صفحة الكاتب : حسين علي الشامي

المراءة مرآة المجتمع وأصالته .. زينب (عليها السلام) : أسعى سعيك وناصب جهدك!!
حسين علي الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 المراءة والارادة . المراءة والقوة . المراءة والعفة . المراءة والكرامة . المراءة والرقة . المراءة الانسانة . المراءة المخلصة . المراءة والستر
كل هذه التسميات واكثر تحملها شخصية مميزة تسكن مجتمعاتنا الانسانية وتهيمن على ثقافته العامة ولب تربيته الفكرية والعاطفية والمعنوية فللمراءة الدور الاول والاساس الثابت في تمكين المجتمع من الحصول على نماذج بشرية مميزة دأبها واخلاصها الى افراد العائلة على شكل الخصوصية والمجتمع كأنطلاقة عامة فمجموعة السلوكيات الروحية التي تبثها الام كمراءة في داخل كوامن الابن او البنت هي عبارة عن أجنحة قوية ورصينة تنهض بالواقع المجتمعي داخل هذا العالم الكبير , وقد خص الاسلام المراءة بحقوق وواجبات وحمل عن كهلها اعباء الجاهلية المرة وغَير طريقة حياتها لتسلم الى الخير وعَلْمَ وشدّد على فضيلتها كأم واخت وعمة وخالة والى ذلك من تسميات عبر عن قيمتها ومِيز فضيلتها فالكل مؤثر والكل له نشاطه التقييمي بالتمهيد للفكرٍ ما .
الارادة والقوة هي حلقة الفصل في التمهيد لصنع مجتمع قوي , واساسه كما اوضحنا هي المراءة القوية وصاحبة الارادة بتخطي المهام الصعبة والاختبارات الجليلة ونتيجة ذلك تكون لها القدرة على الفوز بالأهداف النبيلة حتى لو كانت بعيدة . لكن التجربة سيدة الاختراع فعلى الانسان الناجح ان يتعامل مع تجارب انسانيته ليمكنه ذلك من الحصول على مقتنيات مراده .
عنجهية المجتمع القديم عملت على اذلال هذا الصنف الانساني البارع في تأسيس كبريات المجتمعات العالمية ؛ بل أنها كانت تمثل في كل المراحل المجتمع كله لما لها من ادوار اساسية , ومن تلك الاساليب التي خاضها العصر الجاهلي معها : الؤد والقتل والسبي وغيرها من تمثيليات التعدي على حقوق المراءة التي عمل الاسلام على تحريمها ومنع العمل بها ليكشف عن قوانين جديدة تخدم المجتمع الانساني والاسلامي على حدٍ سواء قال تعال {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34] فكانت أمثال هذه الآية الاساس والمنطلق لتكوين التكاملية البشرية وتخصيص الادوار وتقنين الحقوق لكلا الطرفين .
من بيت النبوة انطلقت ثورات الرجال والنساء للنهوض بالواقع الانساني وتحضيره الى حضارة انسانية جديدة . لكن على قلوب اقفالها لم ترى صواب الحقيقة فقد اسبلوا العيون عن رؤياها ومنعوا الاذان عن سماعها حتى اخذهم الطغيان الى قتل رجال الله ورجال حزبه الغالبون في ميدان الطف العظيمة وبعد انجلاء عتمة الحرب وانطفاق القلب بمصيبة مقتل الحسين ظن الظالمون انه انتهى كل شيء ولم يكن للحسين ذلك الوقت من بقية فكانوا فرحين بانتهاء المعركة على هذا الشكل وعلى ذلك النحو .
ولذلك زينب لم تنهار حتى يبقى للحسين بقية , وصوت يزلزل أركان الطغاة ويدمر احقادهم المشركة البربرية فبعد الضرب بالسيوف بدء قسمٌ جديدٌ من احداث الطف قادته سلطانة النساء وعقيلتهن الحوراء زينب (عليها السلام) لتربك الوضع الغاشم , وتمزق زيف المدعين , وتمنع تفشي الشرك والمشركين , فكانت الصيحة بالكوفة في مجلس أبن مرجانة ذاك الطاغية الذي ارعب سكان الكوفة ومزق وحدتهم وقتل رجالهم كان لها رداً عليه جعل منه أضحوكة لكل زمان بتعبيرٍ كشف امره وغير حاله حيث خاطبته عند سؤاله عن فعل الله بأهل بيتها فقالت : ما رأيت الا جميلاً ؛ عظمة الصبر تكمن في كونه يكون جميلا دون ضجر او فزع او خوف , فهم قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم , وهذا بحد ذاته غاية التسليم ونهاية الامل بالله تعالى والاقبال على رضاه فتغيير الحال بعد النزال بين اهل الايمان واهل الكفر لينتهي بنهايةٍ مأساوية لم يستطع أبن مرجانة ولا أتباعه من تغييرها وحتى فيما بعد يزيد الذي كان يعد من أهل الكلام والشعر ندم على كلماته التي تمثل بها مبتهجاً يحسب ان اهل بدر من اشياخه كانوا فخرا ويجعل دمائهم بدماء ابي عبدالله ويال الاسف الدماء الزكيات النقيات التي مثلت كل قطرةٍ منهن ثورة تغير حال الناس الى الاصلح والانقى ؛ فضرب على فمه ضربت اللجام ممنوعاً من الحديث {يا يزيد كد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحُ ذكرنا ولن تميت أمرنا وما ايامك الا عدد وامرك الا فند يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على القوم الظالمين} كلماتٌ صابرت اثبت شرعية النضال وبينت هزلية الظلم والتجبر وانهت كل الآمال بالانتصار واذاقة فرعون الزمان كأس مرٍ حطم كل الأحلام التي تبناها الاموييين ومن ناصرهم فظلت كلمات العز والشموخ يترددن في كل زمان ويمرن في أذهان أهل الطغيان ليعلموا ان ايامهم فانية واعدادهم منتهية مهما طال الزمان وتمكنوا من المكان .
زينب والحسين (عليهما السلام) ملحمة التكاملية ؛ اطلق شرارتها الحسين واتمتها زينب بعبقريتها ونضالها , فصاحبة الخدر أعطت للموقف أهميته وكشفت للناس حقائق الامور بتحملها مسؤولية الامة في ذلك الزمن الصعب فعلى كل الطالبات الى العلو والرقي والسلامة بالفكر والنضوج العقلي الاقتداء بمثل زينب صاحبة مدرسة المراءة الانسانة التي كافحت وجاهدت حتى انتصرت , لا المسير خلف ترهلات هذا الزمان الغاشم الذي عبر عن الثقافة والشخصية القوية بالهندام والملبس الاوربي الغريب شيئا ما او اكثر من ذلك .
الثقافة اساس ومبنى قويم لابد ان يُتكئ في تتابعاته على أسوةٍ ينتهج منها ويتأسى به المتأسيين وخير النساء للنساء زينب فلذلك ستبقى زينب صوت النساء الناهضات المغيرات و المجاهدات المناضلات طلبا لمرضاة الله وفعل الصالحات . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين علي الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/19



كتابة تعليق لموضوع : المراءة مرآة المجتمع وأصالته .. زينب (عليها السلام) : أسعى سعيك وناصب جهدك!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net