صفحة الكاتب : عادل علي عبيد

راديو المربد منظومة اعلامية تسابق الاثير
عادل علي عبيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مثلما يظن البعض ان شبكات التواصل الاجتماعي والطرق الاتصالية الحديثة قد اجهزت على الكتاب ، ينعكس ذات الظن على الاذاعات التي قل روادها والمتابعين لبرامجها ، يحدث ذلك في زمن متسارع غريب لعله اختزل المسافات وقّرب الاشواط وجعل المعلومة قريبة ومباشرة فاستحق عبارة ان العالم اصبح قرية صغيرة . ولكن الغريب في الامر ان معرضا للكتاب اقيم يوما في المانيا لم يحظ برواد وزائرين ومسوقين الكتب في دور النشر العالمية ، الامر الذي حقق نبوءة لسطوة الانترنت ، ونصرا ساحقا لشبكة الاتصال العالمية . ولكن الاغرب ان ذات المعرض قد اقيم اخيرا وفي ذات الدولة ليشهد اقبالا منقطع النظير ، ويحقق بيعا للكتاب وبكافة تصنيفاته وتوجهاته ، وهكذا انتعش الكتاب من جديد مثلما عادت بعض العافية الى القنوات الراديوية بعد ان اصبح لها – من جديد – مساحة عريضة وواسعة . والسؤال هنا ان مناورة قام بها القائمون على هذه الاذاعات بحيث حققت لهم هذه القاعدة الواسعة من المستمعين وتنوعت هذه (المناورة) بطرق ذكية وحاذقة تحددت في صياغة الاخبار وتنوعها ، او استقطاب وتسويق الاعلان وأديباته ، او السبق التحليلي للخبر الراهن او الطارئ ! وهو ذات الامر الذي انبرى به راديو المربد الذي يجبرك على الاستماع اليه بعيدا عن زحام الفضائيات والقنوات ، فلطالما تصدى الى خبر ورصد حالة استثنائية وسبق حدث ما ، ليكون بمصاف من يكشف الغمام على ابعاد ذلك الخبر او الحدث او تلك الحالة الاستثنائية . وهذا ما لمسناه ويلمسه المستمع براديو المربد الذي قادنا الفضول لان نكشف الحجب عن حقيقة تألقه ، ليجيبنا مدير الاستاذ كمال الاسدي مدير اذاعة وراديو المربد من خلال هذا اللقاء .
مؤسسة المربد ، كإذاعة وفضائية تأسست عام 2005 بمنحة من وزارة التنمية البريطانية ، وبأشراف تحريري ومهني وفني من قبل هيئة الاذاعة البريطانية B  .B.C)) الهدف من وجودها ، هو لفرض رقابة ضرورية في غياب التكامل الحكومية في ظل حكومة ديمقراطية ناشئة في العراق . بعد السقوط كان الهدف هو وجود رقابة مفترضة على اداء المسؤول لتمكينه اداء واجباته بشكل صحيح لخدمة المجتمع ، هذا الاساس بوجود مؤسسة اعلامية مستقلة تعمل وفق اسس مهنية في جنوب العراق . بعد انتهاء المنحة المقدمة من وزارة التنمية البريطانية وتحديدا في عام 2010تم اعتماد منح دولية اخرى قصيرة الامد من جهات مختلفة ، منها صندوق التنمية في الامم المتحدة ، وسفارات اوربية مختلفة .  