صفحة الكاتب : مجاهد منعثر منشد

العلماء الشهداء من السادة ال صدر .
مجاهد منعثر منشد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   قال تعالى :ـ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }1.

وقال تبارك وتعالى :{ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }2.     صدق الله العلي العظيم .
المقدمة .
بمناسبة حلول ذكرى استشهاد المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره ) يطيب لي ان اكتبت تمهيد عن الشهداء من العلماء الاعلام .ومن ثم اتدرج للدخول في ذكرى استشهاد السيد الصدر الثاني (قدس سره ) .ورغم ان المناسبة هي استشهاد سماحة السيد محمد محمد صادق الصدر الا اني ساذكر استشهاد شقيقة المفكر الاسلامي وفيلسوف العصر السيد محمد باقر الصدر للاسباب منها :ـ
1.صلة الرحم بين الشهداء من السادة ال صدر .
2.للارتباط الحدث وتسلسلاته ,فمن هو الذي دفن الشهيد السعيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية أمنة الصدر ؟ وفي نهاية الموضوع تجد ان والد السيد الشهيد الثاني هو من قام بدفنهما .
3. انني وعدت في البحث الاول الذي كان بعنوان (نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد ) ان اكتب في جزء ثاني عن العلماء الشهداء من ال صدر .
فبذكر الصالحين تتنزل الملائكة والرحمة .
تمهيد
المذهب الشيعي المؤمن المسلم مستهدف طوال العصور الماضية .وسطر التاريخ بوثائق دامغة ماتعرض له علماء مذهب الشيعة في جميع الدول .وكانت العوائل العلمية في صدرات الشهداء في كل زمان ومكان .
وكما في لبنان تعرض العلماء للقتل وشتى انواع التعذيب من قبل اسرائيل واذنابهم من خونة الدول العربية على يد الاعرابيين المتعربين ولاسيما قد استهدفوا السيد الامام عباس الموسوي والسيد الامام موسى الصدر وغيرهم من العلماء الاعلام (رضي الله عنهم ) .كذلك في العراق كان اذناب الاستعمار وصنيعتهم المتمثلة بالانظام الدموي على يد المقبور هدام وحزبه العفلقي قد مارسوا ابشع انواع الجرائم بحق علماء المذهب الشيعي والمؤمنين في هذا المذهب .
وقد كانت العوائل العلمية متقدمة لنيل الشهادة قبل المؤمنين من عوام الناس .
فاسرة ال الحكيم وال بحر العلوم والحيدري والشيرازي  وغيرهم كثير من العلماء الاعلام استشهد منهم الكثير وربما على شكل جماعي .ويكفي ذكر مجموعة من العلماء السادة الحيدريين الذين كان عددهم مابين 8ـ12 عالم في ان واحد وضع لهم الطاغية السم وسقطوا شهداء امامه .او السيد حسين بحر العلوم الذي كان قبل يوم معافى مشافى وزرقوه سم ,فاستشهد صباح الجمعة او السيد ابو القاسم الخوئي ومن بعده نجله عندما صدموه بشاحنة وقتلوه او السيد عبد الاعلى السبزواري كذلك سم او الشيخ البروجردي او الشيخ الغروي مع صلة ارحامهم وغيرهم كثير .
والسادة ال صدر نصيبهم كذلك الشهادة .ويشترك السادة ال صدر وال حيكم بميزة عن بقية العلماء الشهداء حيث تم تعذيب عوائل السادة ال حكيم قبل الاستشهاد .وكذلك السادة ال صدر .وبالخصوص المفكر الاسلامي الشهيد السعيد محمد باقر الصدر والشهيدة الخالدة بنت الهدى امنة الصدر .(رضي الله عنهم جميعا ) .ولم تسلم عائلة السادة ال صدر من القتل بعدهم .
1.الشهيدة الخالدة بنت الهدى السيدة امنة الصدروالدها السيد حيدر بن السيد  اسماعيل بن السيد محمد صدر الدين بن السيد صالح.3.
بنت الهدى ... سلام عليك . 
يا حوراء المحنة ويا زينب العصر 4.
يقول الشيخ النعماني واعتقد إن السيدة الشهيدة مع السيدة أم جعفر كانا قلباً واحداً وعقلاً واحداً ، ولم تكن همومها شخصية ومصلحية كان همهما الإسلام وخدمة السيد الشهيد وتخفيف همومه . 
وتمتاز الشهيدة بنت الهدى بذكاء وفطنة مكّناها من القدرة على الإستيعاب المتقن لكل مجالات العلم والمعرفة التي خاضتها ، ولا أغالي إذ قلت إنّ السيّد الشهيد ـ رضي الله عنه  ـ كان مُعجباً بذكاء أخته وفطنتها وقدرتها على الإستيعاب ، وقد لاحظت ذلك مرّة من خلال مراجعتها له في بعض مطالب ( المكاسب ) والمكاسب كتاب فقهي للشيخ الأنصاري ـ قدس سرة ـ يدرسه طلاب العلوم الدينية في مرحلة ما قبل بحث الخارج ، حتى إن بعض العلماء كان يقول إن من يتقن المكاسب ويفهمه بشكل تام يستحق إجازة الإجتهاد ، وهذا الكلام تعبير عن مدى أهمية هذا الكتاب لما فيه من مطالب علمية معمقة ومعقدة . 5
كانت متواضعة بسيطة لم تستهدف الشهرة والظهور، وما يؤيد هذه الحقيقة إن الشهيدة السعيدة آمنة الصدر اختارت اسماً لها هو ما نعرفه بها (بنت الهدى) تجنباً للشهرة والرياء وحب الذات .
وعندما نتأمل في مواقف العلوية الجليلة العابدة العالمة الاديبة الشاعرة السيدة بنت الهدى (أمنة الصدر ) ,فاننا نلاحظ اقتباس هذه المواقف من الطاهرة البليغة العالمة بنت الامام المعصوم وامها المعصومة من الزلل وشقيقة المعصومين وعمة وجدة المعصومين وشقيقة حامل لواء الحسين العبد الصالح ام المصائب والمحن السيدة زينب بنت الامام علي بن ابي طالب (سلام الله عليهم جميعا ),فكانت وقفتها مع اخيها ابي عبد الله الحسين (عليه السلام )لم يشهد التاريخ مثيلا لها اللهم الا موقف امها البتول الزهراء (عليها السلام )مع امير المرمنين (عليهما السلام )عندما كانت تطالب بحق زوجها في امام المسلمين لانه خليفة ووصي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) .وكذلك مثيلها وقبلها في التاريخ موقف ام المؤمنين الزكية الطاهرة السيدة خديجة الزوجة الاولى للنبي الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) بمالها وموقفها مع النبي قام الاسلام برمته .
