صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

لقاء على ضفاف الطف
علي حسين الخباز
 مع الدكتورة حنان عزيز البغدادي / مديرة مركز البحوث التربوية  والنفسية ـ جامعة بغداد ـ لانحتاج الى مقدمة كبيرة للولوج الى عوالم الطف ومديات ارتباطها بالقرآن الكريم  
الدكتورة حنان :ـ ،عاشوراء منهج حياة كل لحظة مرت فيه كل درس وعبرة كل لقطة كانت صغيرة او كبيرة ، فالمأسآة عبرة وعبرة في كربلاء ونخص زينب عليها السلام الكثير من التسميات اطلقت فمنه من يرى انها سفيرة  اعلام ومنه من يراها وكالة انباء الثورة  وهذه جميعها سمات قاصرة عن الاحاطة بالفعل الزينبي المبارك انا وجدتها بعد الواقعة تماما وبعد مقتل سيد الشهداء الحسين استلمت القيادة في معركة مقابلة  سارت الى القائد العام  واسقطته  في مجلسه  ، كانت نهاية  الحسم في اربعينية الامام الحسين عليه السلام ، جاءت براية  النصر  في كربلاء ، عندما قالت له :ـ ما ايامك الا عدد ، هذه لاتقال لسلطان يطمح ان يعمر بسلطانه الدهور  ، نعم لاتقال الا في حرب وانتصار حرب ،
المحاور:ـ اي النظريات تستطيع ان تقف امام  اهم موقف من مواقف الواقعة  لحظة مقتل الحسين عليه  وقفت على الجسد الشريف وقالت  ، اللهم تقبل منا هذا القربان ؟
الدكتوره حنان :ـ هل سألنا انفسنا يوما عن اي قربان نتحدث ؟ قربان ماذا ؟  وقربان من ؟، ولمن  وماذا تعني قربان ؟،   لدينا سبع نظريات في قول النبي ص ( حسين مني وانا من حسين ) فحسين مني معنى واضح كاملة النظرية طيب :ـ انا من حسين ، الجشتال يقول  الكل أكبر من الجزء  وكيف اصبح  الجزء بقدر  الكل او اكبر ، وبهذه الطريقة  ممكن ان يكون الحسين ،     الآن العقل العالمي يؤمن  ان للحسين  مقاما عند الله بقدر مقام النبي،  وفي قضية القربان  ارجعت المسار  الى الخلف  ، الله سبحانه تعالى  خلق الخلق  منذ بدايته التكوينية ونحن لانعرف  كيف كانت البداية  ، حركة تسمى متوارثة  توالدية نظرية التوالدية واعادة النظرية التوالدية الى اصلها وتوقفت عند ابراهيم  عليه السلام ومقتل اسماعيل  كيف ان الله نقل نطفة  محمد ص  من هذه الذروة  
المحاور :ـ  نحن بحاجة الى توضيح ، القضية صعبة  
دكتورة حنان :ـ  سافسر ماقلته بطريقة ثانية  و(فديناه بذبح عظيم  ) الله سبحانه لايعظم شاة  ، الشاة لا تستحق  العظمة لكونها تصبح جيفة  فكيف تتصور ان الله يلفظ  على الكبش عظيما ، فداه بالحسين عليه السلام ، أجل سبحانه تعالى الذبح ، و لو ذبح اسماعيل لما كان الحسين  ، ولو لم يكن ذبح الحسين لما نجا اسماعيل  ،ـ هو قدم  الذبيح الى  الطف 
المحاور :ـ والكبش ؟ 
دكتورة حنان :ـ ليس هناك اي كبش في القضية  ، هل من احد قال كبش ؟ الكبش ذبيحة والانسان  ذبح  ـ هذا هو الذبح  العظيم تم تأجيل القربان ، عاش اسماعيل ليتوارث محمد ص ، فهنا يحق مدلول انا من حسين ، 
المحاور ـ للنظرية الجمالية حراك مهم هل تمت الاستفادة منها ؟
الدكتوره حنان :ـ  نعم لنذهب الى مجلس ابن زياد وهو يقول  لزينب عليها السلام شامتا :ـ كيف  وجدت صنع الله بك وباهل بيتك ، كان الجواب نظرية  جمال  لايوجد مثلها ابدا ، قالت ما رايت الا جميلا  لنذهب الى نظريات الجمال الحديثة ( هربرت ريد ) يعرف الجمالية باللحظة الهاربة هي لحظة يسلط الضوء على جزء من الاجزاء  او شكل من الاشكال  ، ويعطيها شكل معين  ، نستمتع بها ويسميها اللحظة الجمالية  ،  التي يلتقطها  هربرت ريد وايضا ( هيغل )  وضع مقاييس  محددة للجمال ، يعني  نحن نضع حسب منظورنا النفسي والبصري  مقاييس الشي الجميل الاشجار جميلة  وضعنا مقاييس للجمال  للرجال ولكل شيء  وفق نظريات ناس في صفة معينة ، او في ظرف معين ،  هذا المكان الذي نتحاور به جميل وهو اجمل عندي من مكان يحمل نفس النسب لكنه في مكان آخر  لكون هذا المكان مرتبط بي ارتباطا نفسيا ، لكن ملامح المكان الجميل في عقلية كل انسان  تطل على الخضار والماء  ومتعة روحية  ، فاين رأت  الجمال  في الواقعة  . رؤوس مقطعة ودم وقتل وذبح ، ما راته زينب عليها السلام في هذه البقعة هي حالة الجمال وعد الله  ـ نصرة الاسلام بالشكل  الصحيح 
المحاور:ـ  لكن يبقى القتل بقيمة الجمال قبح  !!
