صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الرئيس الأمريكي ترامب والعرب
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بعيدا عن شخصية الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب) المثيرة للجدل والذي شكل فوزه في الأنتخابات مفاجأة لدى الكثيرين بسبب من تصريحاته الغريبة! التي لم يعتد عليها ليس المواطن الأمريكي حسب بل كل من تابع خطاباته ولقاءاته وتصرفاته من العالم أجمع.
 نقول من الصعب الحكم على الرئيس (ترامب) على ضوء خطاباته وتصريحاته أثناء فترته الأنتخابية، فالخطاب الأنتخابي شيء وما تفرضه المستجدات والمتغيرات السياسية على الساحة الدولية شيء آخر.
 ولكن يبقى رؤوساء وزعماء العالم وسياسييهم أكثر صدقية من عموم الزعماء والقادة العرب وكل سياسييهم المجبولين على الكذب وخداع شعوبهم وتحديدا حكام العراق بعد 2003  وقادته وزعمائه السياسيين!،
 فالرئيس الأمريكي أن لم يستطع تنفيذ كل ما وعد به الناخبين،لأسباب قد تخرج عن ارادته فهو يحقق اكثر من 70% من وعوده الأنتخابية!،والفرد الأمريكي يعرف تماما بأن السياسة الدولية والمصالح الأقتصادية والقومية العليا قد تؤخر هذا الوعد وتنفذ ذلك، المهم أنه بالتالي يصب في صالح أمريكا وشعبها.
 والمعروف أن الشيء المهم لدى كل رئيس أمريكي جديد هو رضا أسرائيل عنه!فبقائه ونجاحه من رضاها وحتى من أنتخابه لمرة ثانية!، ولذا يحرص كل رئيس أمريكي على كيفية أرضاء أسرائيل،حيث يعتبر أمنها وقوتها وتفوقها خط أحمر لا يجوز المساس به! ويحرصون كل الحرص في كيفية الحفاظ عليه.
 صحيح أن أمريكا هي لا زالت زعيمة العالم أقتصاديا وعسكريا، ولكن يبقى اللوبي الصهيوني والمنظمات الصهيونية العالمية هي من تدير كل مجريات وأحداث العالم السياسية منها والأقتصادية والمالية من خلف أكثر من ستار وستار!، وهذه حقيقة لربما يعرفها الكثيرون.
 وقد تداولت مواقع التواصل الأجتماعي أحدى خطابات الرئيس الأمريكي (ترامب) قبل أنتخابه وهو يحيي ويمجد أسرائيل ويعدها بكل الخير والأمن والأمان والسلام!،و لربما فات من شاهدوا ذلك بأن المنصة التي كان يلقي منها خطابه مكتوب عليها كلمة (أيباك)!، وهذه أسم لأكبر منظمة صهيونية تدير السياسة في كل هذا العالم!.
 وبالوقت الذي كان (ترامب) يطمئن أسرائيل ويوعدها بمزيد من الخير وبأنها ستبقى المدللة والحليفة الأقرب لأمريكا ولم تستطع لا السعودية ولا قطرولا أية دولة خليجية منافستها على ذلك! مهما تنازلوا وأنبطحوا وبوسوا الأرجل قبل الأيادي!.
 نعود للقول فهو بالوقت الذي كان يطمئن اسرائيل كان يتوعد العرب وتحديدا دول الخليج بالويل والثبور وبأنه سينتقم منهم شر انتقام! وخاصة السعودية التي يعتبرها بؤرة الأرهاب! والكويت التي يطالبها بأن تعطي نصف نفطها لأمريكا لأنها هي من حررتها من غزو الرئيس العراقي السابق صدام!!,
 فهو يعتبر السعودية مركز التطرف الأسلامي والذي شجعه على ذلك هو قرار (الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي) الأخير الذي أدان السعودية واعتبرها هي المسؤولة عن احداث سبتمبر 2001 حادثة تفجير برجي التجارة الأمريكي بأعتبار ان (11) شخص من اصل (15) من نفذوا الهجوم هم كانوا سعوديون! وعلى السعودية ان تدفع تعويضات لأكثر من 3000 امريكي قتلوا جراء العملية الأنتحارية!!.