وهذه المواقف النادرة بالنسبة للنساء قل نظيرها .واذا بسيدة جليلة العلوية امنة الصدر من نسل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) تعيد امجاد هذه المواقف والبطولات بعمل بطولي في وقت حرج وعصيب , فبعد اعتقال أخيها وقفت موقفاً زينبياً بطولياً رائعاً حينما هتفت في مرقد وضريح الإمام علي عليه السلام قائلة  بأعلى صوتها:الظليمة الظليمة يا جداه يا أمير المؤمنين لقد اعتقلوا ولدك الصدر.. يا جداه يا أمير المؤمنين، إني أشكوا إلى الله وإليك ما يجري علينا من ظلم واضطهاد ثم خاطبت الحاضرين فقالت:
أيها الشرفاء المؤمنون، هل تسكتون وقد اعتقل مرجعكم، هل تسكتون وإمامكم يسجن ويعذب؟ ماذا ستقولون إذاً لجدي أمير المؤمنين إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم ؟ اخرجوا وتظاهروا واحتجواوهذا الهتاف ينقلنا لسبب استشهادها وقتلها من قبل اعداء الاسلام على يد المقبور الطاغية هدام حيث قال الملعون حرفيا :ـ هذه اذا تركناها ستفعل كما فعلت زينب مع الحسين .
ويشهد عدوها بان موقفها كزينب (عليها السلام ) .ولو تلاحظون وتتأملون موقف السيدة (بنت الهدى ) كموقف جدتها زينب .ولكن مسالة قبرها هل فيه اسوة من جدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام ) فاين قبرها ؟
وذكر في الاعلام وبعض الكتب ورأينا وسمعنا أن الجسد الطاهر لفيلسوف العصر المفكر الاسلامي المرجع السيد محمد باقر الصدر (رضي الله عنه ) قد تم نقله لعدة مرات .وقبل سقوط الانظام العفلقي مرة في الانفاضة الشعبانية .وبعد سقوط هدام عدة مرات .,فلماذا لم يتطرق احد لقبر وجسد السيدة الطاهرة امنة الصدر (رضي الله عنها ) .وهذا ماجعلني اقول لها اسوة في جدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام ) .علما هناك روايات تقول ان قبرها مع قبر شقيقها السيد محمد باقر الصدر .
فاقول ان العفالقة او من قصدتهم السيدة بنت الهدى في هتافها المذكور اين سيجدون قبرها لتقبل عذرهم او تسامحهم او يقفون على قبرها لعل الله سبحانه وتعالى ان يسامحهم .فلا برائة ذمة كالسابقين الذين لم ترضى عنهم الزهراء البتول زوجة فحل الفحول حبيبة وريحانة الرسول (صلى الله عليهم وسلم تسليما كثيرا ) والسيدة العلوية امنة الصدر أن اردتها مجاهدة فهي المجاهدة الشهيدة .وان اردتها عالمة ,فهي عالمة .وان اردتها شاعرة وكاتبة واديبة فهي سيدتهم .وان اردتها داعية للاسلام ,فهي كذلك ,فراحت تصوغ المفاهيم الإسلامية بأروع صياغة أدبية فجعلت مفاهيم الإسلام في قوالب أدبية ، وكتبتها بأسلوب شيق وجذاب .. وكانت كل قصة من قصصها تمثل درساً في الأخلاق. وان اردتها مصلحة ,فهي كذلك .وان اردتها في الدور التربوي فقد أوقفت جانباً مهماً من وقتها للعمل الاجتماعي والتربوي ، في سبيل تربية المرأة المسلمة تربية إسلامية ..وووووو.
وفي عام 1967م تم اختيارها مشرفة على مدارس الزهراء ،وتقبلت السيدة هذه المهمة بترحاب  .. وذلك لأنها وجدت فيها فرصة ثمينة لمطاردة الفكر المتفسخ الجاهلي الوافد على المرأة من بلاد الغرب الذي تمكن من النفوذ في أذهان بعض الفتيات المسلمات ، فبدأت الشهيد بمطاردة هذا الفكر وذلك بوضع الخطط التربوية وكانت تشرف بنفسها على تطبيقها عملياً  وتمكنت المعلمة الكبيرة من تسجيل انتصارات واستطاعة أن تعيد الصورة الجميلة والمشرقة للمرأة المؤمنة  . 
ولدت الشهيدة الخالدة العلوية (بنت الهدى) آمنة بنت آية الله السيد حيدر الصدر عام 1356هــ 1937م في مدينة الكاظمية، في بيت عريق في العلم والجهاد والتقوى. وكانت أصغر شقيقيها واختهما الوحيدة.
تعلمت الشهيدة بنت الهدى القراءة والكتابة في البيت على يد والدتها ــ رحمها الله أما والدته المحترمة فهي السيدة العابدة الصالحة التقيّة الزاهدة بنت المرحوم آية اللَّه الشيخ عبد الحسين آل ياسين، و كان أبوها و إخوتها جميعا من الآيات العظام و من أكابر العلماء الأعلام رضوان اللَّه عليهم أجمعين: 
فأبوها هو آية اللَّه الشيخ عبد الحسين آل ياسين أحد أعاظم فقهاء عصره المعروف بالزهد و العبادة و التقوى. 6 ثم استكملت مراحل تعليمها القراءة والكتابة على يد أخويها اية الله السيد إسماعيل الصدر والشهيد السعيد المفكر الاسلامي اية الله  السيد محمد باقر الصدر ــ رضوان الله عليهم جميعاً ــ .لم تر بنت الهدى أباها ورباها اخويها .
