صفحة الكاتب : نزار حيدر

حَشْدُ الفَتْوى أَفاضَ بِمَعْنَوِيّاتِهِ عَلى القُوّاتِ المُسَلَّحَةِ ( 1 )
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  السُّؤال الأَوَّل؛ هل تعتقد انّ معركةَ الموصل ستقضي على الارْهابِ في الْعِراقِ نهائياً؟!.
   الجواب؛ بالتّأكيد، فانَّ هذه المعركة حاسمة في القضاءِ على الارْهابِ كجماعاتٍ تسيطرُ على الأَرْضِ، فهي ستحرِّر آخر شبرٍ من أَرض الْعِراقِ الطّاهرة من رجسِ الارهابيّين، ولم يعُد بعدها الارْهابُ يسيطرُ على الأَرْضِ في الْعِراقِ.
   وفي نَفْسِ الوقتِ يجب أَن تعقبَها معركةٌ شعواء أُخرى للقضاءِ على جيوبهِم السّريّة وخلاياهم النّائمة وحواضنهُم الدّافئة التي لازالت تُمكِّنهم من تنفيذِ جرائم تفجير السيّارات المفخّخة والاحزمة النّاسفة، بين الفينَةِ والأُخرى.
   إِنَّ معركةَ الموصل ستقضي عليهم كقوَّةٍ إِرهابيَّةٍ تحتلّ الارض، وهي آخر معركةٍ بهذا الصّدد، ويبقى ان نتعاونَ جميعاً خاصَّةً أهالي المحافظات التي لاقت الامرَّين من جرائمهِم عندما اغتصبها الارهابيّون، للقضاءِ عليهم بشكلٍ كاملٍ كجماعاتٍ خارجةٍ عن القانون تُرهب النّاس وتُرعب الأهالي وتنشر الفوضى وعدم الاستقرار في البلادِ، ليعودَ العراق آمناً موحَّداً متآخياً لا يفرِّقهُ العنف والارهاب! ولا التّمييز بكلِّ أشكالهِ. 
   السّؤال الثّاني؛ كيف تقرأ تعامل الاعلام مع معركةِ الموصلِ؟!.
   الجواب؛ ينقسمُ الاعلامُ في طريقةِ تعاملهِ مع معركةِ الموصل الى ثلاثةِ أقسامٍ؛
   الاوَّل؛ هو الاعلام الانساني، إِن صحَّ التّعبير، ومنه الاعلام الوطني الذي يستفرغ الآن كلّ جهدهِ ولم يوفّر مِنْهُ شيئاً لدعمِ هذه المعركة والوقوفِ الى جانبِها، وهو ما لمسناهُ في الكثيرِ من وسائل الاعلام العربيّة والإسلاميّة وحتّى العالميّة بالاضافة الى العراقي طبعاً، على اعتبار انّ معركةَ الموصل هي إِنتصارٌ لكلّ ضحايا الارهاب في كلّ مكان، وليس في الْعِراقِ فحسب، وهي ستدمّر دولةُ الارهابيّين المزعومة وقاعدتهُم التي تزخُّهم بالمعنويّات والرّمزيّة للانتشارِ في بقيّة المناطق! ولذلك مثلاً رأَينا التّعامل الإيجابي للاعلامِ المصري مثلاً مع هذهِ المعركةِ، سواء الرّسمي مِنْهُ أَو غير الرّسمي، فكلُّنا نعرف جيداً انّ الارهاب لا يقتصر على الْعِراقِ فقط وانّما في العالم باجمعهِ، هذا يعني انّ إِنتصار العراق على الارهاب يعني في جزءٍ كبيرٍ مِنْهُ إِنتصارُ العالَم على الارْهابِ، وخاصّةً البلدان العربيّة التي تُلاقي الأَمرَّين بسببهِ، مثل سوريا واليمن ومصر وليبيا وغيرها.
   الثاني؛ هو الاعلامُ الارهابيّ والذي ينضوي تحتَ عنوانِهِ الاعلام الطّائفي والعُنصري، فهذا الاعلامُ يبذل الآن كلّ ما بوسعهِ لتشويهِ حقيقة هذه المعركة والتّقليل من أهميّتها الاستراتيجيّة وزخمها المعنوي لصالحِ ضحايا الارْهابِ.
   كما يبذل كلّ جهدهِ لغسلِ أَدمغة المتلقّين وتصوير المعركةِ وكأَنها معركةُ الشّيعةِ ضدَّ السُّنّةِ!.
