صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

العراقيون يابانيون معادلة فوق الإفق
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشعارات المنمقة، والتصريح الغير مسؤول، أخطره ما يداعب العاطفة لدى البسطاء، فيخلق منهم قواعد جماهيرية تستمد أحقيتها من كثرتها، وتصل لدرجة تكفير المحيط، مثلاً نحن في العراق أغلبيتنا عاش شعارات،(كلا كلا أميركا) و (أميركا عدونا الأول)، ولكن هل وصلنا بذلك الخطاب، أو الشعار الى مستوى المسؤولية؟ وهل رتبنا أثر على تفعيل تلك الكلمات الرنانة؟
الشيء الذي لا يفهمه عامة البسطاء، إن الكراهية شيء والعداوة شيء أخر! وحتى القادة أو الزعماء عندما يطلقون شعارات بهكذا حدية، هم يخطأون بفهم ومعرفة ما وراءها، يعتقدون لابد من العداء لأميركا مثلاً، في حين لابد من الإكتفاء بالكراهية وشتان ما بين الإثنان، الكراهية "هي أنك غير راغب بوجودهم، وتكتفي بأنك تحمل لهم الضغينة بداخلك مع تفاوت مستوى قدر القوة بينكما، أما العدواة هي أن ترتب أثر على ذلك وتصنع من نفسك قوى موازية لها.
كان العرب قديماً عندما يتبارزون في بداية المعارك بشكل منفرد، ترسيخ للعدواة ورسالة بأننا قوى عظمى موازية لكم، وكان أغلب الفرسان، يحتج حتى يخرج إليه نظيره بالقوة والحسب والنسب، وهذا ما أعترض به مشركي قريش في معركة بدر، تقدم إليهم ثلاثة مسلمين للمبارزة، فقالوا لا نحارب حتى يخرج إلينا نظائرنا، ترسيخاً لنصب العداء للمسلمين.
يقول أحد اليابانيين: (على العراقيين، الإستفادة من تجربتنا مع أمريكا، ألقوا علينا قنبلة تسببت بكارثة إنسانية، لم نفكر بأتخاذ أمريكا عدوة لنا، لو ركزنا على هذا الموضوع، سننشغل بكل تصريح أو خطاب للرد على كل حركة يقومون بها، ولابد أن نركز على ما يوصلنا إلى أن نكون قوة، نمتلك "القنبلة" ونناظرهم، ثم نفكر أن نكون أعداء) إيران أيضاً لها تجربة وجملة من المفاوضات والجلوس على طاولة الحوار، الى أن وجدوا أنفسهم دولة عظمى تشاطر أميركا القوة والوجود.
في الوقت الذي لأميركا حكم سار ٍ بسياستنا، وللدول الخليجية من حلفاء أميركا أجندات بحكومتنا، وكوننا ما زلنا لم نصل لدرجة صناعة غذائنا وملبسنا وحاجيتنا البسيطة، فمن المبكر جداً أن نتكلم بشعارات تداعب البسطاء لتخلق منهم جماهير نسيرها ضد أميركا، ومن الأجدر بنا التركيز على صناعة دولة عظمى، وإمتلاك ما تمتلكه أميركا، مستفيدين من التجربة اليابانية أو الإيرانية، عندها سنطلق العنان لتلك الزعماء، أن يهتفوا ويعربدوا كيف ما يشاءون.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/16



كتابة تعليق لموضوع : العراقيون يابانيون معادلة فوق الإفق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net