صفحة الكاتب : واثق الجابري

مأدبة غداء الصدر من أعدها؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تسكت كل الأصوات حينما يتحدث الوطن، وتنصت كل الأسماع لفهم ما يشرح عن المِحن، فلا منطقة حياد حين يتكلم الرصاص، ولا عذر مقبول للمتخلف عن ركب بلاد دار بها الزمن، ولا رقم قياسي؛ يفوق الإنطلاق؛ لإطلاق سراح وطن مرتهن؛ بيد الغربان والغرباء، ومن أراد لكرامتنا أن تمتهن.
رُب ضارة نافعة، ورُب نوافع متفرقة وفرقتها ضرر على نفسها؛ كمن أراد نفعك فضرك؛ لأن الإنتفاع على حساب الجماعة؛ ضرر للمجموع والجماعة والفرد.
يشتكي العراقيون لسنوات؛ من ألم لم يضعوا الأيادي موحدة على جرحهم لعلاجه، وكلما إقتربت يد التشخيص؛ دافعتها أيادي قاصرة؛ لا تصل الى عمق الألم؛ فما كانت فعلتها إلاّ أكثر إيلام، وزيادة للأعراض الجانبية والإختلاطات؛ فإختلط حابلها بنابلها، ومشكلتها أن ساستها يتصرفون بعقل منفصل عن الآخر؛ حتى إنفصلت أوصال الوطن عن بعضها، وتشعبت وتشرذمت، وصارت فصالاتها بفجوات تسمح لدخول الغرباء، وتقطع تكامل عمل الأعضاء.
يمكن القول أن ما يحدث في العراق أزاء مواجهة الإرهاب؛ ما هو إلاّ إختبار، وفي الإمتحان أما أن نصنع كرامتنا بأيدينا أو نُهان، وجملة الأحداث أثبتت أن كثير من القوى إنجرفت أو صدقت ما يضخ لها، وكانت الفرقة والخلافات سمة سائدة على مسار العمل السياسي، وكأن التسقيط سبيل وحيد للوصول للسلطة، ولكن الوجود بمشروع دولة؛ فمن كان لا يؤمن به اليوم سيأمن به غداً، وبالفعل جاء الغد، وها هي القوى السياسية تستشعر الخطر، وتجتمع لتقرر مصير مشترك.
إن الإجتماع الأخير بين السيد مقتدى الصدر وقادة الحشد الشعبي؛ كان له الأثر الكبير على إرتياح الشارع، وبدأت الأصوات تتحدث بهدوء، وأكتشف معظمنا أن إرتفاع الصوت لا يفهم منه المقابل ماذا يُريد القول، وقد يكون موقف طرف ما صحيح؛ إلاّ أن العصبية تجعله في دائرة الإتهام، ولكن هذا الإجتماع إعد له من أشهر ومساعٍ كبيرة، ومنها عودة التحالف الوطني للإجتماع وتبادل الآراء، ومن ثم السماع الى كردستان؛ فكانت الثمرة توحيد الجهود في المعركة المصيرية، والسعي الى تحقيق الخطوات الإصلاحية بمنهجية، وها هي القوات المسلحة والحشد الشعبي والعشائر تُقاتل جنباً الى جنب.
ما أضرنا هي فرقتنا، وبعودة الإجتماع عاد الإجماع والتقارب، وإنطلق القوى كأسراب الى حيث يستغيث الوطن، وإجتمع التحالف الوطني، وعاد كوردستان الى أصله في المركز، وتجمعت قوى الحشد الشعبي.
في المعركة لا توجد أرض حياد؛ فأما معك أو ضدك؛ ومن يدعو للوحدة وتقارب الصف معنا؛ ويفرح بالإجماع، ومَنْ كتب حرفاً أو قال كلمة او رفع سلاح ضد داعش معنا، ومن يشكك ويحاول خلق الأزمات والمشاكل وغاضة الإجماع ضدنا، وضدنا من تباكى على هزيمة الإرهاب، وضلل الحقائق، وطالب بعدم إشتراك هذا العراقي او ذاك، وثمرة إكتشافنا لخطر كبير يداهمنا؛ هو إجتماع القوى السياسية، ولكن كل ما حصل هو ثمرة لعودة التحالف الوطني، ووجود قيادة واعية إستطاعت المقاربة بين الأطراف السياسية، ونفس القوى التي إجتمع معها رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم قبل أسبوع؛ إجتمعت مع الصدر، ورؤيتها الى مستقبل ما بعد داعش، ومأدبة غداء أعدت بعناية لإعادة هيبة الوطن.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/23



كتابة تعليق لموضوع : مأدبة غداء الصدر من أعدها؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net