لذلك كنت مصراً على محاورته، بل وتغاضيت عن كل ما كتب واشيع عن الرجل ومدى علاقته بإسرائيل وزياراته المتكررة لها، شيء واحدٌ أردت الإبقاء عليه وهو مهما كانت حقيقة الرجل يبقى في النهاية أنه مصري وإذا كان كل ما كتب عنه حقيقة فربما كان بسبب ضغوط تعرض لها وكانت أقوى منه،هكذا كنت أبرر لنفسي كل ما يقال عنه.
بعد انتهاء الندوة التي أقامها له نادي دبي للصحافة، توجه زويل برفقة مسئولي النادي وعدد قليل من الصحافيين وانا منهم لحفلة العشاء التي أقيمت على شرفه والتي أقامها له النادي على متن مركب كانت راسية في مياه الخور قبالة النادي وأمام المركب حاول مضيفو زويل البحث عن مرسى يصلح لدخول المدعوين إلى المركب, بعد أن حال وجود السور الإسمنتي بينهم وبين باب المركب.
في هذه الأثناء استغل الزملاء الصحافيين الفرصة وانهالوا بالأسئلة على زويل الذي لم يستوقفه منها سوى سؤالين أحدهما مني والآخر من الزميلة حنان جاد من صحيفة الخليج، ولم يكن فحوى السؤالين يصب سوى في أتجاه القلق عليه من محاولة اغتياله من قبل اليهود كما فعلوا بعلماء مصريين سبقوه، مثل يحي المشد وسعيد السيد بدير وسميرة موسى, وغيرهم, بالنسبة لسؤالي كان مدعما بصورة لزويل وهو يصافح وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ورئيس اسرائيل عزراوايزمان وهو يسلمه جائزة وولف برايز عام 1993 وهي اعلى جائزة علمية في اسرائيل منشورة في صحيفة يدعوت احرانوت, لتطويره منظومة الصواريخ الاسرائيليةلاحظت من رد فعل زويل أنه أنزعج بشدة ونفى تماما الصورة والخبر.. ( لماذا انزعج؟ لا أدري!!!!)، 
كان لدينا اعتقادٌ بأن السنوات الطوال التي عاشها في أمريكا جعلته يرى الصحفيين بعين أخرى ليست كنظرة المسؤولين في بلادنا التي هو منها لكن وكما يقولون “من شب على شيء شاب عليه” ويبدو أنه لم يأخذ من سلوك الأمريكان شيئاً، الطريف أن ضابط مخابرات كان برفقته أتجه نحوي وسألني عن أسم الزميلة حنان جاد، فأجبته بحسن نية ثم قال لي: وأنت أين كنت تعمل بمصر فقلت له: بصحيفة الأحرار، أبتسم الرجل ولم يعلق، فسألته بدوري من يكون فادعى أنه يعمل مهندساً في مكتب زويل، لم أعلق أنا أيضاً على إجابته وأخيراً يعثر عمال المركب على مرسى عبارة عن جزء منخفض بالسور وطلبوا من الحضور الدخول، تردد زويل قليلاً قبل أن يقفز إلى المركب، لكن المشكلة الحقيقية كانت مع النساء اللائي وجدن حرجاً كبيراً في العبور إلى المركب خاصة زوجة السفير المصري بملابسها القصيرة.
تناولنا العشاء، ثم صعدنا إلى سطح المركب الذي تم إعداده على هيئة مجلس عربي، تصدر د.زويل المجلس، بينما التف حوله أعضاء السفارة المصرية والصحافيين، ولم نكد نستقر في مكاننا حتى تقدم أحد العمال الهنود بصينية الشاي نحو أحمد زويل الذي التقط كوب الشاي ثم بحث في جيوب بدلته عن شيء ما ثم نظر إلي وقال تصور نسيت علبة السيجار بالفندق فقلت له :أعتقد أن السيجار الذي بحوزتي يناسبك فقال لي: ما هو، قلت له : “كوهيبا”. 
استبدت الدهشة بزويل ثم نظر إلي باستغراب وقال لي : كيف عرفت أني أدخن هذا النوع، قلت له أنها مصادفة، فهز الرجل رأسه رافضاً هذه الصدفة ولم يعلق ولم يضيع الصحافيين الوقت فحولوا جلسة المسامرة هذه إلى مؤتمر صحفي آخر وانهالت الأسئلة على الرجل.
سألني زويل عن"الفيمتو ثانية" فقلت له مداعباً إنه اكتشافك وأنت أولى أن تخبرنا عنه فأنا لا أعرف عن الفيمتو سوى أنه شراب توت مشهور بالإمارات فضحك زويل وقال لي بتتكلم جد، فردت عليه منى المري قائلة فعلاً يا دكتور عندنا شراب بهذا الاسم، في هذه الأثناء جاءتني مكالمة من عبلة النويس (وقتئذ كانت المستشارة الصحفية للشيخة فاطمة بنت مبارك حرم رئيس الدولة ),وعندما علمت أني جالس مع زويل قالت لي: أبلغه سلامي وبعد انتهاء المكالمة، أبلغت زويل السلام فقال لي: على فكرة عبلة أعرفها من زمان، أنا وهي وآمال فهمي(!) كنا أصدقاء ثم سألني أين تعمل هي الآن بعد إقالتها من زهرة الخليج فقلت له أسست مجلة جديدة، فجأة وبلا مبرر في سياق الحديث سألني زويل: أين كنت تعمل في مصر؟ فقلت له: جريدة الأحرار، ويبدو أني نطقت كفراً فعندما سمع الكلمة تبدل لونه وتغيرت ملامحه ثم نظر إلى السفير المصري وقال له : شفت يا شاذلي بيه الأستاذ كان شغال في الأحرار ثم تابع كلامه قائلاً: تعرف الأحرار دي عملت في إيه؟ كتبوا عني قبل أن أحصل على نوبل بعدة شهور أني أذهب إلى إسرائيل وأدرب علماءها على تطبيقات الفيمتو الثانية، شفت يا شاذلي بيه جريدة مصرية تكتب عن عالم مصري كده؟ فرد عليه السفير قائلاً: ها نعمل إيه يا دكتور ربنا بالينا بمعارضة «وسخة» وعموماً كلها صحفهم هايفة وغير مسؤولة وكلنا عارفين شغل المعارضة اللي بيعملوه ده.. قلت للسفير لماذا تسب النظام الم يقل رئيسك ان المعارضة جزء من النظام فإذا كانت المعارضة كما وصفتها فماذا يكون النظام؟
زمجر السفير وبدأ يمارس مهنة المخبرين ويسأل المحيطين به من مخبرين السفارة عني!
من كلام زويل تشككت في تصديق أنه عاش في أمريكا، لأن ما لاحظته من ضيق صدره وغضبه المبالغ فيه أنه ما زال يفكر بنفس عقلية المسؤولين في مصر، ويبدو أنه لم يكن يقرأ صحفاً في أمريكا، وبالتالي لم يقرأ شيئاً مما يكتب هناك، وإلا فكيف يأتي الرجل من بلاد تكتب الصحف فيها ما تشاء ولو كان ضد رئيس الدولة، ورغم هذا يضيق بمقالة لصحفي مصري لم يكتب فيها سوى حقيقة الرجل التي تنشرها صحف بلاده الأمريكية.. أما رد السفير المصري فقد جعلني أحمد الله أنه ليس رئيساً للجمهورية وإلا لوضع كل صحفيي المعارضة بالسجون وأغلق صحفهم، والحمد لله أن البلاء وقع فقط على المصريين المقيمين في الإمارات.
انتهت الجلسة على خير ولم يعكر صفوها سوى زويل والسفير المصري وأمام السيارة التي ستقل زويل إلى برج العرب، سألته أن كان حقاً يحمل الجنسية الأمريكية؟ بالطبع لم يعجبه السؤال فرمقني بنظرة غاضبة واستقل السيارة التي تحركت وهو يتابعني بنظرة من خلال الزجاج.
مطاردة دبلوماسية
كانت ليلة العشاء مع هذا الزويل جلسة مشئومة بكل معنى الكلمة مازالت تداعياتها مستمرة حتى الآن، وتحولت من يومها إلى العدو رقم واحد للسفارة المصرية وبدلا من أن ينشط السفير المصري في حل مشاكل المصريين تفرغ للهجوم على في كل وقت وفي اي مكان.. هل حقاً كل هذا بسبب زويل؟ أم ماذا؟ حاولت أن أفهم السبب فلم أفلح، وعندما زادت رزالات السفير أرسلت رسالة إلى عمرو موسى وزير الخارجية آنذاك فلم يصلني رد، في النهاية أيقنت أنه لا فائدة ترجى من الشكوى لأي مسؤول مصري لأن المسؤولين لدينا لم يدرجوا المواطنين بعد في دائرة اهتماماتهم.
ولم تتوقف محاولت السفير عند هذا الحد فبعد مضي نحو عام على تلك الواقعة علم اني اعمل باحد الصحف اليومية فذهب إلى رئيس تحريرها وطلب منه ما سبق أن طلبه من عبلة النويس-انهاء خدمة- لكنه هذه المرة تلقى ردا موجعا ومهين اذ قال له رئيس التحرير هل شربت القهوة؟ 
رئيس الوزراء
بالغ السفير في عدائه لي بشكل سافر لدرجة انه تشاجر معي هو وزوجته المحترمة اثناء مؤتمر صحفي للشيخ عبد الله بن زايد وزير الاعلام انذاك, وكانت زوجة السفير بارعة في وصلة الردح البلدي التى قامت بها في حضور الشيخ عبد الله وزير الاعلام، وكان السفير فرحا جدا بانتصاراته المتتالية على شخصي الضعيف، وآخر غزواته معي عندما كنت اجلس مع د.عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري في جناحه بأحد فنادق أبوظبي لإجراء حوار صحفي فوجئت بهذا السفير وهو في حالة غير طبيعية، ثم نادى على أحد مساعديه ولم تمض دقيقة حتى نادى على المستشار الإعلامي للسفارة، في هذا الوقت أحسست أن شيئاً ما سيحدث، وبالفعل توجه السفير إلى رئيس الوزراء وهمس في أذنه، فوجئت لحظتها أن عاطف عبيد ينظر إلي نظرة متفحصة، وفي نفس الوقت ناداني المستشار الإعلامي سليمان عبد الغفار وبدا مرتبكاً بعض الشيء، أحسست أن لديه رسالة يخجل من إيصالها فقطعت عليه الطريق وقلت له: طبعاً السفير عملها كالعادة!
تردد الرجل قبل أن يعرب لي عن أسفه من هذا التصرف الغريب وأبدى تحفظه على أسلوب السفير.
تركت بائع القطاع العام المدعو عاطف عبيد، وأنا مندهش من الحرب بالوكالة التي يخوضها السفير نيابة عن زويل
السفير الجديد
في جناحه بفندق شيراتون ابوظبي كنت أجلس مع الدكتور مصطفى الفقي المستشار السياسي السابق لمبارك وفجأة دخل علينا رجل قصير القامة، صافحته وجلست معه بعض الوقت دون أن أعرف من هو! 
كما أن مصطفى الفقي تجاهل الامر, ولم يعرف أحدنا بالآخر..
في اليوم التالي, وفي تمام الثامنة صباحا رن هاتفي النقال، وكان المتحدث يدعوني لشرب فنجان قهوة في مكتبه، وعندما سألته من يكون قال لي انه السفير المصري الجديد( فهمي فايد)!
ما أن وصلت إلى مكتب السفير؛ حتى رحبت بي السكرتيرة، وعلى الفور طرقت باب مكتب السفير الذي استقبلني عند الباب، لكن ما أن دققت فيه النظر حتى اكتشفت؛ أنه الرجل الذي كنت أجلس معه عند الدكتور مصطفى الفقي..
أختصر السفير الوقت ودخل في الموضوع بشكل مباشر وقال لي أن هذا يومه الاول في السفارة، وأول مهمة مطلوبة منه أن يكتب تقريراً عن حكايتي مع السفير السابق-هكذا قال- ووعدني بعدم تكرار ذلك.. وللأمانة لم يحدث منه أو من السفارة شيئا تجاهي باستثناء حادث واحد من المستشار الثقافي للسفارة عندما دفع المشخصاتي والممثل الحكومي عادل امام للاتصال برئيس تحرير المجلة التي كنت اعمل بها ليشتكي ضدي من مشكلة وهمية.راجع ص 86
لكن يبقى سؤال: ما موقف سفيرنا السابق من زويل الآن بعد أن تردد أن الرجل يريد الترشح لرئاسة مصر؟ وبعد أن ناصبته العداء كل أجهزة الدولة؟...
كان هذا ما نشرته عن زويل في كتابي ولا املك الا ان اطلب له الرحمة وقد اعجبني تعليق للسيد جمال طه عفيفي لبوست للاستاذة العظيمة د. نجوى طنطاوي.. (لا اعتقد ان احدا تحدث عن جنة او نار ولا أحد يستطيع ان يشكك في الدكتور زويل كقيمة وقامة علمية ولكن السؤال عما انجزه وحققه الدكتور زويل لوطنه لم نأخذ منه علميا شيئا الا احاديث لبعض الاعلاميين الفشلة اي منحنا كلاما ولم يعطنا انجازا علي الارض، فنالت امريكا ومعها اسرائيل علمه وأخذنا نحن جنازته وجثمانه رحمه الله.
 
 
الإباحية.. حرية ... صناعة إعلامية أم إفساد؟ 
 
بقلم : د . حسن على محمد
الإباحية الآن لم تعد صورا عارية يختلسها مراهقون خلف الشاشات, ولم تعد مجرد مشروع إعلامي مضمون الجمهور والإعلانات والربحية, إنها ترتبط بالاتجار في البشر, والجريمة المنظمة, وتبييض الأموال القذرة بل هي أكبر مما نتصور أنا وأنت.
قبل أكثر من15 سنة تقدم إلي مترددا في خجل ــ أحد طلاب الدراسات العليا بمشروع خطة بحثية لرسالة ماجستير حول صناعة الإباحية كمنتج إعلامي من منظور اقتصادي, فناله من الزملاء تقريع ولوم ولا أدري ما الذي جعلني لا أقف إلي جانبه؟ وبعدها بشهور قليلة ـ وأنا خارج البلاد معارا لسلطنة عمان ـ وقع تحت يدي كتاب بعنوان:الاقتصاد السفلي للصحفي الأمريكي إيريك شلوسر, أذهلني ما فيه من معلومات موثقة حول اقتصاديات صناعة الإباحية فأعادني إلي البحث مرة أخري في الإباحية وصناعها وتذكرت خذلاني لطالب محترم كان محقا في طرقه لموضوع مهم خجلنا جميعا من الخوض فيه.
المهم أن الكتاب الخطير أشار الي أن الجنس يعد من أهم مكونات الاقتصاد السري الأمريكي وحوالي33 دولة في العالم, انه يمثل جزءا حيويا من الحرية والفساد في أمريكا, ودوره لا يقل أهمية عن شركات أمريكية عملاقة مثل( مايكروسوفت) و(جنرال موتورز), للتحكم في اقتصاديات العالم, فقد صار( البورنو) أكثر نفوذا من كل هذه الشركات مجتمعة!!, وتشير تقديرات لدينا إلي أن حجم صناعة الإباحية بلغت97 مليار دولار, منها10 مليارات إلي12 مليار دولار تأتي من الولايات المتحدة وحدها, كذلك هناك من700 مليون إلي800 مليون صفحة إباحية علي الإنترنت, ثلاث أخماسها في الولايات المتحدة. وهناك تقديرات عام2013 تقول: يوجد25 مليون موقعا إباحيا في أنحاء العالم, تشكل12% من مواقع الانترنت مجتمعة, أكبرها موقع لشركة لديه80 مليار مشاهدة فيديو بانتظام وأكثر من18 مليار زيارة في العام ويملك أكثر من200 تيرابايت من المواد الإباحية, والتي تشكل50 ألف ساعة. هذه الشركة تخدم أكثر من100 مليون زائر يوميا, وتستهلك5,1 تيرابايت من البيانات في الثانية الواحدة, بما يكفي لتحميل150 فيلما روائيا. ويقول الصحفي سيباستيان أنتوني الكاتب بصحيفةExtremeTech ان أحد المواقع يتلقي4.4 مليار مشاهدة للصفحات و350 مليون زيارة كل شهر مما جعله يصنف كأكبر الم واستنادا إلي بيانات( جوجل), فإن هناك مواقع أخريتحتل صدارة المواقع الإباحية الأعلي مشاهدة أحدها يحقق1,2 مليار مشاهدة شهرية..وآخر يحقق970 مليون وثالث يحقق710 ملايين.
ولم يكن رجال الأعمال العرب بعيدين عن صناعة الإباحية حيث يستثمرون460 مليون يورو في320 قناة فضائية تبث محتوي إعلاميا للكبار علي الأقمار الأوروبية, حققت أرباحا تفوق المليار يورو في السنوات الـسبع الأخيرة من تقديم مواد جنسية وتوفير خدمة الاتصال الهاتفي الجنسي, الغريب أن بعضا من رجال الأعمال المصريين دخلوا الساحة بقوة.. إذ يمتلك أكثر من15 مصريا56 قناة إباحية وحدهم أما الباقي من القنوات الاباحية المملوكة لعرب فموزعة بين رجال اعمال من لبنان وقطر والمغرب وتونس والجزائر.
الموضوع خطير وشبابنا أمام الإنترنت والفضائيات ليل نهار, فهل تتنبه الدولة وتستخدم سلطتها قبل فوات الأوان؟.. حفظ الله مصر وشبابها.. والحديث مستأنف.واقع الإباحية علي الإنترنت
 
