صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

ليس دائما الاقتصاد علاج المشكلات الاجتماعية !
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أشار أفلاطون في مؤلفاته الى المدينة المثلى الفاضلة التي تمناها للبلاد الاغريقية أن  الاقتصاد علاج المشكلات الاجتماعية لوضع حد لأحقاد المدن وحروبها في ذلك العهد بينما خالف أرسطو أستاذه أفلاطون فقال أن حياة الأنسان الاقتصادية في المجتمع وحصوله على حاجاته هي قسمين , فن الحيازة الطبيعية من قوته اليومي كالحيوان ثم الزراعة وتبادل الحاجات الضرورية عن طريق المقايضة , وفن الحيازة المصطنعة ويظهر في معاملات البيع والشراء ومحورها النقود وغايتها الربح وسد حاجات الأفراد واليوم يدرس بالأدارة هرم ماسلو للحاجات الذي بناه من استنتاجات هؤلاء  , المسائل الاقتصادية شغلت الامبراطوريات القديمة فنظمت جباية الجزية وحق الأمم الفاتحة على الأمم المغلوبة وكيفية تنظيم جمع المال للحروب ومنهم الامبراطورية الرومانية والدول الاسلامية , مقومات المجتمع ودوافع الأحداث التي تعمره تجعلنا نرى المجتمع في تطور كل يوم يضاف أليه شيء وهذه الفكرة تسمى اليوم منطق العصر , لأنها تمثل حسه العام واتجاه اهتمامه وتفكيره , وتأسست مؤسسات بعصرنا الحالي لقياس وتحديد  اتجاه ما نسمية اليوم الرآي العام وكان للاعلام دور كبير في صناعة الرأي العام وسيره بأتجاه محدد لسيطرتها على وسائل البث المرئي والمسموع والمقروء وعلى الرغم من أن كل مجتمع له مقوماته وقابلياته الفكرية والعقائدية ألا انه دائما يستسلم للأمر الواقع وخاصة في تجربة العراق الذي تشكل بخارطة جغرافية التي فرضتها الدول المنتصرة بالحرب العالمية الثانية ولكونه من حصة بريطانيا فرسمت خارطته السياسية التي جمعت تركيبة سكانية غير متجانسة من قوميات واديان ومذاهب مختلفة ومتصارعة  أستمرت بصراعاتها لليوم وتدفع الثمن من خلال الحروب والأقتتال الداخلي وعدم الأتفاق على وطنية للتصدي للخارج.