وفي عام 1966اول صدور لمجلة الأضواء التي كانت تصدرها جماعة العلماء في النجف الأشرف .ويكتب فيها المتميزين فقط كانت بنت الهدى ــ قدس الله سرها ــ من أبرز من كتب فيها بل كانت الرائدة الأولى في الكتابة و التأليف. واستهدفت في كتاباتها المرأة المسلمة ثقافياً وتربوياً وسياسيا . وتخلق فيها حالة من الوعي لتثقيفها  بما يضمن لها كرامتها ويحصنها من الانحراف والضياع.
ورغم المضايقات الأمنية والسياسية والإجتماعية  التي تعرضت لها الشهيدة الخالدة الاانها ساهمت بشكل فعال ببناء مدارس الزهراء في بغداد والكاظمية والنجف .واضافة مناهج لهذه المدارس اضافه الى مناهجها الحكومية منها دروس في العقيدة والتربية الإسلامية بشكل مكثف ورصين. 
من شعرها :ـ
وإلى نداء الحق في وقت... أختاه هيا للجهاد وللفدا
إنا بنات محمّد لن نقعدا... هيا اجهري في صرخة
حملت لنـا عزّاً تليداً أصيـدا.. إنا بنات رسالة قدسية 
عندما كانت الدكتورة بنت الشاطئ في سفرها إلى النجف الأشرف حيث التقت الشهيدة سألتها الدكتورة : ـ من أيّ كلية تخرجت ؟ 
ـ قالت الشهيدة ببسمة وادعة ( أنا خريجة مدرسة بيتنا ) . 
فدهشت الدكتورة لهذه المفاجأة المذهلة التي لم تكن تتوقّع سماعها حيث تجد نفسها تقف أمام مفكّرة إسلامية لم تدخل مدرسة قط 7.
جهادها ضد سلطة الغقالقة المجرمين .
1. منذ الاعتقال الأول للسيد ــ رضوان الله عليه ــ عام 1971م كانت معه في المسيرة الجهادية .
2. . في  انتفاضة صفر عام 1977م  تعرض السيد الشهيد للاعتقال , فكانت البطلة التي وقفت دون خوف في رباطة جأش وشجاعة غريبة حتى عاد السيد الشهيد ــ رضوان الله عليه ــ من بغداد.
3. وفي صباح يوم السابع عشر من رجب من عام 1979 تم الاعتقال للشهيد فقامت الشهيدة بنت الهدى بالذهاب إلى حرم الإمام أمير المؤمنين بالنجف الأشرف .وقد ذكرنا هتافها المبارك اعلاه .
قول المغكر الاسلامي الفيلسوف المحقق السيد محمد باقر الصدر لشقيقته :ـ
» أو بعدما استشهد السيد قاسم شبر وأمثاله من المؤمنين أفكّر بالحياة والأمن ؟ إنّ هذا اليوم يوم التضحية إنّ لديّ رؤية واضحة إنّ خياري هو الشهادة، فهو آخر ما يمكن أن أخدم به الإسلام « . 
فال الشيخ محمد رضا النعماني  في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار :ـ
وهنا جاءت بنت الهدى ـ رحمها الله ـ لتسجل صفحة نادرة من التضحية ، وموقفاً من أعظم المواقف في تاريخنا المعاصر .
قالت لي ـ رحمها الله ـ : إنّ السيّد مصمّم على الخروج إلى الصحن ؟ 
فقلت لها : نعم . 
قالت : أنا أخرج معه .
قلت : لماذا ؟ يكفي ما قمت به يوم السابع عشر من رجب ! 
قالت : أعتقد إنّ استشهادي مع أخي سوف يكون له بالغ الأمر ، إنّ ابن سعد إنّما لم يقتل زينب ـ سلام الله عليها ـ ليس تحرّجاً من دمها وإنّما لأن دمها سوف يكشف بوضوح تام الحقيقة للناس ، ويعرف الغافلون حجم غفلتهم وعظيم جنايتهم وتقصيرهم وأنا اليوم أريد لدمي أن يخدم الإسلام . 
ثمّ قالت : أطلب منك أن لا تخبر السيّد بهذا الحديث .
قلت : لماذا ؟ 
قالت : أخشى أن يحرّم عليّ الخروج فأقع في حرج . واستشهد ـ رضوان الله عليه ـ وهو لا يعلم بموقف أخته هذا .
مؤلّفات الشهيدة بنت الهدى : 
1 ـ الفضيلة تنتصر . 
2 ـ الخالة الضائعة .
3 ـ امرأتان ورجل . 
4 ـ صراع . 
5 ـ لقاء في المستشفى . 
6 مذكّرات الحج .
7 ـ ليتني كنتُ أعلم . 
8 ـ بطولات المرأة المسلمة . 
9 ـ كلمة ودعوة . 
10 ـ الباحثة عن الحقيقة . 
11 ـ المرأة مع النبي .  
شهادتها المباركة .
لاشك ان المجرمين من العفالقة بقيادة المقبور صدام سبق وان اعتدوا وظلموا دول الجوار ,فلم يراعوا حق الجورة او حق الاسلام او حق الجلده العربية .وكانت اوامر الطاغية دائما دموية ضد البشر .
وقد قصف المدن الإيرانية بالصواريخ وقتل المدنيين فيها،كما قصف المناطق العراقية الكردية (حلبجة) بالغازات السامة ثم هجومه على  دولة الكويت .ومن يقوم بهذه الافعال لايتورع عندما يقتل مفكرية وعلماء بلده والمسلمين .
واذكر لكم مقاله الشيخ النعماني منذ الاعتقال الاخير ..
في اليوم الخامس من شهر نيسان الأسود عام (1980 م) وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء المجرم مدير أمن النجف ومعه مساعده الخبيث (أبو شيماء)، فالتقى بالسيد الشهيد وقال له : إن المسؤولين يودّون لقاءك في بغداد. فقال السيد الشهيد: إذا أمروك باعتقالي فنعم، أذهب معك إلى حيث تشاء.
مدير الأمن: نعم، هو اعتقال.
السيد الشهيد: انتظرني دقائق حتّى أودّع أهلي.
مدير الأمن: لا ،ولكن لا حاجة لذلك،ومع ذلك فافعل ما تشاء.