 
"قانون النقابة".. وأجور الصحفيين
بقلم: شكرى القاضى
علينا أن نتجاوز قضية صراع الأجيال. ونعترف بعظم دور الصحفي الشاب مصطفي عبيدو. في الانتصار لحق الصحفيين في رواتب تضمن لهم الحد الأدني للحياة الكريمة. فقد نجح عبيدو فيما فشلت فيه العديد من مجالس النقابة المتعاقبة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي بامتداد ثلاثين عاماً ولا يختلف اثنان علي أن الحكم القضائي الصادر من مجلس الدولة يوم السابع والعشرين من يوليو الماضي بتحديد الحد الأدني لرواتب الصحفيين يضع النقابة في موقف لا تحسد عليه وعندما تشرع النقابة في إعادة صياغة قانونها الذي يرجع تاريخه إلي مطلع السبعينيات. فإنها ترهن مستقبل مجلسها بالتوفيق من عدمه وتضع نفسها أمام فوهة البركان مجدداً.. خلاصة القول ان نقابة الصحفيين أصبحت في مفترق طرق ولا سبيل أمامها سوي انجاز قانون جديد ينتصر لكرامة أعضائها التي أصبحت في مهب الريح..! 
ولذا فمن الأهمية بمكان ان تتفاعل الجمعية العمومية للصحفيين مع مجلس النقابة. وتستجيب لدعوته بتقديم المقترحات والأفكار التي تضمن للصحفيين الحصانة القانونية والحماية اللازمة في مواجهة أعباء الحياة. خاصة بعد بلوغ الصحفي سن الستين. واحتياجه الشديد إلي الدعم المعنوي والأدبي قبل تلبية احتياجاته المادية. فلا يصح ولا يليق أن يترك الصحفي في هذه المرحلة الحرجة من حياته رهن قرارات مهينة وغير مسئولة. تلك النوعية من القرارات التي تصب في خانة الهوي الشخصي أحياناً أو تصب في نطاق تصفية الحسابات احيانا أخري. 
** إذا أرادت نقابة الصحفيين الأخذ باقتراحات الجمعية العمومية فإن عليها ان تقتدي بقانون "اتحاد الكتاب" الذي يمنح عضويته العاملة "عضوية المشتغلين" لأعضائه مدي الحياة. جنبا إلي جنب مع منحهم المعاشات المستحقة بعد بلوغ السن القانونية وبذلك يواصل الكاتب نشاطه في الاتحاد حتي يحين الأجل دون توقف مع الالتزام بسداد قيمة الاشتراك السنوي والمطلوب ان يتضمن قانون النقابة الجديد. عدم إحالة الصحفي للمعاش مادام قادراً علي العطاء واستمرار عضويته العاملة مع صرف معاشه وتوفير المناخ اللازم دون تحميله أية أعباء إضافية فالاعلام عموماً والصحافة علي وجه الخصوص ـ منارة الأمة ـ وإذا أرادت أمة ما ان تلحق بركب الحضارة والتقدم فلابد ان تتعدد مناراتها وتتسع رقعة الحريات في اعلامها فلا معني لاعلام موجه. ولا قيمة لصحافة مكممة الأفواة. ولا كرامة لصحفي يعاني من شظف العيش. فمن الضروري بمكان ان يظل الصحفي متواجداً علي الساحة يشارك في اختيار من يمثله بمجلس نقابة الصحفيين طوال حياته. لأن العمل بالقانون الحالي وحرمانه من المشاركة في العمل النقابي وبالتالي حرمانه من التصويت في الانتخابات النقابية يُعد بمثابة إهانة متصاعدة تتجدد مع كل عُرس انتخابي تشهده نقابة الصحفيين. ليس فقط. بل يدخل في نطاق عملية اغتيال معنوي..!!
** آخــــر كــــلام: 
انضم الصحفي الصاعد الواعد مصطفي عبدالسميع محمد عبيدو والشهير باسم "مصطفي عبيدو" إلي كتيبة حراس الحقيقة في الزمن الرديء. تلك النوعية التي تدفع ثمن مواقفها من دمها وأعصابها وقوت أولادها. ولو كنت مكان رؤساء تحرير الصحف لحرصت علي تكريمه. ووضع صورته في صدر الصفحة الأولي بجوار خبر حصوله علي الحكم التاريخي لمجلس الدولة بانصاف الصحفيين. ويكفي عبيدو فخراً انه أصبح أحد أبرز أبناء جيله الذين اعطوا قبلة الحياة لمهنة تحتضر. وواقع الحال ان مصطفي عبيدو قد دخل بقدميه إلي عش الدبابير. ولكن التقليل من انجازه أو تجاهله يتعارض مع شرف المهنة. 
ويا تلميذي النجيب لا تحزن. فأنت خلاصة جيل يتطلع إلي الانتصار للحق والعدالة والكرامة. ذلك الجيل القدوة الذي حفر اسمه بحروف من نور في تاريخ الصحافة المصرية المعاص
 
 
المقال والرد الذى رفضت " الدستور " نشره
هل ظلم عبد الناصر الآقباط فى مصر ؟
 
بقلم : على القماش
نشرت جريدة الدستور مقال للكاتب مدحت بشاى شن فيه هجوما على عبد الناصر وموقفه من الآقباط ، محاولا التظاهر بالموضوعية بذكر سطرين عن مواقف تحسب له من مناصرة الاقباط
ولاننا عشنا هذه الفترة ، فأننا أيضا شهود عليها ، ويجب علينا ذكر الحقائق المجردة ، وكفانا الادعاءات اليهودية الكاذبة ضد هذا الرجل ، والذى كان يعرف التفرقة بحق بين الديانة وبين الانحراف بها ، فكان النظام يوفد فى المناسبات التهنئة .. والمعبد اليهودى بشارع عدلى شاهدا على ذلك ، ولم يقم بطرد اليهود كما يدعون ، بل خرج معظمهم لشعورهم مع الشعوربتعاظم الذات بمناصرة المشروع الاسرائيلى ، وخرج البعض الآخر من مصر نتيجة الشعور بالعزلة لارتكاب يهود جرائم خسيسة وتم ضبطهم مثل حادث " ليفون " والذى حاولوا من خلاله افساد العلاقات المصرية مع انجلترا وامريكا لاستمرار الاحتلال ، وكذلك ضبط مركزا للتجسس لدى بقال بحارة اليهود وغيرها من الحوادث ، ثم مشاركة اسرائيل فى حرب 56 وقتل الجنود والمدنيين العزل ، أما التأميم فقد شمل الجميع ، وهى مناسبة للتذكير والتأكيد على حصولهم على تعويضات بشهادة الآمم المتحدة ، وما يروجوه ووكلائهم فى مصر محض أكاذيبب
أما عن الرد على الكاتب الذى أتهم عبد الناصر بعدم الحيادية مع الآقباط فقد أستشهد بتفسيره لعدد من القرارات و الاحداث وهى تفسيرات مردود عليها .. ومنها
يقول انه فى عام 1961 قام النظام بالدعاية الصاخبة للاشتراكية وتطويعها لتعاليم القرأن ، وكان لارتكاز عبد الناصر على الخطاب الدينى وحشو خطبه بالآيات القرأنية أثر كبير على المد الدينى فهو لم يرجع للقرارات التأميمية لماركس ، بل أعلن ان " الرسول محمد " ( صلى الله عليه وسلم ) هو أبو أول اشتراكية 
ونحن نرد بانه من الواضح ان الكاتب يميل الى التفسير العنصرى أكثر من الموضوعية ، فحتى فى المقارنة بين الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فى الاشتراكية وبين ماركس ، فالمنطقى أن يتم ألاستشهاد بالآقدم .. وربما لم يسمع الكاتب أو يتجاهل قول الشاعر الكبير أحمد شوقى وهو شاعر قومى وليس اسلامى (!) وهو يقول " الاشتراكيون انت أمامهم ... لولا دعاوى القوم و الغلواء
داويت متئدا وداووا ظفرة ... وأخف من بعض الدواء الداء "
فهو- صلى الله عليه وسلم - الآسبق بالفعل ، وبهذا يكون استشهاد عبد الناصر اقرارا بحقيقة وان صادفت الجانب الدينى
ويضيف الكاتب : لقد قام رجال الدين المسيحى بتفسير العلاقة بين الاشتراكية والمسيحية على الرغم من ان التأميمات قضت على عدد كبير من الآعمال والصناعات التى كانت للاقباط سيطرة عليها ( ذكر أمثلة لها ) كذلك نزعت قوانين الاصلاح الزراعى ملكية الآف الآفدنة من عائلات دوس واندراوس وويصا وخياط
و الكاتب هنا يعرض للتأميم وكأنه تم تطبيقه على الأقباط دون غيرهم ، رغم ان ما تم تطبيقه على المسلمين أضعاف مضاعفة ، ويمكن الرجوع الى اسماء اثرياء و " باشوات " مصر ومن تم تطبيقه عليهم فى هذه الفترة ، وأشهرهم عائلات سراج الدين وبدراوى وغيرهم وغيرهم ، وهو ما يعنى ان التأميم لم يكن بغرض تصفيات لحسابات دينية ، بل كان لآهداف أقتصادية بحته ، سواء أيدها البعض أو أعترض عليها
ثم يقول الكاتب عن تأثير الاستشهاد الدينى لعبد الناصر– من وجهة نظر الكاتب - أنه مسايرة للنزعة الدينية بدأ الاعتراض على الوظائف العليا التى كان الآقباط يشغلون تسعين فى المائة منها ، وأصبح عامل الدين يأخذ فى الآعتبار عند التعيين فى وظائف ومواقع لايقترب منها الآقباط ، ومثال على ذلك كانت نسبة الآساتذة فى كلية الطب من الآقباط تصل الى أربعين فى المائة تدهورت حتى وصلت الى اربعة فى المائة
ونحن نسأل الكاتب من أين جاء باحصائية شغل الآقباط نسبة 90% من الوظائف العليا فى مصر ؟ .. وكيف يشغلون 90 % وأيضا يملكون أكبر الشركات والمصانع " الخاصة " والآف الاراضى الزراعية .. واليهود أيضا يزعمون ان ممتلكاتهم كانت بنفس هذه النسب .. وكأنه لم يكن فى البلد الذى أغلبه مسلمون من يملكون أى شىْ سوى العمل كأجراء !
ومن أين جاء بنسبة تراجع قيادات كلية الطب من 40 % الى 4 % انه من العجب ما يدعيه من استبعاد الآقباط من الوظائف العليا ، وهو أمر ان جاز فى موقع معين او شخص معين لا يقبل منطقيا تعميمه فى نظام كان يتسم بالشدة اذا ما رأى مثل هذه الوقائع
ويتحدث الكاتب عن التعليم فى عهد عبد الناصر بانه جعل التربية الدينية مادة أساسية ، وجعل الجامع الازهر جامع
ويبدو ان الكاتب يستخف بالعقول ، اذ ان التربية الدينية كانت للطلاب المسلمين كما كانت للآقباط ، وكان هدفها التربية الاخلاقية ، بالمناسبة كان الاقباط يعتبرون ما يدرسونه من اسلاميات من باب التراث حتى ان بعضهم كان يستشهد عفويا باية اوحديث دون أية حساسيات
كما كان هناك أيضا مادة التربية الوطنية .. فما الحال بعد الغاء المادتين ؟
أما عن الجامع الآزهر فهو منذ نشأته جامع وجامعة ، وربما لم يسمع الكاتب على حصول علماء على مدى التاريخ ومنهم محمد عبده وجمال الافغانى وغيرهما على شهادة " العالمية " من الازهر .. وما أضيف وقت عبد الناصر عدد من الكليات العلمية
ويضيف الكاتب ان الغاء عبد الناصر للاحزاب أدى الى اختفاء الوفد فأنتهى بذلك دور الآقباط فى الحياة النيابية
وكأن عبد الناصر الغى الآحزاب لابعاد الآقباط .. فالغاء الاحزاب جاء لاسباب سياسية تناسب مرحلة الثورة وحرصا على قيامها بثورة مضاده ومنها الوفد الذى كان مناصرا للنظام الملكى ومتسما بالاقطاع .. وقد شمل الالغاء كل الاحزاب ، وتم استبدالها بمنظمة التحرير فالتنظيم الطليعى والاتحاد الاشتراكى ، ونعتقد انه لم يكن من شروط العضوية الدين الاسلامى !
ولم يكن النظام فى ذلك الوقت يقتصر على تعيين نواب من الآقباط ، بل كان يعمل على تفريغ بعض الدوائر ذات الكثافة من السكان الآقباط ليخوضوا الانتخابات دون منافسة من المسلمين .. وهذا لا ينفى تراجع عدد الآقباط فى البرلمان .. وان كان الآقباط رأووا عوضا عن ذلك فى العدالة الاجتماعية وفى المساواة فى نظام القبول بالتعليم خاصة فى مجموع الثانوية العامة والدخول للجامعات ، وفى تعيينات القوى العاملة 
أما عن الوزراء فيقول الكاتب ان عدد الاقباط كان محدود من وزراء التكنوقراط 
وربما لا يعرف الكاتب ان من بين الوزراء الآقباط من كان مقربا من أهم الوزراء فى أهم ما تميز به عبد الناصر وظل من خلاله خالدا حتى اليوم ، وهو العمل على أسعاد الفقراء وتطبيق العدالة الاجتماعية ، فكان يصطحب معه الوزير القبطى محب استينو فى سيارة متخفيا ويتستشيره فى الملابس الزاهية التى تسعد الاسر فى الآعياد لتوزع عليهم الآقمشة الزاهية فى مناسبات الآعياد
ثم يستشهد بحوار ومنه ان الكنائس كانت تحرق فى عهده وكان يتم التكتم عليها 
وهو قول لم يسمع به أحد من قبل .. ويطرح علامات التعجب اذ كيف سكت البابا كيرلس وهو من أقرب الناس محبة الى عبد الناصر عن مثل هذا الامر خاصة مع وصف الكاتب بتكراره مرات ومرات ؟
بل اذا كان الامر كذلك فكيف يتفق مع احتفاء عبد الناصر ببناء الكاتدرائية بالعباسية ومساهمة الدولة فى تكاليف البناء ؟
ثم أنظر الى جزء من تفاصيل مشهد الاعداد لبناء الكاتدرائية باستقبال عبد الناصر للبابا كيرلس فى بيته ، والحديث معه .. وعندما تحدث عن بنائها أسرع اولاده كل منهم يأتى بحصالته ليتبرع ممن يدخره فى تصرف طفولى برىء يكشف عن روح المحبة الفطرية بين المسلمين والاقباط ، ولو كان لدى الآطفال اى شعور بغير هذا لكان رد الفعل عكسى تماما .. الم يقرأ هذا الكاتب المعنى العميق لمثل هذا المشهد ؟!
اننا كنا نتمنى قراءة الكاتب للتاريخ بطريقة موضوعية .. فعبد الناصر كان نموذجا للقائد للدولة المدنية ، حتى لو أستشهد بأيات قرأنية ، بل من شاهد مقتنياته فى المتحف المتواجد الآن بدار الكتب سيجد المصحف الصغير الذى كان يلازمه فى جيبه ، بل وانشئت اذاعة القرأن الكريم فى عهده 
أنه من الظلم والاجحاف ان يتهمه فصيل " الاخوان والذين معهم " انه ضد الاسلام .. ويراه فصيل أخر " بعض الآقباط ومنهم الكاتب المذكور " انه ضد الآقباط .. 
وبالبلدى انتم عايزين منه ايه بالضبط ؟!
 
