صفحة الكاتب : د . ليث شبر

ما عسانا أن نفعل ؟.. الحسين والإصلاح
د . ليث شبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     كُتِب عن الحسين بن علي ومأثرته في كربلاء ما لا يعد ويحصى من الكلمات ؛ فقد أضحت معركة الطف موئلاً لكل من يعرفها للتعبيرعن هذه اللحظة العميقة في تاريخ الإنسانية . ولاجرم في ذلك؛ فقد حملت تلك اللحظة كل معاني الإنسانية بخيرها وشرها ، وأضحت يوما بعد يوم مثالاً لكل القيم العظيمة التي ترغب البشرية على مر التاريخ في إعلائها والاقتداء بها  ،على الرغم من إنها كانت تحاربها في كل زمان ومكان . وتلك واحدة من أبشع خلالنا ، ألا وهي ؛ الازدواجية . 
      لايفهم الحسين جيدا من ينظر إليه بمنظار الجغرافية ، أو الدين ، أو المذهب ؛ ولايستطيع أن يكتشف كنه حركته ودلالاتها ،إذا حاكمها بمنظار التاريخ والسياسة؛ فهي أعمق من هذه جميعا ، وأشد بساطة من كل إشكالياتها . تماماً كالسهل الممتنع كما يعبر أهل الأدب . وفي هذا المقال نريد أن نستثمر هذه اللحظة الإنسانية المفعمة باللامنتهي من الثمرات في رفد وطننا المسجى ، والذي يحتضن ترابه جسد هذا الطهر المبارك وأصحابه الشموس .
       أتركوا شعائر الحسين لشأنها فالخوض في معاداتها لن يوصلنا الى نتيجة ، فلكل شعيرة مهما بلغ انتقادنا لها سُلّماً ترتقي به وسببا تنتمي إليه وحُبّاً تحتمي فيه ؛ فلعلها صيحة مدويةً تجذب الأنظار وتلهب الحماس ، ولعلها شأنا من شؤون العشاق والمحبين لايحتكم الى المنطق والعقل بل الى الفؤاد والجنون . ولربما ماننتقده ونعاديه اليوم نفهمه ونمارسه غداً . فكم من بدعة أصبحت تقليدا بعد حين ، وكم من ممنوع ومحرم في وقت ما أمسى محبباً ومحللاً في وقت ثانٍ .
     إن من يفهم الحسين حقاً سيفهم كيف يبني دولة مدنية كريمة ؛ وإن من ينجح في استخلاص أفكارها ورؤاها سينجح حتماً في رسم معالم هذه الدولة ووضع خارطة مراحلها . فإنني أزعم إن من أهم أهداف الحركة الحسينية ؛هي وضعنا على الطريق الصحيح في بناء الدولة والإنسان والمجتمع . ولكننا مازلنا لانلحق بركبه الذي مضى عليه أكثر من ثلاثة عشر قرناً . ومن المحزن والمخزي أن الذين فشلوا في تحقيق هذا الهدف هم أقرب الناس إليه أو من يدعون ذلك .
       
 
     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ليث شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/13



كتابة تعليق لموضوع : ما عسانا أن نفعل ؟.. الحسين والإصلاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net