فقام وودّع أهله وأطفاله. وهذه هي المرة الوحيدة التي أراه يودّعهم من بين الاعتقالات التي تعرّض لها.
ثم عاد والابتسامة تعلو وجهه، فقال لمدير أمن النجف : هيّا بنا نذهب إلى بغداد.
وذهب السيد الشهيد إلى بغداد لينال الشهادة، ويفي لشعبه بوعده حينما خاطبه قائلا: الإعدام، والله إنّي سعيدة بذلك، إن هذا طريق آبائي وأجدادي.
 فاكمل الشيخ النغماني قائلا :ـ
بعد اعتقال السيّد الشهيد ـ رحمه الله ـ يوم الخامس من نيسان 1980 م سحبت السلطة كافة قواتها التي كانت تطوّق المنزل وذهبت الشهيدة بنت الهدى تستطلع فلم تجد أحداً منهم 
أحست ـ رحمها الله ـ أن يوم التضحية قد جاء فذهبت إلى غرفتها ، فابدلت ملابسها بأخرى ، وربطت ثوبها على معصميها ظناً منها بأنّها ستسترها حين التعذيب وقالت لي : 
» أترى أن هذا يسترني حين التعذيب ؟ 
فقلت لها : سوف لن تتعرضي للإعتقال إن شاء الله . فقالت : والله لست خائفة فأنا انتظر هذه الساعة وما أسعدني إن استشهدتُ مع أخي ، وما اتعسني إن بقيت بعده « . ثمّ اعطتني حقيبة صغيرة فيها مجموعة من الرسائل والصور وقالت هذه مجموعة أعتبرها حصيلة عمر من الذكريات بحلوها ومرّها لم أتلفها في الأيام الأولى فإذا اعتقلوني فأرجو إحراقها لكي لا يقع شيء منها بيد أجهزة السلطة . 
وفي اليوم التالي السادس من نيسان 1980 م بعد الظهر جاء المجرم الخبيث مساعد مدير أمن النجف المعروف بـ ( أبي شيماء ) فطرق الباب وحاول أن يدخل ، فلم تسمح له الشهيدة بدخول الدار فقال لها : علوية إنّ السيّد طلب حضورك إلى بغداد ! 
فقالت : نعم سمعاً وطاعة لأخي إن كان قد طلبني ، ولا تظن أني خائفة من الإعدام ، والله إني سعيدة بذلك إنّ هذا طريق آبائي وأجدادي . 
فقال لها ـ كاذباً ـ : لا علوية بشرفي إنّ السيّد طلب حضورك . 
فأجابته الشهيدة مستهزئة : صدقت بدليل إنّ قواتكم طوّقت بيتنا من جديد . 
وكانت قوات الإجرام قد طوّقت منزل السيّد الشهيد رضوان الله عليه . 
ثمّ قالت له : دعني قليلاً وسوف أعود إليك ولا تخف فأنا لن أهرب . وأغلقت الباب بوجهه . 
ثمّ جاءتني وقالت : 
» أخي أبا علي لقد أدى أخي ما عليه ، وأنا ذاهبة لكي أؤدي ما عليَّ إنّ عاقبتنا على خير .. أوصيك بأمي وأولاد أخي ، لم يبق لهم أحد غيرك إنّ جزاءك على أمي الزهراء والسلام عليك ... « .
وشهد الله، لقد صعقت وأنا أستمع إليها، وتحيّرت ماذا سأقول لهذا الجبل الشامخ، من الإيمان، والفداء، والشجاعة، وهي تهزأ بالموت والتعذيب من أجل الله تعالى.
يتحدث صاحب كتاب الشهيدة بنت الهدى كيف ذكر  له ثلاثة مصادر شهود عيان كيفية حدوث المأساة كما يرويها أحد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام، قال:احضروا السيد الصدر إلى مديرية الأمن العامة فقاموا بتقييده بالحديد، ثم جاء المجرم صدام التكريتي، فقال باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة)، ثم أخذ يهشم رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب.
فقال له السيد الصدر: (أنا تارك الحكومات لكم). وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الإسلامية في إيران، مما أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ــ ويبدو أنها كانت قد عذبت في غرفة أخرى ــ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً، فلما رأها السيد استشاط غضباً ورقّ لحالها ووضعها. فقال لصدام: إذا كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطاً وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء. ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد في حالة من الغضب، فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلاً فجابهني وجهاً لوجه ودع أختي، ولكنك جبان وأنت بين حمايتك)، فغضب المجرم وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم\\\".
وفي مساء اليوم التاسع من نيسان1980، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءا قطعت السلطة التيّار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسلّلت مجموعة من قوّات الأمن إلى دار المرحوم الحجّة السيد محمد صادق الصدر(قدس سره)، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف ) أبو سعد)، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما.
فقال المرحوم السيد محمّد صادق الصدر: لا بد لي من تغسيلهما.
فقال له مدير الأمن: قد تمّ تغسيلهما وتكفينهما.
فقال: لابد من الصلاة عليهما.
فقال مدير الأمن: نعم، صلّ عليهما.
وبعد أن انتهى من الصلاة قال له مدير الأمن: هل تحبّ أن تراهما؟
فقال: نعم.
فأمر الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد الشهيد مضرّجا بدمائه، وآثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كان حال الشهيدة بنت الهدى.
ثم قال له: لك أن تخبر عن إعدام السيد الصدر، ولكن إيّاك أن تخبر عن إعدام بنت الهدى، إن جزاءك سيكون الإعدام.
ساعد الله قلب السيدة أم جعفر فقدت اخيه الامام السيد موسى الصدر ثم زوجها الامام السيد محمد باقر الصدر ثم عضيدتها واختها الشهيدة السيدة امنة الصدر .وتتسلسل الاحداث والمعتوه صدام يستهدف ال صدر بطرق واساليب مختلفة وهذه المرة هو :ـ
2. موضع البحث الشهيد السعيد اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر (رضي الله عنه ) .
 في البداية اود القول انني مسؤول امام الله تعالى على ماساذكره في المقدمة ادناه كوني معاصر لسماحته وتشرفت بلقائه عدة مرات.وصليت خلفه وحضرت في بعض الجمع  .وحتى لايكون الموضوع رياء او يتصوره البعض من النفوس الضعيفة ان الكلام من اجل مصلحة او هدف وانما يشهد الله تعالى اعلان وبيان عن حقيقة سماحته .