المقال والرد الذى رفضت " الدستور " نشره
هل ظلم عبد الناصر الآقباط فى مصر ؟
 
بقلم: على القماش 
لم أعرف هل أضحك أم أبكى أم أضرب كفاً بكف وأنا أنهى قراءتى للحديث "الماسخ" الذى أدلى به السيسى لرؤساء تحرير الصحف القومية ونشروه اليوم .. بالفعل لا أعرف بعد قراءة الجزء الأول الخاص بعلاقات مصر الخارجية ماذا كانت الضرورات التى دفعته للإدلاء بهذا الحديث الذى قيل - والعهدة على الأهرام - إنه استغرق سبع ساعات. 
أكثر مواضع الحديث طرفة هو ما جاء فى نهايته عن زيارة السيسى لكل من كوريا الجنوبية واليابان .. يقول السيسى إنه كان يتصور أن توافر الموارد الطبيعية هو أحد أهم أسباب تقدم الدول، لكنه بعد ذهابه لكوريا الجنوبية وجد أن الإنسان هو أهم وأثمن عنصر فى التقدم ... معروف طبعاً إن فى السفر سبع فوائد، ولا يوجد ما يمنع من اعتبار هذا الاكتشاف العبقرى واحداً من هذه الفوائد السبع، لكن ما هى علاقة هذا الاكتشاف بالسياسات التى اتبعها النظام لإحداث التقدم فى مصر؟
الأمر يزداد طرفة عندما نعلم أنه قد جذب انتباهه عند زيارته لليابان أن الفصول فى المدارس اليابانية التى زارها هى بلا أبواب، وحرص على أن يؤكد لنا على أن "هذا له مغزى" ... مرة أخرى، ما هى علاقة هذا "المغزى" الذى يشير إليه السيسى فى حديثه بسياسات "الأبواب المغلقة" التى يحمينا بها من "أهل الشر"؟ وما هى علاقته بأبواب الزنازين التى أخرست وراءها عقول وألسنة عشرات الآلاف من المصريين (عاطل على باطل)؟
السؤال المهم هو ماذا استفاد الرئيس من زياراته تلك إذا كان يأمرنا بعدها بالسكوت، وبعدم الاستماع لغيره، وبأن نرهن إراداتنا الإنسانية لأحلامه وأوهامه، وبأن نستغنى عن عقولنا وعن ضمائرنا حين يؤكد فى حديثه على أن كل شئ على ما يرام، فما علينا - والحال هذه - إلا أن نملأ فراغ أدمغتنا بأطباق المهلبية ؟
 
الرئيس يفضل موسى وأنيس !
بقلم : ناصر عراق
كتب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في صفحته على "الفيسبوك" أنه يفضل القراءة لأنيس منصور وموسى صبري وجمال حمدان، وأضاف أن آخر كتاب قرأه كان للراحل محمد حسنين هيكل.
هذا (البوست) الصغير يكشف أمورًا مهمة عن البنيان الثقافي لمن يحكم مصر حاليًّا، ويشير بطبيعة الحال إلى الموقف السياسي والاقتصادي الذي يؤمن به فخامته. صحيح أن سيادته قال إن (ليس معنى تفضيل القراءة لكاتب معين، أن كل رؤاه تتفق مع رؤيتك)، غير أن تفضيل القراءة لكاتب معين يتضمن حتمًا أنك توافق على معظم آرائه، وإلا ما أعجبت به!
لا غبار على تقدير الموسوعي الفذ جمال حمدان (1928/ 1993)، فمصر كلها مدينة لعبقرية هذا الرجل وإنجازه المدهش، لكننا كنا نتمنى أن يخبرنا السيد الرئيس أي كتاب قرأه لهيكل ومتى؟ حتى يتسنى لنا أن نرسم صورة أكثر دقة لعقلية الرجل الذي يحكمنا منذ عامين.
في المقابل فلم يمنح سيادته صك التفضيل أو (الإعجاب) إلا لأنيس منصور وموسى صبري، فماذا يمثل هذان الكاتبان في تاريخنا الثقافي والسياسي والإعلامي؟ وإلى أي أفكار ينحاز أنيس وموسى؟
بالنسبة لأنيس منصور (1925/ 2011) فأفضل ما قيل عنه ما وصفه به المفكر والناقد الكبير الدكتور جابر عصفور عقب وفاة أنيس، إذ كتب عصفور في جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا بعنوان: (أنيس المُسلّي)، وكان الحق معه، فلم يترك لنا أنيس منصور أفكارًا ذات شأن مثل أفكار طه حسين وسلامة موسى وزكي نجيب محمود، كما لم يقدم للإبداع العربي أعمالاً متميزة، مثل كتابات يوسف إدريس أو بهاء طاهر أو نعمان عاشور أو سعد الدين وهبة، ولن أقول نجيب محفوظ.
أي أن (مهارات) الرجل اعتمدت فقط على التطواف سريعًا على الآراء والأفكار الشائعة والمتداولة في عصره ليعيد صياغتها -بلغة بسيطة- ثم يقدمها لقرائه لـ(يُسلّيهم) باعتبارها من (ابتكاره)، ولك أن تتخيل أنه أنجز (200 كتاب)، وبفرض أنه أصدر أول كتاب وعمره عام واحد فقط، فبحسبة بسيطة يصدر أنيس منصور نحو كتابين وثلث كتاب في العام الواحد! فهل يمكن أن تجد في هذا السيل من الكتب أي عمق؟ أو تقتنص فكرة لافتة مؤثرة؟
أما مواقف أنيس منصور السياسية، فاستندت دومًا إلى نفاق الحكام بشكل فج وهم ما زالوا يتمتعون بأبهة السلطة، فلما يخطفهم الموت أو يطردهم الشعب كما حدث مع مبارك، يشرع أنيس في سن أسلحته ليمضي في ذبحهم، لكنه طوال الوقت كان منحازًا ضد الأغلبية المسحوقة من المصريين، وكان مدافعًا عن إسرائيل والتطبيع معها بكل قوة، وكم كال المديح للسادات ومبارك في عموده اليومي بالأهرام، بينما الملايين يكابدون أوضاعًا بائسة جراء السياسات الفاسدة لهذين الرئيسين!
نأتي إلى الكاتب الثاني (المفضل) لدى السيد الرئيس، وهو موسى صبري (1925/ 1992)، الذي يمكن أن نصفه بأنه (العاشق المتيم بأنور السادات)، وقد تولى الرجل منصب رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار منذ 1975 حتى بلوغه سن المعاش.
أذكر جيدًا دفاع موسى صبري المستميت عن السادات وقراراته، أيًّا كانت هذه القرارات، وأذكر أيضًا مقاله في الأخبار عندما اعتقل السادات 1536 رجلاً من رموز مصر في سبتمبر 1981، في الحملة الشهيرة ضد كل معارضيه، آنذاك كتب موسى مادحًا بقوة قرار السادات باعتقال الكتاب والصحفيين والسياسيين والمحاميين، وقد احتشد بجرأة مذهلة جعلته يصف هذه القرارات المخبولة في عنوان المقال بأنها (أخطر من قرار أكتوبر)!
للأسف لم يهتم موسى صبري بملايين الفقراء، ولم يدافع عنهم، وإنما كان مصوبًا قلمه لمديح السيد الرئيس (السادات ثم مبارك) وقراراته (العبقرية)، ومهاجمة من يعترض بكل عنف، كما أنه لم يترك كتبًا مهمة للمكتبة العربية لا في السياسة ولا في الصحافة، ولا في الأدب، باستثناء مذكراته (50 عامًا في قطار الصحافة) التي نطل من خلالها على عالم الصحافة المصرية منذ منتصف الأربعينيات.
ترى... هل تفضيل السيد الرئيس لموسى وأنيس يفسر لك الحال التي وصلت إليها مصر حاليًّا ؟
 
خدم "عند".. وعاملون "مع"
بقلم: أحمد الجمال
تشتد حرب البراغيث على المصريين.. مؤسسات الدولة ومواطنيها، وإذا كانت المؤسسات تستطيع أن تحمى نفسها من آثار تلك الحرب، فإن المواطنين العزل يصيبهم مزيد من الضرر الرهيب، خاصة أنها حرب من نوع خاص، سلاحه هو المعلومة، ودماره يصيب العقل والوجدان والإرادة، وإن بقيت الأجساد والمبانى سليمة!.
وقبل أن أستطرد، فإن حكاية البراغيث - لمن لا يعرفونها ولم يعانوا منها فى الطبيعة - تبدأ من أن البرغوث حشرة صغيرة، قد يتراوح حجمها بين سن الدبوس وبين ضعفى حجم رأسه، وهى طفيلية شرسة شرهة تتغذى على دماء فريستها التى قد تكون إنسانا أو حيوانا، وتلبد فى ثنايا ملابس الإنسان وفراشه وأرضية وجدران مكان معيشته، خاصة إذا كانت طينية أو مليئة بالنتوءات والشقوق، وتتجه إلى الجلد قافزة بأرجلها الطويلة نسبيا - قياسا على حجمها- وتغرز خرطومها لتسحب الدماء، وتظل تسحب حتى تمتلئ ويبدأ الدم فى الخروج من مؤخرتها ليرسم خطا دمويا متجلدا، وتثقل حركتها، وهى تتناسل بأعداد مخيفة، ولا حل معها سوى الإبادة بالمبيدات أو بالنار لحرق تجمعاتها فى الشقوق، فالواحدة منها كفيلة بقض مضجع أى إنسان وحرمانه من النوم والراحة طوال ما هى سارحة فى ملابسه وعلى جلده، كما أنها تثير قرف الناس منه، وابتعادهم عنه إذا ظهرت على هدومه!. 
 
حرب البراغيث التىنواجهها تتمم حرب الإرهاب التى تواجهنا، فما فشل ويفشل الإرهابيون فيه باستخدام الرصاص والديناميت وغيرهما تحاول البراغيث تحقيقه بالشائعة والمعلومة الناقصة والتحليل الملتوى والتقرير المغلوط وإثارة المعارك الجانبية، وتحويل الانتباه من الكلى الشامل إلى الجزئىالمفتت، والضغط على مفاصل الضعف المتخلفة عن فترة الانحطاط الطويل التى بلغت ذروتها بحكم مبارك وبطانته، وبدق الأسافين بين فئات المجتمع، وبين المجتمع والحكم، وداخل مؤسسات الحكم نفسها.. وهلم جرا. 
 
ولقد وصل تأثير حرب البراغيث إلى من يفترض أنهم محصنون ضدها، وأعنى بهم الذين لديهم القدرة على الفهم وفرز المعلومات وإدراك الأبعاد المختلفة للواقع، وأزعم أن العبد لله - كاتب هذه السطور - منهم، حيث يصلح هذا العبد لله حالة دراسة تمثل ما قد يصيب القوى الحية التى أسهمت لسنين طويلة فى مقاومة الاستبداد والفساد، وتوجت جهدها بالمشاركة فىثورتى يناير ويونيو، ونذرت ما تملك من طاقة فكرية وثقافية وقدرات سياسية وإعلامية للوقوف فى الصف الوطنى المقاوم للإرهاب وللتخلف والانتهازية والاستغلال، وأعنى بالإصابة الخلل فى تدفق المعلومات الصحيحة، وتمزق الأربطة الواصلة بين رموز وأعضاء هذه القوى الحية، ثم تعطل «كابلات»- إذا جاز استخدام المصطلح- الاتصال بين هذه القوى الحية وبين المركز الأول، وهو الرئيس السيسي، الذى وإن كان لا يتوانى فى توضيح كل جوانب الصورة ولا يكل ولا يمل من العمل الدءوبالمتفانىفى خدمة وطنه إلا أننى أذهب إلى أن هناك منطقة لا تزال مكشوفة، هى التواصل أو «التدفئة المتبادلة» بين الرئاسة وبين المخلصين للعمل الوطنى دون أن ينتظروا جزاء ولا شكورا ولا موقعا ولا منصبا ولا مغنما.. وإنما ينتظرون المساهمة الفعلية فى فرق العمل التى يجب أن تنتشر فى كل ربوع المحروسة ويكون «تمامها» عند الرئيس مباشرة!. 
 
وفى هذا السياق، فإن هناك فرقا بين الخدمة عند المؤسسة وبين العمل معها.. والمؤسسة هنا كناية عن الرئاسة، لأن من يخدم «عند» يمكن أن ينتقل من بلاط إلى بلاط ومن صاحب عمل إلى آخر، ومن مائدة إلى «ترابيزة»، دون أن يرف له جفن، ودون أن يشعر بأى وخز فى ضميره أو جسده، لأنه يؤدى المهمة وعينه على قوائم الكرسى وليس على الجالس عليه، أما من يعمل «مع» فهو منطلق من أرضية القناعة، ومن معنى ومضمون «الشراكة»، ويقبل بدفع الثمن أيا كان حجمه، ويتحمل الخسارة حتى إن أصابته فى مقتل، ويعف عن التربح، وقد يكون الربح الوحيد له هو خدمة الفكرة والمبدأ اللذين يؤمن بهما ويتيقن أنهما فى صالح الوطن!. 
 
ذلك كلام من المؤكد أنه سيثير الجهتين، جهة من يؤمنون بالخدمة «عند» أيا كان هذا الـ»عند»، وجهة المتربصين من جبهة البراغيث، وسيقال فى أبسط الأحوال إنه طلب على «عرضحالتمغة» للالتحاق بالركب الرئاسي، وأيا كان ما سيقال فإن صحيفة سوابق «حالة الدراسة» تؤكد أنها لم تعمل لحظة واحدة «عند»، ولم تتورع ثانية عن دفع الثمن وتحمل الخسارة التى وصلت لحظة ما إلى السجن والتشرد وقضاء الليل بافتراش نجيل الحدائق العامة وتلحف الخيمة الزرقاء!. 
 
