صفحة الكاتب : عباس الكتبي

هذا ما دفع هشام لقتل الإمام الباقر"ع"؟
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذكر بعض المحققين من المحدثين:ان ولادة الإمام الباقر(عليه السلام)كانت بالمدينة،يوم الاثنين الثالث من صفر، سنة سبع وخمسين من الهجرة،وقد حضر واقعة كربلاء وكان في الرابعة من عمره،أمّه فاطمة بنت الإمام الحسن(عليه السلام)،وكنيتها أمّ عبدالله،فهو ابن الخيرتين،علويّ، من علويّين.

اسمه محمّد،وكنيته ابو جعفر،وألقابه ثلاثة:الباقر والشاكر والهادي، وأشهرها الباقر،لقبه به رسول الله(صلى الله عليه وآله).

عن جابر بن عبدالله،قال لي رسول الله( صلى الله عليه وآله):

((يا جابر،يوشك ان تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له محمد-وفي رواية:اسمه اسمي،وشمائله شمائلي- يبقر علم الدين بقراً،فإذا لقيته فأقرئه مني السلام)).

قال العلماء:قيل له الباقر لتبقّره في العلم،وهو تفجّره وتوسّعه،ذلك أنّه(عليه السلام)باقر علوم الأوّلين والآخرين،فقلبه بحر واسع،وعين فوّاره بالعلم والمعرفة. 

قال نصراني للإمام:أنت بقر؟! قال:أنا باقر؛ قال:أنت ابن الطبّاخة؟قال:ذاك حرفتها، قال:أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة؟ قال:(إن كنت صدقت غفر الله لها،وإن كنت كذبت غفر الله لك).

قال الراوي:فأسلم النصرانيّ.

جاء في(جنات الخلود)في الحديث عن أخلاقه أنه"عليه السلام"،كان يبكي من خشية الله حتى يرتفع صوته،أكثر الخلق تواضعاً،وكان له من المزارع والأملاك والمواشي والمراعي والموالي الكثير،فكان على رأس عمله فيها بنفسه،وكان أيام أشتداد الحرّ يضم مواليه إلى كنفه،ينفق ما يكسبه في سبيل الله،فكان أجود الناس وأسخاهم،وكل من أتاه رأى علمه الى جانب علمه"عليه السلام"كقطرة في بحر،فكان كجدّه أمير المؤمنين"عليه السلام"تزخر ينابيع الحكمة من كل جوانبه،ويصغر أمام جلالته كل جليل.

من معجزاته عليه السلام،ذكر القطب الراوندي عن أبي الصبّاح الكناني قال:صرت يوماً الى باب أبي جعفر"عليه السلام"فقرعت الباب،فخرجت إليّ وصيفة ناهد،فضربت بيدي على رأس ثديها،فقلت لها:قولي لمولاك إنيّ بالباب،فصاح من آخر الدار:ادخل لا أمّ لك،فدخلت وقلت:والله ما أردت ريبة،ولا قصدت إلاّ زيادة في يقيني. 

فقال:صدقت،لئن ظننتم أن هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم،إذاً لا فرق بيننا وبينكم،فإياك أن تعاود لمثلها.

دأب الحكام من بني أمية،ومن بني العباس،على التقليل من شأن أئمة أهل البيت عليهم السلام، والإنتقاص منهم،وتصغير منزلتهم ودرجتهم في أعين الناس،لكنّهم باءوا بالفشل والخزي والعار،وما زادت ممارساتهم تلك،إلاّ رفعة وعلوّاً للأئمة"عليهم السلام"،وذيوع ونشر فضلهم وعلمهم وصيتهم بين الناس،وإذا أراد الله تعالى رفع مخلوق،فمن الذي يقدر ان يضعه؟!

من أمثال هذه الممارسات:جمع المأمون العباسي العلماء من كافة الإديان،ثم طلب من الامام الرضا"عليه السلام"مناظرتهم،فأفحم الامام الجميع بالجواب،وتم إسكاتهم،وما زادته هذه المناظرة إلاّ سموّاً وظهوراً،وكذا الحال مع الإمام الجواد عليه السلام،أيام المعتصم العباسي،وهذا أيضاً ما حصل لإمامنا الباقر عليه السلام،مع هشام ابن عبد الملك.  

في حادثة طويلة،نشير إليها فقط، يرويها المؤرخون،ان هشام بن عبد الملك الأموي،بعد ان نصب البرجاس حذاه،واشياخ قومه يرمون الغرض،نادى على الامام الباقر عليه السلام،وطلب منه الرمي معهم،أراد الامام من هشام ان يعفيه من هذا الامر،لكن هشام أصرّ،وبالتالي كانت النتيجة تفوّق الامام عليه السلام على الجميع،حتى أصابت هشام الدهشة على أثر ذلك.

بعد هذه الحادثة؛وقعت مناظرة بين الإمام الباقر عليه السلام،وبين أكبر عالم من علماء النصارى،فكانت الغلبة والانتصار للإمام عليه السلام،وقد أقر بذلك العالم النصراني،ومن ثم أستسلم على يد الإمام سلام الله عليه.

هذه المناظرات والإختبارات التي جرت للائمة عليهم السلام،من قبل حكام الجور،زادت من علوّ مرتبتهم ومنزلتهم، وأظهرت فضائلهم لكافة الناس، وأحقيتهم بمقام الحكم والخلافة من غيرهم،مما أغاضت الحكام الظلمة، وملئت قلوبهم حقداً وحسداً وحنقاً على الأئمة عليهم السلام،فدفعت بهم الى قتل أئمه أهل البيت سلام الله عليهم.

عقب المناظرة التي جرت بين الامام الباقر عليه السلام، والعالم النصراني، يقول الامام الصادق عليه السلام:أمر هشام بحبسه- الإمام- ،فقيل له:إن اهل السجن جميعاً أصبحوا من مريديه، فسيّره،بسرعة الى المدينة، وسبقنا رسول من هشام ينادي في الناس على طريقنا الى المدينة،ان ابني أبي تراب الساحرين محمد بن علي،وحعفر بن محمد،وردا عليّ،ولما صرفتهما الى المدينة مالا الى النصارى ودينهم،لذا فقد برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يسلّم عليهما.

احتال هشام بن عبدالملك،عن طريق أحد أعوانه،في سمّ الإمام الباقر عليه السلام،فتوفي من ذلك السمّ،يوم الاثنين السابع من ذي الحجة سنة أربع عشرة ومئة،عن سبع وخمسين في المدينة المشرّفة،ودفن بالبقيع مع أبيه وعمّ أبيه الامام الحسن عليه السلام. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/10



كتابة تعليق لموضوع : هذا ما دفع هشام لقتل الإمام الباقر"ع"؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net