خمارة البرلمان وجنوب المُضحين
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظهر لنا تشريع منع الخمور ، ليشتت تركيزنا وإعلامنا عن معركة الموصل الحاسمة والتاريخية ، لينتج عنه فريقين متنازعين ، احدهما يؤيد منعه ويدافع عن القانون ، والاخر يستهجن منعه ، بداعي حفظ الحقوق والحريات ومنع التجاوز عليها او تقييدها بغض النظر عن نوعها وأخلاقياتها وملائمتها لثقافة وعادات وتقاليد المجتمع ، لينتج لنا صراع داخل المجتمع حول تشريع لا يمت للمرحلة بصلة ، وتميز بتوقيت خاطئ ، لانه سيعطي الفرصة لدعاة الفتن ، من التأثير على معنويات الجماهير ، وسحبها نحو ساحة غير ساحة المعركة المفترض تواجدهم فيها من حيث المساندة ورفع همم وعزائم المقاتلين
من يريد ان يمنع شيئاً ، لا يمكنه ان يمنعه دفعة واحدة وبشكل مفاجئ ، وهذا ما يستنتجه كل متتبع لكلام الله في هذا الخصوص ، حيث امر الله بالامتناع عن شرب الخمر اثناء الصلاة في بادئ الامر ، ثم توسعت دائرة المنع شيئاً فشيئاً حتى استقرت عند المنع النهائي والتحريم المطلق ، مما ساهم بتقبل المجتمع لذلك ، وهو ما كان منتظراً من مشرعي القانون ، حيث كان الاولى مطالبة الحكومة بزيادة التكلفة الجمركية عليه ، مما يؤدي الى زيادة أسعاره ، ومن ثم تعقيد منح الاجازات التي تسمح بفتح الخمارات ، وكذلك إصدار قرارات تمنع فتح الخمارات داخل المناطق السكنية ، وهذه ابسط الخطوات التي يمكن ان تفعلها الحكومة بهذا الصدد
الخلافات السياسية ليس المجتمع طرفاً بها ، لا بصورة مباشرة ولا غير مباشرة ، وهذه قاعدة عقلائية ، اذ ليس من المعقول ان نوجه اتهام معين او تجريح لمجتمع بسبب تصرف او موقف لسياسي معين ، فضلاً عن التهجم والاتهامات التي يمكن اطلاقها مهما كانت حساسية الامر بالنسبة للبعض
الجنوب المضحي على مر العصور ، كان ولا يزال المدافع الاول عن العراق ، ولولا الجنوب لما قامت لوطننا قائمة ، هو اول من ثار ومهد لاستقلال العراق بقيادة مرجعيته ، وتحمل عناء المطالبة واعطى انهار الدماء منذ ثورة العشرين وبعدها ضد البريطانيين ، وهو من تحمل ظلم البعثيين وإجرامهم ، وحمل راية الحرية ضدهم حتى سكن الأهوار والصحاري في سبيل ذلك ، وبعد ان من الله عليهم بسقوط الصنم وبعثه المشؤوم ،ابتلي مرة اخرى بممثلين للبعث بزي ديمقراطي ، استتروا خلفه ، متناسين ان لولا الجنوب ورجاله الملبي لفتوى المرجعية العليا ، لما كان لبرلمانهم ولا جماهيرهم باقية ، الجنوب لديه زراعة واحدة يشتهر بها منذ سنين بعيده ، وهي زراعة متعبة ومكلفة ، وهي زراعة الرجال المدافعين عن الوطن ، وليس عن خمارة البرلمان كمشعان وفائق الشيخ وامثالهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat