صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

مشروع الإصلاح السياسي الأمريكي يتكسر على صخرة
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بمناسبة إستمرار الدعم الأمريكي الصهيوني لمشروع الإصلاح السياسي الذي طرحه ديكتاتور البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قبل عشر سنوات مضت ، ومؤامرات البيت الأبيض والعرش السعودي المستمرة من أجل تمرير إصلاحات سطحية وفرض سياسة الأمر الواقع على شعب البحرين وثورة وإنتفاضة 14 فبراير عبر تنفيذ مرئيات وتوصيات مؤتمر ما سمي "بمؤتمر حوار التوافق الوطني" وتهميش وإقصاء شباب ثورة 14 فبراير والقوى السياسية والرموز الدينية والوطنية وتغييبها في السجون وممارسة تعذيب قاسي بغرض التنكيل والتركيع وسياسة لوي الذراع وكسر العظم لم يحدث مثله في السابق. وكذلك الإلتفاف على الجمعيات السياسية المعارضة وعدم الأخذ بمرئياتها وتوصياتها للإصلاح السياسي والإبقاء على الوضع السياسي على ما هو عليه في ظل ملكية شمولية مطلقة رضوخا عند مطالب البيت الأبيض والرياض ، أصدر أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين بيانا هاما هذا نصه:-

بسم الله الرحمن الرحيم

 

منذ تمرير المشروع الأمريكي للإصلاح السياسي في البحرين في عام 2001م بالتصويت على ميثاق العمل الوطني في الرابع عشر من فبراير والبحرين تمر بأزمات سياسية خانقة ، لا تنتهي أزمة ، إلا ويختلق الحكم الخليفي أزمة سياسية أخرى، وأهم الأزمات التي عصفت بالبلاد هي فرض دستور 2002م في الرابع عشر من فبراير من نفس العام حيث حكمت البحرين في ظل ملكية شمولية إستبدادية مطلقة.

وهذا ما كانت الولايات المتحدة تطمح إليه لمصادرة الإنتفاضة الشعبية التي بدأت منذ عام 1995م وإستمرت حتى عام 2000م. المشروع الأمريكي كان يقضي إلى إرجاع الشرعية وإضفائها من جديد للحكم الخليفي ، فجاء التصويت على ميثاق الخطيئة لتثبيت حكم الأسرة الخليفية.

وخلال عشر سنوات مضت قامت المعارضة السياسية ومعها الشعب بجهاد ونضال سياسي من أجل تحقيق إصلاحات سياسية ودستورية، إلا أن السلطة الخليفية وبالإتكاء على حليفها الأمريكي واصلت طريقها في التسمك بخيار الملكية الشمولية المطلقة ، وأدخلت البلاد في مجموعة أنفاق سياسية مظلمة ومنها نفق التجنيس السياسي وتغيير الخارطة الديموغرافية للبلاد وإستبدال شعب بشعب آخر.

الملكية الدستورية والبقاء تحت رحمة الأسرة الخليفية كان للشعب والمعارضة حملا ثقيلا لا طاقة للشعب له ، بعد أن عرف الشعب والمعارضة خبث السلطة الخليفية ، ولذلك ناضل وجاهد تيار الممانعة وتيار العمل الإسلامي إلى أن تكلل النضال والجهاد بإعلان ثورة 14 فبراير في عام 2011م ، هذه الثورة التي أعلنت عن سقوط شرعية الحكم الخليفي وشرعية الميثاق والدستور المنحة وما نتج عنه من إنتخابات تشريعية وإنتخابات مجالس البلدية.

ثورة 14 فبراير أسقطت شرعية الحكم الخليفي ، إلا أن الجمعيات السياسية المعارضة سعت للإستفادة من إندلاع الثورة من أجل طرح مرئياتها في الإصلاح السياسي ، ولكن ما كان يقلق شباب الثورة وقوى المعارضة السياسية في تيار الممانعة بأن هذه الجمعيات جاءت لترجع وتثبت شرعية الحكم الخليفي وتثبيت المشروع الأمريكي للإصلاح السياسي عبر القطار الأنغلوأمريكي.