كانت هذه المنح لفترات قصيرة مكنتنا من الاستمرار ، فضلا عن ان المردود  يأتي من الاعلانات كما هو معروف . لا اخفيك من اننا رفضنا كل العروض المقدمة محليا من جهات سياسية وحزبية وحتى حكومية ، لمنع تحكم تلك الجهات في سياسة المربد التحريرية ، او تجييرها باتجاه معين . اختارت المربد ان تكون مستقلة وحرة لتأدية مهمتها الاساسية وهي الرقابة اللازمة لتحسين الخدمات لإشعار المسؤول دائما بان هناك سلطة حقيقية تراقبه ، بالإضافة الى الجهات الرقابية الاخرى الموجودة في مؤسسات الدولة والتي تكون في بعض الاحيان فاعلة في ظل الظروف السياسية التي يعيشها البلد ، لكن وجود اعلام حر هو شرط اساسي لإشعار المسؤول بان هناك رقابة ترصده وتفرض عليه اداء مهمته بشكل صحيح 
وكيف تطوير عمل واداء القناة  ؟
بعد عام 2010 كان شرط التمويل الجديد ، يتحدد بتطوير المؤسسة ، انتم تعرفون ان تلفزيون المربد تم ايقافه في عام 2006 لأسباب مالية ، لاسيما وتدركون ان الانتاج التلفزيوني يحتاج الى اموال وصرفيات هائلة خاصة وان هناك خطة لمؤسسة المربد تكون قابلية الاستمرار المستقبلية تعتمد على ما تحصل عليه من الشركات الاجنبية التي توقع الخبراء بعد السقوط ان تكون منتجة وقائمة من خلال ما اشيع في حينه من انتعاش الاستثمارات الكبيرة في مجال العمل التجاري والاستثماري في البصرة تحديدا وفي عموم العراق ، الا ان المربد اعتمدت وبعد ان يئسنا من شبه قناعتنا القديمة غير المتحققة على قدراتها الخاصة ، والدليل اننا  وبعد مرور عشر سنوات لا زالت سوق العراق التجارية لا تعتمد عليها المؤسسة الاعلامية سواء المربد وغيرها .  لذلك تم ايقاف البث التلفزيوني للمربد عام 2006 ، ولان كلفة الانتاج الاذاعي هي اقل بكثير عن كلفة الانتاج التلفزيوني استطاع الراديو ان يستمر في العام 2010 وكشرط في تطوير الاذاعة للحصول على تمويل جديد ، وكان في وقتها من صندوق الامم المتحدة U.N.D.N)) وكان شرطا يشمل  توسعة البث . بما يتعلق بالبرامج  ، تم تطوير وتحسين واستحداث الكثير من البرامج ، لكن فيما يتعلق بالأمور الفنية تمت توسعت البث الى ست محافظات اخرى بالإضافة ، الى المحافظات الثلاث الاصلية التي هي البصرة وميسان وذي قار. وتم اضافة محافظات كربلاء والنجف والحلة والمثنى والديوانية وواسط ليشمل البث محافظات الجنوب والفرات الاوسط .
كيفتتم عملية صناعة البرامج ، وهل هي من ذات كوادركم ام تستعينون بخبرات اخرى ؟
اعتمد كادر البث الاصلي في راديو المربد عام 2005 على التدريب الذي حصل عليه من هيئة الاذاعة البريطانية B  .B.C)) من قبل خبراء اعلام في هذه المؤسسة العريقة ، لكن في السنوات التي تلت هذا التاريخ اعتمدنا على تدريب كوادرنا من خلالنا ، معتمدين على الخبرة التي استلهمناها . بصراحة نحن نعتز بخبراتنا العملية في هذا الميدان ، والحمد لله فهي مثار اشادة جل المختصين لاسيما اساتذتنا في الاعلام ممن دربنا في هيئة الاذاعة البريطانية ، بل هم احيانا يستشيروننا في الكثير الكثير من الامور المتعلقة بالواقع العراقي ، وكيفية ادارتنا للمواضيع الصحفية المرتبطة بهذه المسالة .
