صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

شموسُ الصحافة العراقية
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للهِ درِكَ .. زميلي

طُفتُ بثراك

وخلدتُ اليومَ بذكراك

فَمَن للضحيةِ أن يُواسَيها

ومن للشموعِ أن يوقدَها

قلمك يظل يبكي

يوماً طافت روُحُكَ

في ليلٍ اسلمَ مفاتِيحهُ لصائدِ

الكلام ..

كي يصيدَ لك

طريقاً خُضب بالدمِ ...

ذرفتُ عليكَ دمعي

وبللتُ أوراقا كادت

تطيرُ مع اشيائِك ،

الذاهبةُ نحو الأفق ...

حين اوقدتُ لكَ في حَدقتي

نبضاً لأحبائك

الضاحكينَ في ليلٍ

كالصبحِ،

كُدتُ اجهشُ ببكاءٍ

أنقَذتهُ صيحةُ طفلٍ

كانَ يصلي

في قُداسِ الحبِ ..

إنها جنةٌ اختارها الله

لأنكَ متَ شهيداً

ستمضي بعدها نحو

أعالي ،

أدركتها بحلِمك ..

كانت كالشموسِ حينَ تضيُء

ليالٍ جثمت حِلكتِها

على أنفاسِنا ..

زميلي وأخي .. لكَ الريحُ حينَ

تمضي

وحينَ تغدو ..

يا رب .. أدرُك من صاحَ

وأدرك من لهفَ نحوَك

أنهم يجيئونَ بقلوبٍ

أضحت أكثرَ بياضاً

فيا أخي الماضي في

ساحات الوغى

أطلقُ لمخيلتي

عنانَ الكلام .. لأني

سأكتبُ عنك

كلاماً لم اقله قبلك ..

لله درك .. زميلي

 

والفجر أقسم ..  تعانقت أرواحنا مع أرواحكم كما تعانقت روح النبي محمد المصطفي ( ص ) وروح أخيه عيسى المسيح عليه السلام  .. والفجر احتضنت الشمس عوائل شهداء الوطن والوجدان .. والفجر كانت منازلتكم علنية مع أرباب الإرهاب والقتلة .. والفجر تواجدتم في الميادين سلاحكم القلم والكلمة والكاميرا .. ونازلتم العدو في ساحة مكشوفة  وبقلوب طيبة وشجاعة لا تعرف الخوف والتردد ..والفجر اقسم استيقظتم يطرز يومكم رضاء الله .. هنيئا لنفوسكم التي تعطرت ببركات الرحمن .. وهنيئا لوجوهكم التي توضأت بمياه دجلة الوهاج .. والفجر تنشق عن يقظة الكون يقظة الروح .. والفجر تتناغم مع أصدائه تهاليلكم .. ولم أرى ولا أجد ولن استذوق أحلى وأجمل من الحديث معكم ..

 أخي الشهيد أينما تكون .. في بغداد و الموصل و دهوك و البصرة والرمادي و ديالى و تكريت و بابل و واسط و الديوانية و المثنى و ميسان و النجف الاشرف و كربلاء المقدسة و سامراء و اربيل و السليمانية و كركوك و ذي قار .

   أخي وزميلي شهيد الصحافة العراقية  أينما ارتفع نداء السماء ..هذه روحي تحملها أمواج الأوراق البيضاء .. تحملها عبر المسافات الشاسعة .. قلمي , صوتي ,  يخاطبك يناجيك يناديك  يجد في همه همك , وفي معاناته معاناتك يناديك وجرحه وجرحك جرحا واحد , وان اليد التي جنت عليك هي اليد التي جنت علي ,  إنها يد الإرهاب الأسود ويد القتلة الخبيثة التي سلبت منا هدوءنا وراحتنا وتآخينا ومحبتنا وسلامنا واطمئنانا , وانتهكت حريتنا , وغلت إرادتنا .. إنها يد فرعون منذ عهد موسى عليه السلام ,   ويد السحرة منذ عهد المسيح عليه السلام .. ويد قريش منذ زمن محمد ( ص ) ويد يزيد منذ عهد الحسين عليه السلام .. فرعون القديم تطاول على الله ,  وقتلة العصر تطاولوا على الله والإنسان .. وأنا وأنت نشرب من الكأس المسمومة لهؤلاء جميعا  .

