العراق انتقل من (المحاصصة الحزبية الطائفية) لكارثة (المحاصصة الإقليمية بحكم العراق وثرواته)ـ
تقي جاسم صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم

 اخطر ظاهرة انتقل اليها العراق.. والتي لم يعد العراق يمكن ان يقاس باي ظاهرة اخرى بالعالم .. لا بالبلقان ولا بلبنان.. بل ظهر كظاهرة (كسيحة) بحد ذاتها.. تميزه عن الظواهر (العليلة) بالعالم.. هي (المحاصصة الاقليمية)..
  فالصراع الاقليمي والدولي على العراق .. واستمرار اجتماعات ما يسمى (دول جوار العراق ومصر).. واستقواء الكتل والقوى السياسية بالعراق بالخارج الاقليمي .. تمخض عنه..  تقاسم الثروة والحكم وحتى السكان والجغرافية ببلاد الرافدين بين الدول الاقليمية....  كمنظومة جديدة لادارة العراق بالنيابة.. تكون فيها (القاهرة وطهران ودمشق والرياض وعمان وانقرة) مراكز (لاتخاذ القرار البديلة).. عن العراقيين... (بالتنسيق بين تلك العواصم الاقليمية بتحديد حصة متفق عليها لكل دولة من الكعكعة العراقية).. كحل لايقاف الصراع فيما بينهم بالعراق.. بعد ان تم (توجيه ضربات
 دموية للشارع العراقي) لارضاخه لهذه المعادلة.. 
 
  فكل دولة تريد لها حصة بالعراق حسب دوافعها الامنية والسياسية والاقتصادية والسكانية..
 
فالدول الكثيفة السكان مثل مصر تريد ان يكون العراق حديقة خلفية للمصريين لفائضهم السكاني والعاطلين عن العمل..وكذلك تريد القاهرة العراق سوق للبضائع المصرية الاستهلاكية.. ومنطقة نفوذ سياسية.. وكذلك لاهداف ديمغرافية ذي نزعة طائفية وقومية عنصرية تهدف لجعل العراق اكثرية سنية بجوار ايران الشيعية.. وكل ذلك على حساب الاقتصاد العراقي وامنه الديمغرافي والسياسي والجغرافي.
 
وايران تريد العراق منطقة نفوذ لها مع جعل ساحة للصراع الاقليمي والدولي لابعاد الازمة الايرانية عن اراضيها.. وجعل (العراق ازمة) للمساومة مع امريكا والغرب.. ضمن (الازمة النووية) وازمة شرعية نظام الحكم بايران.
 
وسوريا تريد العراق منطقة نفوذ اقتصادي وسياسي .. وجعل (القضية العراقية) ورقة للمفاوضات مع الغرب وامريكا.. لتقوية نظام الحكم البعثي في سوريا..
 
والاردن تريد العراق منظومة تدر على الاردن نفط مخفض ومنافع اقتصادية .. وتشغيل القطاعات الاردنية.. 
 
وهكذا بقية دول المنطقة والمحيط العربي السني والجوار..
 
ولم يصل العراق لهذه الحالة المخيفة.. الا على يد سياسيي العراق الجديد ذوي الجنسيات الاجنبية والاحزاب السياسية المعارضة السابقة التي وصلت للحكم بعد عام 2003.. والقوى القومية والبعثية المرتبطة بعواصم الدول الاقليمية والجوار ارتباطا عضويا مخيفا.. يكشف بان صراعات تلك القوى بالمراحل الماضية والحالية هو نيابة عن اجنداتهم الخارجية للدول الاقليمية والجوار.
 