هل تعتمدون مستشارين في هذا المجال الاعلامي لاسيما والكثير من الاذاعات تعتمد ذلك الامر ؟
نعم احيانا ، ففي مجالات انتاج البرامج الجديدة نحتاج الى الاستشارة ليس في مجال الاعلام وتصنيفاته ، وانما في المجالات التخصصية الاخرى الطبية او الهندسية او العلمية ، نستشير هنا متخصصين بما يتعلق بموضوع البرنامج فقط ، وليس في المجال الاعلامي للبرنامج ، الحمد لله فقد اصبحت لدينا الان خبرة بما يرغب الجمهور للاستماع وما يحب ، كذلك معرفتنا بذائقة الجمهور الموسيقية والاغاني ، وحتى في المجالات الثقافية والدينية ، انتم تعرفون ان للأيام خصوصية وطقوس ،  وهناك مواسم خاصة بها في السنة ، نحن نراعي تلك الخصوصية ، ونراعي ايضا التركيبة الثقافية للمجتمع بحيث لا نخدش ذاكرته واعتزازه ولا نصطدم مع المواقف والامور العقائدية ، هذا الامر جعلنا نقف على  الذائقة الجمعية ، ولكن لا باس بالاستشارة ، واكرر في مجالات التخصص التي دائما ما تكون خارجة عن توجهاتنا المهنية ، نعم في حالة ان يكون هناك برنامج طبي  فلا باس باستشارة الطبيب والمتخصص في المجالات الصحية ، وكذلك في المجالات الادبية ، فلطالما استشرنا اديبا او ناقدا او شاعرا ما ، ولكن ، ولله الحمد - اقولها متواضعا - ان في المجال الاعلامي اعتمدنا على تراكم خبراتنا وتخصصنا ، الامر الذي يشجعني على القول اننا الان مستعدون لخوض كل الامور والبرامج والفعاليات الاعلامية وحتى الصعبة منها .
ما هي طبيعة الدورات التي خضع لها كادركم ؟
الكادر الاساس خضع لدورة من قبل هيئة الاذاعة البريطانية ،  وبأشراف خبراء ومدربين من هذه الاذاعة والدورات الاخرى ، اهلنا كوادر خاصة بنا من خلال العمل ، توسعت المؤسسات الاعلامية في العراق واستهلكت ايضا الكثير من الكوادر ، لذا نحتاج دائما الى كوادر اخرى اضافية ، ان لم اقل دماء شابة ، في هذه السنوات تمكنا من اجراء العديد من الدورات الخاصة بقناتنا . 
سمعتك تقول :  ان كوادر استهلكت ... ولقد اثارتني تلك المسالة  ؟
نعم ، قلت استهلكت بالمعنيين التي اقصدهما الايجابي والسلبي ، الايجابي اننا نحتاج طاقات شبابية جديدة لضخ هذه الدماء ضمن المؤسسات الاعلامية ، ومن ثم تهيئة كادر ينمو وينضج ويتعلم على اساس صحيح يواكب الاعلام الحديث والاعلام الحر تحديدا . والسلبي هنا ، ان الكثير من الكوادر استهلكت ، ان تعلم ان الكثير من الصحفيين كأنما تم امتصاص ابداعهم ، وخبا نجمهم بعد فترة ، وهذا الامر دليل على ان الصحافة ليست مهنة من لا مهنة له – كما يقولون – وهي ليست مهنة طارئة مثلما تصورها بعض الاقاويل وتتجنى عليها وتجعلها مقولبة جامدة غير فاعلة ، بل تجعلها تستظل بالمصادفة ، انها موهبة حالها حال الشعر والادب واي حرفة يمنحها الله تعالى للإنسان . ويُعرف من خلالها ان هذا الشخص مؤهل لان يكون صحفيا ، او عكسه ، لم تكن الصحافة ولعمرها مهنة الواسطة والصدفة والامر الطارئ ، هذا هو المعنى السلبي للموضوع ، ولقد وجدنا انه قد تم استهلاك العديد من الكوادر الاعلامية ، وللأسف ، وهذا الامر حدّ  من اندفاعهم وانتاجهم في مؤسساتهم ، وهذا امر لطالما اضعف الاعلام الحر  في العراق . نحن هنا نعتز على اننا باقون على نهجنا الاعلامي وخطوطنا الصحفية الواضحة في جعل الاعلام مستقلا ، وسلطة رقابية فاعلة ومؤثرة ، ولكن للأسف فالكثير من المؤسسات الاعلامية وبعض الصحفيين لا يحملون هذا الهم ، وانما تم تجيير مهنة الصحافة للمصالح الشخصية والحصول على الجاه والمنزلة الاجتماعية ، الامر الذي اضعف دور الصحافة لدى الناس ولدى المسؤول وجعلها في مرتبة طارئة ، وهذه واحدة من كوارث المشهد الصحفي في العراق .
