صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

مدرسة عاشوراء{12} إحياء الشعائر الحسينية
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إنّ إحياء الشعائر الحسينية ، التي هي من الشعائر الدينية ، التي ورد الحث عليها متواتراً من طرق الفريقين ، أمر لا شكّ في مشروعيته {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(الحج) . والآية الكريمة لا تختصّ بالشعائر التي تعبَّدنا الله تعالى بها لكونها شعيرة ، وذلك لأنّ كلّ عمل ورد في الشريعة ، إذا لم يكن موضوعه قد عُيّن وحُدّد من قبل الشرع ، فإنّ المتعارف لدى علماء الفقه والاُصول كمنشأ قانوني شرعي أن يحمل على معناه اللغوي .
ونفس هذه الآية ، تدل على أنّ إحياء ذكرى عاشوراء ، هي من الشعائر الدينية ; لأنّ هذا الأمر أمرٌ راحجٌ في الدين ، وقد ورد في كتب العامة متواتراً: "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة"( المعجم الأوسط 3: 203، الحديث 4332. مجمع الزوائد 9: 211، الحديث 15082 فما بعد. كنز العمال 12: 48، الحديث 34187) "وانهما ريحانتا رسول الله(صلى الله عليه وآله)"(صحيح البخاري 2: 477، الحديث 3753، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب الحسن والحسين. الجامع الكبير 6: 114، الحديث ) .
وما حصل عليه أهل البيت(عليهم السلام) ، من مقامات عالية في القرآن ، كما هو شأن آية المباهلة ، وآية المودّة ، وآية التطهير ، وسورة الدهر ، وغيرها، فيجب تعظيمهما وتبجيلهما ; لأنّ لهما ذلك المكان العالي الذي لابدّ للإنسان المؤمن أن يتعاطى معه بما يليق به .
وقد ورد في كتب العامة أنّ مخلوقات الله ، كالسماء والأرض ، وكل حجر ومدر ، والملائكة ، قد بكت على الحسين(عليه السلام)(تفسير القرآن العظيم 4: 138 ، عند قوله تعالى {فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ} ، الدخان (44): 29) ، وهذا ما لا يترك للمشككين منفذاً للتشكيك في شرعية إحياء ذكرى الحسين عليه السلام.
إن أخطر ما تواجه الأمة في الوقت الحاضر، هو التحدي الحضاري، ومحاولات سلب الهوية الدينية من أفرادها.. فقد تعاقبت أنظمة حكم دكتاتورية دموية، جعلت سلّم أولوياتها مسخ هوية الشعوب الإسلامية، وإبعادها عن جذورها ورموزها التي تمدها بأسباب الحياة والقوة، وبذلك قامت بحرب بالنيابة عن جهات أجنبية، فسالت الدماء وفتحت السجون على مصراعيها، وشُرِّد من شُرِّد وقُتل من قُتل، من خيرة العلماء والمؤمنين، ولعل أبرز شاهد على ذلك ما جرى في العراق.. ولكن الشعائر الحسينية، ونفس تلك الممارسات العفوية في أيام عاشوراء، صنعت سداً منيعاً أمام تلك الهجمات والمحاولات، وذلك عندما تحولت تلك الطقوس والممارسات إلى وسيلة لإعلان الرفض لسياسات الحكام الظلمة، وبكلمة نقول: إن الشعائر  الحسينية، أصبحت في عيون أهل الحكم والسلطة الطغاة، امتداداً لما قام به الإمام الحسين عليه السلام ضد طغاة الحكم الأموي.
فكم حاول المرجفون القضاء على إستمرارية ثورة الإمام الحسين وسعوا إلى وضع الأشواك والعقبات في طريق المحبين والموالين محتجين بأعذار واهية ليس لها أي أساس شرعي تبتنى عليه...
والمفروض على العاقل المنصف أن يتدبر عواقب الأمور قبل إصدار الأحكام بحق أي أحد ....
وعليه فلا داعي لأن يكفر أحدنا الآخر 
مهما كانت الأسباب والعلل..وبدلا من إيجاد حالة تعطي الزخم المعنوي والمنعة القوية في سلوكنا وأهدافنا التي لا تختلف عن أهداف أهل البيت فإننا وللأسف نذهب إلى الإختلاف في قضايانا دون البحث عن أساليب التعاطي في مواجهة التحديات وإعطاء الحلول المناسبة درءا الفتنة
وترسيخ أسلوب الحوار الهاديء والهادف في مجتمعاتنا الدينية وغير الدينية..  من هنا فإننا نتحمل المسؤولية الكبرى خاصة عندما نسمح بتعزيز فكرة النقد العاطفي أو اللاموضوعي أو استغلال العناوين والأشخاص من أجل الأنتصار في مسألة معينة على حساب عقيدتنا وتاريخنا ...
إن تاريخنا الحافل بالتقديمات والبذل 
والعطاء في سبيل قضية كقضية الإمام الحسين عليه السلام والتي ترخص دونها النفوس والأرواح يرفض تسفيه الشعارات الدينية مهما كانت العناوين والتداعيات والخلفيات ، وكلما أمعنا في تسييس الدين وتهميش القواعد القرآنية كلما 
زاد بلاءنا وعم الجهل أوساطنا.
في العام 61 للهجرة النبوية، سطر الحسين بن علي (ع) ملحمةً تاريخية بوجه الحاكم آنذاك، يزيد بن معاوية، واستمرّ صدى الملحمة لأيامنا هذه، فالحسين انتصر بدمائه وحجز له مكاناً في صفحات التاريخ الثوري الإصلاحي. وهذه الدماء هي التي خلدت ثورة الأمام الحسين التي لا زالت شوكة في عيون الحكام الظالمين تزلزل عروشهم وتقض مضاجعهم وتكشف أقنعتهم الزائفة والوهمية . 
ولذلك أقول : :
الحرب الشعواء التي يقودها البعض كل عام على الشعائر الحسينية ليست جديرة بالإهتمام لأنها “فقاعة” ما أسرع أن تذهب أدراج الرياح لأن الله تعالى شاء تخليد إسم الامام الحسين وثورته المباركة ولا تزال أمتنا بخير ما دامت ترتشف من معينها العذب.
ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى في حضرة سيد الشهداء ...سيدي يا حسين إن كل ما يقدم فداء لثورتك
وتخليدا لعظمتك ما هو إلا قليل في جنبك الطاهر المنقى من أرجاس الجاهلية وأنجاسها ومدلهمات ثيابها
لقد فاز الذين نصروك وحاربوا أعداءك ونالوا الكرامة الأبدية والعزة 
الإلهية {لله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وأنتم أهل الإيمان والدين والتقوى ...سيدي يا أبا عبد الله إن لم يجبك بدني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وعقلي
الملهم من عبير ثورتك...وكل من على وجه البسيطة فداء دمك الطاهر الذي أحيا الكرامة عندما ماتت على أيدي 
الجبابرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/16



كتابة تعليق لموضوع : مدرسة عاشوراء{12} إحياء الشعائر الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net