دكتوره حنان :ـ كان اجمل منظر هو  لكونها لم تره  ، لم تر القتل والا فهي امرأة حنان وقمة العاطفة ، هي رأت ما وراء  هذا المنظر ، ثم قادت حملة  مضادة  ،  ابن زياد تصورها  ستضعف  وستبكي واذا بها قالت بما رأت في عوالم اليقين ،وهذا هو الجمال،فهي رأت مقاماتهم في الجنة وهي تعلم لولا هذه التضحية لما بقى الاسلام ،
المحاور :ـ اليس هو نفس الجمال الذي عبرت عنه سيدتي ام البنين في  موقفها  البطولي ؟
دكتوره حنان :ـ أم البنين عليها السلام اعطتنا درسا آخر ـ فلذة الكبد أعز من الانسان بالف مرة، أم البنين عليها السلام رأت ما رأته زينب عليها السلام ،رأت النصرة في اولادها رأتهم انتصروا بالحسين عليه السلام ، والحسين ابن زوجها ، هي وضعت امام عينها الرمز الاعلى ـ ام البنين عليها السلام تجاوزت جميع نساء اهل الارض قلبت المعادلة وقدمت الابناء فداء لسيدها الحسين ع ياليت النساء ممن يمتلكن  ابناء ازواج   ينظرن من هذه الزاوية  ، والبحث لابد ان يكون بهذا المعنى ،لابد ان ننظر الى ابناء الزوج وهذا سينفع الابناء لان الله سبحانه تعالى سيكفاؤهم خيرا ،هذه الدروس في قلب النظرية الجمالية ، 
المحاور :ـ  وماذا غير الجمالية من نظريات ولجت بها الواقعة ؟
دكتوره حنان :ـ انا قرأت الاحداث قراءة غير عاطفية قراءة ما وراء كل حدث ، قراءة ماورائية  ، اطلقت على كربلاء  اسم  المركز التجاري العالمي ، كل البنوك لها وقت عمل الا بنك الحسين ع، الشيعة منتشرون  في الارض هناك في كل الا وقات شغل ، يدر هذا البنك ارباحا كبيرة هو ليس من اموال الخمس ولا من اموال الزكاة ،لايوجد رجل اغنى  من الحسين عليه السلام يكرم شيعته وزواره ويهب الناس الكرامات ،
المحاور :ـ  ويسمى بعد كل هذا الغريب ،؟
دكتوره حنان :ـ  اين هي الغربة ؟ ففي زيارة وارث نجده وارث كل الانبياء  .. هو عراقي وعاد الى وطنه العراق ومات فيه 
س :ـ كيف حكمت على عراقيته ؟
 دكتوره حنان :ـ ابراهيم عليه السلام عراقي  ، والحسين اقتطعت هذه الارض باسمه  وهو وارث ادم وعيسى  وموسى  ونقول  له غريب ـ مالك الارض 
المحاور :ـ لو ندخل الان الى النظرية الاستباقية فهناك الكثير من الاستباقيات في الواقعة 
دكتوره حنان :ـ  منذ اليوم الاول لولادة الحسين هناك نبوءة اطلقها النبي (ص) وهذه النبوءة في الحسين  (ع) لاتعد استباقية كونه نبي يوحى اليه فهي استباقية الهية ، ونبوءة الامام علي وهو في طريقه الى صفين هنا مناخ ركابهم  هي ايضا نبوءة فهي استباقية الهية كونه يمثل روح النبي ، اما زينب عليها السلام فجميع مكوناتها استباقية اعدت لقيادة الطف المبارك بعد مرحلة المقتل ، زينب ع عاشت في بيت الرسول ص وبيت فاطمة  ع رديفة القرآن ـ سقتها معدنها وفي ادبيات الشيعة اعطاها سر الله  ، عندما كان النبي ص يمرض يذهب الى بيت فاطمة لتشفيه ، البنت تأخذ من الأم اكثر ، كانت الوصية توصيها باخيها ..يا اماه يا زهراء أديت الوديعة ، الوصية  كانت قبلة من فمه ومن نحره ، لماذا قبلة الفم ؟ هذه قبلة السماء استباقية عالية  ، هذه الشفاه بقت تتلو القرآن وهي على الرمح ،  هذه التلاوة هل هي آنية ؟ هذه الشفاه تتلو القرآن كل حين الى الان هي تتلو القرآن  ،واما قبلة النحر ، فهذا النحر تحول فيض نهر جاري  الى يومنا هذا .. صدقني هذه هي  اهم نظريات الطف الحسيني المبارك ، القربان و نحر سبط صار منارا  وشبان صريعة  لها منعة اسوار كتاب الله
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/06



كتابة تعليق لموضوع : لقاء على ضفاف الطف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net