برأيكم وفي هذا الاطار ما هي المقومات التي تحافظ على مهنية الصحفي هنا ؟
الصحفي يحتاج لان يكون بين الناس ، يعرف همومهم ويسمع معاناتهم ويخبر شؤونهم وقصصهم .. ويحتاج بالمقابل ان يقرا القراءة تجعله مطلعا على افكار الاخرين ، تأخذه فكرة وجولة في عقول الناس الذين كتبوا الكتب في مختلف المجالات ، القراءة واحدة من اهم اسباب نجاح المهمة والعمل الصحفي ، على اعتبار انها تمدك بالأفكار الخلاقة ، كما ان الناس بالشارع يعطونك الافكار ويقدمون حاجاتهم وهمومهم ، الكتب تمدك بالأفكار والمعارف لاسيما وهي التي صدرت من عقول رسخت وعصرت افكارها لتصبها على الورق لذلك من الضروري جدا للصحفي ان يكون قارئا نهما ومنابعا جيدا وراصدا فطنا .
س/ هل حققت اذاعتكم  انتقالة  مهنية في علاقاتها في المجالات  المحلية او الاقليمية او العربية ؟
بما اننا نعلق تغطيتنا بالعراق ، فنحن نؤسس لعلاقات مهنية حقيقية ، وليست علاقات عابرة او مصلحية ، يجب ان نحافظ على خط من الاحترام لا تفسده ما تسمى بالعلاقات الشخصية في البصرة وحتى في العراق ، وفي بغداد تحديدا على اعتبار ان لدينا شبكة واسعة من العلاقات في العراق من سياسيين ومسؤولين ، ولكنها علاقات مهنية تحكمها الجدة والمهنية والحاجة الاعلامية ، اكثر من هذا نعتبره علاقة غير مرغوب بها ،  لذلك نحرص على ديمومة علاقاتنا مع المسؤول والسياسي ، وهي علاقة محكومة بالمهنة ليس الا ، نعم توجد مثل هذه العلاقات ، لدينا علاقات طيبة مع مختلف وسائل الاعلام العراقية ، نحاول احيانا صناعة برامج متبادلة مع المؤسسات الاذاعية والاعلامية المحلية ، لدينا الان شراكة مع راديو (نوا) في السليمانية ، هناك برامج من انتاج اذاعة المربد تبث في اذاعة ( نوا)  هذا الامر ساعدنا على الحصول على جمهور اضافي ، لاسيما ومحافظات اخرى لا يصل اليها بثنا ، الان وصلهم البث وعرفوا سياستنا الاعلامية وتوجهاتنا المهنية والسياسة التحريرية لنا وطريقة العمل المهني من خلال (نوا ) . لدينا مذكرة تفاهم مع دي دبليو الالمانية المؤسسة الاعلامية شبه الرسمية لكن المشكلة ان اختلاف الخط المهني للإذاعات لا يعيك الحرية الكاملة بإنتاج برامج مشتركة وحتى تؤامه او التعاون معها فيما يتعلق بالإذاعات الرصينة كالإذاعة التي ذكرت المشكلة ليست بالخط المهني وانما بالذائقة الجمعية المواطن الاوربية لديه ذائقة تختلف عن المواطن العربي لدينا مذكرة تفاهم معها وهناك برنامج او مجموعة تقارير اذاعية تبث في هذه الاذاعة في المانيا لكن للأسف مساحة البرامج التي اخذناها من المؤسسة المذكورة وتبث في راديو المربد محدودة جدا باعتبار اختلاف الذائقة وتفاوتها لدى المتلقي العراقي هذا الامر يعيق