وفيما أعتقد جاء حوار الرئيس السيسى مع رؤساء تحرير الصحف القومية ليمثل جزءا مهما من مواجهة حرب البراغيث سواء بالمعلومات الوفيرة عن جوانب كثيرة، أو بالكشف عن انحيازات الرجل الاجتماعية والوطنية، وبتعرية أبعاد الحملة المضادة حرب البراغيث التى تتعمد تشويه كل ما يتم إنجازه والتشكيك فى كل شيء، حتى النوايا والتوجهات المستقبلية!. 
 
وفى ظنىواعتقادىاليقينى أن المواجهة لا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة.. بمعنى ترك البراغيث تواصل حربها فى كل ثانية، وبغير توقف، فيما نحن على الجانب الآخر ننتظر حديثا أو حوارا رئاسيا، ونظل مشدودين مرهقين بغياب المعلومة الفورية وبتقطع كابلات الاتصال، وتمزق أربطة التواصل بين مواقعنا! وكأننا لا تكفينا المعاناة من أن تختلط المقامات بين من يخدمون «عند» وبين من يعملون "مع"!. 
 
ولله سبحانه وتعالى الأمر من قبل ومن بعد. 
 
الإعلام والرئيس.. وأعداء الاستقرار
 
 
بقلم: محمود عابدين
أعيد نشر هذا المقال لحرصى الشديد على هذا البلد ورئيسها وشعبها الأبى..نجح أعداء الاستقرار بشكل لافت فى اتساع الهوة بين النظام ومعظم الاعلاميين والصحفيين !! ..عن نفسى لا أنكر أن هناك من لا يستحق أن يُطلق عليه لقب إعلامى أو صحفى لأسباب لم تعد خافية على أحد..كما أعترف أيضاً بأن هناك قلة تعمل وفق أجندة خارجية وداخلية ضد مصالح البلاد والعباد..لكن على الطرف الآخر هناك مخلصون فى هذا المجال وهم كُثر..مثل هؤلاء حينما يكتبون أو يذيعون فساداً هنا أوهناك ..فهم لايريدون إلا الإصلاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
فمثلاً لجنة تقصى حقائق القمح بالبرلمان كشفت منذ أيام أن لديها مستندات تُدين جميع المسئولين عن هذا الملف..مستندة فى ذلك إلى تقارير سرية للرقابة المالية التى «فضحت» الشركة العامة للصوامع التابعة لوزارة التموين..ورغم ذلك لم نسمع أو نقرأ عن أى إجراء تم اتخاذه تجاه الوزير وحاشيته..الوزير يدعى من وقت لآخر أن وزارته والشركات العاملة معها أبرياء من ظلم المواطن..وأنا أؤكد-عن تجربة شخصية-أن الوزارة تتستر على جرائم كثيرة بالاتفاق مع شركة سمارت بحق «الغلابة»..أقول ذلك من واقع تجربة حية قابلت فيها وكيل أول الوزارة وكيل وزارة التموين بالدقهلية-ومسئولى شركة سمارت بالمنصورة..إلى جانب سكرتير عام محافظة الدقهلية آنذاك اللواء أحمد الإدكاوى..وبكل صراحة يمكننى القول إن جميعهم لا يصلح حتى أن يكون موظفاً عادياً فى مجلس محلى قروى..وما كتبته حينها فى مقال موجه إلى الرئيس والمهندس إبراهيم محلب يفسر ذلك !!.
التموين يا سادة فى أى دولة تحترم مواطنيها هو المقياس الحقيقى لهيبة الدولة..لكن ما نراه الآن من التجار أو ممن يطلقون على أنفسهم «رجال الأعمال» الذين أصبحوا- بقدرة قادر- مليونيرية ومليارديرية بعدما كانوا «.....»..لهو أمر محزن حقاً..فمثل هؤلاء..نهبوا البلاد وأذلوا وأمرضوا العباد تحت مظلة حكم استمر أكثر من ثلاثة عقود..وبعد ثورتين قام بهما الشعب ضد الفساد والخيانة..نراهم الآن فى مواقعهم وكأن شيئاً لم يكن!!..ومثل هؤلاء أيضاً لم يخشوا الله فى فقير أو مريض أو جائع أو عارٍ فى ظل المؤامرة التى تتعرض لها مصر على يد قوى الشر العالمية.. والآن يجب أن نسألهم: ألم يحن الوقت أن تكتفوا بما سرقتموه من ثرواتنا ؟؟!!..وهل يمكن أن تساهموا فى رفع معاناة الشعب المكلوم فى هذه الظروف القاسية؟؟!!..وهل صحيح أنكم تشعرون مثلنا بأن مصر فى خطر.. أم أنكم محصنون ضد هذا الشعور؟؟!!..أسئلة كثيرة ومحيرة بحاجة إلى إجابات شافية..فحقيقة لا أدرى ما سبب صبر النظام على رجل أعمال كان عضواً بارزاً فى لجنة سياسات مبارك وهو يتجاهل وأمثاله من المنتفعين تجاوزات الخسائر التى تكبدناها من وراء توقيع اتفاقية «الرورو» مع تركيا.. ليقف حجر عثرة أمام الدعاوى المطالبة بإلغاء هذه الاتفاقية؟؟!!.
أكتب عن هذه الآلام بعدما سمعت حواراً من زوجة صديق لى وهى تعتذر لزوحها عن عدم مقدرتها على شراء ما يلزم بيتهما من خضار وفواكه بسبب ارتفاع أسعار السلع والأسماك واللحوم البيضاء والحمراء..لحظتها نظر إلىَّ صديقى متسائلاً: هو السيد الرئيس مش حاسس بينا ؟!..وهى الأجهزة الرقابية لديها علم بما يتعرض له عامة الشعب من ارتفاع أسعار فواتير المياه والكهرباء والغذاء والدواء والملابس والمواصلات و.....؟!..وأثناء حديثنا تدخلت الزوجة بصوت حزين، مكلوم، وهى تضرب كفاً بكف بسبب تقاعس الجهات المعنية بمراقبة أسعار تلك السلع وغيرها – على الأقل – من الاحتياجات الأساسية للمواطن..وأضافت:لقد تركت هذه الجهات السوق مفتوحة لجشع وطمع المحتكرين حتى وصل المواطن إلى حالة من الضنك فى المعيشة جعلته ينقم على الدنيا ومن فيها.
وتساءل الزوج: أين جهاز حماية المنافسة وحماية المستهلك من هذا العبث ؟؟!!..واستطرد قائلاً إن الإجابة يؤكدها الواقع الأليم..فجميع الأجهزة الرقابية ما زالت تعمل فى جزر منعزلة عن بعضها البعض.. ضاربة بعرض الحائط – هكذا يبدو لى – بالمهام المطلوبة منها لحماية المستهلك..واستغرب صديقى مما سبق وقرأه عن رجل أعمال يمتلك وحده 8 آلاف فدان من المزارع و1700 فدان أخرى فى السودان وجنوب أفريقيا وتنزانيا فى أسواق الفواكه والخضار..وثان وثالث يمتلكان مساحات زراعية شاسعة بمدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية..ورابع كان وزيراً للإسكان سابقاً وشقيقه يمتلكان أيضاً مزارع شاسعة على طريق «مصر - إسكندرية» الصحراوى بالإضافة إلى عدد من المحافظات كالمنيا وأسيوط والفيوم..
بدورى قلت لهما إننى أيضا قرأت عن جشع واحتكار عدد من رجال الأعمال..أحدهم معروف بامتلاكه إحدى المزارع الشهيرة بتصدير الفاكهة والخضار.. وثان يمتلك مزارع لإنتاج البطاطس.. وثالث كان رئيساً لغرفة الصناعات الغذائية.. ورابع كان رئيساً للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية.. وخامس يمتلك شركة تجارية متخصصة فى تصدير المحاصيل المحمولة جواً مثل الفاصوليا الخضراء والبطاطا والبصل.. وسادس كان رئيساً لاتحاد الغرف التجارية.. وهو شريك رجل أعمال آخر متخصص فى تربية النعام وتصدير لحومه وجلوده وبيضه، وكلاهما يستورد الدجاج البرازيلى.. كما يمتلكان مصانع خضار وفواكه مجمدة ويعملان فى تصدير البرتقال والبطاطس والخوخ والفراولة بمشاركة نجلى أحدهما.. نضيف إلى هؤلاء رجال أعمال الإرهابية يتقدمهم المجرمون: خيرت الشاطر المسجون حالياً على ذمة قضايا إجرامية بحق الشعب قد تودى به إلى حبل المشنقة.. وحسن مالك الرجل الذى تآمر على اقتصاد مصر بالاتفاق مع تنظيمه الدولى الإرهابى.. هذان الإرهابيان يمتلكان مع غيرهما من عناصر الإرهابية سلسلة محلات وشركات ومؤسسات غذائية كبرى تتحكم هى الأخرى فى الأسعار..وخيراً فعلت الدولة حينما تحفظت على أموالهما وممتلكاتهما.
لكل ما سبق يجب طرح السؤال التالى : إذا كانت وزارة التموين والتجارة الداخلية بريئة من الاتهامات التى تربطها بكل رجال الأعمال – المعروفة أسماؤهم لدينا وغير المعروفة-فى مجال الزراعة واللحوم والألبان والحبوب و.. فلماذا لا تبدأ الآن بمواجهتهم حتى ترحم المواطنين من جنون الأسعار الذى أكل ما تبقى فى جيوبهم الخاوية أصلاً؟!..ولماذا لا تشترى هى الاحتياجات الأساسية للمواطنين من المصدر مباشرة وتطرحه بالأسواق مثلما تفعل القوات المسلحة سواء عن طريق منافذها المتنقلة أو مجمعاتها الاستهلاكية أو البائعين البسطاء الذين يعتمدون فى معيشتهم على هذه السبوبة.. مع ضرورة تشديد الرقابة على الأسعار لقطع الطريق أمام «الأباطرة» الذين يتحكمون فى الأسعار فيرفعونها وقتما يشاءون ويخفضونها وقتما يشاءون..فهناك من يؤكد أن عدداً لا بأس به من رجال الأعمال يسيطرون على 90% من عمليات الإنتاج والتوزيع فى الأسواق المحلية والتصدير للخارج..وأظن أن هذا هو ما صرح به أيضاً وزير التموين منذ أيام قليلة مضت!!.
وكلمة أخيرة أقولها إرضاء لضميرى وعرفاناً بإخلاص الرئيس وخوفاً على هذا الشعب المكلوم..الجميع الآن يريد أن يعرف سبب صمت الجهات المعنية على ترك وزير التموين فى منصبه رغم ارتفاع هامش الربح الذى يذهب إلى «كروش» معدومى الضمير ممن يتحكمون فى لقمة عيش الشعب؟؟.. فنحن الآن ومن قبل فى حالة حرب شبيهة بحرب الاستنزاف..كانت الدولة هى الشعب..وكان الشعب هو الجيش..وكان الجيش هو الحارس الأمين-كعادته- على الوطن..لذا أناشد الرئيس بالحذر كل الحذر من حملة المباخر وسدنة «المحسوبية» فى تعيين مسئولين عليهم علامة استفهام فى مناصب مهمة لخدمة منظومة الفساد التى تسببت فى ضياع حقوق الشعب ونهب أراضيه والعبث بمأكله ومسكنه وصحته.. سيادة الرئيس نحن خلفك.. ندعملك حتى آخر قطرة دم فى أجسادنا طالما اهتممت بالفقراء والمرضى وأصحاب الحاجات ممن لايمتلكون لا مال ولا أرض..فهل وصلت رسالتى؟!.
 
إذ يصبح التطبيع بديلًا عن التحرير
مقاطعة إسرائيل تظل فريضة غائبة، ولو كره المطبعون.
 
بقلم: فهمى هويدى
حين رفض لاعب «الجودو» المصرى إسلام الشهابى مصافحة خصمه الإسرائيلى فى أوليمبياد ريو، فإن الصورة ذكرت الجميع بفريضة المقاطعة التى تعرضت للطمس والنسيان. 
كما لفتت الانتباه إلى حقيقة مشاعر المواطن المصرى العادى الذى لم يشوه ولم ينس. 
وإذا كان الإسرائيلى هزمه فى المباراة، فإن اللاعب المصرى انتصر أخلاقيا. 
واستحق الميدالية الذهبية من الضمير العربى الذى لم يمت. 
 
تزامن ذلك مع اللغط المثار حول مشاركة اثنين من الفنانين المصريين (هما خالد النبوى ونسمة درويش) فى فيلم أمريكى باسم «الطاغية»، مع أحد الممثلين الإسرائيليين. 
وهو ما فتح باب الجدل حول الصواب والخطأ فى ذلك.
 
 كما أنه تزامن مع صدور بيان المثقفين الخليجيين الذى حمل عنوان «سعوديون ضد التطبيع»، ودعا الدول الخليجية إلى الالتزام بمقاطعة إسرائيل. 
 
وكان ذلك من أصداء الزيارة التى قام بها وفد سعودى لإسرائيل واجتماع أعضائه مع بعض المسئولين فى القدس. 
 
ومن المصادفات أن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) ألغى هذا الأسبوع اتفاقا مع ماليزيا عقده عام ٢٠١٣ لاستضافة مؤتمر دولى فى العاصمة «كوالالمبور» فى العام المقبل (٢٠١٧). 
وكانت إسرائيل قد تقدمت بشكوى للفيفا اتهمت فيها ماليزيا بالتعنت فى منح تأشيرات الدخول للإسرائيليين،
 كما أنها ترفض رفع العلم الإسرائيلى فى المؤتمرات الدولية. 
 
وفى تعليق رئيس الوزراء الماليزى أحمد زاهد حميدى على ذلك، قال إن استضافة وفد إسرائيلى فى ماليزيا يجرح مشاعر الشعب الماليزى المتعاطف مع القضية الفلسطينية. 
 
وفى التقرير الذى بثته حول الموضوع وكالة الأناضول للأنباء فى ١٣/٨ أن فريق «الشباب» الإسرائيلى للتزلج الشراعى اضطر للانسحاب من المسابقة الدولية التى نظمت فى ماليزيا خلال شهر ديسمبر ٢٠١٥، بسبب رفض السلطات منحهم تأشيرات للدخول.
 
لى تجارب تذكر فى هذا السياق. 
منها أننى حين كنت أعمل بجريدة «الأهرام» ذهبت إلى مدير قسم المعلومات ذات صباح، وألقيت عليه التحية وصافحته هو وضيفا كان معه. 
وحين تعارفنا ذكر أن الضيف هو الملحق الثقافى بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة
 وهو ما فوجئت به، فقلت للرجل إننى لو علمت بذلك لما صافحته وأعتبر أن ما فعلته كان خطأ تمنيت ألا أقع فيه.
 فوجئ الملحق الإسرائيلى بما قلت فابيض وجهه وتصبب عرقا ثم جلس دون أن ينطق 
(علمت بعد ذلك أنه نقل القصة إلى جهاز أمن الدولة ووزارة الخارجية المصرية). 
 
حدث شىء من ذلك القبيل حين رفضت المشاركة فى الوفد الذى رشح للحوار مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء زياته الشهيرة للقاهرة. 
 
وقبل ذلك قاطعت مؤتمرا حواريا فى مدريد بعد وصولى إلى العاصمة الإسبانية، حين فوجئت بأن شمعون بيريز على رأس وفد إسرائيلى (كان وزيرا للخارجية آنذاك).
 
(2)
 
ملف التطبيع بات يحتاج إلى حديث صريح.
 
 أولا لأن المصطلح صار فضفاضا بحيث لم يعد التطبيع موقفا واضحا ولا محسوما،
 ولكنه صار موضوعا للاجتهاد يحتمل تعدد وجهات النظر. 
 
