صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

مدرسة عاشوراء{15} *دور الخطاب الزينبي في فضح الزيف الأموي*
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لقد صدق رسول الله (ص) الذي قال {عَدلُ ساعةٍ خَيْرٌ من عبادةِ سبعينَ سنةٍ قيامُ ليلها وصيامُ نهارها، وجورُ ساعةٍ في حُكمٍ أشدُّ عِنْدَ الله من معاصي ستّين سنةٍ} وصدق امير المؤمنين (ع) الذي قال {ما عُمِرَتِ البلادُ بِمِثْلِ العَدْلِ}.
ولذلك فضحت عقيلة الهاشميّين عليها السلام انحراف الطّاغية يزيد وابتعادهِ عن العدل في المجتمع وهذا يكفي لكلِّ ذي عينٍ بصيرةٍ ان يرفض سلطانهُ ولا يبرر له او يدافع عنه ويخرج عليه ويعمل على تغييرهِ، وهو الامر ذاتهُ الذي يجب ان يكونَ اليوم، فالسّلطة غير العادلة لا تستحقّ ان تستمرّ، كما ان المجتمع غير العادل لا يستحقّ ان يعيش.
 
هل كانت عقيلة الهاشميّين (ع) تتوقع من الطّاغية يزيد ان يُعاملها بالعدلِ عندما خاطبتهُ في مجلسهِ قائلةً {أَمِن العدلِ يا ابن الطُّلقاء، تخديرك حرائرك وامائك، وسوقك بناتِ رسول الله سبايا، قد هُتكت ستورهنَّ، وأُبْديت وجوههنَّ، تحدو بهنَّ الأعداء من بلدٍ الى بلدٍ، ويستشرفهنَّ أهل المناهلِ والمعاقلِ، ويتصفّح وجوههنَّ القريب والبعيد، والدني والشّريف، ليس معهنَّ من حُماتهنَّ حميٌّ ولا من رجالهنَّ وَلِيّ}؟.
 
هل كانت تستجدي مِنْهُ العدل؟!.
هل كانت تنتظر منه ان يعدِلَ في طريقة تعاملهِ مع الرّعيّة بين حرائر النبوّة والرّسالة والإمامة وبين نساء القصر الأموي؟!.
كلا، بالتأكيد كلا، فهي لم تنتظر من حاكمٍ ظالمٍ أَرعن مهووس بحبّ السّلطة، قاتل النّفس المحترمة لاعب بالقرودِ، نزا على منبر رسول الله (ص) بالعنف والارهاب والعدوان، وبالبدعةِ والتّضليل ان يكونَ عادلاً مع أحدٍ ابداً.
فلماذا، إذن، خاطبتهُ بمفهوم (العدل) وكأنها كانت تنتظر منه ان يعدِل في تعاملهِ معها ومع بقيّة أَسرى أهل البيت عليهم السلام بعد واقعة عاشوراء؟!.
زينب بنت علي (ع) كانت مؤمنةً وواثقةً وشجاعةً ولذلك عندما أطلقت تحدّيها في مجلس الطّاغية يزيد وأقسمت بانّهُ سيفشل في كلِّ مساعيه التي يبذلها لمحو أَثر الرّسالة والرّسول وأهل بيتهِ الغرّ الميامين، كانت على يقينٍ بما تقول وتُقسِم، ولذلك تحقّقَ التّحدّي بأبهى وأروع مصاديقهُ بما بهرَ العقول، فلقد فشِل كلّ طغاة الارض وعلى مرِّ التاريخ في كل حروبهم العبثيّة التي قادوها ضد الحسين الشهيد (ع) وعاشوراء وكربلاء، وما مسيراتُ الاربعين في العالم من كلّ عامٍ الا دليلٌ صارخٌ على هذه الحقيقة، عندما تحدَّت العقيلة الطّاغية بقولها {فَكِدْ كَيْدَك وَأسْعَ سَعْيَك وَناصِبْ جَهْدَك فَوَالله لا تَمْحو ذِكْرَنا ولا تُميتُ وَحْيَنا}.
انّ الخطاب الزّينبي يعلّمنا انّ شرعيّة السّلطة بالعدل وليس بالهويّة، ولذلك ينبغي علينا ان لا ننشغل كثيراً بالدّفاع عن هوية السّلطة وانّما عن عدلِها اذا كانت عادلة، والا فينبغي اسقاطها واستبدالها اذا كانت ظالمة.
انّهُ يعلّمنا ان لا فرق بين يزيد الذي ميّز نساء القصر عن نساء الامّة، وبين ايِّ حاكمٍ آخر يفعل الشيء نَفْسَهُ، شيعياً كان ام سنياً، عربياً كان ام كردياً، اسلامياً كان ام ليبرالياً، فالتمييز الذي يعتمدهُ الحاكم كسياسةٍ عامَّةٍ في الدّولة ظلمٌ وجورٌ، بغضّ النظر عن الهوية، وهو يلثم شرعيتهُ ويطعن فيها.
المغفّلون وحدهم الذين يُدافعون عن هويّة السّلطة، امّا الواعون فيُدافعون عن عدلِها فقط بغضّ النّظر عن الهويّة!.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/21



كتابة تعليق لموضوع : مدرسة عاشوراء{15} *دور الخطاب الزينبي في فضح الزيف الأموي*
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net