صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

الشهيد صالح البخاتي .. أحرق قلوبهم فأحرقوا صورته
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بعد إن افني عمره في الجهاد, وفي مقارعة طواغيت الظلم والاستبداد, بدئها في سن الخامسة عشر, في اهوار العراق, مجاهدا ضد نظام البعث الفاشي, ثم مدافعا عن حرم السيدة زينب ع في سوريا, وختمها في مقاتلة خفافيش الظلام في العراق,  ذهب الى جوار ربه شهيدا سعيدا, ليحصل على مرتبة, لا ينالها إلا ذو حظ عظ عظيم.
 
هكذا كانت سيرة حياة الشهيد صالح البخاتي, مسيرة حافلة بنكران الذات, والذود عن الحرمات, والدفاع عن المقدسات, دون ان يمن على احد بجهاده, او يطلب من احد شكرا على سنين الغربة والحرمان, أو وسيلة إعلامية تطبل لجهاده, أو منصبا بحسب سنوات الخدمة الجهادية.
 
رحل القائد صالح البخاتي, ولم يطلب إحسانا من احد, لكنه ترك حرقة في قلب البعث وإذنابه, الذين أذاقهم حر ناره, وجهاده ضدهم في اهوار الجنوب, وهو ابن مدينة العمارة, الذي خبر أهوارها, وعرف مسالكها, وأصبحت هذه الحرقة, حقدا في قلوبهم أورثوه لأبنائهم .
 
ولأن البخاتي أرعبهم حيا, فهو يرعبهم وهو ميت, ولأنهم لم يستطيعوا ان ينالوا منه في حياته, فما كان منهم, إلا ان يتجرؤوا على إحراق صوره, في مسقط رأسه مدينة العمارة, في فعلة تدل على الخسة والدناءة, وعلى الحقد الدفين, الذي يقبع في صدور مرتكبيها .
 
ان احراق صورة الشهيد, لن تضره في شيء, بقدر ما تضر فاعليها وتعريهم, وتعيد الى الأذهان, أفعال جيش يزيد, حين داست حوافر خيله على صدر الحسين ع, وكيف حاول المتوكل إغراق كربلاء, من اجل إخفاء معالم جريمة الطف الخالدة, وكيف تجرأت هند, على شق صدر الحمزة ع, لتستخرج كبده لتطفئ نار حقدها.
 
واليوم يعاد نفس المشهد, مع صور الشهيد القائد صالح البخاتي, وكل ظنهم إنهم بأفعالهم ضاروه, "وما هم بضاروه بشيء", ولا يعلمون ان هنالك شعب يقدس شهدائه, ويخلد المضحين ليجعلهم نبراسا يهتدي بهم, في مقارعة الجور والعدوان والطغيان.
 
ان الاعتداء على صور الشهيد البخاتي, ليس مناسبة عابرة تمر مرور الكرام, وليست المرة الأولى التي تحدث في محافظة ميسان, بل سبقتها مرات أخر من الاعتداءات, على صور الشهداء وإحراقها, وهي تدل بلا أدنى شك, على وجود نفس بعثي داعشي في هذه المحافظة, يستدعي الوقوف عنده, وإيجاد المعالجات له.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/16



كتابة تعليق لموضوع : الشهيد صالح البخاتي .. أحرق قلوبهم فأحرقوا صورته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net