(ثم لايكن أختيارك اياهم على فراستك واستنامتك وحسن الظن منك،فأن الرجال يتعرفون لفراسات الولاة بتصنعهم وحسن خدمتهم ليس وراء ذلك من النصيحة والامانة شيء ،ولكن أختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فأعمد لاحسنهم كان في العامة اثراً،واعرفهمبالامانة وجهاً فأن ذلك دليل على نصيحتك لله ولمن وليت أمره).
السلام عليك ياأمام الانسانية ...ضيعناك فضعنا ولو اننا سرنا على نهجك لسجدت لنا الدنيا بأسرها !كيف لا؟وانت لم تترك صغيرة ولا كبيرة الا واشرت لها في قول او فعل !
يتفق معي الكثيرين ان آفة بناء الدولة العراقية هي انتشار ظاهرة (البيئة الطاردة)!المتمثلة في محاربة الكفاءات والامكانيات !وتلك ثقافة وللاسف تجذرت واصبحت شائعة وسط مؤسسات الدولة العراقية الادارية والحزبية على حد سواء !مانتج عنه تبؤا مناصب تلك المؤسسات افراد يتصفون (بالانتهازيون )(والوصوليون) وممن يميلون مع ريح المصالح اينما مالت!
وبذلك سيبقى المجتمع العراقي متوقف عند نقطة الشروع التي لم ولن يتقدم خطوة واحدة الى هدفه الذي يبتغيه وهو وجود دولة ناجحة تنهض بالفرد العراقي وتعيده الى وضعه الطبيعي او تلقه بركب مجاوريه ممن كانوا ينظرون الى العراق كقمة ترهق رقابهم وتشخص ابصارهم !!
لهذا لم يحقق العراق تقدماً!
على الرغم من مضي ثمان سنوات على تغيير النظام !صحيح ان اي تغيير يحدث ارباكاًوخلطاً يصعب خلاله تشخيص الصالح والطالح فيه لان وثابي الفرص ومتربصي المصالح ليس لديهم وازع اخلاقي يردعهم عن ممارسة هوايتهم التي تغذيها انانيتهم تحت شعار(أنا ومن بعدي الطوفان )!
فهم جبلوا على استثمار الفرص وتحقيق المغانم حتى ينجلي امرهم ، بعدها لكل حادث حديث!فرداء الحرباء موجود ومااسهل تغييره!!
ونظراً لتلك المعطيات ابتعدت (العملة النظيفة)! كونها تحمل قاعدة اخلاقية تجعلها تنئى بنفسها عن الدخول بمماحكاة اقل مايخرج عنها الشعور بتقليل القيمة (لاسامح الله) حيث يراد لها ان تقدم شكوى وتلك لوحدها مثلبة
(فلاخير في شكوى الى غير مشتكي ولابد من شكوى اذا لم يكن صبر)
وبالتالي ترفع (البيئة الطاردة )لواء النصر ! وترمي العملة النظيفة المنديل الابيض !هروباً بمبدأيتها وبذلك تسود البيئة الطاردة التي هي آفة المجتمع العراقي وهي الكابح الذي يجعل من حركة الخير متوقفة !
ترى لو كل مسؤول تمعن في قول علي ابن ابي طالب في عهده لمالك الاشتر عندما ولاه مصر ووضعه منهاجاً لقياس مقربيه هل يستطيع ان ينفذ الى المؤوسسات شخصاً ممن نراهم نهاراًجهاراً يتحكمون بمصادر ومصائر العباد؟!
ولكن ان الامة التي تضيع ارث رموزها فاتها من حظها الكثير!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat