صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

( الامام الباقر ع في ذاكرة ناصبي ) ( غياب الجسد / حضور الوعي )
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

:ـ سلام عليكم 

:ـ وعليكم السلام .
وماذا بعد ....لا ادري لماذا اجد صعوبة كبيرة لإبدا الحديث معه ، انا اعرفه جيدا هو ابن حجر الهيثمي صاحب كتاب الصواعق المحرقة ، ومهما كان نبوغه العلمي هو عندي رجل ناصبي ، لو كان في علمه خير لرواه اليقين الذي عنه انحرف ، ومع كل هذا فانا متشوق منذ زمن لهذه المقابلة وكنت اتوقع جفافها منذ اللحظات الاولى لكني اعتقد ان غياب الجسد يعني حضور الوعي وتوسع المعرفة عند اطلالة الغياب فالموت حياة اخرى نطل منها الى نوافذ الحقيقة قد لا تكون هناك منفعة من الندم لكن يبقى مفهوم ندمي قادر على ان نقرأ من خلاله الكثير من الحقائق ، 
:ـ جئت اسألك عن الامام الباقر ع ؟
لم اتوقع ان مثل هذه السؤال سيجعله حزينا الى هذه الدرجة ،، فاجابني 
:ـ انت لابد ان تعرف اولا لماذا سمي بالباقر ، فهذه المسالة متيسرة عندكم ، لانه بقر الارض وأخرج منها كنوز المعارف وحقائق الاحكام واللطائف مالا يخفي الا على من طمست بصيرته ، او كان فاسد الطوية ، هذا الامام الجليل هوباقر علم الاولين والآخرين وجامعه ـ 
تجرأت لاقول له 
:ـ أين كنت انت عنه اذن ؟ 
:ـ كنا نرزح تحت هول الجهل والعناد ،ومن الغباء كنا ننظر الى انفسنا باننا علماء اجلاء ، واليوم اكتشفنا انا اخطانا الاعتقاد وتجاوزنا على الكثير من الحقائق والامور ، صرت اتحسر كيف لانسان مثلي ان يضيع ، 
:ـ الان صرت تدرك يا ابن حجر معنى امام ؟ اجابني :ـ كنت حينها اعرف الكثير من الحقائق لكن اولا ليست بهذا الوضوح ثانيا كنا لابد من عتمة كي نعيش ، انا ادرك تماما معنى ان يوصي النبي ص جابر بن عبد الله الانصاري بنبوءة عظيمة لايملكها الا نبي :ـ انك يا جابر ستبقى حتى تلقى ولدا من اولاد الحسين ع اسمه اسمي ، امام يبقر علوم الدين فاقرأه عني السلام 
:ـ كنت اعرف تماما .. ان ميزة الامام الباقر عليه السلام كونه اول هاشمي علوي ولد من جهة الحسن والحسين عليهما سلام الله 
قلت :ـ يا عم من يحمل مثل هذه المعلومات كيف يذهب الى نكران منزلة اهل البيت عليهم السلام 
فقال 
:ـ مشكلة اكتشفتها متأخرا ، فانا كنت اقرا بنهم لكن دون تأمل ، دون بحث في حيثيات ما يدون ولهذا لا تبقى قيمة القراءة ، اتدري نحن كنا نقرأ اشياء كثيرة عن الامام الباقر عليه السلام سمعنا عن المناظرات الكبيرة التي كانت تقام والمحاججات والحواريات المفتوحة ، عليك ان تعرف يا صاحبي ان دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاراء الفاسدة ، فجلس الامام الباقر ع بكل جهاد امام هذه العبار ات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح افكارهم ويهديهم الى السراط 
:ـ ويبقى الامر عندي يشكل غرابة كبيرة ، كيف لمثل هذه الثقافة ان لاتدرك منزلة الامامة ؟
:ـ نحن نعرف كل التفاصيل نعرف ان الامام عاش مع جده الحسين حوالي ثلاث سنوات ونصف وشهد فاجعة كربلاء ـ وقضى مع ابيه السجاد ثمان وثلاثين سنة زرعه فيها بالقيم العليا وانبت فيها ثمار اسلوبه المتفرد في حمل الرسالة المعطاء في نهجها وتربيتها .
قلت لأسأله عن علاقة الامام عليه السلام بالخلفاء السياسين فاجابني 
:ـ اولا كان هناك انفراجا سياسيا استثمره الامام لممارسة دوره الرسالي فانبع سياسة بعلمية وتربوية رائدة هادفة لمواجهة الافكار المنحرفة ، كانت علاقة الامام ع بالخلفاء علاقة رصد وتوجيه وارشاد كما كانت علاقة جده امير المؤمنين بخلفاءعصره وحتى ان عبد الملك بن مروان كان يستشير الامام علي عليه السلام في المسائل المستعصية عليه وعلى رجال حكمه ، ومنها قضية صنع النقود اذ كان الاعتماد التجاري والمالي على النقود الرومية وحاول ملك الروم ان تبتز المسلمين يكون هدد اولا بان يضرب على الدنانير جملا ينكل بها برسول الله محمد ص فاشار الامام عليه سلام بان يضرب النقود الاسلامية مما جعل المسلمين يستقلون بنقدهم ..
قلت :ـ ابعد كل هذا كيف يجرأ ابنه هشام بن عبد الملك بان يقتله ليرحل مسموما يحمل ظليمته الى الله 
رايت ابن حجر الهيثمي يبكي قلت :ـ أ تبكيه الان يا ابن حجر ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/13



كتابة تعليق لموضوع : ( الامام الباقر ع في ذاكرة ناصبي ) ( غياب الجسد / حضور الوعي )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net