   والكارثة ان (ثقافة تبرير التدخلات) نزلت للشارع العراقي بحيث اصبح من الطبيعي ان نسمع مقولة (ليش فقط تلك الدولة تتدخل .. خلي الدول الاخرى تتدخل) مثال (ليش بس ايران تتدخل.. خلي مصر والسعودية وسوريا والاردن ... الخ تحت عنوان المحيط العربي ان يتدخلون بالعراق كذلك).. كما صرح بذلك المطلك وعلاوي بمقابتهم مع جهاز المخابرات المصرية بدعوتهم (مصر للتدخل بالعراق بحجة مواجهة النفوذ الايراني) ؟؟؟؟؟؟ 
 
  لذلك المرحلة المقبلة تفرض على العراقيين ضرورة (استقلال العراق) عن المحيط العربي السني والجوار.. كقرار مصيري لاخذ العراقيين استقلالهم الحقيقي..  وحصولهم على حريتهم واستقرارهم.. ومواجهة مخططات وضع (العراق.. كملف) على طاولة المخابرات المصرية والتي كشفت بزيارات المطلك وعلاوي العلنية مع عمر سليمان المصري مدير جهاز مخابرات مصر..
  
   ويذكر ان العراق منذ تاسيسه تم اعطاء (تركيا وايران) نسبة من الثروة والحكم ثم اضيفت الاردن بعد ذلك بان يمنح العراق نسبة (12%) من ميزانيته للاردن.. وتم الغاء كل تلك الحصص عام 1958 عند وصول الزعيم  عبد الكريم قاسم للحكم.. ولكن حصة الاردن من العراق عادة بوصول حزب البعث للسلطة بنفط بدون مقابل ومخفض.. وكذلك تم منح مصر الحصة الاكبر من الثروة والنفوذ ووالتوطين السكاني بالعراق بدفع ملايين المصريين "السنة" للعراق وما حولوه من عشرات المليارات الدولارات الى مصر من العراق، ووصل الى اصدار قانون بالعراق ينص (من يضرب مصري كانما يضرب رئيس جمهورية
 العراق وللمصري الحق بطرد العراقي من العراق).. وكل العراقيين سمعوا ذلك من طاغية العراق السابقة صدام..
 
     علما بان مصر ساهمت بدعم الانقلابات والتمردات الدموية التي اوصلت البعثو ناصريين للحكم بالعراق.. بانقلابات دموية مرعبة عانى ويعاني منها العراق لحد يومنا هذا من نتائجها.
 
  واخير يتأكد ضرورة انتقال العراق الى نظام (محاصصة الاقاليم "الفيدراليات" العراقية في ادارة شؤون العراق).. كما في الامارات والمانيا او سويسرا مثلا..   وليست (محاصصة احزاب طائفية او محاصصة دول اقليمية) في ادارة شؤون العراق..وهذا يتطلب تاسيس فيدرالية "اقليم" الوسط والجنوب.. وفيدرالية "اقليم" المنطقة الغربية.. لتضاف الى فيدرالية اقليم كوردستان العراق.
 
     وخاصة اذا تبين لنا بان ضعف العراق جاء من ضعف شيعته.. فالشيعة العراقيين يمثلون البطن الرخوة ببلاد الرافدين..   لفقدان قياداتهم السياسية لاي قضية تنطلق من التراكمات السياسية التي عانى ويعاني منها شيعة العراق.. وسهولة اختراقهم امنيا عبر النظام المركزي.. وكذلك لفقدان شيعة العراق فيدرالية توحدهم بالوسط والجنوب.. 
 
 ................
..........
   لذلك يتبين ضرورة تبني مشروع الدفاع عن شيعة العراق   (قضية شيعة العراق).... وهي  بعشرين نقطة .. ، علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع)
 وعلى الرابط التالي 
 http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474 
..........
................
ومضات/
..................
اثبتت الايام بان المعارضة السابقة لصدام والبعثيين.. صراعهم كان بالنيابة عن الدول الاقليمية والجوار
................................
العراق انتقل من (المحاصصة الحزبية الطائفية) الى (المحاصصة الاقليمية فيه بنسبة من الحكم وثرواته) 
...............
 
تقي جاسم صادق
 
 
      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تقي جاسم صادق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/13



كتابة تعليق لموضوع : العراق انتقل من (المحاصصة الحزبية الطائفية) لكارثة (المحاصصة الإقليمية بحكم العراق وثرواته)ـ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net