وليسمع من له أذنان سامعتان , إن كل من كان وما يزال  يقف ووقف حائلا ومعترضا على تشريع قانون حماية الصحفيين لا يعدو سوى متنكرا وناكرا للشهداء الأبرار ولعوائلهم التي تعيش بتعاسة وتجاهل.. فهل هذا الاعتراض ينطوي على تقيم وتثمين لدور الشهداء ..!؟ وهل هذا التباكي  ينم عن التزام بتنفيذ حقوق الشهداء..!؟   الذين بدمائهم بقي ويبقى العراق شامخا عاليا محصنا ,  ودماء الشهداء قناديل المسيرة وأنهم رصيد الأمة المدخر ,  وأنهم فرسان المنازلات والبطولات وأئمة الخلود والتخليد ,  فهل أن تحركاتكم واجتماعاتكم ومحافلكم وسعيكم من اجل إلغاء قرار البرلمان يمكن السكوت عليه ..!؟ إن من ينسى الشهداء أو يتناساهم ولا ينهال عليهم باليمني والرعاية والعطاء فانه لا يمت للوطن بصلة ولا يلتزم بأدنى الواجبات التي ينهض بها اتجاه الشهداء المخلدين وعوائلهم التي تعاني شغف العيش وتعاسة الحياة .

 فا أيها المعترضون إذ لم تحرصوا على اشرف واخلد ما في الوجود فعلى من تحرصون ..؟  وعلى من تدافعون ..؟  ومن اجل من تجاهدون وتعملون وتكتبون ..؟ فلو كانت في القانون فقط .. ((المادة – 11- اولاً: يمنح ورثة كل من يستشهد من الصحفيين (من غير الموظفين) أثناء تأدية واجبه أو بسببه راتباً تقاعدياً مقداره (750) ألف دينار عدا ما يمنح للشهداء الآخرين من الامتيازات.ثانياً: يمنح الصحفيون (من غير الموظفين) الذين يتعرضون إلى إصابة تكون نسبة العجز (50%) بالمائة فأكثر أثناء تأديته واجبه أو بسببه راتباً تقاعدياً مقداره (500) ألف دينار.ثالثاً: يمنح للصحفي من غير الموظفين الذي يتعرض إلى إصابة تكون فيها نسبة العجز (30%) بالمائة فأكثر أثناء تأدية واجبه أو بسببه راتباً تقاعدياً مقداره (250) ألف دينار.رابعاً: يسري حكم الفقرات أعلاه على حالات الاستشهاد والإصابة بعد تاريخ 9/4/2003.

لكفى نقابة الصحفيين العراقيين ونقيبها المثابر مؤيد اللامي  فخرا وعزا بإقرار هذا القانون . فيا أيها المعترضون هل تعترضون على قانون أولى رعاية وعناية واحتضان لعوائل الشهداء الذين حالاتهم وظروفهم تستدر كل الحب والعطف والتعاطف والتفاني من اجل خلق حياة حرة كريمة لهم وضمان لمستقبلهم المجهول في هذا الطوفان من الإهمال والنسيان .

إن من لم  تسعده فرحة إقرار القانون  فلا ينسى بان القانون سيحقق لعوائل زملائه الشهداء المضحين حياة كريمة وراتبا يعينهم على الدنيا   , فإذا كنتم تحبون الشهداء وعوائلهم فالواجب الوطني والمهني والديني والإنساني يفرض عليكم أن تعملوا كل ما بوسعكم من اجل إسعاد عوائل الشهداء أكثر وأكثر ,  لأنهم قد فقدوا الوالد والأخ والشقيق وكانوا مظلة ووقاية لعوائلهم من كل ضيق وقهر وفقر وضياع .. إنني ألح وبصوت جهير أن تخرس كل الألسن لأنها ونحن وكلنا في الدرجة المتدنية والأدنى منهم _ الشهداء وعوائلهم -  لأنهم ضحوا بحياتهم و وهبوا لنا الحياة , فهل يكون جزائهم هي الاعتراضات الغارقة بالتنكر والإنكار لتضحياتهم العملاقة وشهادتهم المخلدة فالواجب يحتم وعلى الجميع أن يجعلوا حقوق الشهداء فوق كل المهمات والمهام وإنقاذ عوائلهم مما يعانون ويكابدون ,  وهذه هي مهمة كل صحفي وإعلامي وكاتب  قبل غيره من المواطنين لأنهم – شهداء الصحافة العراقية -  زملاء المهنة ورفاق الدرب الطويل وإنهم قد رحلوا من بيننا ومنحوا لنا الكرامة والحياة .

 

مدير مركز الإعلام الحر

majidalkabi@yahoo.co.uk

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/14



كتابة تعليق لموضوع : شموسُ الصحافة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net