في بداية التسعينات تقريبا منتصف عام 1993 كان لقائي الاول بسماحته ولم يكن هناك طلبة علم او اي شيء حتى ان الصلاة خلفه جماعة كانت في حذر وتنوي الجماعة وتقف خلفه للصلاة .
وبعد الصلاة كان في يدي بحث كتبته بخط يدي بعنوان في فضل العلم والعلماء .وكانت نسخه لسماحته في يدي لانني اهديته للمجتهدين .وكانت لاتسمح امكانياتي بطباعته وبالاحرى لايقبل النظام العفلقي بالموضوع لان اغلب المصادر لعلماء شهداء منهم سماحة السيد العلامة قاسم شبر .
فسلمت نسخة لسماحته بعد الصلاة ودار حوار بيننا حيث شجعني على الاستمرار في كتابة البحوث وان لم تنشر وقال حرفيا سياتي يوم تنشرها .
وبعد هذا الموضوع التقيت به مرات عديدة .وكان يعلم انني ليس من مقلدي سماحته ,فلم يمنعني في يوم من الايام ان لااقلد مرجعي .ولم يامرني مرجعي ان اترك الصلاة خلف السيد الشهيد او لااقابله او لااخذ برايه في بحوثي كل هذا لم يحصل ولا مره .
وكما قال مرجعي وشجعني قال سماحة السيد الشهيد وشجعني على ذلك .وكذلك بقية المجتهدين رحم الله الشهداء والاموات منهم وحفظ الاحياء وسددهم .
ولم يتبين لي  خلال لقائاتي ان السيد لعن او طعن بالحوزة والعلماء في يوم من الايام بل بالعكس كان يحترمهم احترام منفطع النظير ..وكان له رايه كمجتهد في بعض منهجية العلماء وكل مجتهد له راي .وبدورنا كمقلدين لااعتقد ان من النضوج العقلي ان نفرض على المجتهدين ارائنا لاننا ليس مجتهدين .وهذا لايدعونا للقول ان هذا الموضوع صنميه وغيره بل امر واقع ,فالاجتهاد درجة لاينالها الا ذو حظا عظيم .ولو كانت ارائنا كلها صحيحة لاصبحنا كلنا مجتهدين .وقصدي من طرح الموضوع ان بعض الناس من ذوي العقول الضعيفة يتصورون ان سماحة السيد الشهيد يطعن او لايحترم العلماء وهذه مفالطة وطعن  لسماحة السيد الشهيد نفسه وهي مرفوضة عقلا وعرفا وشرعا .وهذه الافكار هي ترويج وانتاجات العفالقة .
وقبل الخوض اعلان موضوع احترام الشهيد السيد محمد الصدر الثاني (فدس سره)للعلم والعلماء ,اود ترجمة بعض المسائل التاريخية عن شخصيته المقدسة .
ولد السيد محمد بن السيد محمد صادق الصدر عام (1362هجري ـ 1943ميلادي) في النجف الأشرف .وهو بن حجة الاسلام  السيّد محمّد صادق وهو عالم فاضل امام صلاة الجماعة في جامعة النجف الدينية عدة سنوات ظهراً ومغرباً منذ تأسيسسها عام 1959م، ثم في الحضرة الحيدرية مغرباً، إلى ان أناطها بولده الشهيد الثاني السيّد محمد الصدر. شارك في اللجنة التي اشرفت على شرح متن اللمعة الدمشقية .بن العلامة السيّد محمد مهدي (1296ـ 1358) ): درس في سامراء وكربلاء والنجف، وكان سيداً جليلاً فاضلاً نبيلاً عالماً عاملاً براً تقياً، مهذباً صفياً، ذا فضل ونبوغ في العلوم الدينية، مع ادب وفضل في الشعر وسائر العلوم العربية والحوادث التأريخية، ثم اصبح من المراجع العامين .بن السيّد إسماعيل بن السيّد صدر الدين محمّد بن السيّد صالح الموسوي العاملي، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام). 8.جده لامه آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره) و كان أبوها و إخوتها جميعا من الآيات العظام و من أكابر العلماء الأعلام رضوان اللَّه عليهم أجمعين . تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر.واعقب اربع اولاد هم :ـ
1.الشهيد السيد مصطفى.
2.سماحة السيد مقتدى.
3.الشهيد السيد مؤمل.
4. سماحة السيد مرتضى..
وله كريمتين  هن زوجات لأولاد الحجة السيد كلانتر.
وتربّي في بيت العلم والفقه، وتعلم ودرس الأوليات على افاضل الجامعة النجفية، وأكمل مراحل اجتهاده العلمي على اساتذة الحوزة العلمية من المراجع العظلم .
وتخرج على يديه مئات الطلبة توزعوا في ربوع العراق خطباء ومدرسين وكتاب وباحثيين .
وقد اغتيل بسبب نشاطه الإسلامي .وقوله كلمة الحق .واحداث تغير وتاثير في العراق حيث  استقطب جموعاً غفيرة من الشباب.
وقدقيل عن الشهيد السيد محمد صادق الصدر بعد استشهاده  ماذكره العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله  :ـ 
وقد يُظلم العلماء المصلحون من خلال بعض الناس الذين يعيشون التخلف، والخاضعين لبعض الخطوط المخابراتية التي تستغل بساطة هؤلاء الناس وجهلهم وتخلفهم، فتحاول أن تستفيد من نقاط الضعف الموجودة في المجتمع، لتأليب الناس على العلماء المجاهدين المصلحين، الذين يعملون على توعية الناس وإنقاذهم، بتحريف الكلام عن مواضعه وما إلى ذلك. وقد لاحظنا كيف تحرك بعض الناس الساذجين ضد بعض العلماء المصلحين، حتى إذا ماتوا أصبحوا من المقدَّسين.