   انّهُ إِعلامُ الجهاتِ المتضرِّرةِ من هزيمةِ الارْهابِ بأَيِّ شكلٍ من الأشكالِ، فبعضهُم يخشى هزيمتهُ في الموصل لانّهُ سيساهم بشكلٍ كبيرٍ في استقرارِ العراق لينشغلَ بالتّنميةِ على مُختلفِ الاصعِدةِ، وهو أَمرٌ يُقلقُ بعضِ جيرانهِ الحسودينَ والحقودينَ عليهِ وعلى رأسهم الرّياض والدّوحة وأَنقرة! وآخرون يخشَونَ هزيمتَهُ لأَنّهُ سينقلبُ ويرتدُّ الى دولِ المنشإِ والمصدر ليستوطنَ هناك، مثلُ عددٍ من دول الخليج وتركيا، وأَنا شخصيّاً كلّي أملٌ في ان يحصلَ هذا الذي تخشاهُ هذه الأنظمة، فهي التي عشعشَ وبيّض وفقّس وفرّخ فيها الارهاب الذي رعتهُ بكلِّ أسباب القوّة والديمومة ثم ساعدتهُ على الانتشارِ في العالم، ولقد حان الوقت لتتذوَّقَ مناشئهُ ومصادرهُ ومنابعهُ بعضاً ممّا أذاقتهُ لشعوبِ المنطقةِ والعالم!.
   وبالتَّاكيد فانَّ الارهابيّين سيبحثونَ عن ملاجئ آمنةٍ جديدةٍ بعد خسارتهِم الموصل قريباً جداً باْذن الله تعالى، ليُعلنوا فيها ولايتهم وخلافتهِم! وانا هنا أُثنّي على ما قالهُ السيّد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي من انّ [المملكة العربيّة السعوديّة] هي أفضل ملجأ للارهابيّين بعد تطهير العراق من دنسهِم، فكلُّ شَيْءٍ بينهُما مُشتركٌ ومتشابهٌ حدِّ التّطابق، البيئة والعقيدة والفكر وطريقة التّفكير و [وليُّ الأَمرِ] و [أَميرُ المؤمنينَ] وكلّ شيء! فلماذا لا يستوطن الارهابيّون بلدَ نِظامِ القبيلةِ الفاسدِ الحاكمِ في الجزيرةِ العربيَّةِ، إِذن؟!.
   إِنّهم [الارهابيّون] بضاعتهم التي صدّورها على مدى عقودٍ طويلةٍ من الزّمن لدولِ المنطقةِ والعالم، ولقد حانَ الوَقْتُ لاستردادِها وإعادتِها لهم لتستقرَّ في دولتها الموعودةِ من دُوَلِ الشَّتاتِ!.
   أَوَليسَ الارهابيّون نتاجَ عقيدتهِم الفاسدةِ؟ أوَليسوا نتاجَ إِعلامهم الطّائفي والعُنصري البغيض؟ أَوليسوا نتاجَ فتاوى التّكفير والكراهية والبغضاء وإحتكار الحقيقة التي يُصدرها فقهاء البِلاط في الرّياض والدّوحة؟ أَوليسوا نتاج التّحريض المستمرّ الذي يتلقَّونهُ من مشايخهِم وأُمرائهِم؟ أَوليسوا يتغذَّون على البترودولار الذي يدعمهُم بالمالِ والسِّلاحِ والتّنظيمِ والتَّدريبِ وبكلِّ شَيْءٍ؟ ليعودوا إِذن الى حواضنهِم الدّافئة! فتلك هي القِسمةُ العادلةُ التي يجب ان تتحقّق بعد تطهيرِ الْعِراقِ من دنسهِم!.
   لقد أُغلقت أبوابَ الجنّةِ في الْعِراقِ أمامَ الارهابيّين وفُتحت هذه المرّة في الرّياض والدّوحة وأنقرة، فمن يقتُل منهم (١٠) أُمراء أو سُلطاناً عُثمانيّاً يحضرُ مأدُبةَ عشاءٍ مع رَسُولِ الله (ص) في الجنّةِ ويُرزقُ ما لا يُعدُّ ولا يُحصى من الحورِ العين!.
   أَوَليست هذه ثقافتكُم التي غسلتُم بها عقولهُم؟! ذُقْ إِذن!. 
   الثّالث؛ هو الاعلامُ المهني بالمعنى الدّقيق للكلمةِ، وهو الاعلامُ العالمي الذي يتعامل مع معركةِ الموصل كما يتعامل مع أَيّة قضيّة في هذا العالَم، ينقل أخبارها بحياديَّةٍ ويُحلّل أَبعادها بحياديَّةٍ، ولأنّها حدثٌ عالميٌّ مهمٌّ بالنّسبةِ لكلّ العالَم ولذلك رأَينا كيفَ انشغل الاعلامُ العالميّ خلال اليومَين الماضيَين مع تفاصيل المعركة أَولاً بأوّلٍ، كما انّهُ انشغلَ بتحليلِ نتائجِها وتحليلِ ما بعدها، لكونها تشكّل منعطفاً لجماعاتِ العنفِ والارهابِ من جانبٍ وللدُّول التي تسندهُم وتدعمهُم منٍ جانبٍ آخر، وللجهود الدّولية المبذولةِ في الخربِ على الارْهابِ من جانبٍ ثالثٍ. 
   *مُلخّص الحِوار الذي أجراهُ عِبْرَ الهاتَف الزّميل مُحمّد علي حسن مُحرِّر شُؤون الشَّرق الأوسط في الموقعِ. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/19



كتابة تعليق لموضوع : حَشْدُ الفَتْوى أَفاضَ بِمَعْنَوِيّاتِهِ عَلى القُوّاتِ المُسَلَّحَةِ ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net