 اليوم يتصدر الاقتصاد السياسي حياتنا الاجتماعية ولا يوجد تعريف واضح له لان الاقتصاد بالتجارب الماضية فرض على السياسة أرادته ومثال ذلك هروب اليهود من المانيا بذهب القيصر الى بريطانيا التي كانت بحاجة ماسة اليه وتمر بأزمة اقتصادية وعرضوا على سلطان الدولة العثمانية آنذاك مقايضة فلسطين والقدس بالذهب الذي هربوا  به  لكنه رفض, بينما قبلت بريطانيا بالعرض ومنحتهم وعد بلفور بمنحهم دولة على ارض فلسطين وهي اسرائيل واستغلت بريطانيا هذا التمويل المالي بالحرب العالمية الاولى وخدعت العرب بأن ناصروها ضد العثمانيين المسلمين لأنهم كانوا يريدن دولة عربية أسلامية لهم ولسباب كثيرة منها يقال أن الأتراك ظلموا العرب كثيرآ وتحولوا من دولة خلافة أسلامية الى أحتلال تركي ووجود أقليات غير مسلمة بين العرب ساعد على تشكيل الطابور الخامس الجواسيس لصالح بريطانيا وخاصة اليهود المنتشرين بين العرب لتحقيق هدقهم بدولة أسرائيل , وفي عصرنا اليوم النفط ظهر كثروة عالمية كبرى مملوكة بالاسم للعرب وبينما هي مودعة بالبنوك الاوربية والامريكية ولا يمتلك العرب منها الا أرقام مسجلة بأسمائهم على الورق وبعض الاحيان يتسلمون من عائداتها أوراق عملات مطبوعة في أمريكا كالدولار الذي تكلف طباعة ورقة منه بعملة 500 دولار كلفة طبعها هي سنتات أي اجزاء من الدولار أي ستة براميل نفط اشترتها أمريكا بأجزاء من الدولار والعرب لم يستخدموا هذا الاقتصاد مثلما استخدمه اليهود بالسيطرة على فلسطين ألا بحالة الكويت مرة واحدة أتفقت مصالح أمريكا معهم فجاءت لأخراج صدام من الكويت مقابل تنازل السعودية والكويت ودول النفط العربية الخليجية عن أرصدتها لأمريكا وحلفاءها بحجة تغطية تكاليف حرب الخليج واليوم بليبيا تتكرر الحالة النفط الليبي تم رهنه مقابل الخلاص من القذافي ونظامه وها هي أوربا تتقدم عسكريآ بالقصف الجوي ومعارك المعارضة الليبية بحالة قتال ليل نهار مستمر منذ ستة أشهر لستهلاك أموال ليبيا وألا بأمكان اوربا أسقاطالقذافي بأنزال جوي على طرابلس وتسليمها للثوار بساعات وأنما يريدون تحطيم البنى التحتية ولزيادة ديون ليبيا  , اليهود امتلكوا الذهب المسروق ولكن العرب يمتلكون النفط والمليارات من الأرصدة بأوربا وأمريكا ولكن لم يحسنوا استخدامه كاليهود , أن ظهور المشكلات الاقتصادية التي تأثر على القرارات السياسية ومنها ما نسمعه اليوم عن الأزمة في أمريكا , أن الاقتصاد هو الغاية التي يعمل المرء على تحقيقها لأنه حاجة وثروة وسلاح باليد , اليوم الهند تشتري ذهب العالم لأنها علمت أن الورق المطبوع  كعملات دولية عالمية لا قيمة لها أذا صدر قرار سياسي بفنائها وكيلو ذهب باليد خيرا من مليارات من الورق المطبوع أو أرقام بأمريكا وأوربا  , أن الاقتصاد هو علم الثروة وهي المادة الملموسة كالنقود وما ينتج من استخدامها من خدمات أو شراء منتجات , وكيف يمكن تحديد قيمتها وهي تتفاوت بتفاوت العصور والجهات وسمعت الاقتصاد السياسي تضر بالثروة والغنى لانها تجعله قاصرا عن المادة وجمع الأموال الطائلة كغاية بشرية ومثل عليا للانسان  حينما يعتبر تصرف الأفراد بالمجتمع بحثا وراء حاجاتهم وتحليل هذه التصرفات والكشف عن الدوافع اليها , على ذلك يحصر الاقتصاد في تصرفات الفرد وأعماله لأشباع حاجته وبذلك يكون هو منفعة ومصلحة بعيدا عن الصفات الأنسانية أي تنظيم وسائل بذل اقل الجهود لتحقيق أقصى المنافع المادية .