لقد اغتال النظام العراقي حوزة النجف الأشرف التي تُعدُّ أكبر وأقدم حوزة في العالم، وقد استطاع أن يهجّر أكثرية علمائها وطلابها، ولم يبق إلاّ بقية منهم ممّن نخشى عليهم. ولذلك، نحن نتصور أن على كل الأحرار والمسلمين أن يرفعوا أصواتهم من أجل دعم هذه الحوزة ومراجعها وعلمائها وطلابها، حتى لا يكون مصيرهم كمصير من سبقهم.
شخصية السيد الشهيد واحترامه للعلم والعلماء .
يقول تعالى :ـ وفوق كل ذي علم عليم .
رجل ثوري متواضع بعيد كل البعد عن حب الذات .وتمت ملاحظته انه يخدم ضيوفة  بنفسه . كان يلاحظ فيه نزعة روحية عميقة، وخلق إسلامي رفيع، وبساطة تحوطها هيبة المتقين.
ويحترم العلم وهذا واضح في اغلب خطاباته ومن جملة مايقوله في بعض خطب الجمعة هذه الكلمات :ـ حسب فهمي و في حدود فهمي  وحسب فهمي وعلمي و انا حسب فهمي .وهذه العبارات احد الادلة في  احترام العلم .ولم يلاحظ انه قال في يوم من الايام انا الذي افهم وحدي او الفهم العلمي حصرا مختص بي .
واما احترامه للعلماء والحوزة العلمية في النجف الاشرف ,فلم يقل يوم من الايام حوزتي او انا عالم العلماء او لاعالم الاانا .
ففي اول خطبة من يوم الجمعة 19 ذو الحجة 1418.
من نصوص اقواله (قدس سره ) :ـ بالنسبة الى عوام الشيعة جزاهم الله خير جزاء المحسنين هو ان لا يعملوا عملا او لا يقولوا قولا الا باذن المراجع الكرام والقادة العظام الله يديم ظل الموجودين منهم. نحن لم نر الله سبحانه ولا سمعناه وانما سمعنا عنه وكتابه المفتوح عنه هم العلماء، فلا ينبغي ان الانسان يتصرف اطلاقا الا باذن العلماء.
 وفي الجمعة الثانية 26 ذو الحجة 1418 
الخطبة الاولى   مقدمة الخطبة قال :ـ الفاتحة الى المؤمنين والمؤمنات وخاصة الشيخ البروجردي المأسوف لمقتله.
والثالثة 4 محرم 1419الخطبة الثانية كان من نصوص كلامه :ـ اجيب على السؤال الثاني : انه لماذا العلماء قدس الله ارواحهم جميعا لم يقيموا صلاة الجمعة ؟وخلال بيان راي سماحته في عدة نقاط بين احترامه للعلماء بعد ذكر تلك النقاط بعبارات (يديم ظل الموجودين منهم ويقدس اسرار الماضين) و(غفر الله لنا ولهم ولكم جميعا وللمؤمنين والمؤمنات) .
و الجمعة السادسة 25 محرم 1419  من اقواله :ـ
كما قلتم لكم في يوم ما انه عليكم باطاعة اوامر علمائكم، لا تتحركوا ولا تقولوا اي شيء قبل ان تقول لو صح التعبير قيادتكم الدينية شيئا. لا يجوز حبيبي .. لانه اذن تجني على نفسك وعلى دينك وعلى دنياك وعلى آخرتك..
وفي الجمعة السابعة 3 صفر 1419  ورد على لسانه الشريف :ـ
فكانما الان تقول لكم الحوزة قفوا لا تذهبوا وتحصلون كلا الثوابين، كفلين من الثواب، الكفل الاول ثواب اطاعة الحوزة واطاعة العلماء (حفظ الله الموجودين وقدس الله اسرار الماضين).
وهو انكم اذا قيل لكم لا تذهبوا لا تذهبوا واذا قيل لكم اذهبوا فاذهبوا واذا قالت الحوزة انكم لا يجوز لكم الذهاب يعني لا يجوز لكم الذهاب. والحسين (عليه السلام) طبعا في وده ذلك ويرضى منكم ذلك ويكفي منكم ذلك امام الله وامام رسوله وجزاكم الله خير جزاء المحسنين.
والجمعة الثامنة 10 صفر 1419 .في الخطبة الثانية :ـ
لا اعتقد يخفى كثير منكم ان هناك كتاب كشف الغمة لعلي بن عيسى الاردبيلي الذي هو من علمائنا الاقدمين رضوان الله عليهم..
وفي خطبة الجمعة العاشرة 24 صفر 1419. في مفدمة الخطبة بذكر الصلوات (اللهم صل على محمد وال محمد ) قال في احد العبارات :ـ
بحب وطاعة علمائنا الاعلام (ادام الله ظلالهم) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.
بحب وطاعة الحوزة العلمية الشريفة باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد.
والجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني 1419  كان من نصوص كلامه :ـ
مقتضى القاعدة الشرعية ان تكون المساجد والمراقد المقدسة للمعصومين (عليهم السلام وغير المعصومين )(رضوان الله عليهم) ان تكون المساجد والمراقد تحت سيطرة واشراف الحوزة الشريفة والمرجعية الجليلة وليس لاحد حق ان يتصرف فيها الا باذنها وتوجيهها لان المسألة بالاساس هي مسألة دينية والدين كله بيد الحوزة جيلا بعد جيل فليس من الانصاف ان يكون بعض الدين بيد الحوزة وبعض الدين خارج عن يد الحوزة.
وقد كان ذلك فعلا موجودا منذ زمان المعصومين سلام الله عليهم الى عصر الشيخ صاحب الجواهر (قدس الله روحه) حيث كان العلماء ردحا طويلا من الزمن وعلى مرور قرون ـ في الحقيقة ـ هم الذين يعينون السادن او الكليدار الذي هو المسؤول الرئيسي في العتبة، في هذه العتبة او تلك او في هذا المسجد او ذاك، بيد العلماء صرف حتى آل الامر الى مرجعية الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) فعين شخصا (فلان يسموه انا لا احفظ الاسماء بالضبط) جعله كيلدار لصحن امير المؤمنين ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) وكان المفروض بهذا السادن ان يأخذ الاذن من المرجع الذي بعده او ان يعطيه الحق بعزله ولربما ان الذي جاء بعد الشيخ صاحب الجواهر ما كان راضيا عن تصرفات هذا الرجل واراد تغييره فعصى وبقي على السدانة والكليدارية وتسلسل الامر الى الان وخرجت الكليدارية في كل العراق عن الحوزة الشريفة.