فبينما يسعى شباب الثورة ومعهم القوى السياسية المعارضة لإسقاط الشرعية عن الحكم الخليفي وعن الملكية الدستورية تحت ظل الأسرة الخليفية ، كانت الجمعيات السياسية تغرد خارج السرب ، وخارج طموحات الشعب الذي طالبت أغلبيته بإسقاط النظام ورحيل آل خليفة ومحاكمتهم في محاكم جنائية عادلة على ما أرتكبوه من جرائم حرب ومجازر ضد الإنسانية بحق شعبنا في البحرين.

من جهة أخرى فالولايات المتحدة بعد تفجر الثورة سعت وبصورة مكثفة إلى دعم الحكم الخليفي الديكتاتوري وتثبيت دعائمه عبر حماية ودعم الملك وجناحه المتمثل في ولي العهد وناصر بن حمد آل خليفة ، لعلمها بأن رئيس الوزراء الذي يبلغ من العمر 76 عاما ، لابد له وأن يتقاعد أو يموت قريبا ، وهي تسعى لتثبيت هذا الجناح ودعم بقاء الحكم الخليفي لبقاء قواعدها العسكرية والبحرية حيث قامت بتمديد بقاءها لمدة خمس سنوات قادمة.

بالطبع هناك عدة سيناريوهات مطروحة داخل الأسرة الخليفية حول صراع الأجنحة ، فالبعض يذهب إلى أن رئيس الوزراء الذي يحتمي حاليا بالعرش السعودي لتثبيت بقائه في رئاسة الوزراء يسعى إلى تثبيت أبنائه في رئاسة الوزراء ، وهناك سيناريو يرى بأن الملك يتوزع على أبناء حمد وأبناء خليفة بن سلمان كما هو في الكويت.

وبعد مرور أكثر من ستة شهور من عمر الثورة وتآمر الولايات المتحدة والسعودية على ثورة شعبنا ومحاولة مصادرتها بثورة مضادة جاءت بإحتلال البحرين عبر قوات سعودية وقوات إماراتية وأردنية ، فإن شعبنا قد وصل إلى قناعات جعلته يهتف في صلاة الجمعة الماضية في مسجد الإمام الصادق (ع) في منطقة الدراز التي يقيمها آية الله الشيخ عيسى قاسم بشعار:"الموت لأمريكا". ، هذا الشعار الذي كنا ننادي به ونؤكد عليه حيث أعلنا بأن كل ما يعانيه شعبنا في البحرين هو نتيجة التدخل الأمريكي ومحاولة فرض وصايته على شعبنا وثورتنا وتحميل الحكم الخليفي الديكتاتوري بالقوة على أبناء البحرين.

وهتافات الموت لأمريكا في خطبة الشيخ عيسى قاسم بداية لإنفصال جمعية الوفاق عن المشروع الأمريكي للإصلاح السياسي ، حيث أن الوعود الأمريكية عبر السفير الأمريكي في المنامة وعبر سفير الشر للشرق الأوسط ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "جيفري فيلتمان" للدخول في حوار مع السلطة منذ خمسة شهور مضت قد باءت بالفشل بعد أن إتضح للجمعيات السياسية المعارضة بأن دعوات الحوار والطلب منها بعدم التصعيد ورفع سقف المطالب لحد إسقاط النظام كان فخ للجمعيات السياسية لإبعادها عن خط الثورة وشباب الثورة والقوى السياسية المعارضة وبعد ذلك تهميشها وإقصائها في أي أصلاحات سياسية ، وهذا ما حدث بالفعل بعد أن زجت الحكومة الخليفية برموز المعارضة الوطنية والدينية في السجن وفرض مؤتمر حوار ودعيت إليه الجمعيات السياسية وتم الضغط على جمعية الوفاق من الجانب الأمريكي للدخول في الحوار وبعد مشاركتها لم تجني سوى الحسرة وخيبة الأمل ، مما حدى بها للإنسحاب من هذا المؤتمر والتبري من نتائجه وتوصياته.