 الذي نريد قوله هو أن الساحة العربية والخليجية تحديدا تبقى الملعب الرئيسي لكل رئيس أمريكي جديد فهذه المنطقة كانت ولا زالت تمثل أحدى أهم نقاط الصراع القوية في العالم بين الدول الكبرى،
ليس لكونها تمثل المخزون الستراتيجي النفطي العالمي حسب ولكن لوجود قوتين متصارعتين فكريا ومذهبيا وأقتصاديا وهي السعودية وأيران وخاصة بعد بروز وتنامي أيران كقوة أقليمية يحسب لها ألف حساب وتحديدا بعد أن تأكدت أمريكا والعالم بأنها امتلكت كل الأدوات والتقنيات العلمية لصناعة القنبلة النووية وهذا من شأنه أن يؤدي الى الأخلال في موازين القوة في المنطقة!، والذي ادى بالتالي  الى عقد الأتفاق النووي معها!.
 فوصول أيران الى هذا المستوى القريب من صناعة القنبلة النووية زاد من خطورة والتهاب وسخونة منطقة الخليج أكثر من ذي قبل لا سيما وأن ايران تعيش صراعا طائفيا مع السعودية!وهذا لم يعد خافيا على أحد، فمثلما تعتبر السعودية نفسها مسؤولة عن الدفاع عن المذهب الحنفي وعن كل شخص (سني) بالعالم!
 بالمقابل ترى أيران نفسها مسؤولة عن كل شيعي بالعالم! والحقيقة هو أن شيعة المسلمين وسنتهم براء من أيران والسعودية لكونهم هم المسؤولين عن التطرف الديني وكل المغالاة والتشدد!!. (وهنا لا بد من الأشارة بأن بعض المحللين ذهب الى القول بأنه في حال حدوث حرب عالمية ثالثة فأنها ستنشب من منطقة الخليج!!؟). ومن وجهة النظر الشخصية أرى ان الرئيس الأمريكي (ترامب) سيسير على نفس نهج من سبقه من الرؤوساء الأمريكان بصب المزيد من الزيت على مناطق الحرائق في المنطقة العربية والخليجية تحديدا! ولا يتوقع منه أن يقوم بدور أطفائي للمناطق الملتهبة في دول الخليج وباقي الدول العربية، بل الى دفع العرب وكافة الشعوب الأسلامية الى مزيد من الصراع الطائفي!،
 ما دام ذلك يصب في أمن أسرائيل خاصة وأن سياسة من سبقوه من الرؤوساء الأمريكان أستطاعت ان تحول الصراع العربي الأسرائيلي التاريخي الى صراع عربي عربي اسلامي اسلامي! وهذا هو المطلوب،
 لا سيما وأن دول الخليج وتحديدا السعودية بقدر ما تعتبرها أمريكا بقرتها الحلوب! وتستطيع ان تبتزهم بشتى الطرق، فأنهم لا زالوا يمثلون القطع الشطرنجية الجاهزة بيد أمريكا لتلعب بها في صراعها مع كل اعدائها!.
 اما فيما يخص العراق والذي يعتبر أحد أهم محاور وأماكن الصراع الأمريكي فأمره متروك بيد امريكا وأيران ومدى أتفاق مصالحهما القومية العليا، لا سيما بعد أن سلمت أمريكا العراق على طبق من ذهب لأيران!! بعد سقوط النظام السابق في 2003، حتى أن أيران تعتبر العراق  ضيعة تابعة لها!، وهذا ما جاء على لسان اكثر من مسؤول أيراني!.
 أخيرا نقول: الله المستعان على ما سيفعله الرئيس الأمريكي (ترامب) بالدول العربية وبالعراق تحديدا!.  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/21



كتابة تعليق لموضوع : الرئيس الأمريكي ترامب والعرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net