صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

سَكبتَ الذكرياتَ على هواها!!
د . صادق السامرائي
سَكبْتَ الذكرياتَ على هَواها
وألقيتَ الزمانَ على رُباها
 
أعَدْتَ لنا صِبانا حِينَ كنّا
نُسابقُ لحظةً وَهبتْ شذاها
 
وأوْلعْتَ المشاعرَ فاسْتقادتْ
تُقلّبها على سُجُرٍ يَداها
 
فمِنْ وَطنٍ يُبادلنا اشْتياقا
إلى دولٍ تُداولنا رُؤاها
 
وتأخذنا لمَهْجرنا حَيارى
وتجْمعنا إذا شاءتْ سُعاها
 
رأيتكَ بعدَ عُمْرٍ واعْتمارٍ
فتاهَ الفكرُ أوْ وَردَ المَتاها
 
تداعى الإسمُ والرَسمُ المُعنّى
بذاكرةٍ يُنازعُها نُهاها
 
ويوقظها منَ النسيانِ  هَمْسٌ
يُعالجها , يُزعزعُ مُحْتواها
 
فبعْدَ كلامِنا غِبنا بصَمْتٍ
يُسائلُ لحظةً عمّا اعْتراها
 
فعُدْنا نحوَ أيامٍ خَوالٍ
بمدرسةٍ هيَ الأولى فِداها
 
تعلّمْنا بساحَتها ودُمْنا
نطاردُ حالةً وَضعتْ سَداها
 
أساتذةٌ منَ التأريخِ جاؤوا
بأخْلاقٍ تؤازِرها عُلاها
 
فكنّا صُنوَ باقاتِ انْطلاقٍ
يُواعِدها بأحلامٍ مُناها
بِنا الْطاقاتُ واعدةٌ بشأنٍ
تُحشّدها بأعماقٍ قِواها
 
مَشينا في حَواضِرها سُكارى
بأفكارٍ يُجدّدها صِباها
 
تُفرّقُنا الحوادثُ ما اسْتطاعَتْ
وتجْمَعنا النوائبُ في حِماها
 
أ حازمُ كيفَ دارتْ واسْتدارتْ
وما هَدأتْ وما تعِبَتْ رَحاها؟
 
فأرْدَتنا بواقعةٍ وأخرى
تُمزّقنا وتأسِرُنا دُماها
 
تهاوى في مَواجعها "صَفاءٌ"
وأصْفيةٌ وما انْطفأتْ جُذاها
 
"دَبَليو" هلْ , مِنَ الْمَحمودِ جاءتْ
تنبّهُ ماجدا غَفِلَ انْتباها؟
 
فيَحْسِبُها مِنْ العُدوانِ هَبّتْ
شتيمَةُ مازحٍ جازتْ خُطاها
 
طريْفةُ جيلها حُفِظتْ ودامَتْ
تخبّرنا بما فَعلتْ ألاها
 
أ عاشوا العمرَ في وَدَعِ اقْترابٍ
وقدْ عِشنا يُفرّقنا نَواها
 
تُداولنا السنونُ كما أرادتْ
ويَجْرفنا بأنهارٍ رَداها
 
أ هذا الجيلُ مُرْتهنٌ بجيلٍ
فأوْردهٌ عَقابيلا وآها؟!
 
مَساوئ ذاتِها في ذاتِ جَمْعٍ
تُسخّرها وتُعْلمُها اتّجاها
 
وإنْ هَجَعَتْ شعوبٌ اسْتخارتْ
وأوْهتها النّواكبُ في حِماها
 
هيَ الأيامُ تجْمَعُنا وتأبى
شتاتَ وجودِنا مهما تداهى
 
تَلاقينا بشارقةٍ أجادتْ
بمعْرضها فأهْدتنا رَجاها
 
ألا فعلتْ بنا الأيّامُ فِعْلا
يُبعثرنا فهلْ قتلتْ أباها؟
 
وكمْ أممٍ تداعتْ واسْتهانتْ
إذا اسْتدْعَتْ إلى عَونٍ عِداها
 
فمَنْ طلبَ الأعاديَ مُسْتجيرا
أصابتهُ النوازلُ أوْ  دَعاها
 
كذا الأعوامُ تكتبنا بماءٍ
ويَهْدُرنا على رَملٍ حَصاها
 
وتَحْشُدنا بذاكرةٍ تناءتْ
فتوْهِمُنا وما حَضرتْ أناها
 
ستأخذُنا إلى بَدءٍ بَعيدٍ
ليقضِمُنا بأسنانٍ ثراها
 
هيَ الأجيالُ تيارُ انْدفاقٍ
وأمواجٌ إذا ظهرتْ مَحاها
 
ومَنْ رَكِبَ الزمانَ بلا مَتاعٍ
بخائبةٍ وساجرةٍ تماهى
 
مساوؤها من التغفيل جاءتْ
وكلّ عقيدةٍ فضَحّتْ شَراها!!
 
فهلْ سُرّتْ بنا ورَعتْ سرورا
مَدينةُ مَولدٍ فقدتْ ضُحاها؟!!
 
د-صادق السامرائي
2\11\2016
الشارقة
* مهداة إلى الأخ حازم محمود عرب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/22



كتابة تعليق لموضوع : سَكبتَ الذكرياتَ على هواها!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net