صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

لماذا هذا الحقد على المالكي ؟
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بمناسبة اقالة وزير الكهرباء ، سؤالنا نوجهه الى الشعب العراقي ونقول لهم الجواب مسبقا هل يوجد غير المفسدين في الدولة العراقية ، و الارهابيين ، والطائفيين ،والبعثيين ، والحاسدين تألق المالكي وشجاعته ونزاهته ، ودعاة أضعاف القانون والدولة ليلعبوا ( شاطي باطي ) ، هل يوجد غير هؤلاء من يحقد على المالكي ؟  هذا السؤال لا ينطلق من فراغ ، بل من واقع عاشته وتعيشه الساحة السياسية العراقية اليوم ، وقد ظهرت هذه الحالة من خلال مؤشرات كثيرة ، حتى ان بعض السياسيين تحول الى عدو للمالكي ، يريد النيل منه في كل مناسبة ، خاصة امام الكاميرات ، لان التعاطي بمثل هذا الاسلوب ، يعتقد هذا السياسي انه سيلّمع من صورته ، والغريب  ان البعض لا يتمالك نفسه في الهجوم على الحكومة رغم ماركشته ككتلة وبعدة وزارات في هذه الحكومة ، والهجوم يكون على المالكي وكأنه وحده الموجود في هذه الحكومة ، فنسمع الهذر السياسي الذي تفوح منه رائحة الحقد الاعمى احيانا ، وفي هذه المناسبة تذكرت كلمة الامام علي (ع) والتي مفادها – ما اضمر الانسان شيئا الّا وظهر على سحنات وجهه ، وفلتات لسانه – ولاضرب مثالا على ذلك من كلمة السيد شاكر كتاب عضو القائمة العراقية والمنسحب من قائمة تجديد التي يتزعمها طارق الهاشمي ، يقول النائب شاكر كتاب وهو يتكلم بموضوعية عن حالة واحدة تحسسها هو ، وهي متعلقة بموضوع الانسحاب الامريكي من العراق نهاية عام 2011، يقول السيد شاكر كتاب ما معناه ان بعض السياسيين ينتظرون من المالكي ان يعلن عن موقفه فيما يتعلق بتنفيذ سحب القوات الامريكية من العراق ،فأن اعلن المالكي ان العراق بحاجة الى بقاء القوات الامريكية او الى جزء منها ، حينها سيصيح بعض السياسيين ان المالكي يتعاون مع الامريكان وينفذ سياستهم ، وواقع تحت نفوذهم ، وان اعلن انه يرفض بقاء القوات الامريكية ، والعراق ليس بحاجة لها ، نفس هؤلاء السياسيين سيصيحون ايضا ان المالكي واقع تحت النفوذ الايراني ، وينفذ سياستهم ، هذا هو المعنى الذي تحدث عنه السيد شاكر كتاب ، وهذه حالة واحدة ذكرها هذا الرجل ، لكن هناك العشرات من الحالات التي تطرح من بعض السياسيين بأتجاه المالكي ، وكلها تنم وتؤشر عن مقدار الحقد على هذا الرجل  ، والسؤال المطروح لماذا هذا الحقد ؟ المدخل للاجابة على هذا السؤال ، ايضا سيكون من خلال تصريح احد اعضاء القائمة العراقية ، وهو النائب حيدر الملة ، بعد ان فازت مفوضية الانتخابات بثقة البرلمان العراقي ، رغم الوثائق الدامغة التي طرحت خلال استجواب المفوضية حول الفساد المالي والاداري من قبل النائبة حنان الفتلاوي ، وبذلك سجل المصوتون لصالح المفوضية سابقة خطيرة في التغطية لصالح المفسدين واقرار الفساد ، قال حيدر الملة بعد نهاية التصويت ، لقد سجل اياد علاوي انتصارا على المالكي في فشل حجب الثقة عن مفوضية الانتخابات ، هكذا يتخيل الرجل المسألة ، انتصار المفسدين انتصار لعلاوي ، وهزيمة للمالكي ،وبذلك يكون البرلمان قد انتصر لعلاوي في هذه الجولة ، يا له من انتصار بائس ومخجل !واذا اردنا الرجوع الى اصل السؤال ، من هؤلاء الحاقدون على المالكي ؟ استطيع ان اعدد اصنافهم التي يستطيع كل عراقي تشخيصهم من خلال متابعة مسيرة الساحة السياسية العراقية ، اول هؤلاء الحاقدين هم البعثيون ، وهؤلاء هم المتضررون الاكبر من الحالة السياسية الجديدة في العراق ، فقد توزع هؤلاء في عدة مجالات ، توزعوا في مفاصل الدولة الوظيفية ، واخذوا يمارسون التخريب والفساد من خلال مواقعهم ، تحول البعض منهم الى حواضن للارهاب ، واخرون انخرطوا فعلا في منظمات ارهابية ومارسوا القتل لابناء الشعب العراقي ، وجريمة عرس الدجيل ليست ببعيدة عن ذاكرتنا ، وكيف شاهدنا بعض التصريحات التي تنفي وقوع عرس الدجيل ، وجاءت ايضا على لسان حيدر الملة ، والامر الاخطر من