دائما توسعت التعاون الاذاعي مع المؤسسات الاوربية ووسائل الاعلام المختلفة على اساس ان الخط الذي ننتهجه و - قد يبدو ذلك غرورا او تغاليا - ولكن بث المربد ومن جوانب القيم التحريرية يبدو هنا ارقى وخاصة في الجوانب التقنية ، وليس من النواحي الفنية . واعود واشخص نواحي القيم التحريرية لبثنا سواء في البرامج او الاخبار ، فنعتقد ان هناك درجة ارفع ، الامر الذي يشعرنا ان كل ما يأتينا من بقية المؤسسات ومع احترامي لها ، لا يرتقي الى العمل من القيم والناحية الرصينة والموضوعية والحيادية والاستقلالية التي تعتمدها المربد .
على مستوى المؤتمرات  شاركنا في العديد من منها المحلية على مستوى الاشخاص ، والدورات الدولية والعالمية لتبادل الخبرات وخصوصا في مجالات المرأة وحقوق الانسان والطفولة ومواضيع اعلامية تتعلق بالفئات المهمشة ، الامر الذي اكتسب منه كادر المربد الكثير من الخبرات التي نحتاجها في اعمانا التحريرية والفنية وغيرها .
وهل وجدتم ان اجهزت بثكم واستخداماتكم التقنية تنسجم وتتواكب مع اجهزت البث الحديث ؟
لا نهائيا ، لا  اخفيكم ان الوضع في العراق في هذا المجال غير مشجع ، وهنا مسألة  تثبرني في هذا المجال اذ لطالما استغرب ان بعض الصحفيين يعولون ومن خلال اذاعات شخصية على الاعلان والمردود التجاري ، هذا غير ممكن ، بل غير ممكن حتى عربيا ، الاعلام المستقل دائما يخسر ان لم نقل ان كل اعلام يخسر ، ولكن يجب ان يكون مهنيا ، ويكون له دور فاعل في بناء مجتمع سليم ، يجب عليه ان يكون خاليا من التوجهات ، اعلام غير موجه لا يسيء له لعاب ، الممولون يحتاجون الى اعلام موجه يساعدهم على انتشار اصواتهم ، وهذا الاعلام لا يتمكن من تلبية حاجة المواطن وفرض الرقابة اللازمة على المسؤول على اعتبار ان يخضع لضغوطات وتوجهات سياسية وحزبية ، واعود الى ما انطلقت منه بالقول ان واهم من يعول على تأسيس اذاعة شخصية يمولها الاعلام او الاعلان لاسيما في البصرة . استطيع القول – وجوابا على مداخلتك بصدد ثقافة الاعلان المتواضعة لدينا - : نعم ، في السنتين الاخيرتين تحسنت ثقافة الاعلان ، اذ بدا التجار واصحاب الاعمال يعوون ما للإعلان من دور واثر كبيرين من تأثير وترويج بضاعتهم ، تحسن الاعلان هنا  نسبيا ، لكننا مقارنة مع دول وحتى مناطقية بحاجة الى ثقافة اعلانية اوسع كيما تصبح رائجة ، هناك تتمكن وسائل الاعلام من الاعتماد علي تموينها واستمرار بثها ، نحتاج الى سنوات اخرى لتعزيز تلك الثقافة ، لكن مبدئيا نحن نجد في مدينة البصرة كمستقطب تجاري وصناعي واقتصادي كبير قابل في الايام القادمة على افشاء ثقافة الاعلان وترسيخها بما تتطلبه الطرق الحديثة للإعلان التجاري . 
