مقاهي الإلحاد في العراق
احمد حيدر الحسيناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الإلحاد بمعناة العام هو عدم الايمان بوجود الله، و يدعي الملاحدة أن الكون وجد بلا خالق، وان المادة وجدت بذاتها نتيجة تفاعلات حدثت بالصدفة منذ الازل.
شهدت السنوات القليلة الماضية، غرس هذه الفكرة الشيطانية، في عقول الكثير من الشباب العراق في الشوارع و مقاهي مدعية للعلم و الثقافة !.
الإلحاد يحيل النفس الإنسانية الى رماد، بسب إنكار الملحدين للجانب الروحي، وإعتقادهم بأن الوعي إنعكاس للمادة، و يجعل من الأنسان وحش كاسر يهتك جميع الفضائل، التي ظلت تؤسس لها الأديان آلاف السنين. يمكن تمثيل نظرت الملحد الى العالم، كأن العالم مدينة ملاهي عملاقة مجانية، فتكون غايته هي تحقيق أقصى متعة، و أشباع رغباتة و غرائزه قبل الخروج من المدينة .
وكما يقول المفكر الانجلزي جون لوك ( إذا كان كل أمل إنسان قاصراً على هذا العالم، و إذا كنا نستمتع بالحياة هنا في هذة الدنيا فحسب، فليس غريباً و لا مجافياً للمنطق أن نبحث عن السعادة، و لو على حساب الآباء و الأبناء ).
الشيوعية بمفاصلها تقتطع أهم أسس وحيثيات الأديان، بكتبها الاربعة ومذاهبها كافة، وأسست معتقداتها لضرب عقيدة الأديان، ولعل الإسلام الواجهة الأكبر التي تتقاطع معها مفاهيم الشيوعية، مثلا في العراق الاسلام هو دين الدولة الرسمي، و مصدر أساس للتشريع هذا ما جاء في المادة الثانية من الدستور العراقي، ويعتبر الشعب العراقي بصورة عامة من الشعوب المتدينة و المحافظة على عادات الأجداد و السلف الصالح .
لكن ما يثير الذهول، نرى هذه الأيام أماكن خاصة يجتمع فيها الملحدين علانية، و كتبهم تُباع على الأرصفة، بالأضافة لوجود عشرات الصفحات على مواقع التواصل الأجتماعي التي تروج الى الإلحاد، وهناك أسباب كثيرة، ساعدت بنسب متفاوتة بنمو ظاهرة الإلحاد، و لكن هناك أسباب جوهرية و عامة أدت الى أستفحال هذه الظاهرة وهي :
١- الخطاب الديني المتطرف، و ما يعقبة من تفجيرات للابرياء و قتل بالجملة على أساس ديني او طائفي، يضاف ألية وجود بعض الاحزاب الحاكمة، التي أتخذت الدين غطاء لسرقتها أموال الشعب، و فشلها في أدارة الدولة، مما أدى الى ردة فعل و أعراض عن الدين.
٢- أنعدام أو قلة الرصيد الديني و الثقافي، لمعظم الشباب، مما جعلهم في مهب الافكار اليسارية الخداعة.
٣-عمل واسع يقوم به الشيوعين و العلمانين، يركز على الشباب والناشئة بالدرجة الأساس من أجل المسقبل.
٤-حالة الأحباط و اليأس، وماتسببة من هزات كبيرة في نفسيات الشباب، بسبب الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المزرية التي يعيشها اغلبهم.
٥- الآثار السلبية للعولمة والانفتاح التقني الكبير بشتى المجالات.
الإلحاد ظاهرة تضرب في عمق الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي و تدق ناقوس الخطر، لذلك يجب مكافحتها قبل فوات الأوان و وقوع المحضور، مما يحتم إنشاء مؤسسات رصينة للرد على شبهات، وأدعاءات االملحدين بطريقة علمية، وتحصين الشباب دينياً و ثقافياً، من خلال مناهج تدريسية فعالة، ودورات تثقفية و تنموية و هذة مسوؤلية الدولة ومنظمات المجتمع المدني. مسؤولية أيضاُ تقع على منابرالخطباء، من خلال أعداد بحوث عقائدية حول الخلق و التوحيد، و كشف زيف أدلة الملحدين، و كذلك توضيح الصورة الناصعة للدين الاسلامي، التي تلطخت بمفخخات الإرهاب و فساد المتأسلمين.
اذا أمعنا النظر في حركة التاريخ، نرى أن كل خطوة يخطوها العراق بالأتجاة الصحيح، او تصدي لمعتدي خارجي، كان وقودها و قادتها هم المسلمين، و رجال الدين وأخصُ الشيعة منهم، و الشواهد كثيرة قد لا تبدأ بثورة العشرين و لا تنتهي بالحشد الشعبي، مما يدعوللقول أن كل تيار سياسي أو ايديولوجية، يتعارض جوهرهما مع الطابع الديني، الطاغي على معظم المجتمع العراقي، مقرر لها الفشل مسبقاً! والقضية مسألة وقت لاغير ذلك.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد حيدر الحسيناوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/12



كتابة تعليق لموضوع : مقاهي الإلحاد في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net