وانا رأيت اذنا مكتوبا من قبل احد المراجع المتأخرين وهو السيد محسن الحكيم (قدس سره) الى سادن حرم الكاظمين (عليهما السلام) في حينه : الشيخ عبد الحميد الكليدار باجازة التصرف باموال الضريح وفيها على ما اتذكر الاذن بان يصرف على نفسه واخوته واسرته واعمامه واخواله بمقدار ما يجد فيه المصلحة ثم يصرف الباقي على الفقراء والمحتاجين ولم يطالبه السيد الحكيم (قدس سره) بان يدفع اليه من اموال الضريح ولا فلس واحد.
ونحن نعلم ان السادن في بعض الدول المسلمة رجال دين كما في ايران والسعودية وكل واحد حسب مذهبه ولذا كان يعتقد العوام ولعلهم لا زالوا ـ انت ارجع الى وجدانك ـ اليس تجد ان السادن والخدمة انما هم رجال دين كثير هذا الاعتقاد موجود، كأن الحوزة بدرجة عالية تمثل رجال الدين والخدمة والسدنة يمثلون رجال الدين بدرجة ادنى فلذا يعطوهم الحقوق ويسألونهم عن الفتاوى والمشاكل الدينية ونحو ذلك فهل هذا المطلب صحيح ؟ انا هذا الذي اريد ان احذركم منه.
الا ان المسألة منذ وفاة الشيخ صاحب الجواهر الى الان، قد انفصلت عن الحوزة وعن المرجعية الى ان سيطرت عليها وزارة الاوقاف من حوالي ثلاثين سنة والى الان واصبح السدنة والخدمة مجرد موظفين لا يقيمون وزنا لاي امر ديني او دنيوي الا لوظائفهم الحكومية واوامر وزارة الاوقاف فيتوجهون كـ(زار) اللعبة بيد الموجه لهم، وهم منقطعوا الصلة بالمرة عن الحوزة وعن العلماء والحوزة منهم براء وهم ايضا براء من الحوزة.
والجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني1419الخطبة الثانية|التحذير من السلوكية .انا اقول اتبعوا حوزتكم واتبعوا علماءكم واتبعوا القرآن واتبعوا كلام المعصومين) عليهم السلام) ما واحد غشكم من هؤلاء.خذوا بقول المعصومين وقول علمائكم وقول ثقاتكم واهل الحل والعقد فيكم.
واستمر السيد الشهيد الصدر الثاني في اغلب خطاباته بمدح الحوزة وعلمائها والدعاء لهم السابقين والاحياء من معاصريه .ويعتبر من ياخذ بقول العلماء فانه يطيع الله تعالى .
فهذا هو السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره ) درع  للدفاع عن العلماء والحوزة العلمية في النجف الاشرف فضلا عن دفاعه لكلمة الحق عند سلطان جائر .
ومرلفاته ومصنفاته كثيرة منها :ـ
ـ نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان .
ـ القانون الإسلامي وجوده، صعوباته، منهجه.
ـ اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني
ـ ما وراء الفقه (موسوعة فقهية)، وهو عشرة أجزاء.
ـ منهج الصالحين (وهي رسالة عملية موسعة).
ـ أضواء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
ــ منّة المنان في الدفاع عن القرآن في عشرات الاجزاء .
وغيرها كثير .والغير مطبوع اكثر . أن إسلوب سماحتة اسلوب إستدلالي خال من التعبير الإنشائي المطول .
استشهاده :ـ
منذ ان بدأ الشهيد الثاني بحركته التغيرية في العراق كانت سلطة العفالقة  توحي لعامة الناس بأن مرجعيته تابعة للسلطة .واستخدموا العفالقة اذنابهم في هذا الموضوع ليفهم البعض ان سماحته تابع لهم .
ومثال على ذلك :ـ 
يصادفك في مجلس فاتحة او وليمة عشاء في مكان معين احد العفالقة بدرجة عضو شعبة .وفيهم اساتذة جامعات يدعون لمرجعية السيد الشهيد الثاني .والداعي انت تعرفه وتعرف ارتباطه بالسلطة .والدعوة ظاهرة في فلتات لسان المجرمين احدهم يقول لانه مرجع عربي وليس فارسي الى اخر الدعوات الكاذبة الخالية من المصداقة والمنطق السليم ..فكان الهدف لاساسي نسف الحوزة العلمية بعلمائها .
العاقل او الناضج  يفهم ان هذه الدعوة هي تسقيط للحوزة اولا ولعلماء النجف الاشرف ثانيا ولشخص السيد محمد محمد صادق الصدر ثالثا .ورابعا الاستهزاء بالمذهب الجعفري والمسلمين الشيعة في العراق تحديدا .ويتسأل العاقل خصوصا اذا كان يعرف سماحة السيد محمد الصدر  لماذا على اللسن هؤلاء ؟؟وخصوصا انهم لم يحضروا جمعة او لقاء مع سماحته .
ويصل الى نتيجة انهم منذ البداية فد استهدفوا سماحته .وعندماتذهب او تزور السيد محمد الصدر تلاحظ بام عينك انتشار جلاوزة السلطة بالقرب من المنزل او في محاضراته او دروسه .
واذا كان فعلا مرجع للسلطة لماذا لم يمدح المقبور ولو مرة واحدة في خطب الجمعة او غيرها .
وهذه الخطب مسجله صوتيا ومكتوبة يستطيع كل فرد سماعها أو قرائتها.وخصوصا في زمن حكومة المقبور هدام كان الدعاء له ولحكومته فرض اجباري لكل المسلمين سنة وشيعة .
وأن مراجع الشيعة على امتداد تأريخهم كانوا يتجنبون التمسح بعباءة السلطة مهما كان قوتها ونفوذها وسيطرتها  ، لأن مجرد إحساس المسلمين  الشيعية بأن (المرجع الفلاني) يحضى بدعم (هدام) أو غيره ، فمعناه ابتعاد الشيعة عن هذا المرجع كائناً من يكون .