وجاء مهرجان الوفاق في كرزكان ليثبت الشعب وجماهير الوفاق بأنهم يطالبون بأجمع بسقوط النظام حيث أطلقوا جميعا "الشعب يريد إسقاط النظام" ، مما إستدعى بقوات الأمن إلى أن تفرق الجموع في آخر المهرجان بقنابل مسيل الدموع والغازات الخانقة ومختلف الأسلحة من الرصاص المطاطي والشوزن وغيره.

لقد بلغت الجماهير الثورية في البحرين إلى مستوى وعي كامل بأن المشروع الأمريكي السعودي للإصلاح جاء ليثبت العرش الخليفي ويعمل على تسطيح المطالب الشعبية ، فجاء الرد في خطبة الجمعة للشيخ عيسى قاسم وتبعه الرد ليلا في قرية كرزكان بهتاف الجماهير وجمهور الوفاق بأن الشعب يريد إسقاط النظام.

إن هذا الرد الثوري والقاطع للجماهير جاء ليحمل الجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مسئولية بعدم الإنجرار إلى المشروع الأمريكي الصهيوني السعودي في الإصلاح والتأكيد على الملكية الدستورية في ظل الأسرة الخليفية ، لأن "جيفري فيلتمان" والسفير الأمريكي قد أبلغ قادة الوفاق والجمعيات السياسية بأن عليهم أن لا يحلموا بملكية دستورية حقيقية على غرار الملكيات الدستورية العريقة في البلدان الغربية كما في بريطانيا وأسبانيا وهولندا.

إن المشروع الأمريكي يقضي ببقاء الوضع السياسي على ما هو عليه وقيام السلطة الخليفية بناء على توصيات ومرئيات مؤتمر حوار التوافق الوطني بإجراء إصلاحات سياسية على نظام الدوائر الإنتخابية وتعديلات شكلية تقوم بها الحكومة والسلطة التشريعية ، أما أن ترتقي الإصلاحات السياسية إلى صياغة دستور جديد ومجيء برلمان كامل الصلاحيات في التشريع والرقابة وحكومة منتخبة فإن ذلك مرفوض تماما من الجاب الأمريكي والسعودي ومرفوض من قبل السلطة الخليفية.

وهنا فلابد أن تلتقي قوى المعارضة البحرينية وعلى رأسها شباب الثورة والقوى السياسية المعارضة والجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية من أجل تصعيد العمل السياسي ورفض المشروع الأمريكي في الإصلاح ، ورفض الشرعية الخليفية وعدم الإستسلام للمشروع الأمريكي مرة أخرى الذي يدعو إلى المشاركة في الإنتخابات التشريعية التكميلية للمجلس النيابي.

إن جماهير شعبنا بأجمعها لن تستسلم للمشروع الأمريكي السعودي ، ولن ترضخ لمرئيات الجمعيات السياسية المعارضة التي تريد أن تثبت العرش الخليفي مرة أخرى ، هذه السلطة التي لا تؤمن بأي إصلاحات سياسية وكانت تتلاعب بمشاعر الجمعيات السياسية وتناور سياسيا وتلتف على مطالبها وفي نهاية المطاف صادرتها وهمشتها وأقصتها بفرض مشروعها في الإصلاح الذي جاء بناء على توصيات البيت الأبيض والعرش السعودي في الرياض.

إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تطمح لأن يرتمي شعبنا وشبابنا في أحضانها وأحضان مشروعها الإصلاحي الذي أعلنته من قبل ، وهو الإصلاح الديمقراطي في ظل بقاء الأنظمة الديكتاتورية والقبلية على الحكم ، إلا أن شباب الثورة وجماهيرنا المؤمنة خيبت آمالها وضنونها بعد أن نادت بإسقاط النظام ورحيل آل خليفة وهتفت بحناجرها الموت لآمريكا والموت لآل سعود وطالبت بخروج قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة والقوات الأردنية وأن ترفع الولايات المتحدة وصايتها على شعب البحرين وأن توقف دعمها العسكري والأمني والسياسي عن الحكم الديكتاتوري الخليفي.

فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإبقاء الأنظمة الديكتاتورية في السعودية والبحرين لضمان بقاء قواعدها العسكرية وضمان تدفق النفط بأسعار زهيدة ، وأن لا تفقد مراكز نفوذها بعد أن فقدت حلفائها في تونس ومصر ، ولذلك فإنها هددت الجمعيات السياسية المعارضة بأن تقبل بالواقع وأن لا ترفع من سقف مطالبها إلى ملكية دستورية حقيقية وإلا فإنها ستجر الساحة في البحرين والمنطقة إلى أتون حرب طائفية؟!!

إن حل الأزمة السياسية في البحرين لن يحصل إلا بأن تتظافر جهود الشعب بأكمله ومعه القوى السياسية وفي طليعتها شباب ثورة 14 فبراير لإفشاع المشروع الأمريكي الذي أطلق في عام 2001م ، وتفويت الفرصة على الطاغية حمد وأولاده سلمان وناصر بأن يهنئوا بالحكم والإستمرار في السلطة.

إن تصعيد العمل السياسي والإعلامي والحقوقي ضد الديكتاتور حمد وأركان حكمه والعمل على محاكمتهم في محاكم جنائية عادلة كما قام الشعب المصري بالضغط على المجلس الأعلى العسكري المصري بمحاكمة حسني مبارك وأزلام حكمه هو الكفيل لحل الأزمة السياسية في البحرين وبزوغ فجر جديد بقيام نظام سياسي جمهوري جديد ، ولا يأتي هذا إلا بفضل تظافر الجهود وتوحيد جهود المعارضة السياسية وفرض واقع جديد على البيت الأبيض والعرش السعودي والحكم الخليفي بضرورة رحيل آل خليفة وحكمهم الديكتاتوري.

إن وعي شعبنا بمؤامرات الإستكبار العالمي والسعودية والحكم الخليفي ، دعاه إلى أن يصبر ويصمد ويقاوم الإحتلال السعودي والقمع الخليفي والوصاية الأمريكية ويطالب بحق تقرير المصير ويطالب بإصلاحات سياسية جذرية ليقتلع جذور الفساد والظلم والعبودية.

إن شباب 14 فبراير ومنذ اليوم الأول قد أعلنوا للشعب والقوى السياسية والمعارضة وجماهير الشعب بأن أساس الأزمة والمسئول عن بقاء الوضع السياسي على وضعه هو الشيطان الأكبر المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية التي تنفذ مؤامرات الصهيونية العالمية والكيان الصهيوني والماسونية الدولية ، بدعمها للأنظمة القبلية في السعودية والبحرين وبإحتضانها لإرهاب الدولة في بلادنا.

فالولايات المتحدة ومن أجل نهب ثرواتنا وخيرات شعوبنا ونفطها والإبقاء على قواعدها العسكرية في البحرين والسعودية مستعدة لأن تدوس على كل القيم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والحريات تحت أقدامها ، وهذا ما حصل بالفعل في البحرين حيث أوعزت للسعودية بالتدخل العسكري في البحرين وإشعال حرب الفتنة الطائفية والمذهبية لمصادرة الثورة التي كادت أن تسقط الحكم الخليفي.

إن الولايات المتحدة الأمريكية لا يروق لها قيام حركات ثورية شبابية وحركات ثورية معارضة للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة ، خصوصا إذا كانت هذه الحركات وهذه القوى تناهض الإستكبار العالمي وأمريكا وتفضح سياساتها الإستعمارية في إستثمار الشعوب والسيطرة على خيراتها ونفطها ودعم الحكومات الإستبدادية القمعية.