 ما هو برنامجكم القادم وما الذي يميز المربد في المستقبل ؟
لا اخفي عليك ان القضية الاصعب هي الاستمرار على النهج ، وهي قضية اصعب من التطوير ، الحفاظ على المبادئ هو عملية تتوج العمل  ، هنا اتذكر قولا للرسول الاعظم (ص ) : (يأتي زمان على امتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار ) . استطيع القول هنا  ان صعوبة الحفاظ على الخط التحريري المستقل ، هي صعوبة تحتاج الى ديمومة في العمل المهني الجاد ، همنا الاول والاخير ان نحافظ على استقلاليتنا وحيادنا لتأدية رسالتنا ومن ثم نسعى الى توسيع رقعة البث ، هذا سيساعدنا كثيرا لا سيما بعد  اقرار قانون هيئة البث والاتصالات لتقليل رسوم الطيف الترددي ، هنا يتعزز دور البث . نحن نطمح الى مد الجسور وعمل مؤاخات مع اذاعات متمكنة كشبكة الاعلام العراقي الممولة من المال العام ، لتكون المربد حينذاك واحدة من الاذاعات الوطنية التي يسمعها العراقيون جميعا ، وشعارنا هنا هو الولاء للوطن دون الولاء للحاكم او المسؤول .
والتقينا بالإعلامية المتميزة نهلة الجابري وهي تعمل مراسلة ومعدة ومقدمة ومحررة وسألناها عن  طبيعة عملها في القناة وهي ان الثقافة تتعتبر سمة يتميز بها الاعلامي ؟
الثقافة والاطلاع مسالة نسبية ، وهي لا تخضع احيانا الى الشهادة الاكاديمية ، اتحدث عن الوسيلة الاعلامية نحن هنا من اختصاصات مختلفة ، لكن المسالة لها علاقة بتثقيف الذات وليس الاعتماد على التخصص . لسنا جميعنا خريجو اعلام ، لدينا ثقافة ، لكن العمل في الاعلام زاد من ثقافتنا وعزز تخصصنا ، هذه الثقافة نحتاجها في اعمالنا ، يجب ان نلم بكل المواد وهذا امر صعب ، انما لا باس ان نلم بما يعزز ادواتنا . يجب على الصحفي ان يطور معلوماته التي تعود على ترصين ادواته واشتغالاته ،  عندما نعرج على موضوع او تقرير صحفي ما يجب علينا اولا الالمام بهذا الموضوع والاحاطة بادبياته ومعرفة ما يتخلله من امور تشفع له .  احيانا يصنع الصحفي معلوماته وثقافته من خل الحدث الصحفي نفسه ، مثال ، انا مختصة بالبرامج الاقتصادية ، وانت اتيت على الجرح ، انا خريجة لغة انكليزية اعد برنامجا اقتصاديا بعيدا كل البعد عن تخصصي ، لكن يجب ان ابحث واتطلع كيما اصل الى المعلومة الاقتصادية ،  لا يهمني ان تنجح ادواتي على حساب الناس لاسيما وطموحي هو ايصال المعلومة للناس . اسم برنامجي (موارد)  وهو من اعدادي وتقديمي ، برنامج موارد له علاقة بالاقتصاد والاستثمار ، نحن نتابع ما يخدم المصانع والمعامل المتوقفة ، كذلك موقف الصناعيين والتجار ورجال الاعمال ، وهي حاضرة في برامجنا . هم مؤسسات نقابية لديها اعمال تنفصل عن المؤسسة الاخرى ، لكن الانظمة الداخلية تختلف ، وكل له انشطة مختلفة تجمعهم احيانا المؤتمرات والندوات ، لكن ادوارنا هنا كاذاعيين تجعلنا نتواكب ونساير تخصصاتهم التجارية والصناعية والزراعية وغيرها . 