العوامل التي تدفع العظماء الى كتابة مذكراتهم ونشرها بوسائل الآعلام هي ليست للشهرة أو الربح المادي فحسب بل  لأنها ربح متكامل من الشهرة والربح المادي لذا الاقتصاد أساس دافع الأداء للأعمال يرفع الصعاب بين الأفراد لأقامة علاقات لتبادلهم الحاجات والمنافع , هذا المبدأ هو قيام الاقتصاد على أساس أعمال الأفراد وتصرفاتهم أي تبادل حاجة نظير أخرى يرغبها ويشتهيها الفرد وتختلف بأختلاف أذواق  الأفراد وميولهم و باختلاف الوقت والبيئة وهذا يفسر أختلاف الأسواق , وحتى التحكم بالخزين الوطني لكل بلد من تجربتنا بالعراق الذي خسر المليارات بسبب سياسة التخزين الأقتصادية للمواد الأحتياطية بحجة انه غير منتج لها ومهدد بالمقاطعة لمواقفه السياسية فلقد دخلت القوات الأمريكية وأحتلته فكسرت المخازن بالمؤسسات الحكومية وسرقت ولكن من سرقها لم يجد سوقآ لشراءها لأنها قديمة جدآ ولاتصلح كأدوات بديلة لخطوط انتاج أو لمكائن وحتى أجهزة الهاتف الأرضي السلكي كانت قديمة ولاتعمل على البدالات الحديثة كمثال وهناك الكثير , لأنه الحاكم كان غبي فاليابان قامت بألغاء المخازن لأنها تباشر العمل بخطوط أنتاج متوازية بالأنتاج مع الحاجة اليومية لخط الأنتاج أي أنتاج السيارة يكون مثلآ يوميآ 100 سيارة فكل معمل يصنع 100 جزء يوميآ تربط بنفس اليوم , وحتى بتجربة غزو صدام للكويت سرق العراقيون الحاويات الموجودة بموانيء الكويت وجاؤا بها الى بغداد والمحافظات العراقية الأخرى لتخزينها والأستفادة منها ألا أن الشعب العراقي ومعارضته لنظام صدام والكره له قام العاملون بالأحتيال بطرق منها مثلآ _

فتحوا احدى الحاويات بطريقة ذكية هي بفتح الأبواب من خلال رفع حلقات التثبيت لها الجانبية دون فتح الأقفال على البابين ووجدوا أجهزة كهربائية ومواد تكنلوجية لامثيل لها ببلاد العرب وتبين بعد ته ريبها لأيران وأرسالها لروسيا لبيعها أنها تعود لليابان ولم يشعر بهم صدام لأنهم أعادوا لحام الحاوية وصبغها كما هي ومجرد الوزن تم أبداله بمسامير وقطع حديد خردة .

الاقتصاد كسائر العلوم فيه بديهيات مثل الحاجات والأشياء والمنفعة والعرض والطلب والتبادل والمقايضة , بمعنى الأن الانسان أذا رغب بشيء ما فبمجرد أشباع رغبته تضعف قابليته له وحاجتة اليه مؤقتا يعني محدودية الاستهلاك وتبقى النقود واسطة على الحصول على الخدمات والسلع , وهذه الصفة والحاجة الانسانية استغلتها الدول المتقدمة صناعيا فسيطرت على الدول العربية التي قايضت  النفط مقابل الحصول على التكنلوجيا الحديثة والكهرباء والدواء والعلاج وكانت انانية تلك الدول أنها احتكرت الأسرار العلمية والابتكارات ومنعت العرب من الحصول عليها وألا من غير المعقول ان سكان المملكة العربية السعودية 24 يصدرون في اليوم الواحد 8 مليون برميل نفط وبسعر اكثر من 100 دولار للبرميل الواحد ومن يقوم بأستخراج النفط شركات أجنبية ومن يقوم بتصديره شركات أجنبية تودع العائدات بالبنوك الأجنبية ولا تمتلك السعودية مفاعل نووي واحد بينما اليابان ليست دولة نفطية وعدد سكانها ربع عدد سكان السعودية لديها مفاعلات نووية وهي الدولة الأولى بصناعة التكنلوجيا والسيارات , لا ندري هل القيادات الحاكمة للدول النفطية هي السبب أم الدول الأوربية وأمريكا يريدون أن يبقى العرب كما هم الأن لأنهم يعلمون أن الاقتصاد السياسي الاجتماعي هو الحاكم الحقيقي وصاحب القرار في المجتمعات وبنفس الوقت مصلحة الحاكم العربي ليبقى يحكم ويستفاد من نسبته بتعاونه بسيطرة أمريكا والغرب على ثروات بلده يقبل بذلك ويستثمر ويتملك بأمريكا وأوربا لضمان مستقبل أبناءه وأحفاده وعائلته ومقربيه لكن الطرف الآخر يعتبرها ثروات داخلة لبلده . 

 الصحفي العراقي

ياس خضير العلي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/08



كتابة تعليق لموضوع : ليس دائما الاقتصاد علاج المشكلات الاجتماعية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net