ثانيا، لأن مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية أصبح يضم مجموعة الموظفين وبعض قطع الأثاث ولم يعد له نشاط يذكر بعدما أدارت له أغلب الأنظمة العربية ظهورها،
 بحيث أصبح كيانا ينتمى إلى الماضى ومقطوع الصلة بالحاضر. 
 
ثالثا، لأن عددا غير قليل من الدول العربية تجاوزت فكرة المقاطعة بعد المصالحات التى عقدتها مصر والأردن، فذهبت إلى أبعد فى التعامل مع إسرائيل أمنيا وسياسيا واقتصاديا.
 
 رابعا، لأن رياح التطبيع صارت قوية هذا العام الذى طرحت فيه فكرة «السلام الدافئ» مع إسرائيل بديلا عن السلام البارد الذى ظل مخيما منذ عام ١٩٧٩ (تاريخ معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل). 
 
خامسا، لأن الانفتاح التدريجى الخليجى على إسرائيل صار يمهد للتطبيع الرسمى الأمر الذى يرشح العام المقبل (٢٠١٧) ليكون عام التطبيع العربى الرسمى معها. 
وأغلب الظن أن المبادرة العربية التى جرى إحياؤها هذا العام ستكون الغطاء أو الثغرة التى تحقق ذلك الهدف. 
 
سادسا، لأن متغيرات الخرائط السياسية فى منطقة الشرق الأوسط أفادت إسرائيل. 
ذلك أن انهيار النظام العربى، وانكفاء مصر على أوضاعها الداخلية والفوضى التى حلت بسوريا والعراق وليبيا واليمن،
 
 هذه العوامل شجعت إيران على التمدد فى المنطقة. 
وكان ذلك سببا رئيسيا للتخوف والقلق،
 الأمر الذى دفع البعض إلى الانشغال بمخاطر التدخل الإيرانى عن خطر الاحتلال الإسرائيلى. 
 
وهى أجواء أحسنت إسرائيل استثمارها، بحيث نجحت فى اقناع الأنظمة العربية بأمرين،
 أولهما أن إيران هى العدو،
 وثانيهما أنها تصطف إلى جانب دول الاعتدال العربى فى معركتها ضد الإرهاب.
 
المفارقة التى غيبتها التعبئة الإعلامية والسياسية، أن ما سمى بالخطر الإيرانى يظل فى أبعد فروضه مجرد طموحات غذاها الفراغ العربى، فى حين أن الخطر الإسرائيلى واقع ماثل على الأرض، بمعنى أن الأول احتمال فى حين أن الثانى حقيقة.
 
 إلى جانب ذلك فإن إسرائيل صورت نفسها فى صف دول الاعتدال العربى فى حين أنها تواصل مخططاتها الاستيطانية وقمع وإذلال الشعب الفلسطينى، 
ثم إنها ادعت أنها تحارب «الإرهاب» الذى هو فى النظر الإسرائيلى يتمثل أساسا فى الوجود الفلسطينى وانتفاضات الفلسطينيين لمقاومة الاحتلال،
 فى حين أن الإرهاب عند الأنظمة العربية يتمثل أساسا فى جماعات التطرف والعنف، وبعضها يضيف المعارضة السياسية ضمن ما سمى بأهل الشر.
 
(3)
 
الدنيا تغيرت، وعالم الخمسينيات والستينيات اختلف عن عالم الألفية الثانية. 
وذلك يقتضى إحداث تغيير فى الخطاب والحسابات ووسائل إدارة الصراع. 
 
هذا كله صحيح من الناحية النظرية. غير أن تنزيل الفكرة على الأرض يطرح عدة أسئلة على رأسها السؤال التالى: 
ما الذى تغير فى ملف الصراع بحيث استدعى إعادة النظر فى موقف المقاطعة الذى تقرر منذ عام ١٩٥١؟ 
 
الإجابة المنصفة على السؤال تقول إن الموقف الإسرائيلى الأساسى لم يتغير، بل إن السلطة ازدادت تمكينا وشراسة وجرأة فى سعيها للتمدد والاستيطان وقهر الفلسطينيين وحصارهم. 
كما أن المجتمع ازداد يمينية وعداء للفلسطينيين والعرب.
 وهو ما تشهد به فتاوى الحاخامات وجرائم المستوطنين وتزايد معدلات حضور الأحزاب الدينية الموغلة فى التطرف فى الحكومة والبرلمان (الكنيست).
 
وفى حين أن الطرف الإسرائيلى ازداد استعلاء واستكبارا، فإن الطرف العربى ازداد تشرذما ووهنا. 
وهو ما تجلى فى جوانب عدة كان بينها الموقف من المقاومة ومن التطبيع.
 
 الأمر الذى دعانى إلى القول فى مرة سابقة بأن العرب الذين أعلنوا فى الماضى أن فلسطين قضيتهم المركزية، أصبحوا الآن عبئا على القضية.
 بل زعمت بأن أكبر خدمة تقدمها الأنظمة العربية الراهنة للقضية هى أن ترفع أيديها عنها وتكف عن العبث بها.
 
من المفارقات أنه فى حين دب الوهن فى أوصال الدول العربية بحيث فقدت حماسها وضعفت فيها المقاطعة، فإن حركة المقاطعة العالمية ضد إسرائيل (بى. دى. إس) برزت فى الغرب وحققت نجاحات لا بأس بها منذ إنشائها عام ٢٠٠٥.
 
 إذ انطلقت من موقف أخلاقى استلهم حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة بقيادة مارتن لوثر كنج وحركة النضال ضد الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا. 
 
والثابت أنها أزعجت إسرائيل لدرجة أن الكنيست استنفر ضدها وأصدر لها فى عام ٢٠١١ قانون المقاطعة لملاحقة الداعين إليها، 
وقد وافقت عليه المحكمة العليا فى عام ٢٠١٥.
 
 مع ذلك صار معلنا وواضحا أن الدعوة إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ــ حققت نجاحات نسبية فى أوساط مختلف الأجيال فى الغرب، لأسباب تتعلق بعدالة القضية والموقف الأخلاقى إزاءها.
 
 وثمة حملة مضادة لها فى الولايات المتحدة أدت إلى حظر المنظمات الداعمة للحقوق الفلسطينية 
ومنها منظمة «طلاب من أجل العدالة فى فلسطين» بجامعة نورث إيسترن فى بوسطن.
 كما أدت الحملة إلى إصدار أحكام قضائية ضد الطلاب الناشطين فى ذلك المجال وهو ما حدث فى كاليفورنيا.
 
(4)
 
خلاصة الكلام أنه فى حين استمرت جريمة الاحتلال، فإن فكرة المقاطعة تراجعت. 
وهى التى كانت الحد الأدنى للمقاومة وورقة التوت التى سترت عورة العجز والهزيمة. 
 
وما كان لذلك أن يحدث لولا تراجع فكرة التحرير ذاتها، منذ ابتذلت وتحولت إلى غطاء للتنسيق الأمنى مع إسرائيل، أو إلى عنوان تاريخى بغير مضمون يتجسد على الأرض.
 
 فى هذا الصدد لا مفر من الاعتراف بأن توقيع السادات لمعاهدة السلام مع إسرائيل فى عام ١٩٧٩ حقق ثلاث نتائج غاية فى الخطورة فى مسيرة الصراع،
 الأولى: أنه أخرج مصر من قيادة الصف العربى.
 الثانية: أنه فتح الباب لإضعاف فكرة التحرير لصالح التمهيد للتطبيع. 
الثالثة أنه حول السلام من رسالة نضالية إلى عملية تفاوضية وهمية بلا هدف أو أجل.
 
إذا ذهبنا فى التحليل إلى أبعد وأعمق، سنجد أن الوهن الذى أصاب الصف العربى وبروز خيار التطبيع بديلا عن التحرير يمثل عرضا لمشكلة أكثر تعقيدا.
 إذ يتعذر أن نفصل بين حدوث ذلك الانكسار وبين تزايد النفوذ الأمريكى والغربى فى العالم العربى منذ ثمانينيات القرن الماضى وعقب سقوط الاتحاد السوفييتى فى التسعينيات.
 
 ولا ننسى أن السادات الذى وقع اتفاقية «السلام» مع إسرائيل هو من قال أكثر من مرة إن ٩٩٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا.
 
 إذا صح ذلك فهو يعنى أن التحرير الحقيقى لفلسطين لن يتم إلا بتحرير الإرادة العربية من النفوذ الغربى. 
وذلك يسلط الضوء على الأهمية البالغة لاستعادة الديمقراطية فى العالم العربى، 
كما أنه يفسر الاحتشاد الذى تم بين عناصر الثورة المضادة وبين القوى الرجعية للانقضاض على الربيع العربى والعمل على إفشاله. 
 
وكانت نتائج ذلك الانقضاض واضحة فى دفع حركة التطبيع، حتى اعتبر بعض الحاخامات أن ما جرى كان معجزة إلهية أرسلتها المقادير لإسرائيل.
 
 
يا مثبت العقل..
 الاعلام بين الوحدة الوطنية او الفتنة الطائفية
 
هل يعقل ان يقر البرلمان الذى به اكبر عدد من الآقباط . والحكومة التى وافقت على منح 3 الاف فدان للدير المنحوت منع الصلبان ودق الاجراس ؟!
بقلم: على القماش
فى الضجة حول ما يقال عن وجود نص يقترحه البرلمان بمنع الصلبان ودق الاجراس فى الكنائس شىء غير مفهوم .. نرجو ايضاحه بهدوء وشفافية ودون مبالغات او مزايدات قد تؤدى الى فتنة ، فقد يكون هناك تصور بوجود من الشد والجذب بين تحقيق مزيد من المكاسب فى  القوانين وبين ثباتها أو التضييق بها
فلا يتصور أحدا أن البرلمان الذى به أكبر عدد من الاخوة الاقباط فى تاريخ البرلمان حتى ما قبل الثورة وقت ان كانت كل الاحزاب بها أقباط بل وكان رئيس مجلس النواب قبطيا ، ان يقر منع الاجراس والصلبان فى الكنائس
ولا يتصور أحدا ان الحكومة التى وافقت على تخصيص ثلاث الاف فدان للدير المنحوت فى الفيوم رغم وقوع الدير بمنطقة محمية بيئية  طبيعية وقريبة من المناطق الآثرية  ، أى يمكن رفضه بحجج قانونية ، ووجود قضايا مازالت متداولة تحمل هذه المعانى، هى نفس الحكومة التى تسكت عن مثل هذا الكلام بمنع الصلبان والاجراس
وفى كل الآحوال لا يتصور ان المصريين الذين فى أرضهم أول مسجد فى الاسلام بمصر وهو مسجد عمرو بن العاص مجاور لآقدم كنيسة فى مصر وهى الكنيسة المعلقة ، وظلت قرون طويلة يسمع منهما صوت الاّذان ورنين الاجراس ، أن يوافق أحد على مثل هذا الكلام
فالاسلام متمثلا فى القران الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يأمر بهدم كنائس ، وتفسير نص العهدة العمرية للاقباط يبيح بناء الكناس وترميمها وتعمريها .. وأعتقد أننا لا نفهم الاسلام اكثر من عمر بين الخطاب والصحابة الذين استعانوا فى العهدة العمرية بالقدس بعهدة النبى صلى اللله عليه وسلم للاقباط فى مصر والموجودة وصرتها فى دير سانت كاترين لمن يريد الاطلاع عليها او قراءتها 
وما أعرفه ان الاسلام لم يأمر بهدم كنائس وقال تعالى : " وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "  (الحج:40)
 كما لم تأمر السنة بهدم الكناس ، ونص العهده العمرية الذى كتبه عمر بن الخطاب لبطريرك القدس جاء به : " هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين ، أهل ايلياء عن الآمان ..... أعطاهم أمانا لآنفسهم ، وأموالهم ، لكنائسهم ، وصلبانهم ، وسقيمها ، وبريئها ، وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ، ولا من خيرها ، ولا من صليبهم ولا من شىء من أموالهم . ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم
..... لآنهم أعطوا من حضرة النبى الكريم والحبيب المرسل من الله ، وشرفوا بختم يده الكريم ( اشارة الى العهدة الممنوحة من النبى محمد صلى الله عليه وسلم لرهبان طور سيناء بمصر والموجودة صورتها بمكتبة دير سانت كاترين حيث نقل الآصل وقت الحكم العثمانى الى الاستانة ) وأمر بالنظر اليهم والآمان عليهم ، كذلك نحن المؤمنين نحسن اليهم ، ويكونون معافين من الجزية والغفر والمواجب والمسلمين من كافة البلاد فى البر والبحر ، وفى دخولهم للقيامة وبقية زيارتهم ، لايؤخذ منهم شىء ، وأما الذين يقبلون الى الزيارة الى القيامة يؤدى النصرانى الى البطريرك دراهم وثلث من الفضة ( رسوم تدفع لصالح البطاركة الآرثوذكسيون وظل هذا عدة قرون ، وقد حصلت خزانة بطريك القدس على أموال كثيرة من هذه الرسوم ساعدتها على انشاء وتعمير الكثير من الكنائس .. الى أن صدر أمر السلطان سليمان القانونى سنة 1520 بتحويل  الرسوم الى التكية ، مع تحمل الدولة متطلبات الترميم وغيرها ) وكل مؤمن ومؤمنة يحفظ ما أمرنا به سلطانا أو حاكما أم وليا يجرى حكمه فى الآرض غنى أم فقير من المسلمين المؤمنين والمؤمنات ، وقد أعطى لهم مرسومنا هذا بحضور جم الصحابة الكرام عبد الله ( بن عمر ) ، وعثمان بن عفان ، وسعد بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وبقية الائمة الصحابة الكرام ، فليعتمد على ما شرحنا فى كتابنا هذا ويعمل به ويبقى فى أيديهم ، وصلى الله على سيدنا محمد واله وأصحايه . والحمد لله رب العالمين ، حسبنا الله ونعم الوكيل 
فى العشرين من شهر ربيع الآول سنة 25 للهجرة النبوية ، وكل من قرأ مرسومنا هذا من المؤمنين وخالفه من الان الى يوم الدين فليكن لعهد الله ناكثا ولرسوله الحبيب باغضا " .
ان اللغط الحادث الآن يضر ولا يفيد .. وكما جاء فى العهده العمرية " حسبنا الله ونعم الوكيل "
وقى اللى مصر شر الفتن
 
أسئلة الاقتصاد.. ودولة "الصوت الواحد"
بقلم: أيمن الصياد
هل يصبح لدينا دولة متقدمة قوية، إذا أصبح لدينا إعلام موحد، يعزف نغمة واحدة؟ «إعلام متجانس»، كما قال الرئيس الأسبق محمد مرسي (ديسمبر ٢٠١٢)، أو إعلام «منضبط الإيقاع» كما يقول الرئيس السيسي (٣ يونيو ٢٠١٦)؟
رغم أن التاريخ أجاب عن السؤال ألف مرة، ورغم أننا في وطننا العربي، مازلنا ندفع ثمن «إعلام الصحاف» ومن قبله إعلام ١٩٦٧ إلا أن فيما يجري حولنا وفيما نقرأ ونسمع، ما قد يجعل التَذكِرة بالإجابة واجبة.
هل مازال هناك من لم يؤمن بعد بأنه لا دولة قوية دون حرية تعبير حقيقية، تسمح بكل «صوت آخر» دون تشكيك أو تخوين أو مكارثية
كغيري من المواطنين كنت قد طالعت في مارس من العام الماضي، عشية مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي مانشيتات «وتصريحات رسمية» تتحدث عن الرخاء القادم، وعن مليارات (لا ملايين) الدولارات (لا الجنيهات)، الأمر الذي تكرر أيضا على وقع طبول الاحتفال بافتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس (أغسطس ٢٠١٥) ثم كان بعد عام واحد، للأسف أن تبدت لنا، «على الأرض» حقائق وضع اقتصادي يجثم على الأنفاس، كما لاحت لنا «في الأفق» مخاطر، نسأل الله وحده أن يجنبنا إياها.
 
