صفحة الكاتب : زيد شحاثة

المجتمع السني وساسته.. من يقود من؟
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يعتقد المختصون بالدراسات الإجتماعية، على أن المجتمع العربي لازال يميل إلى طباع البداوة، لكن بعض حواضره تقترب بنسب متفاوتة من المدنية والتحضر.. ومجتمعنا العراقي لا يشذ عن ذلك.
تميز المجتمع السني في العراق، بإستغراقه أكثر في حياة البداوة، وإعتماده على نظم القبيلة وقوانينها، في تسيير حياته العامة، بل وحتى الإدارية منها والسياسية، وربما تصل حتى إلى تطبيقات النظم الديمقراطية وتداول السلطة والحكم المحلي، في تجربة ما بعد سقوط نظام البعث.
تقرب السنة من النظام البعثي، والطبيعة الدموية والمستبدة لهذا النظام، صبغ المجتمع السني، بطابع خشن بعيد عن الحداثة، وخلق طبقات من الإنتهازيين والوصوليين النفعيين، ممن لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة والفردية، مهما يكن ثمنها، وبغض النظر عمن يدفع هذا الثمن قريبا كانا أو بعيدا.
واقع أن العراق لن يكتب له أن يستمر بالوجود، دون إكتشاف طريقة ما لتعايش مكوناته، وتقبلها لبعضها الأخر، سيفرض نفسه على الجميع، رضوا ذلك عن قناعة أم فرض عليهم فرضا، كحل لا بديل عنه إلا التقسيم والإحتراب ودماء لن تتوقف قريبا.
لم يبرز من ساسة السنة، ومنذ سقوط النظام ولحد الأن، من نجح في تمثيل مصالحهم وأمتلك رؤيا أو بعد نظر، وامتلك قابلية, كسب جمهوره.. فكان معظم ممن أفرزتهم الانتخابات أو تحركات الشارع، أو أنتجتهم ضغوط وجهات خارجية، مجرد أبواق تماشت مع الخطاب الطائفي الذي تولد في الشارع السني، ودعمته قنوات إعلامية خارجية الأجندة.. حفاظا على حظوظهم ووجودهم الانتخابي.
من جانب أخر فأن معظم شيوخ العشائر، كانوا بعيدين عن مجتمعهم وواقعهم، فكانت تصريحاتهم النارية التحريضية، تطلق من منابر من خارج العراق، أو في إقليم كردستان، حيث يتنعمون بملذات وخيرات، سبق أن نالوها من حكومات سابقة، بحجة تهدئة الشارع السني وإستمالته إلى الحكومة، فكان المواطن البسيط هو الضحية.
ظهور داعش وتغلغلها في أهم المدن ذات الغالبية السنية، نتيجة لوجود حاضنة متقبلة لهم، جعل تلك المناطق ساحات للقتال، ولا خلاف حول الأضرار والنتائج الكارثية, التي ستتعرض لها تلك المناطق، فهي حرب شوارع وقتال عصابات، بين جيش نظامي وقوات عقائدية تدافع عن وطن، وإرهابيين يريدون أن يموتوا محدثين أكبر قدر من الدمار والخراب.
بعد كل هذا هل من حاجة للسؤال من هو الخاسر الأكبر؟
تواصل القائد أو السياسي مع جمهوره وشارعه, شيء حسن, جدا بل وواجب, لكن أن يكون متناغما مع الشارع دون تمييز.. شيء أخر.
واجب السياسي أو القائد أن يقود جمهوره، لا أن يقاد ويصير مجرد واجهة تبحث عن دور لها أمام شاشة أو منصة ما.. فهي لن تدوم، وعلى الجمهور أن يتعلم من الدروس.. فكيف إن كانت الدروس بهذه القسوة؟
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/10



كتابة تعليق لموضوع : المجتمع السني وساسته.. من يقود من؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net