إن الصحوة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي جاءت مخيبة لآمال الولايات المتحدة ومشروعها لشرق أوسط جديد، فشباب الثورة في تونس ومصر واليمن وخصوصا في البحرين قد أعلنوا عن رفضهم للهيمنة الأمريكية على البلاد الإسلامية ، و إستنكروا بشدة مؤامرات الإدارة الأمريكية في تقديم الدعم للجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في تونس ومصر تحت مسمى دعم الديمقراطية ، هذه المؤامرة التي تعني تربية الجواسيس والعملاء لها في مصر وتونس بعد قيام الثورات الشعبية فيها.

الولايات المتحدة الأمريكية سعت لأن تتعامل مع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية على أنها جمعية سياسية رسمية وأن تمرر خططها ومؤامراتها عبر هذه الجمعية ، فكانت تتحاور مع هذه الجمعية وتحثها على الحوار مع الحكم الخليفي في بداية الثورة من أجل إبعادها عن جماهير الشعب وحلفائها في الجمعيات السياسية كجمعية العمل الإسلامي وسائر تيارات الممانعة لتشق صف الشعب والقوى السياسية ، وجاء مؤتمر الحوار الأخير ليكشف لجمعية الوفاق وقادتها وجماهيرها المؤمنة الوطنية الشريفة بأن الولايات المتحدة الأمريكية وجيفري فيلتمان والسفير الأمريكي كانوا يكذبون على الوفاق لإبعادها عن الخط الثوري الجماهيري ، وليبعدوها عن جماهير الشعب الثورية وقواها الوطنية.

وخلال عشر سنوات وقعت الوفاق في النفق الأمريكي الخليفي حيث كانت تسبح للحكم الخليفي وتدعو لإصلاحات سياسية في ظل بقاء شرعيته ، وكانت تؤمل خيرا على الولايات المتحدة بأن تعمل على تحقيق إصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البحرين ، إلا أنها شعرت في النهاية بأنها قد وقعت في الفخ خلال حبقة من الزمن ، ولذلك فإن قادتها صعدوا من لحن خطابهم ضد السلطة وسياساتها الخاطئة في تسطيح مطالب الشعب والجمعيات السياسية في الإصلاح السياسي.

إن تأييد البيت الأبيض وبريطانيا لنتائج الحوار يعني أنها قد تركت الوفاق بعد أن ضغطت عليها للدخول في الحوار ومن ثم وقفت إلى جانب السلطة في مشروعها الذي طبخ على نار هادئة من قبل أمريكا والسعودية.

فالولايات المتحدة تعتبر الحكم الخليفي حليفها الإستراتيجي بمستوى إسرائيل واليابان وإستراليا ،وإن دعمها لنتائج الحوار جاء رغبة في بترول السعودية وبقاء قواعدها ومصالحها الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.

إن شعبنا في البحرين قد وعى لمؤامرة الولايات المتحدة الأمريكية المتواطئة مع حلفائها في الرياض والمنامة ضد ثورته ومطالبه العادلة والمشروعة ، لذلك فإن شعاراته التي أطلقها في صلاة الجمعة ومهرجان الوفاق في كرزكان جاءت نتيجة وعي كامل وتام بأن الولايات المتحدة هي أم الفساد ومصدر الشر والشيطان الأكبر.

إن أخوتنا في الوفاق رفاق لنا وإننا إذا ما أسدينا لهم النصيحة ، فليس من باب إضعافهم ، لأننا لا يمكن أن نضعف حلفائنا أمام أعداءنا الأمريكان والسعوديين والخليفيين ، ولكن من باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر فإننا نرى بأن الوفاق قد أخطئت خطأ إستراتيجي في التعاطي مع الحكومة الأمريكية وليس التعاطي مع المجتمع الأمريكي واللوبي الذي يثير الرأي العام ضد الإدارة الأمريكية الواقعة تحت رحمة ضغط اللوبي الصهيوني الإسرائيلي.

وقد رأينا كيف أن أمريكا وسط القمع الشديد والإرهاب والتنكيل تطالب الوفاق عبر جيفري فليتمان بعد لقائه بالمرزوق في بيت السفير الأمريكي حيث صرح له ليقول شاركوا في الإنتخابات التكميلية وإن الملكية الدستورية مطلب مستحيل.

