صفحة الكاتب : علي الخالدي

صلح الامام الحسن "ع" مع معاوية هوالفتح العظيم
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   البعض لازال ممتعضاً من صلح الامام الحسن "ع" مع معاوية في عصرنا هذا كما كان بعضهم ممتعضا في عصر الامام نفسه , معتقدين انه خذلان للتشيع وكسر لتقدم الاسلام المحمدي وفسح الطريق واعطاء الشرعية لتزييف الدين بتسليط بني امية على راس الامة .
     فأخذ البعض من الموالين المخلصين يسميها هدنه وليس صلحاً من باب تبرئة الصلح , مع العلم ان الامام الحسن  "ع" كان يسميها صلحاً وقد عبر عن علة الصلح بقوله (علة مصالحتي لمعاوية , علة مصالحة رسول"ص" لقريش ) ,فالصلح بالغة تعني الهدنة والهدنة تعني الصلح فليست هناك مشكلة اصطلاحية , فمراد الاتفاقية او الصلح هي جاءت بعد سلسلة مفاوضات تقدم بها معاوية عليه لعائن الله , لم تنال رضى الامام وفريق كبير من المسلمين , وتم الاتفاق وابرام الصلح بشروط ملئها الامام روحي فداه على فريق معاوية , وكان الامام يتحدث من منطلق القوة بملئ الشروط وليس كما يروج انه كان مخذولا من العراقيين , فلو كان الامام ضعيفا وبلا من يناصره لما كان معاوية محتاج للصلح والاتفاق , ولاكتفاء بقتل الامام الحسن "ع" وانهى الشروط والائملاءات , فالهدنة او الصلح , استمرت كما اراد وخطط لها الامام الحسن "ع" لعشر سنوات ولم تنتهي الا بغدر معاوية ونكثه للمواثيق , فالعقد  كان فسحه للامام الحسن والحسين "عليهما السلام " باعادة تنظيم انصارهما المخلصين وجيوشهم في العراق , والهدنه كانت بمثابة غيبة المعصوم عن الامة او غيبة القائد الحقيقي عنها , بعد ان اعتزل الحسن السياسة لفترة طويلة  , ففترة غيابه عن الامة اكتشف بها معادن الناس بعضهم لبعض , فمن هو الكاذب ومن هو القائد ومن هو صاحب الحق , ومن هو من يحاول الغدر والفتك بهم , وخلق دين زائف جديد بديلا لدين محمد "ص" .
    اسميناها  بالفتح لانه كشف مراد التيار الاموي ومايريده من دين او اسلام جديد, بدلا للاسلام المحمدي الذي تم تعطيله على يد معاوية , بخلق البدع وادخال الاسرائييليات على مرويات الامة بايجاد تشريع جديد بديلاً لسنة رسول "ص" وسنة قرانه الكريم اسموها سنة الشيخيين عمر وابي بكر والتي استمرت هذه السيرة في بلاد الشام والامويين لاكثر من عقدين , والتي اوقفها الامام الحسن "ع" , بهذا الفتح , وكانت من اهم شروطه بالصلح مقابل منح معاوية سلطة الامة وحكومتها , وكانت فتحا بكل شروطها التي من ضمنها اعطاء الامان لكل شيعة علي "ع" حتى ممن قالتلوا معاوية بزمن علي بن ابي طالب "ع" , وكان معاوية مرغما بالقبول بكل شروط الامام الحسن "ع" , ولم يرد واحدا منها ,لانه يفكر بحكم العراق والشام معا والامام يفكر بحفظ دين محمد "ص" , وتعريفه لاهل الشام , الذين لم يعرفوا الا دين الشيخين .
    اذن الفتح في شروط الصلح وما اتت به للاسلام والتي لم تعرف لمجتمعاتنا ليومنا هذا , والتي كانت بمثابة دستور دائم  كتب لحكومة جديدة , وليس بحكم العراق الذي كان تحت سلطة الامام الحسن "ع" من زمن ابيه .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/07



كتابة تعليق لموضوع : صلح الامام الحسن "ع" مع معاوية هوالفتح العظيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net