عُرف الإنسان قيمياً بطبعه يحمل مجموعة من المبادئ تشكل محور مرتكزاته الفكرية، وانطلاق رؤاه تجاه القضايا التي يعاصرها، وعلى الرغم من تعدد صور المنظومة القيمية واختلاف مشاربها إلا أنَّ ثمة ثوابت يحكم بها العقلاء لا يمكن تجاوزها، وعندما يتجاوزها متحدث ما فإنَّ اختلالاً في بوصلته القيمية يجعله في خبط عشواء في مواقفه. هذا زيادة على مخالفة المتحدث لثوابت القيم التي يتبناها.
وهذا ما يطالعنا به إياد جمال الدين بين فينة وأخرى، آخرها حديثه عن حقوق البغايا اللاتي عبر عنهن باللفظة السوقية المتداولة التي تمجها الأسماع ويأنف عنها الذوق السليم، وقد وصف إياد الإسلامي المتدين بالحيوان!!!! داعيا إلى اعتماد لائحة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وكل من لا يعتمدها فهو داعشي!!!!!
ومن حقي كإنسان هنا أن أتساءل حول ما طرحه قائلاً:
يا إياد… ..
- بوصفك معمماً تؤمن بالله ما الألزم عندك كلام الله أم لائحة من وضع البشر؟!
- أين حقوق الإنسان التي تتحدث عنها من القيم الإنسانية المثلى؟! وأين الشرف من ذلك؟!
- أين حقوق أبناء المجتمع الذين تتهدد ظاهرة البغي شرفهم وتفكك قيمهم الأخلاقية، فضلا عن الخطر الصحي الذي تسببه؟!
- أليس من حق المتدين يا إياد أن يرفض ظاهرة لا يقبلها دينه؟! وألا يعد وصفك إياه بالحيوان انتهاكاً لحقوق الإنسان؟!
- الداعشية يا إياد ظاهرة بشرية أهم مبادئها تبني أفكار وتكفير وطرد من يخالفها، ألست داعشيا يا إياد عندما تتبنى لائحة بشرية وتهاجم من يخالفها؟!
- بدل المطالبة بحق البغايا يا إياد ألا يجدر بك مطالبة أصحاب اللائحة بتطبيقها وإنصاف الحقوق الضائعة لأكثر الشعوب المستضعفة؟!
- وختاما يا إياد هل تركت كل هذه الحقوق والثوابت الإنسانية خلف ظهرك ولجأت للمنافحة عن الگح…؟!
لكن يبدو أن الگح… على أشكالها تقع