صفحة الكاتب : محمود كعوش

وللحديثِ بقيةٌ تأتي لاحِقاً !!
محمود كعوش
 يومَ تقابلنا على غير موعدٍ مُسبقٍ وبعد غياب طويل خارجً البلادِ فرضتهُ علي ضروراتُ العملِ، قرَرَتْ أنْ تَسْرُدَ ليَ الحكايةَ مِنَ البدايةِ حتى النهايةِ، فقالتْ لي:
 
حينَ التقينا بعد طول شوقٍ وعذابِ روحٍ وتَشَظِي قلبٍ كادَ أنْ يَنْفَطِرَ ويَقْتُلُهُ الانتظار، لَبِسْتُ ثوبيَ البنفسجيَ وتَزينتُ له بأبهى الورودِ والزهورِ، وتَطَيَبْتُ بأطيبِ العطورِ والروائحْ، ولَمْ تَهْدأ نفسي إلا بعدَ أنْ شَرِبْتُ مِن مُقلَتيهِ زَهْرَ اللَّوزْ، واحتَرَقَتْ مِنْ أنْفاسِهِ الدافِئَةِ وجنتايَّ باللَّهيبْ، وأمْطَرتْ فَوقَ رُموشِ عَينيهِ أشلاءُ عِطري.
 
بحضورهِ استَعَدْتُ جميعَ اللغاتِ التي كنتً قدْ فَقَدتُ بِبُعْدِهِ عني، وعزَفَتْ آلاتُ الأكورْديون وَالكْلارِينْيت وَالفلوت وَالجِيتار وَالساكْسفون وَالكَمان لَحْنًا موسيقِيًا خرجَتْ مِنهُ أنغامٌ وَايقاعاتٌ راقِصَةٌ، مُعَبِرَةٌ، ومُؤَثِرَةْ، وَدَقَّتْ الطُّبولُ ونَقَرَتْ الدُفوفُ، وَانطَلَقَتْ أنغامُ المَزاميرِ وَالرَّباباتِ وَالناياتِ، وهَدَلَ الحَمامُ وعنْدَلَتْ العنادِلُ وزَقْزَقَّتْ العصافيرْ، وَقَبَلْتُهُ ألْفَ قُبْلَةٍ وقُبلَهٍ، قَبَلْتُهُ حَتى سَكِرْتُ صمتًا وَحُبًا من ريقِهِ كَما سَكِرَتْ الأناقةُ وَالعُطورْ مِن رِضابِ ثَغرِهِ، قَبَلْتُهُ حتى تَجَمّدَ السُكَّرُ فَوقَ ثَغْرِهِ وتَراخَت الأوصالُ وانطفأَ الظمَأ.
 
عندها تَعرَّقَتْ زُهورُ البنفسجِ والياسمينِ والفُلِ والعَطاسِ وَالزَّنبقِ وشَقائِقِ النُعمانِ والأوركيدِ وَالقُرُنفُلِ وَالأُقـحُوانْ، وَازدادَتْ الجَواهِرُ وَالمُرجانُ وَالياقوتُ واللُؤلُؤ وَالعَقيقُ والفَيروزُ وَالذّهَبُ وَالفِضةُ وَالماسُ وَالزُمرُّدُ والزبرجَدُ توهُجاً وبريقاً ولَمَعانًا.
 
هنا تَنَهَدَتْ وأضافتْ:
ما أَجْمَلَ أنْ أَموتَ صَمتًا في بَحرِ عَينَيهِ وَهُوَ يُشرِقُ باهِتًا مُلتاعاً، أَو أنْ أَكونَ شَهيدةً في مِحْرابِ هَواهْ.
وما أجملَ ذلكَ إنْ حدَّثَ قَبلَ أن يَفتَرِسَنا عَصْرُ الهّذيانِ والجُنونِ، وَقَبلَ أن يجْرُفُنا التَيارُ وتُصارِعُنا الأمواجُ الصّاخبةُ، وَقَبلَ أنْ تَتَغَيَّرَ آرائي أو تَتَبَلوَرَ، وقَبْلَ أنْ تَتَجَمَدَ مشاعِري، وتتوقَفَ قريحةُ قَرْضِ الشِّعرِ عندي وَيَتحوّلَ إلى جُثةٍ هامدةٍ لا حَراكَ فيها.
 
وهنا أطلَقَتْ آهاتٍ متتاليَةً، ثُمَّ توقَفَتْ لتعودَ وتَتَنَهَدَّ تنهداتٍ مُتلاحِقَةً ومُتَواصِلةً ثمَ قالتْ لِي:
وللحديثِ بقيةٌ تأتي لاحقاً ان شاء الله، إلى أنْ تَكْتَمِلَ الحكايةْ !!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود كعوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/10



كتابة تعليق لموضوع : وللحديثِ بقيةٌ تأتي لاحِقاً !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net