وذات مرة كنت حاضر للصلاة في مسجد الكوفة .فعندما دخل الشهيد السعيد للمسجد ضايقه احد ضباط الامن العامة .وتدخل سماحة السيد مقتدى الصدر ,فدفع الضابط بقوة شديدة عن سماحة السيد الشهيد .
فاذا كان السيد محمد محمد صادق الصدر مرجع للسلطة لماذا يضايقوه في دخول المسجد ؟
والشيء الاخر اذا كان الشهيد مرجعا للسلطة لماذا عندما زاره مدير الامن العام جليل طاهر الحبوش طرده السيد محمد الصدر من بيته ووكزه بعصاه ببطنه 
والجريمة من تدبير السلطة لامحال ,فلم تعهد النجف الاشرف بوجود حرس جمهوري ودبابات واسلحة ثقيلة وانذارات للاجهزة الامنية في غير مواسم الزيارة ,فلماذا كانت موجودة في غير وقت الزيارة .وماهو سبب وجود المقبور قصي صدام في النجف الاشرف ومعه الجلاوزة المجرمين كمدير المخابرات ومدير الامن العام ومدير الاستخبارات والعفالقة من اعضاء القيادة القطرية ..خصوصا انهم يتجمعون في مكتب محافظة النجف ومعهم مدير امن النجف المدعو سامي الدجيلي ولماذا هذه القوات منتشرة في المدن الجنوبية العراقية ؟ 
ولماذا قطع الطريق المؤدي الى منزل سماحته  في النجف الاشرف في نفس يوم حادث الإغتيال 19 شباط 1999؟ومازال وجودكل هذه القوات وعجلات الامن لماذا لم يلقوا القبض على المنفذين للجريمة ؟
ولماذا التضيق على المؤمنين وبعض النسوة في دفن الجثمان الطاهر .وترافقهم القوات الامنية بتصوير الدفن .وصدر ثاني يوم صباحا امر بمنع التجوال ؟ 
ولماذا بعد تنفيذ الجريمة واستشهاد سماحة السيد الشهيد خرج المجرم المقبور قصي صدام من النجف الاشرف ليلا خصوصا ان المؤمنين من اهالي الكرادة علموا انه في النجف الاشرف لان بعض حماياته كانت تشري من محلاتهم السكائر .وفي ذلك اليوم لم ياتي احد منهم حتى شرطي المرور التابع لجهاز الامن الخاص .وعادوا منتصف الليل قريبا الى طلوع الفجر من اليوم المشؤوم .وهرع قسم منهم لشراء السكائر من المحلات حيث ان هذه المحلات تتاخر الى الصباح الباكر بسبب حركة المنطقة المستمرة .ومن خلال فلتات لسانهم قال بعضهم انهم في واجب في النجف .واخرين قالوا حضروا بسبب الجريمة .وكان تكتم شديد في الايام التي تلتها عن وجود المقبور قصي في النجف الاشرف حتى ان نفس هؤلاء بدلوا كلامهم بأنهم كانوا واجب في تكريت .
وبعد الجريمة يثبت ان المنفذين لحادث الاغتيال هم القيادة العفلقية .وذلك في  ماجرى باستهداف المرمنين في مدينة الصدر .والمجزره التي فعلوها في جانع المحسن .
كان من عادة السيد الشهيد الثاني(قدس سره) ان يقيم مجلس التعزية في (البرانية) يوم الجمعة، ليلة السبت وينتهي المجلس في الساعـة الثامنة والنصف ليلا، وبعدها يخرج سماحته إلى بيته مع نجليه (طيب الله ثرهما )، حيث يوصلانه إلى هناك ويعودان إلى داريهما. وفي الليلة التي استشهد فيها خرج السيد على عادته مع نجليه بلا حماية ولا حاشيـة نظراً لان المسافـة إلى البيت كانت  تقريباً(1100) م.. ، وعندما ساروافي  الطريق إلى بداية منطقة (الحنانة) في احدى ضواحي النجف القريبة وعند الساحة المعـروفة بـ (ساحة ثورة العشرين) جاءت سيارة اميريكة الصنع نوع (اولدزموبيل بلون ابيض) ونزل منها مجموعـة من عناصر السلطة وبأيديهم اسلحة رشاشة وفتحوا النار على سيارة السيد الشهيد، فقتل اولاده على الفور، وبقي سماحته على قيد الحياة لكنه نقل إلى المستشفى مصاباً برأسه ورجليه، وبقي قرابة الساعة بالمستشفى ثمّ قضى نحبه شهيداً أثر اطلاقات نارية اخرىداخل المستشفى بعد ان قام مرتزقة العفالقة بضرب الكادر الطبي وطردهم .
و قام سماحة السيد مقتدى الصدر مع شقيقة السيد مرتضى بتشيع السيد الشهيد ونجليه  ليلا ومعهم ثمانية رجال وبعض النساء، حيث  تم دفنه في المقبرة الجديدة في وادي الغري.تحت رقابة مشددة .فسلاما عليه يوم ولد ويوم يبعثوا حيا .
ــــــــــــــــــــــ
المصادر .
1. آل عمران173.
2. المائدة32.
3. راجع بحثنا المنشور حديثا بعنوان السادة ال صدر وتاريخ الاجداد |بقلم مجاهد منعثر منشد .
4. من مقال بعنوان ـ أيُّ كنزٍ ثمين فقدنا ـ للسيّدة أم نور الهدى.
5. الشهيدة بنت الهدى سيرتها ومسيرتها، الشيخ محمّد رضا النعماني 
6.ترجمة حياة السيد الشهيد الصدر، السيّد كاظم الحائري، الصفحة: 31  وانظر بحثنا المنشور بعنوان |الشيخ محمد حس بن محمد رضا ال ياسن |يقلم مجاهد منعثر منشد.
7. السيّدة الفاضلة أم تقى الموسوي.
8. (راجع بحثنا المنشور حديثا على الشبكة العنكبوتية بعنوان | نسب السادة ال صدر وتاريخ الاجداد.بقلم|مجاهد منعثر منشد ). 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجاهد منعثر منشد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/13



كتابة تعليق لموضوع : العلماء الشهداء من السادة ال صدر .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net