صفحة الكاتب : عباس العزاوي

السيدة الفتلاوي صوت الضمير العراقي
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما اضطلعت السيدة د. حنان الفتلاوي النائب في البرلمان العراقي بلمف قضية الفساد  السرطاني في المفوضية العليا "المسُتغلة " للانتخابات ,تابعنا كلنا بشغف وقلق شديدين جولاتها ومواقفها الصادقة ضد الفساد والمفسدين من منتسبي هذه المؤسسة الخطيرة والمهمة في بناء النظام الديمقراطي, وبصرف النظر عما آلت اليه النتيجة , فان هذه المرأة العراقية البطلة قد تركت توقيعها ( الحق)  على جباه المفسدين واوصمتهم عارا لايمحى , وبذلك  حققت نصرين في آن واحد , كشفت المزورين واللصوص امام الشعب من جهة وبعثت الامل في نفوسنا بعراق مازال يتنفس برئته هواء نقي يعيد لكل الفقراء والشرفاء من ابناءه القدرة على تجديد الامل بغدٍ مشرق رغم انوف المنتفعين والحاقدين!
 
كتبت هذه السيدة  الفاضلة تعليقات مهمة وخطيرة على مقالات الاخوة الزملاء في موقع عراق القانون قبل وبعد الخميس المخزي 28.7.2011.  ذكرت فيها اسماء الكتل التي رفضت التصويت على سحب الثقة (1) قبل اليوم المشؤوم , العراقية , التحالف الكردستاني, المجلس الاعلى, التيار الصدري, الفضيلة. وابدت قلقها من موقفهم رغم تاييدهم المسبق لها وتصفيقهم  النفاقي الحار اثناء جلستي الاستجواب!! اضافة لموقف النائبين فؤاد معصوم وسلمان الجميلي واعجابهم بأدائها المتميز وانضمامهم  فيما بعد في التصويت مع كتلهم واحزابهم .... بئس الموقف المبدئي!!. رغم ان رئيس البرلمان وحسب قولها من على قناة العراقية في برنامج " الوجه الاخر" لم يمنحها الوقت الكافي للاستجواب وبعد مماطلة  طويلة في اجرائه اصلاً.
 
ذكرتْ ايضا ثلاثة  اسماء من اعضاء ائتلاف دولة القانون امتنعوا عن الحضور لجلسة التواطئ والعار على متن مقالة اخرى لاحد الكتّاب (2)" ان بعض اخواننا من دولة القانون لم يحضروا الجلسة وخذلوني ومنهم حسين الاسدي وناجحة الاميري وجواد البزوني وغيرهم الكثير " بمعنى انهم فضلوا البقاء على التل .. اسلم!!!. وهناك من ابدى النصيحة للسيدة حنان الفتلاوي من قبل بترك هذه القضية ممن يعتبر نفسه حريصا على حياتها ولم تذكر اسمه ربما حفظاً لكرامته المهانة بسبب خوفه  الشديد وهو ليس في المواجهة كما هو حال بطلتنا. واعتبرت في تعليق اخر لها موقف التيار الصدري والكردستاني بالغادر (3) لانهم ابلغوها بانهم سيصوتون لسحب الثقة ولكنهم انقلبوا تحت قبة البرلمان.
 
عندما هوت مطرقة الحق على رأس المفوضية الفاسدة , تلقفها انصار المفوضية واربابها برؤوسهم وايديهم لدفع الضرر الاكبرعن انفسهم بكشف المستور اولا واثبات قدرتهم على قلب الموازين  والتحكم بخيوط اللعبة السياسية بمساندة ودعم بعض الكتل المصنفة بالوطنية ومحل ثقة الجماهير ثانيا ! وهذا كان واضحا  في اصرارهم على عدم التصويت لسحب الثقة من مفوضية ليست اهلا للثقة وحضور من كنّا نمني النفس بحضوره لمرة واحدة يشارك فيها  البرلمان في مناقشة ومعالجة هموم الشعب العراقي او هموم من انتخبوه على اقل تقدير. ولادليل اوضح على خزيهم وعارهم من تصريحاتهم الهزيلة ومبرراتهم المفتعلة بُعيد التصويت المخجل( 4), والغريب ان السيد احمد الجلبي برر الموقف بشكل غريب  حيث قال ان وزارة التجارة اكثر فساداً  من المفوضية وهذا يعني انه بالامكان حسب الجلبي تشريع الفساد الاقل هدراً للمال العام , وبشكل اكثر وضوحاً , ان من يسرق مليون لايجب ان يحاسب لان هناك من سرق مليونين وهناك من سرق ثلاثة وهكذا لانستطيع محاسبة احد لاننا دائما سنجد من هو اكثر فساداً  وسرقة و"على هل الرنه وطحينج ناعم".
 
 فيما اعتبرت القائمة العراقية ذلك انتصاراً لارادة علاوي على لسان الناطق بالبعثية حيدر الملا , لذا تجد ان علاوي كان مبتسماً  طوال الوقت يفتخر بانتصاره المزعوم , فهل استوعب الاخوة في الائتلاف الوطني رسائل البعث الواضحة اليهم واستهتار الرفاق الجدد بكل القيم الوطنية ومحاولاتهم  الدؤوبه لأعادتنا الى زمن ارادة الافراد وتأليههم وليس ارادة الشعوب!!
 