من ضمن البرنامج نحن نركز على المعامل الحكومية المتوقفة الاهلية ، لدينا فقرة استحدثناها حول دعم الصناعيين وتشجيع الصناعة الوطنية والمنتج المحلي كجزء من رسالتنا الصحفية ، وكإعلام للمنتج الوطني . للاسف ، دائما الحكومة تدعي دعمها للمنتج المحلي والصناعة الوطنية ، لكن هم انفسهم يشكون من ذلك بعدم وجود الدعم الحكومي المحلي او المركزي ! اصل اليكم اننا كإعلام نوصل اصواتهم على اقل تقدير الى اصحاب الراي . ثانيا عرض منتوجهم من خلال الاذاعة بالصوت ، وعرض منتجهم ، يعني معمل من المعامل كانموذج نروج له بطريقة مجانية تتحملها الاذاعة نفسها غير مدفوعة الثمن . وكذلك اشتراكهم في المعارض والفعاليات الاقليمية والدولية .
وما هي ادواركم بالنسبة الى الشركات الاجنبية ومن يتجحفل معها من الشركات المحلية العراقية ؟
نعم نحن نغطي اي مفرق او مفصل اقتصادي يصب في رافد اقتصادنا الوطني ، اذا تكلمتم عن الشركات الاستثمارية الاجنبية هذه الشركات من الصعب الوصول اليها او التواصل معها الا بتنسيق مسبق ، نحن لنا تنسيق في برنامجنا مع شركة البي بي وشيل ، هناك حلقة خاصة  في برنامجنا تغطي الاقتصاد المحلي فقط ودعم المنتج المحلي .
وهل هناك خطة لتوسعة برنامجكم الاقتصادي ؟
بالتأكيد نحن نتحرى ذلك التطلع ، التقينا مع جل الشخصيات في البصرة الوزراء واللجان البرلمانية الاقتصادية والزراعية والصناعية والمحلية في مجلس المحافظة وديوان المحافظة والمعامل الحكومية فضلا عن تغطيتنا لحركات تداول الاسهم والبورصة وصعود وانخفاض العمل و تغطيتنا اليومية اصعود وهبوط الذهب والنفط ، ولنا نشرة اقتصادية في هذا المجال . نحن شبكة مراسلين من تسع محافظات البصرة عاصمة العراق الاقتصادية لذا حري بها ان تضطلع بهذا الامر الذي هو من صلب توجهاتها الاقتصادية . انا مراسلة صحفية اخرج لتغطية النشاطات التظاهرات التقارير والفعاليات واعمل في فعاليات اخرى ، ومراسلة اخبارية تعلمت الصحافة هنا واتقنتها في المربد وهي مدرسة كبيرة شرفني ان عملت بها منذ العام 2007  ولحد الان 
تجدين ان المرأة فاعلة في مثل هذه البرامج ؟ 
لديّ برنامج  اسمه (مشوار الصباح ) احيانا اعده  اقدمه ، ولقد وجدت من خلاله ان منظومة المرأة فاعلة اذا وجدت الدعم ، شريطة ان لا تكسر اشرعتها ، المرأة تنجح في كل المجالات اذا كانت سلاحها الثقافة ، كونها عنصر فاعل . هناك نماذج تقتدون بها انتم والاف الرجال ، في هذا البرنامج وجدنا طاقات نسوية لا يستهان بها وهي طاقات واعدة تبشر بخير اذا ما قدمت لها يد العون .  ما زلت اخوض هذه التجربة العسيرة وانا هنا استحضر امي التي الهمتني بكل ما تملك ، واستطاعت ان تقومني واخوتي  وتقوم بنا وهي هنا مثلي الاعلى في كيفية مواجهة الحياة بموضوعية وشجاعة .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل علي عبيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/24



كتابة تعليق لموضوع : راديو المربد منظومة اعلامية تسابق الاثير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net