هؤلاء البعثيين هو تسللهم الى العملية السياسية وبضغط وحماية امريكية واقليمية ، وهؤلاء هم اشدّ خطراً على العملية السياسية كونهم يسعون لتغيير مسارها لصالح حزب البعث المندثر وبدعم من دول الاقليم الطائفية ، وتصريحاتهم العلنية باتجاه تسقيط العملية السياسية في العراق ظاهرة لكل عراقي ، سواء التصريحات من داخل العراق او خارجه ، وتصريحاتهم في دعم منظمة مجاهدي خلق الارهابية مكشوفة وظاهرة للعيان ، من دون خجل من الشعب العراقي ،اما الصنف الاخر من الاعداء او الحاقدين ، فهم الارهابيون الذين اوغلوا في دماء الشعب العراقي ، والطائفيون الذين يريدون تمزيق الشعب العراقي بدعواتهم الطائفية وبدفع وتشجيع من دول الاقليم الطائفية بقيادة السعودية ، ومن الحاقدين على المالكي اصحاب الميلشيات واصحاب الجريمة المنظمة ، هؤلاء البعثيون والارهابيون بمختلف صنوفهم ، والطائفيون ، اضافة الى الحاسدين والمنافسين له بطريقة لا دستورية ،  والذين يريدون تحقيق مكاسب شخصية من خلال المناصب الحكومية ، وكذلك المفسدون الناهبون للمال العام ، وغيرهم ممن لايخطر في البال ، كل اولئك يتصدون للمالكي ولجميع السياسيين الذين يعملون معه من جميع القوائم والمكونات ، وكل له اسلوبه وطريقته في الوقوف بوجه المالكي وبوجه الاوفياء لهذا الوطن الذين يعملون معه ، واذا اردنا ان نقول لجميع هؤلاء الذين يعملون في الاتجاه المعاكس للارادة الشعبية ، اننا معكم في اسقاط المالكي ، لكن ماهو بديلكم عنه ، اطرحوا اسم الشخص البديل ليطلع الشعب عليه ليرى هل هو حقا يصلح ان يكون بديلا عن المالكي ؟ فأن كان الافضل فان الشعب سيقبل بتغيير المالكي ، لان الشعب ينشد الافضل ، انا لا ادعي ان الدنيا قد خلت ، ولا يوجد غير المالكي ، بل على العكس يوجد في الشعب العراقي الكثير من امثال المالكي ، وربما الافضل منه ، لكني اقول ومن خلال تجربتي ومراقبتي للواقع ، ان الهجوم الذي يشن على المالكي اليوم ، سيكون هو ذات الهجوم على بديل  المالكي ان لم يكن الاقوى ان كان البديل ممن يؤمنون بالمعادلة السياسية الجديدة في العراق، والسبب ان الحقد على المالكي ليس في تقديري لشخص المالكي ، انما للمنهج والبرنامج الذي يسير فيه المالكي ، وطبعا معه جميع السياسيين ومن مختلف المكونات الذين يشاركونه في هذا المنهج السياسي الجديد ، واستثني المشاركين السياسيين الذين يسيرون في خطي المشاركة والمعارضة ، وهذه ظاهرة سياسية سلبية لا توجد في أي بلد ديمقراطي في العالم ( واقصد البلد الذي يعيش ديمقراطية حقيقية لا مزيفة ) ، اذن من يقف حاقدا بوجه المالكي ومن معه من السياسيين الاخرين  ؟ في رأينا هم اولئك الذين يريدون تغيير المعادلة السياسية باتجاه اخر بالضد من الاتجاه الذي يريده الشعب العراقي ، وفي هذه الحالة سوف لا نعتبر المعارضين للمالكي كآلية من آليات العمل السياسي الديمقراطي الجديد ، هم من ضمن اولئك الذين يبذلون جهودهم وبدفع من قوى اقليمية طائفية لغرض تغيير مسار العملية السياسية ، أي ان الحاقدين على المالكي هم الحاقدون على العراق والذين يعملون بوحي المخابرات الاجنبية ، والذين هم اما ان يكونوا من ضمن بقايا البعث الصدامي ، او من الارهابيين السلفيين من فلول ( القاعدة ) ، او من الطائفيين المدعومين من دول الاقليم الطائفية ، او من فلول عصابات الجريمة المنظمة ، وهؤلاء جميعا تصدى لهم المالكي ومعه الخيرين من ابناء الشعب العراقي الغيارى ، سيما وان هؤلاء يوجد من يروج لهم في وسائل الاعلام ، بل توجد فضائيات تتبنى مواقفهم ، بل هي جزء من اطروحاتهم ، وهذه الامور كلها واضحة للشعب العراقي ، وسيقف الشعب بوجه كل هذه التيارات التي تريد حرف وافشال المسيرة السياسية الجديدة في العراق سواء كان المالكي على رأس السلطة اوغير المالكي .

 A_fatlawy@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/07



كتابة تعليق لموضوع : لماذا هذا الحقد على المالكي ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net