صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

مَن إستقوى بغيره يشقى بخيره!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الإستقواء بالآخر من أخطر الممارسات وأحمقها وأشدها غباءً وأمية وسذاجة وإندحارا , بل أنه سلوك إنتحاري خطير , تسقط في مطباته الشعوب والمجتمعات المبتلاة بحكومات خاوية الألباب , لا تفهم إلا بالتربع على الكرسي والإستئثار بالسلطة وحسب.
فلا يعنيها سوى الغاية , ولهذا فأنها تتخذ جميع السبل والوسائل لتحقيقها , لكنها تغقل أنها صارت مستعبدة من قبل القوة التي إستقوت بها.
والواقع القائم في منطقة الشرق الأوسط , أن الحكومات والأحزاب والفئات تستقوي بالآخرين , ولا تمتلك مهارات وقدرات الإستقواء بذاتها وموضوعها , والإعتماد على أبنائها وشعوبها , وإنما لكي تحكم عليها أن تستقوي بالقوى الإقليمية والعالمية.
وهذا يعني أن المنطقة محكومة بقوى خارجية , مما يفسر الفشل الحاصل في جميع المجالات , ذلك أن القوى الأخرى لا يعنيها إلا مصالحها ومشاريعها وبرامجها , وليكن ما يكن , ما دام المستقوون بهم يحققون غاياتهم التسلطية الإمتهانية لشعوبهم المبتلاة بهم.
فالمستقوون بالآخرين يعتمدون عليهم بالكامل , إبتداءً من الطعام والحاجات الضرورية إلى الأسلحة , والمجتمعات التي لا تصنع أسلحتها مستعبدة وناقصة السيادة ومرهونة بالذي يبيعها السلاح.
والعرب ما أغربهم وأعجبهم , لا يصنعون شيئا ويقاتلون بأسلحة غيرهم , وما فكروا بصناعة سلاحهم , يل أنهم تآزروا مع المستقوين بهم لتدمير مصانع أسلحة العديد من مجتمعاتهم التي كانت قوية .
وما دام الإستقواء بالغير منهج عربي فاعل في الحياة السياسية , فأن الحكومات بأسرها لا يُرتجى منها خيرا , وأن من واجبها الإستقوائي أن تشتري بعائدات النفط , ما يدمر البلاد ويقهر العباد , ولا يمكنها أن تساهم في مشاريع إستثمارية عربية – عربية , لأن في ذلك تهديد لإرادة الإستقواء , ومن المحذورات والشروط التي يتم بموجبها توفير آليات الإستقواء والحماية.
ولهذا فأن الحكومات المستقوية بالآخرين , ستفقد قدراتها على البقاء في الحكم ما دامت قوى الإستقواء بدأت تلوح برفع الحصانة والحماية , وإن توفير الحماية لا بد أن يكون بثمن باهض جدا , رغم أنه مدفوع الثمن مقدما ودوما.
فالواقع الأليم الذي لا يُراد النظر إليه , أن الدول المستقوية بالآخرين مستعبدة , محتلة فاقدة الإرادة والقدرة على تقرير المصير , لأنها محكومة بآليات الإستقواء والإستحواذ والخنوع لولي قدرتها وحامي سلطتها وكرسيها العتيد.
فهل ستستيقظ الحكومات وتتعلم الإستقواء بالشعب وتؤمن بذاتها وموضوعها وحريتها وسيادتها؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/19



كتابة تعليق لموضوع : مَن إستقوى بغيره يشقى بخيره!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net