كما وسبق ان تلقت الدكتورة حنان الفتلاوي تهديدات تحاول منعها من فتح ملف المفوضية الفاسدة  اشارت اليها في ندوة عقدت على شرفها  في لندن , تهديدات جاءت من اطراف عراقية وامريكية !! تطرقتُ اليها انا كاتب السطور في مقالة سابقة  ( 5) وحذرت الحكومة من عواقبها حرصا ًعلى حياة الدكتورة, اضافة لتعليق اخر لها حول حصولها حديثاً على معلومات استخباراتية تشير الى وجود عبوات ناسفة وضعت في طريقها من الحلة الى بغداد , جاء على متن مقالة احد الزملاء الافاضل (6) وهو الاخر ـ الكاتب ـ وصله تهديد من جهة جبانة تحاول النيل منه ومن صوته الوطني الصادق وهذا ليس شئ جديد فهو دأب البعثيين والعملاء وديدنهم في التعامل مع خصومهم ودماء الشهيد على اللامي ـ رئيس لجنة النزاهة ـ  لم تجف بعد على طريق محمد القاسم. ومازالت تشير الى الاجندات الفاسدة عند بعض الاحزاب .
 
عندما سال مقدم برنامج الوجه الاخر النائب د. حنان الفتلاوي . هل سوف تستقيل من البرلمان؟. فيما اذا لم تحقق شئ في محاربة الفساد!! فاجابت  "عندما اصل الى درجة اليأس سوف استقيل"  ونحن نقول لها  لا ياسيدتي ..ان ماقمتي به  كان عملية جراحية بسيطة  بمبضعك الماهر بعد تشخيصك المرض الجلدي الخطير المنتشر في جسد العملية السياسية وهو ضمن اختصاصك الحقيقي اليس كذلك؟ فكيف يتخلى طبيب عن مريضه بهذه السهولة ويتركه يعاني من هذا التقرح الانتشاري القبيح والمعدي , لا ياأختي الفاضلة … مع تقديرنا وخوفنا عليك وعلى حياتك الثمينة لانتمنى منك حتى التفكير بالاستقالة, فلو استقال كل من عجز عن التغيير فانه يكافئ الفساد ويصوت له ضمناً, كما صوت الفاسدون يوم الخميس , وبهذا يعتبر ان الشر هو القاعدة والخير شواذ , فهناك 94  عضوبرلماني داخل قبة البرلمان كانوا معك , وكل الخيّرين من الكتّاب الافاضل معك وهم في ازدياد ملحوظ , والشعب العراقي المظلوم معك .... فلا تدعي اليأس يتسرب لقلوبنا ونفوسنا, لانك وزملائك الوطنيين تمثلون الشعب في قاعة البرلمان واصواتكم الخيّرة  تمنحهم القدرة على الصمود وترفع مؤشر الامل في نفوسهم الصبورة  في مواجهة القهر والحرمان. وتذكري بانك ومناصريك في الحكومة تحطمون بمواقفكم الشريفة هذه مفاقس الارهاب واوكارالفساد بكل انواعه وتقضّون مضاجع الاشرار في كل ساعة , وانفاسكم  الطاهرة تعكر صفو نفوسهم الشيطانية ورائحة الخطيئة  المتأصلة في ضمائرهم , و باصواتكم الوطنية الصادقة تمسحون دموع الثكالى واليتامى الآملين بمستقبل واعد , فهل نترك كل هؤلاء المحرومين كالاضاحي يحزّ الظلم والفساد والخيانة اوداجهم ؟
 
 يقول احد الروائيين البرازيلين على لسان حكيم في روايته الخيميائي " عندما تريد شيئا ما فإن الكون بأسره يتظافر ليوفر لك تحقيق رغبتك "
 
اعود لموقف هذه الكتل السياسية المتخاذلة الذي ذكّرني بقصة  تاريخية يعرفها كل العرب والمسلمين ومازالت عالقة بضمائر الناس كعلقة سوداء تخجل النفوس الابية والصادقة منها كما وصفها الشاعر الكبير مظفر النواب ... في "وتريات ليلية "
" انبيك علياُ  انبيك...مازلنا نتوضأ بالذل ... ونمسح بالخرقة حد السيف ... ومازلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف .... ومازالت عورة عمرو بن العاص معاصرة , وتقبح وجه التاريخ ... مازال كتاب الله يعلق بالرمح العربية ... ومازال ابو سفيان بلحيته الصفراء .. يؤلب باسم الات .. العصبيات القبلية "
 
هذه القصة وددتُ سردها هنا للمقارنة بين مافعل ابن العاص وهو المعروف بفروسيته وشجاعته تفاديا لخطر الموت الاكيد تحت ضربة الحق والعدالة الانسانية بسيف الامام علي بن ابي طالب (ع )  فدفع عمرو بن العاص خطرها المحتوم بكشف عورته لينج بنفسه الخبيثة كما فعل نوابنا بالامس بكشف سوءاتهم  في دعمهم الفساد امام الشعب العراقي تفادياَ لخطر اعظم ربما  يطيح بعروشهم وكروشهم فارتضوا الفضيحة بعارها وشنارها عوضاً عن الهلاك العاجل.
 
 
6.8.2011
 
 
مقالة ذات صله لكاتب السطور
 (1)http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=6000
مقالة الاستاذ عماد العتابي
 (2)http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=6126
مقالة المهندس كريم كامل
 (3)http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=6156
مقالة الاستاذ صائب خليل 
 (4)http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=6161 
مقالة ذات صلة لكاتب السطور
 (5)http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=5656
مقالة الاستاذ عبد الصاحب الناصر
  (6)http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=6327


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/07



كتابة تعليق لموضوع : السيدة الفتلاوي صوت الضمير العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net