فهل أن أخوتنا في الوفاق سيستسلموا للضغوط الأمريكية للمشاركة في الإنتخابات التكميلية كما شاركوا في مؤتمر الحوار تحت رحمة الضغط الأمريكي على الرغم من أن الغالبية في الوفاق كانت مخالفة للمشاركة.

إن الأسابيع القادمة سوف تفضي لنا عن خبايا السياسة ودهاليزها ، وهل أن جمعية الوفاق ستدخل الإنتخابات التكميلية مباشرة أم أنها سوف سوف توعز إلى جناح الظل لها بالمشاركة فيه من أجل أن لاتفقد هذه المقاعد في البرلمان وبالتالي تفقد مكاسب سياسية يرى الكثير أنها مهمة لجمعية الوفاق.

ومرة أخرى نقول بأن المشاركة في الإنتخابات التكميلية للبرلمان يعد بمثابة خيانة لدماء الشهداء وعوائلهم ولألآف الجرحى وعشرات بل مئات المفقودين ، والألآف من المفصولين ، وخيانة عظمى لآهات المعذبن في قعر السجون من النساء والرجال والرموز الوطنية والدينية ، كما أنه خيانة للأهداف والمبادىء والقيم التي يناضل من أجلها شعبنا والإبتعاد عن الأهداف التي رسمتها الجمعيات السياسية لنفسها ، كما أنه سيعد دليل وبرهان قاطع بأن الجمعيات السياسية المعارضة تبحث عن السلطة وهمها الحصول على مقاعد في مجالس البلدية والبرلمان لأغراض ومآرب سياسية وحزبية وشخصية ليس إلا؟؟!!

إننا نرى بأن مشروع شباب ثورة 14 فبراير الرامي إلى عدم الدخول في الشرك والنفق الأمريكي ومواصلة النضال والجهاد والمقاومة ضد القمع الخليفي والإحتلال السعودي والإصرار على حق تقرير المصير وإسقاط النظام الخليفي هو الطريق الوحيد لإفشال المخطط الأمريكي السعودي الرامي إلى تثبيت العرش الخليفي وتأهيل الديكتاتور حمد بإعادة الهيبة له ولحكمه ، وتأهيل إبنهم البار والمدلل وعميل البيت الأبيض وإسرائيل واللوبي الصهيوني سلمان بن حمد آل خليفة لولاية العهد ومن ثم تأهليل ناصر بن حمد لتولي الخلافة بعد أخيه أو تولي مناصب ليخدم مصالح البيت الأبيض.

إن أنصار ثورة 14 فبراير يطالبون شباب الثورة وجماهيرها بتركيز الجهود على إسقاط الديكتاتور حمد وقطع الطريق على تولي الخلافة لولي العهد سلمان وأخيه ناصر لنقطع الطريق على المخطط الأمريكي الذي يريد الإبقاء على هذا الخط في العائلة الخليفية.

إننا سنواصل بإذن الله النضال والجهاد والكفاح مع أخوتنا في "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" وقوى المعارضة السياسية المتمثل في تيار العمل الإسلامي وتيار الممانعة في التحالف من أجل الجمهورية (حركة حق وتيار الوفاء وحركة أحرار البحرين الإسلامية) ومعهم حركة خلاص البحرانية من أجل إسقاط النظام الخليفي الديكتاتوري ومحاكمة رموزه ومن تورط في جرائم الحرب ضد شعبنا ، وإن تركيز الجهود وتظافرها في إفشال المخطط الأمريكي في البحرين سوف يؤدي في نهاية المطاف لتحرر شعبنا من الإستكبار العالمي والحكم الإستبدادي الخليفي.

 

 

أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المنامة – البحرين

7 آب/أغسطس 2011م

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/08



كتابة تعليق لموضوع : مشروع الإصلاح السياسي الأمريكي يتكسر على صخرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net