هل كان الإعلام «منضبط الإيقاع» يومها صادقا؟ أو بالأحرى، هل كانت التصريحات «الرسمية» التي نقل عنها شفافة وواضحة؟
 
ألم يكن الأفضل لهذا البلد، بل ولمسئوليه؛ الباحثين عن قرارات «أكثر حكمة»، أن يكون هناك مجال لأصوات أخرى تناقش دراسات الجدوى (إن وجدت)، وتبحث في الحقائق لا في «أوهام التمنيات».
 
ألم يكن من حق هذا البلد، ومن حق أبنائه وأجياله القادمة أن يكون هناك من بوسعه أن يتساءل عن مسئولية قرارات «فردية» عن استنزاف الموارد المتاحة للعملات الأجنبية دون دراسات جدوى «حقيقية» تنظر في المخاطر والعوائد الاقتصادية، كما هو الواجب في أي دراسة جدوى؟
 
هل علينا اليوم أن نستمر في التصفيق لثقافة «تمام يا فندم» ولهؤلاء الذين قالوا «أوامرك يا ريس»، والذين، بحكم ثقافة قائمة حاكمة لم يدعوا مجالا «لصوت آخر» ينبه أو يحذر؟
 
هل مازال علينا أن نستمر في اتهام كل «صوت آخر» بالتشكيك.. أو على الأقل بإجهاض فرحة الناس؟
 
هل مازال هناك من لم يؤمن بعد بأنه لا دولة قوية بلا حكم رشيد، ولا حكم رشيد بلا «شفافية» ومحاسبة ومساءلة. وأنه لا شيء من ذلك أبدا دون حرية تعبير حقيقية، تسمح بكل «صوت آخر» دون تشكيك أو تخوين أو مكارثية.
 
هل مازال هناك من لم يقرأ في دروس التاريخ أن دولة «الصوت الواحد» مصيرها إلى الفشل والانهيار؟
يعرف جيلنا كيف كانت «إذاعة تيرانا» التي كانت تصل إلى العالم كله بفضل إرسالها القوى على الموجة القصيرة، تصور «ألبانيا» تلك الدولة البلقانية الصغيرة على أنها جنة الله في أرضه. أيامها لم تعرف ألبانيا تحت حكم «أنور خوجة» ديكتاتورها العائد منتصرا من الحرب العالمية الثانية، والذي حكمها لأربعة عقود كاملة غير «صوت واحد»، هو إذاعة تيرانا التي لا تذيع على مدى الساعة غير خطب الزعيم، وبرامج «التوجيه المعنوى» للجماهير. لم يكن المواطنون الألبان يعرفون عن بلدهم وعن العالم غير ما تذيعه عليهم «إذاعة تيرانا»، ولم يكن العالم كله يعرف عن ألبانيا غير ما تذيعه تلك الإذاعة المتفردة بقوة إرسالها. بل والأدهى، كما تقول الدراسات التي أجريت حول تلك التجربة الإعلامية «المميزة» أن مذيعيها أنفسهم ظلوا يعتقدون طيلة الوقت أن إذاعتهم «منارة تضيء العالم» (!). نصف قرن كامل، ثم كان أن جرفت الحقائق كل الأوهام، والأساطير.. والأكاذيب.
 
يضع دارسو الإعلام، تجربة «إذاعة تيرانا» إلى جانب تجربة «جوزيف جوبلز» النازية الشهيرة في غسل الأدمغة، كمثال لما يمكن أن يؤدي إليه إعلام الصوت الواحد. وما يمكن أن تصل إليه مصائر «دولة الصوت الواحد».
 
لا أريد أن أنكأ جراحا مؤلمة لجيلنا «العربي» كله، فأذكر بما جربناه، نحن لا غيرنا من أن غياب الحريات «الكاشفة»، والاستسلام لتخدير الآلة الإعلامية الدعائية كان وراء ضياع أحلامنا الكبرى سرابا في صحراء سيناء القاسية في تلك الأيام الحزينة من صيف ١٩٦٧، كما لا أظننا بحاجة إلى التذكير بأن عبدالناصر نفسه، وليس فقط شباب تظاهرات ١٩٦٨ كان قد أدرك ذلك (راجعوا بيان ٣٠ مارس، ومحاضر المؤتمر القومي، واللجنة التنفيذية العليا)، يومها كان الدرس قاسيا. ويومها، كان أن تعلم الجميع أن الحياة «الديموقراطية» السليمة، لا غيرها هي الضمان الوحيد للحفاظ على ما حققه هذا الشعب من إنجازات. (هل شاهدتم رائعة يوسف شاهين «عودة الابن الضال»؟).
 
ثم كان أن تبدت لنا، «على الأرض» حقائق وضع اقتصادي يجثم على الأنفاس، كا لاحت لنا «في الأفق» مخاطرُ نسأل الله وحده أن يجنبنا إياها
هل تعلمنا من دروس التاريخ؟
لا أعرف. ولكننا جميعا نعرف أن في دولة «الصوت الواحد» قرأنا تصريحات لمسئولين تقول إن «قناة السويس الجديدة ستدر ١٠٠ مليار دولار سنويا» ــ اليوم السابع (٢٢ نوفمبر ٢٠١٤). ثم قرأنا بعدها أن «حصيلة المؤتمر الاقتصادي وصلت إلى ١٧٥ مليار دولار» ــ الأهرام (١٦ مارس ٢٠١٥). وكنا قد قرأنا أيضا أن «جهات خارجية تحاول إفشال أضخم اكتشاف عالمي لعلاج فيروس سي والإيدز» ــ الأهرام العربى (١ مارس ٢٠١٤). ثم (وعلى سبيل الاحتياط)، كما يقول المحامون في صحيفة الدعوى، تصدر قرارات بحظر النشر في كل المسائل التي قد يكون الحديث فيها كاشفا، أو منبها لما لا يريدون كشفه أو تنبيه الناس إليه.
 
(للتذكرة،: ظاهرة التصريحات البراقة في مانشتات الإعلام، وهي تصريحات رسمية بالمناسبة ـ كانت موضوعا لمقال في مايو الماضي كتبه الأستاذ أسامه هيكل، الذي يشغل الآن موقع رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب)
 
في دولة «الصوت الواحد» ليس مسموحا حتى لعضو البرلمان أن يسأل أو يناقش «تحت القبة»، مستخدما حقه الدستوري الذي لا يكون البرلمان برلمانا بدونه (!) وتفاصيل القصة تعرفونها فيما نشر عن ما تعرض له «النائب» (أكرر: «النائب») محمد أنور السادات، عندما تساءل عن موقف العسكريين من الجمع بين رواتبهم التي يتقاضونها من الوظائف «المدنية» التي عُينوا فيها بعد التقاعد، وبين معاش التقاعد للعسكريين، وذلك بمناسبة طرح مشروع قانون لزيادة تلك المعاشات.
 
في دولة «الصوت الواحد» تُهيمن المكارثية، ويجري إسكات كل صوت آخر بتخوينه أو بالتشكيك في مآربه، فيصمت هذا، وينسحب ذاك.
 
في دولة «الصوت الواحد»، يُطلب من المصريين «صراحةً» أن لا يتحدثوا «ثانية» في مسألة هي من صميم أمنهم القومي. فيتردد الكثيرون «إلا من رحم ربي» في التذكير بحقيقة أن كل ما يُمّكن إسرائيل من أن تصبح لها اليد الطولى في المنطقة لن يكون أبدا في صالح «الأمن القومي» المصري. وأن انتقال السيادة على جزيرتي تيران وصنافير (بغض النظر عن الأسباب والمبررات والوثائق، فضلا عن اعتبارات الأخوة العزيزة المقدرة) يحتاج، من زاوية الأمن القومي (الذي هو أمن الأشقاء أيضا) إعادة نظر. وأن زيارات «الهدايا المجانية» دون مقابل، »والاستدراج» إلى مشهد المشاركة «الحميمية» في مشاهدة مباريات كرة القدم، قد يحتاج أيضا قراءة معادلات المكسب والخسارة، وربما إعادة قراءة التاريخ.
في دولة «الصوت الواحد» تُستخدم عبارة «الأمن القومي» بابا صلدا لمنع النقاش والحوار والتشارك في الرأى. رغم أن العبارة «لغويا» تشير إلى «القوم» في عمومهم، لا إلى هذا أو ذاك. مما يعني تعريفا؛ حق كل من ينتسب إلى هذا «القوم» في أن يكون له رأي «وصوت».
في دولة «الصوت الواحد» نشهد ما يعرّفه القانونيون «بالتعسف» في استخدام القانون، بل وبمخالفته أحيانا (الحبس الانفرادي مثالا) تنكيلا بكل من تجرأ فصاح «بصوت آخر» يظن فيه دفاعا عن الأمن القومي لوطنه ومستقبل أبنائه.
في دولة «الصوت الواحد»، يكون طبيعيا الاستهانة بعقول الناس. فيحاول إعلام الصوت الواحد أن يقنعك أن حسن مالك هو السبب في ارتفاع سعر الدولار، فلا تنتبه لأسباب حقيقية يعرفها الاقتصاديون فتكون النتيجة أن يقفز سعر الدولار إلى ما وصل إليه رغم أن الرجل رهن محبسه منذ أكتوبر ٢٠١٥ (كان سعر الدولار في السوق الموازية يومها ثمانية جنيهات وثلاثين قرشا).
 
 في دولة «الصوت الواحد»، ينكل برجل في قامة الشيخ الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع الخالدين، لأنه قد سبق وكان له «صوت آخر». وتكون المفارقة المضحكة المبكية في أن توجه له ولزميله المرحوم الدكتور محمد حماسة عبداللطيف تهمة «الجمع بين وظيفتيهما الجامعيتين وعضويتهما في مجمع اللغة العربية». وكأن في الجامعة من لا يعرف قيمة أن يكون «رئيس مجمع الخالدين» بين أساتذتها. أو كأنه لم يسمع عن أن أحمد لطفي السيد الذي كان أول مدير أكاديمي للجامعة، كان أيضا ثاني رئيس لمجمع اللغة العربية، ولكنه ثمن أن يكون لك صوت مختلف في دولة «الصوت الواحد».
 
في دولة «الصوت الواحد»، يتحول شعار «تجديد» الخطاب الديني، إلى «توحيد» الخطاب الديني، بدلا من «تحرير» الخطاب الديني؛ السبيل الوحيد للاجتهاد وتحرير العقول التي تربت على التلقين «والسمع والطاعة» لكل حاكم، أو خليفة، أو أمير.
 
في دولة «الصوت الواحد»، يعتقد البعض أن بإمكانهم أن يحاربوا التشدد والإرهاب، بالفكر ذاته الذي تعيش عليه التشدد والإرهاب.. «إنكار الآخر»!
 
في دولة «الصوت الواحد» يكون طبيعيا أن يجري الاستهانة بالدستور، وأن ينتهك القانون كل يوم، وأن نقلق على اطمئنان الناس لمؤسسة العدالة، وعلى ما نراه من عدم إدراك لخطورة هذا على مستقبل هذا الوطن واستقراره.
في دولة «الصوت الواحد»، يزداد الاستقطاب تطرفا، ويزداد التعصب جنونا. ولا يفسح هذا أو ذاك مكانا لرأي «مستقل». بل يصبح ثمن الاستقلال أن يسبك يوميا هذا وذاك
في دولة «الصوت الواحد» لا مجال لتحذير أولي الأمر من نهاية طريق يسيرون فيه. رغم أن كل الدلائل تشير إلى أهمية أن تؤخذ تلك التحذيرات في الاعتبار.
حين يسود إعلام «الصوت الواحد»، يغيب التنوع، ويسود الاستقطاب. ويعرف المجتمع ما قد يسميه أساتذة الإعلام «بالإعلام الانتقائي / التصنيفي». فتقتصر مشاهدة كل فريق لما يدعم موقفه ورأيه. فلا يشاهد الإخوان (مثلا) غير قنواتهم المهاجرة المتعصبة «أحادية الصوت». ولا يشاهد الآخرون هنا غير القنوات المتطرفة في الاتجاه الآخر «أحادية الصوت أيضا». وينفض الناس عن هذا وذاك. ثم يكون أن تضيع الحقيقة وسط زعيق «الصوت الواحد».. ويزيد المجتمع انقساما وفرقة.
 
في دولة «الصوت الواحد»، يزداد الاستقطاب تطرفا، ويزداد التعصب جنونا. ولا يفسح هذا أو ذاك مكانا لرأي «مستقل». بل يصبح ثمن الاستقلال أن يسبك يوميا هذا وذاك. 
 
في دولة «الصوت الواحد»، لا يسمع أولو الأمر من يحذرهم من حقيقة أنك حين تغلق أبواب التعبير السلمي «الحر»، فأنت تفتح الباب واسعا أمام التطرف والعنف والدماء، كما لا يسمعون من يحذرهم من حقيقة أن السجون التي عبأتها بآلاف الشباب تحريات أمنية مشكوك فيها باتت مدرسة لتخريج المتطرفين، ولزراعة آلاف من الألغام الموقوتة على طريقنا إلى المستقبل.
 
في دولة إعلام «الصوت الواحد»، يتمكن جوبلز من إقناع الألمان بأن في التخلص «حرقا» من ملايين الألمان (المشكوك في ولائهم، العابر للقومية) هو في صالح ألمانيا التي هي «فوق الجميع»، كما يقول الشعار النازى الشهير.
في دولة «الصوت الواحد»، لا مجال لأن تنبه أن للعنف وأن «للسلاح حدودا»، إن تجاوزها لن يكون ذلك أبدا في صالح أمن هذا البلد ولحمته الداخلية واستقراره.
 
دور الإعلام أن «يكشف» ما تحاول السلطة (أي سلطة) أن تخفيه. فيتمكن الناس (أصحاب البلد) أن يحاسبوا ويسائلوا
في دولة «الصوت الواحد»، وبغض النظر عن التفاصيل يكون مطلوبا كسر الحصانة المعنوية لنقابة الصحفيين «نقابة الرأى»، حتى لا يظن أحد أن «لحرية الرأى»، المنصوص عليها في الدستور أى حصانة.
 
في دولة «الصوت الواحد»، يحاول «حائكو القوانين» البحث عن صياغة لقانون الإعلام الموحد المنتظر، لا تستهدف في حقيقة الأمر غير تقييد النشر على الإنترنت، بعد أن بات المتنفس الوحيد لأصوات أخرى لا تردد النشيد الموحد.
 
في دولة «الصوت الواحد» لا فرق بين من كان يعتقد أن دور الإعلام هو «التربية.. وبناء المواطن الصالح»، كما كان الإخوان يعتقدون قبل الإطاحة بهم، أو من يعتقد أن دوره هو مساندة الدولة «والرئيس»، كما يعتقد الذين أطاحوا بهم. غفل هذا وذاك عن حقيقة أن دور الإعلام هو «الإعلام» بمعنى إخبار الناس بالحقائق، لا تزيينها. دور الإعلام، كما تعلمنا في الكتب أن «يكشف» ما تحاول السلطة الحاكمة أن تخفيه. فيتمكن الناس (أصحاب البلد) أن يحاسبوا ويسائلوا. وهذا بالضبط ما لعبه الإعلام الحر الذي جربناه بعد الخامس والعشرين من يناير، قبل أن يتم إجهاضه (بعصا المعز وذهبه)، كما تقول تفاصيل قصة ربما كانت الأكثر إثارة ضمن قصص السنوات الخمس الماضية، التي لم تُفتح «صناديقها السوداء» بعد.
 
في دولة «الصوت الواحد»، لا تختلف الآليات ولا الإجراءات، وإن اختلف المصفقون «والمطبلون» هنا وهناك. فما يجري في تركيا، إسكاتا للصوت الآخر جرى في مصر، وما جرى في مصر يجري في تركيا، وإن تباينت الأرقام والتفاصيل، تبقى المفارقة دالة وكاشفة، ولعل هذا يكون موضوعا لمقال قادم.
وبعد..
فغني عن القول أننا لا نشكك هنا في أمانة أحد، أو في نزاهته، أو حرصه على أن ينهض هذا البلد ويتقدم. ولكننا فقط ننبه، للمرة الألف: أن «ما هكذا تورد الإبل» في القرن الحادي والعشرين.
وففط نسأل: هل مازال هناك، في دروس الماضي، أو مشاهد الحاضر ما نحتاج أن نذكر به لننتبه إلى ما يمكن أن تأخذنا إليه دولة «الصوت الواحد»، أو هذا النوع من الإعلام؟
 
أذكر أننا كنا أطفالا حين قرأنا الحكاية الفولكلورية الشهيرة Pied Piper of Hamelin للأخوين جريم، والتي تلخصها اللوحة الأشهر التي صارت أيقونة لرسوم الحكاية الشعبية. حيث تسير الفئران (ثم أطفال القرية بعد ذلك)، مخدرين بمعسول الموسيقى خلف عازف المزمار ذي الثياب الزاهية المبرقشة..
 وأحسب أن كل من قرأ الحكاية يعرف إلى أين.. كما يعرف النهاية.
 نسأل الله النجاة.
 
 
المسلماني يتوعد.. والفاشية تتقدم ركضًا..
بقلم:  د. حسام عقل 
صاحب ( الطبعة الأولى ) قرر , أو بالأدق قررت له الغرف العليا التي تدير مقود المرحلة و تتحكم في أزرارها , أن يبدأ ( الطلعة الأولى ) لتأميم وسائل التعبير و قطع الألسن  بصورة نهائية و إسكات ضمير مصر و الإجهاز على روحها الحي و خلاياها النابضة , طلع علينا الصحفي و الإعلامي الشهير ( أحمد المسلماني ) ( 1970 _ ..) و هو يشن هجوما ً ضاريا ً على ( السوشيال ميديا ) و ( الفيس بوك ) و ( التويتر ) , مطالبا ً بتحريك الدعاوى القضائية ضد هذه الوسائل التكنولوجية / الاتصالية الجديدة , تمهيدا ً لإغلاقها و إراحة المصريين _ بحسب ما يرى _ من شرها العريض و سمها الزعاف و خطرها الكبير ( كما يقول ! ) على السلام الاجتماعي لمصر باعتبارها سببا ً في صياغة العمليات الإرهابية و صناعتها , فهي فيما يرى كانت _ وما زالت _ مصنعا ً كبيرا ً للعمليات الإرهابية ليس إلا !  و قد ألمحت , غير مرة , إلى أن ( وسائل التواصل الاجتماعي ) صخرة ضخمة شديدة الصلابة  في وجه محاولات تأميم الفضاء العام التي تحاول بعض القوى الآن  فرضها _ جبرا ً _ على مصر ! بمثل ما ألمحت إلى أن هذه الوسائل الاتصالية الخارجة عن قبضة الرقيب , أصبحت ( إعلاما ً بديلا ً ) _ كما يقول الخبراء _ و هو ما نتج عنه مسح كثير من فضائيات مدينة الإنتاج الإعلامي بممحاة ( أستيكة ) , و تهميش كثير من الإعلاميين ( كانوا أباطرة في مرحلة مبارك ! ) و أصبحوا الآن يصرخون دون جدوى في الظل دون أن يحس بهم أحد , و تقزيم كثير من الصحف و المواقع الإخبارية التي أصبحت مجرد ( إسهال ورقي )  تافه لا يصدقه _ أو يقرؤه ! _ إلا أصحابه , أصبحت الكلمة النافذة الآن للأصوات الشابة الفتية الجسور التي تقول في وسائل التواصل الاجتماعي كل شيء تقريبا ً في السياسة و الاقتصاد و الفن و الجريمة  و تحظى بنسب متابعة جماهيرية فلكية مرعبة ( لأية سلطة ! ) , فهي أعادت كثيرا ً من الأشخاص إلى أحجامهم الطبيعية الضحلة و كانت السلطة تأمل في تضخيمهم بالحقن الإعلامي الزائف  ليصيروا أبطالا ً فأصبحوا _ بفضل الفيس _ مسوخا ً , و هي التي حفظت كثيرا ً من الرموز السياسية و الدينية  و دافعت عنها بعناد _ بالحملات الفيسبوكية المكثفة ! _ و كانت السلطة تأمل فعليا ً في نسف هذه الرموز أو تصفيتها معنويا ً متى أمكن ذلك ! و هي التي عدلت الأوزان النسبية للقضايا العامة و أعادت ترتيبها في سلم الأولويات , فيما كانت السلطة تلعب دائما ً على إرباك هذه الأولويات في وعي الجماهير بخلط الأوراق و دفع قضايا ضحلة إلى الصدارة في مقابل تأخير قضايا أخرى إلى الذيل أو التعمية عليها بمختلف وسائل ( الإلهاء الاستراتيجي ) التي تحدث عنها المفكر الكبير ( تشومسكي ) , فثمة جداول سابقة التجهيز يجري إرسالها إلى  الفضائيات والوسائل الإعلامية المتاحة دوريا ً  لتفجير حملات ممنهجة _ في الاتجاه الخطأ _ و لفت الأنظار بعيدا ً عن قضايا أخرى ( كارثية ) يراد لها أن تغيب عن الأعين , فإذا بالفيس _ بحملاته الغزيرة _ يعيد القضايا المؤخرة إلى الوعي مجددا ً و يضعها في بقعة الضوء بإصرار !  لقد اكتشف رأس المال السياسي في مصر أن أطنان الأموال التي أنفقها و ألوف الأصوات التي اشتراها _ كلاما ً أو سكوتا ً ! _ و عشرات الفضائيات التي روضها أو حيدها بمساعدة قوى إقليمية نفطية  في أكبر عملية ضخ أموال شهدتها الميديا المصرية ,كل هذه المحاولات  لم تنجح في فرض الخارطة الإعلامية التي أرادتها قوى الدولة الشمولية منذ البداية , وكان العائق في كل مرة هو تخطيط ( الكيبورد ) المعاكس الذي فرضته القوى الشبابية الحية في مصر , الصداع المزمن في رأس السلطة و الشوكة المغروسة بإصرار في خاصرة القوى الرأسمالية التي تباشر اللعب السياسي و الهيمنة طول الوقت ! و بدت المناورة شديدة الوضوح إذ يمضي الإعلام السلطوي و فضائيات رأس المال السياسي لتوجيه ( الكاميرا ) إلى قضية ( سعد الصغير ) و طليقته _ في إطار الإلهاء الاستراتيجي _ فإذا بحشد من البوستات و التويتات و سجال الدردشة الفيسبوكية يعيد إلى قلب اللوحة ( تيران و صنافير ) لتصبح الجزيرتان هما نجم الفيس الأول على غير ما أراد ت السلطة أو رأس المال السياسي ! وتعود الفضائيات الموجهة  لتلعب على ورقة خناقات ( شوبير ) و خصومه بتكثيف الضوء عليها بما يجاوز الإلحاح فإذا بحملات الفيسبوك الشبابية المسكونة بقضية ( الثورة ) تعيد ( مالك عدلي ) و رفاقه خلف الأسوار إلى قلب اللوحة دون أية شائبة أو تشويش ! و مجددا ً تعاود معزوفة الفضائيات الغناء الأوركسترالي احتفاء ب ( قرط الحاجة زينب ) فإذا بحملات الفيس الشبابية تدفع بأطنان من التعليقات المتنوعة حول ( سد النهضة و زيارة نتنياهو التاريخية ! )  كان مطلوبا ً _ إذن _ تغييب الفيسبوك و إنهاء دوره بأي ثمن , فهو العامل الأساسي في تحويل ( مبارك ) من كاهن المرحلة الأول إلى عجوز معزول يقرأ صحف الصباح في منزله و يقنع بمجرد المتابعة ! و هو العامل الأساسي للحيلولة بين مصر و تكرار الكتالوج الستيني الذي يجري فرضه الآن  ( خصوصا ً الكتالوج الإعلامي ) بكل حماقته و انتكاساته !  و( المسلماني ) _ إذن _ هو الوجه الليبرالي الوسيم , الذي اختارته تحالفات رأس المال السياسي ليقود حملة الاستئصال للفيسبوك و رواده , و يؤكد المسلماني _ بوقفته الإعلامية الشهيرة _ أن أسرة أمريكية رفعت دعوى قضائية ضد ( جوجل و فيسبوك و تويتر ) لأن هذه الوسائل تسببت في قتل ابنها في تفجيرات ( باريس ) ! و أن مكتبا ً إسرائيليا ً رفع دعوى قضائية ضد فيس بوك و تويتر , لمساهمتهما في إمداد أحد الجهاديين بمعلومات خطيرة وظفها لقتل الأبرياء و إرهابهم ( أصبحت إسرائيل مضرب الأمثال في مجال القدوة الأخلاقية ! ! ) يا سيد ( مسلماني ) ابن مدينة ( بسيون ) بمحافظة الغربية , إن تصادم قطارين لا يعني أن نلغي ( السكك الحديدية ) , و سقوط طائرة لا يعني أن نلغي المطارات  , و تعثر أحد المرضى في عملية البلع لا يعني أن نلغي الأطعمة و نكتفي بتعليق المحاليل للتغذية ! كفى هراء و تذكر جزءا ً من تاريخك يوم رشحك د حسن نافعة باحثا ً مساعدا ً في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية و السياسية , تذكر جزءا ً من مجدك الشخصي المستحق يوم بدأت تجربة ( الطبعة الأولى ) بقناة ( دريم ) في صيف عام 2008 حتى وصل عدد مشاهديك داخل مصر و خارجها إلى ( ثلاثين مليون ) مشاهد , و كنت جزءا غاليا ً من ضمير مصر الوطني , فيما تحول وجودك الآن إلى شبح شاحب لا يحس به أحد ! إن رصيد الحب الجماهيري _ الذي كان ! _ هو وحده الذي دفع بك إلى أن تكون مستشارا ً إعلاميا ً للرئاسة , و منذ قررت الضلوع في المشهد الحالي  بعد الثالث من يوليو _ بطريق التسويق للسلطة فقط _ فقدت الأرض التي كنت تقف فوقها بثبات و صرت جزءا ً من لوحة الترويج لا يأبه له أحد !  في عام 2009 و أثناء إذاعة برنامجك  : ( الطبعة الأولى ) قرر نظام مبارك قطع الإرسال على الهواء عنك _ لإخراس رسالتك ! _ و ضقت ذرعا ً إلى حد الاختناق لمحاولة إخراسك , فلماذا تريد الآن إخراس ألوف الشباب المخلصين على الفيس بوك و قطع ألسنتهم في حملة فاشية غريبة عن كتبك و تاريخك ؟! إن ( المسلماني الذي قرأنا له : ( الحداثة و السياسة ) ( 2002 ) , و ( حقوق الإنسان في ليبيا ) ( 1999) , و ( خريف الثورة : صعود و هبوط العالم العربي ) ( 2005 ) , يختلف تماما ً عن ( المسلماني ) الذي يحمل الآن سكين ( فرانكو ) و جنزير ( أدولف هتلر ) و هراوة ( بوكاسا ) مطالبا ً بإغلاق الفيس و سحق آخر ما تبقى من أنين الحريات !  في 28 أكتوبر من عام 2003 , قرر ( مارك زوكربيرج ) بمعاونة بعض أصدقائه في جامعة ( هارفارد ) ( و خصوصا ً كريس هيوز ) , تأسيس الفيس بوك , كشركة مساهمة , بهدف خلق حوارات ديمقراطية حرة دمثة في فضاء ضخم للبوح و صناعة الأحلام , و تحول الفيس في تقديري الآن إلى ضمير حي للأوطان و ترجمان للروح الشبابي الناضر المتورد و مناسبة لصناعة عقد اجتماعي غير مكتوب و عمق ملائم لإحداث التوازن النفسي الذي يحول بين الشباب و بين إحباط الموت , بل ووسيلة رخيصة الثمن لألوف الشعراء و الروائيين و المسرحيين لنشر نصوصهم و الوصول لقرائهم , فهل ستكون سعيدا ً حين يصمت من حولك هؤلاء  جميعا ً في مقابل أن يرضى عنك دهاقنة رأس المال السياسي ؟! إن مقترح إنهاء الفيس بوك مصريا ً _ أسوة بما حدث في ( سوريا ) و ( إيران ) و بعض الدول _ يكاد يشبه فكرة ( الخطبة المكتوبة الموحدة ) التي يقترحها وزير الأوقاف  الآن و يسانده فيها ( عمر حمروش ) أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان , لتتحول المساجد إلى منشور موحد يردده مئات الببغاوات دون جدوى أو معنى ! كلا المقترحين ينبع من المشكاة نفسها أو بالأدق من البئر المظلم  نفسه الذي يراد له أن يئد روح مصر ! حديث الانفراجات الوطنية هو ماتطمح إليه مصر الآن لمنحها بعض الأنفاس للالتقاط و إنهاء الانقسام المجتمعي الخطير . و على أية حال اطمئن يا سيد ( مسلماني ) و ثق أن حملتك فاشلة بامتياز , فالثلاثون مليون مشاهد الذين كانوا يتابعونك _ قديما ً ! _ قد تقلص عددهم الآن إلى ( ثلاثة ) مشاهدين فقط , هم في الغالب من أفراد أسرتك !
 
 
إعلام العشة أم القصر؟
بقلم: د. وحيد عبد المجيد
لا وجود للفئات الفقيرة والمهمشة فى الإعلام المرئى، والخاص منه بالأساس، إلا فى بعض الإعلانات التى تبثها مؤسسات
وجمعيات تستخدم هذه الفئات كوسيلة لتسول التبرعات. ولا يوجد لدى هذه الفئات ما يحفز الإعلام المملوك لبعض أكثر الأثرياء ثراءً على مخاطبتها أو الاهتمام بها إلا قليلاً أو نادراً. 
 
يخاطب هذا الإعلام الشرائح الاجتماعية العليا سواء فى البرامج والمواد التى يبثها، أو الإعلانات التى يسعى للحصول عليها. ومن يشاهد بعض ما يبثه هذا الإعلام، يتصور أن الفقر فى مصر أصبح تاريخاً مضى ولم يبق ما يدل عليه. وهذا يفسر الازدياد المثير للدهشة فى برامج المطبخ وإعداد أصناف جديدة ومتميزة من الأطعمة، فى الوقت الذى يجد نحو ثلث المصريين ما يسد رمقهم بالكاد وبصعوبة بالغة.بدأت ظاهرة المطبخ والمائدة فى الإعلام المرئى ببرنامج فى كل محطة تليفزيونية، ثم أصبح هناك أكثر من برنامج فى بعضها، وأُنشئت قنوات متخصصة فى هذا المجال. وأقبلت شركات منتجة للأغذية على رعاية هذه البرامج التى يشتد التنافس بينها، فأصبح فى إمكان صانعيها أن ينفقوا أكثر لزيادة جاذبيتها. ومن الطبيعى أن يكون مشاهدو هذه البرامج من القادرين، أو القادرات فى الأغلب الأعم، على محاكاة هذه الطبخات التى قد تتكلف إحداها ما ينفقه شخص من الفئات الدنيا على طعامه طوال شهر كامل.وهكذا يكرس الإعلام المرئى الخاص حالة الانقسام الطبقى المتزايد التى نبه إليها مبكراً الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم والفنان المبدع الشيخ إمام عيسى فى قصيدة رائعة تضمنت سؤالاً محورياً يعبر عن هذه الحالة (مصر العشة ولاَّ القصر؟). لم يكن التناقش الطبقى وقتها بلغ ما بلغه الآن، بعد أن أصبح فى مصر “عوالم” اجتماعية مختلفة من حيث انتماءاتها الطبقية، وخلفياتها الثقافية القديمة والحديثة، وأنماط قيمها وأساليب حياتها. ولكن الانفصال بين عالم الشرائح الأكثر ثراء، وعالم الفئات الأشد فقراً، يزداد بشكل يدعو للقلق من تداعياته المستقبلية. 
 
وبمقدار ما تتسع المسافات بين أهل القصر وأهل العشة، يزداد الإعلام المرئى الخاص انحيازاً إلى العالم الأكثر ثراء وانغماساً فى التعبير عنه.
 
 
حضرات الزملاء.. قليل من المهنية
بقلم: سيد علي
وهذه واقعة أخرى بالصوت والصورة للأسف تثبت أن المهنية هى الفريضة الغائبة وإن شئت الدقة هى سبب مانحن فية من
بلاء وربما تكون تغطية الصحف والقنوات والمواقع لانقلاب الست ساعات فى تركيا هو الدرس العملى لطلبة كليات الاعلام عن المحاذير التى لإيليق بأى إعلامى أن يأتى بها وبغض النظر عن السطحية والتدنى المهنى والسياسى فإن خطورة تلك الحماقات فى الفواتير التى تدفعها الدولة ظنا من البعض أن هؤلاء أو بعضهم يتحدثون باسم النظام والغريب أن ماوقع ليس لنا فيه ناقة أو جمل ولا يوجد أى وجه للمقارنة أو حتى الشماتة لدفع تهم لم يرتكبها الشعب المصرى فى ثورته خلال 30 يونيو فلا أردوغان هو مرسى ولا الشعب هو الشعب ولا الظروف هى الظروف ولا الجيش التركى هو الجيش المصرى بل ولا المعارضة هناك كما المعارضة هنا ولا الدور الامريكى واحد كل ماهنالك أن كل شخص حاول أن يأخذ من أحداث تركيا البضاعة التى تناسبه وتدحض وجهة نظر الآخرين علما بأن ماجرى لايدعم وجهة نظر هؤلاء أو أولئك وغير صحيح أن اردوغان انتصر أو أن الجيش انهزم أو أن الاخوان انتصروا كل ماهنالك أن اردوغان يلعب مع أوباما فى الوقت الضائع لكليهما ولهذا كان غريبا وعجيبا فى أن تخرج الصحف بمانشيتات قاطعة بنجاح الانقلاب ولايستثنى فى ذلك صحف قومية أو حزبية أو خاصة ، وكانت الكارثة فى خروج بعض مقدمى التوك شو ممن لم يقرأوا كتابا فى اخر عشرين سنة من أعمارهم فى الاحتفال المبكر بهزيمة أردوغان وسيطرة الجيش و خرج أحدهم بتفسير جديد للثورة قائلا مايحدث ثورة وليس انقلابا وقول اخر ان اردوغان سيلحق بمرسى خلف القضبان وانتخابات رئاسية مبكرة فى تركيا وأن أردوغان طلب اللجوء السياسى لالمانيا وهتاف أحدهم على الهواء تحيا مصر والله أكبر وكأن مايحدث فى تركيا شأن مصرى وصراخ رابع الى الجحيم يا أردوغان وكتب مذيع معتزل اللهم لاشماتة بس اللى بييجى على مصر مايكسبش وكأن الجيش التركى فعل مافعل انتقاما لمصر وهكذا احتفلت الميديا المصرية بنجاح الانقلاب ومعها الميديا العربية لدرجة أن مذيعة قناة العربية خرجت تقول للأسف فشل الانقلاب وماجرى عندنا جرى مثله فى الـ (بى بى سى وسكاى نيوز والجارديان) وبعيدا عن الاوهام والتمنيات والعواطف تجاه ماوقع فى تركيا فلم يلتفت أحد منذ اللحظات الأولى أنه انقلاب برعاية رسمية من أجهزة مخابرات وأن الواشنطن تايمز كتبت منذ ثلاثة أشهر تتوقع انقلابا يتيح لأردوغان توسيع سلطات وقمع معارضيه ولم يلحظ حضرات الزملاء التلكؤ الغربى والأمريكى فى إدانة الانقلاب كما لوكانوا ينتظرون لحظة القبض على -اردوغان ولم يلتفت أحد منهم الى وصف السفارة الامريكية فى انقرة لما حدث بانه انتفاضة فى الرسالة العاجلة التى وجهتها لمواطنيها فى تركيا وايران ولم يلتفت الزملاء الى توحد المعارضة التركية ووقوف احمد داود وَعَبَدالله اوجلان اللذين أبعدهما اردوغان ضد الانقلاب وهذه عناصر كان يمكن مناقشتها خلال الحدث تتيح للمشاهد والمتلقى قدرا من المعلومات والتحاليل الرصينة وأعلم أن هناك الكثيرين فى العالم تمنوا نجاح الانقلاب ولكنهم تحدثوا عن مساندة الديمقراطية وكان تعطيل مصر لبيان مجلس الأمن مؤسفا لأنه أعطى انطباعا خاطئا ان مصر تعترض على دعم الديمقراطية وجاءت التغطية الإعلامية العالمية لهذا الموقف المتلعثم بصورة لايتمناها أحد لمصر خاصة ان البيان غير مؤثر ولن يلتفت إليه أحد وهكذا وبسبب حماقة بعض الصغار وغياب المهنية والموضوعية نخسر معارك مجانا ولم ندخلها أصلا وما أكثر تلك الهزائم المجانية ، يبقى أن أشير إلى إن إذلال عناصر الجيش التركى بتلك القسوة والمهانة واتهام الآلاف منهم بالخيانة والارهاب يضع علامات استفهام كثيرة حول استقرار تركيا خاصة بعد بروز دور ميليشيات أو الشرطة على غرارالحرس الثورى الإيرانى والاعتقالات تشير الى ان تركيا لن تعود كما كانت ليلة الجمعة الماضى بعد ان فشل مشروع اردوغان فى المنطقة للأبد.
 
حينما عاملني مصطفي الفقي كأبن عامل نظافة
بقلم: محمد أبوزيد
في منتصف عام 2000 تقدمت لاختبارات السلك الدبلوماسي ،كنت تواقا للعمل بوزارة الخارجية.
كان الامتحان في 4 مواد ، اللغات وأولها اللغة  العربية. وكانت الرواية التي سيدور حولها الامتحان هي قنديل ام هاشم ليحيي حقي ،بالإضافة إلي اللغة الإنجليزية التي كان الامتحان فيها عبارة عن كتابة "برجرافات " طويلة قد  تصل الي 250 كلمة للبرجراف الواحد  حول قضية من القضايا السياسية المعاصرة ،ومادة القانون الدولي ومادة الاقتصاد السياسي ،ومادة اخري كانت تسمي –مصر وافريقيا والشرق الأوسط "
لم ألتحق بأي مركز من المراكز التي تقوم بعمل دورات كل عام للإعداد  لتلك الإختبارات ،بسبب  ارتفاع أسعارها .
توكلت الله واعتمدت علي قراءاتي السابقة ، ودخلت الامتحان،كانت الامتحانات بمدرسة الليسيه بباب اللوق في الفترة المسائية و لمدة 4 ايام .
بعد ظهور النتيجة توجهت إلى وزارة الخارجية لكي أري كشف الناجحين ،وكانت المفاجأة المذهلة ،لقد وجدت أسمي بينهم ،لم اصدق نفسي بكيت  وهللت وكبرت وقفزت في الهواء كل هذا في وقت واحد ،كانت تلك الفرحة بالنجاح هي الأكبر في حياتي ،كان طعهما مختلفا وبهجتها مختلفة ووقعها مختلفا ،سلموني خطابا مذيل بتوقيع عمرو موسي الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت ،ومن بين ما اتذكره من كلمات الخطاب "يعرب السيد وزير الخارجية عن سعادته بإجتيازكم للامتحان التحريري في اختبارات السلك الدبلوماسي
ويتمنى اجتيازكم لباقي الإختبارات " الشفوي والقدرات".
كان عدد المتقدمين للإمتحان التحريري يزيد عن 1200 نجح منهم 100 فقط ،وعدد الذين تختارهم وزارة  الخارجية  سنويا لوظيفة ملحق دبلوماسي لا يزيد عن 50 بأي حال من الأحوال .
اجتزت اختبار القدرات ،ولم يتبق الا الشفوي وهو المقابلة الشخصية التي تتم في مقر وزارة الخارجية، وأحيانا في مكتب الوزير ،كان كل الزملاء متوجسين أن يترأس اللجنة الدكتور مصطفى الفقي ،كانوا يتمنون أي شخص غيره .
 "لو أمك داعيالك ميكونشي  رئيس لجنتك في الشفوي  مصطفي الفقي" هكذا كانوا يقولون .  
 
أما أنا فكانت لي وجهة نظر مختلفة ،فلقد كنت مبهورا بالفقي عاشقا لكتاباته وتحليلاته  ،كنت استعذب أسلوبه في الكتابة ،وبلاغته في الحديث    ،كنت أقرأ  أهرام الثلاثاء منذ أن كنت طالبا في المرحلة الإعدادية من أجل قراءة مقالي فهمي هويدي ومصطفي الفقي ،كنت شديد الحرص على قراءة كل جملة وكل حرف في مقاليهما 
 
كنت أرى فيه المثقف المهموم بهموم وطنه ،القومي العاشق للقومية العربية ،كنت أراه نموذجا  للمفكر الموسوعي ،شديد الإطلاع ،شديد الذكاء ،وكنت أعتقد أن كتاباته هي مرآه لحياته ،كنت أظن أن كل القيم التي يتحدث عنها تمثل انعكاسا للقيم التي يعيشها ويعيش بها ،كنت واهما أن جمال ورشاقة ورزانة تحليلاته وآراءه نابعة من سمو نفسه، وانضباط ضميره، وصدقه مع نفسه ومع الآخرين
 
ودخلت الامتحان الشفوي  ويبدو  أمي لم تدع لي  ،حيث كان رئيس اللجنة مصطفي الفقي .
 
كنت في قمة الرعب ،فهذه هي المرة الأولي في حياتي التي أتعرض فيها لهذا الموقف ،سبعة من مساعدي وزير الخارجية هم أعضاء لجنة الامتحان الشفوي يجلسون صفا واحدا في مكتب كبير وطويل مفروش بسجاد احمر يبدو من مظهره أنه باهظ الثمن  .
 دخلت عليهم وركبي تتشاجر مع بعضها من كثرة التخبيط ،فالموقف مهيب وال5 دقائق المقبلة سيتوقف عليهم مستقبلك كله ،تخيل 300 ثانية قد يغيروا حياتك بالكامل التي من الممكن أن تحتوي علي مئات الملايين من الثواني
 
كانت هذه هي المرة الأولي التي أري فيها الرجل عن قرب وجها لوجه وعينا لعين ولسانا للسان ،وجدته عابسا متكبرا ،شديد الغطرسة ،لم يرفق بحالي ،كان الموقف نفسه كفيلا بأن يجعل كل إجابتي علي الأسئلة السريعة التي وجهوها لي وكلها اسئلة عادية من عينة ما هي عاصمة دولة كذا أو كذا  تخرج من بطني وليس من فمي ،كنت اشعر أن لساني عاجزا عن النطق ،وكأني قد أصبت بالخرس .وأن حواسي كلها قد توقفت عن أداء وظائفها ،أو أنها تبادلت الأدوار فاللسان لم يعد للنطق والأذن لم تعد للسمع وهكذا .
 
طلب مني بكل غطرسة وهو يضع يده علي جبينه وبمليء قسمات وجهه العبوس  أن أعرف نفسي وما هي دراستي وأسئلة أخرى لا أتذكرها، خرجت من الإمتحان بنتيجة واحد فقط "ليس هذا هو الرجل الذي أقرأ له وأشاهده في التلفزيون " ،أنه شخصا اخر متكبر ، متغطرس ،ينظر للفقراء ومعدومي الوسائط  باستعلاء غير طبيعي ،ساعتها صدقت مقولة "أصدق الشعر أكذبه " واصدق المقالات واصدق الكتب واصدق القيم التي يصدعون رؤوسنا بها  هي أكذبها ،هي التي يتجملون بها  ليصبحوا ملائكة في عيون قرائهم ،وهم  يفعلون النقيض كله
يتحدثون  عن الحق والعدل والمساواة بين الطبقات ،وهم ممسكين بسوط يجلدون به  ظهر كل فقير أو ضعيف أو غير مسنود  يفكر في الاقتراب من وزارة الخارجية ،فالسلك الدبلوماسي لأبناء السفراء و رجال المخابرات والأثرياء  وكبار رجال الدولة .أو علي الأقل لا مكان فيه إطلاقا لأبناء الفقراء حتي لو كانوا أطباء  فما بالك بأبناء عمال النظافة الذين تحدث عنهم وزير العدل .
زاد سخطي علي الرجل بعدما عرفت أن حالة التجهم والاستعلاء التي بدا عليها خلال الامتحان الشفوي ليست منهجا مقررا على  الجميع ،وانه كان بشوشا وودودا ولطيفا مع آخرين  من أصحاب الوساطات ،خاصة إذا كانت التوصية من "أنثي ".
وبعدها بسنوات طويلة ،وجدت الفقي أمامي مباشرة مرة أخري وجها لوجه، هو كعضو مجلس شعب ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية وأنا كمحرر برلماني ،اقتربت منه أكثر وراقبت سلوكه وأقواله وأفعاله ،فزاد كرهي لشخصيته ،فلقد اكتشفت أنه عنصري وطبقي بشكل لا يتخيله أحد  ،فلقد كان يسب عمال مصاعد المجلس بألفاظ قبيحة  إذا تأخروا في إحضار الاسانسير له ،وكذلك كان يفعل مع سائقه ،ولكن أمام الكاميرات تجده شخصا أخر مختلف نهائيا وكليا عن الشخص الحقيقي ،سجلت كل تلك الملاحظات وغيرها خاصة المتعلقة بولعه بالنساء
 
كتبت كل ما عرفته وكل ما استطعت أن أصل اليه من معلومات وحكايات عنه ومنها وقائع مثيرة داخل مجلس الشعب في كتابي "هؤلاء أسقطوا الرئيس "،وحينما قرأ الكتاب أو سمع عما جاء فيه أرغد وأزبد وسبني بألفاظ نابية .
 
لقد تعامل الفقي معي بنفس قاعدة وزير العدل المستقيل "كأنني أبن عامل نظافة " وكلنا بالنسبة لهم أبناء عمال نظافة  فالمدرس والموظف والمحامي والفلاح والمحاسب وحتي الطبيب أو المهندس هو بالنسبة لهم عامل نظافة ما لم تتوفر له صلات قوية عن طريق قرابة أو مصاهرة  بشخصيات في الوزارات السيادية
او يكون من اصحاب الثروات التي حتما ستشتري النفوذ .
وتعاملت أنا معه باعتباره رمزا مزيفا ،فكشفت جزءا من هذا الزيف
لقد استقال وزير العدل ولكن لم ولن يتستقيل الواقع الذي تحدث عنه حتي من داخل نفوسنا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لجنة الأداء النقابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/04



كتابة تعليق لموضوع : تقرير لجنة الاداء النقابى سبتمبر 2016
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net