لنكسر الصمت
فرح عدنان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إرهاب داعش أصبح عالميًا، لأنه تعدى كل مقاييس الوحشية من تفجيرات واختطاف وقتل واغتصاب، ليس في العراق فحسب، وإنما إرهابه طال معظم الدول العربية والأجنبية، إلى أن اتفقت جميع الدول على أن داعش خطر على العالم بأكمله وجب التخلص منه.

معركة الموصل الآن، العيون كلها مترقبة عليها، وماذا سيحدث بعد المعركة؟ وهل ستكون معركة الموصل هي نهاية داعش في العراق؟

لنقف عند السؤال الأخير، الإرهاب له عدة أشكال وداعش هو صورة من صوره، الذي لم يسكت العراق والعالم بأكمله عن إرهابه ومحاربته بشتى الطرق، فكريًا قبل كل شيء، لكن هنالك أشياء أخرى في مجتمعي وبقية المجتمعات العربية تحديدًا، صحيح يتم الحديث عنها بين الحين والآخر، ونبدأ في طرح القضايا والملفات، لكن تبقى دوائر الصمت والسكوت تحوم حولها، أليس اغتصاب المرأة أو الطفل (ذكرًا أم أنثى)، أو اغتصاب الرجل من شخص ليس داعشًيا هو نوع من أنواع الإرهاب؟!، أليس زنا المحارم هو نوع من أنواع الإرهاب؟!، والتحرش الجنسي واستغلال المرأة هو نوع من أنواع الإرهاب؟!، أليس انتشار البطالة بين فئة الشباب، ومحاربة الكفاءات هو نوع من أنواع الإرهاب؟!، وبعض العقول التي تدعو إلى الطائفية والتفرقة هو نوع من أنواع الإرهاب؟!، والفساد المستشري هو نوع من أنواع الإرهاب؟!، ولا ننسى بعض العادات والتقاليد المجتمعية والعشائرية المنافية للدين الإسلامي دين التسامح والتعايش السلمي والحافظ على حقوق المرأة قبل الرجل، تنتهك مجتمعاتنا، أليس كل ذلك وجب كسر الصمت عنه للتخلص منها، وووو....والقائمة تطول.

مثلما العراق والعالم حارب إرهاب داعش، وكسر الصمت عن جرائمه البشعة، لنكسر الصمت عن الجرائم الأخرى التي لا تقل خطورة عن إرهاب داعش بشيء، ولنبدأ أولًا بمحاربة الفقر بشتى الوسائل؛ لأنه سيولد أشخاصًا تضطرهم الحياة إلى الانجرار للجريمة والقتل والسرقة والاغتصاب...الخ، وربما يُكونون جماعات صغيرة فيما بينهم، لا تختلف عن جماعات داعش بشيء، أو ينضمون إلى جماعات إرهابية يجرونهم إلى التهلكة والخراب.

لنكسر الصمت عن هذه الجرائم ونحاربها، فكريًا قبل كل شيء، ونحاربها عربيًا وعالميًا مثلما نحارب داعش؛ لأنها لا تقل عن جرائمه بشيء، وفي بلدي العراق أطالب الجهات المعنية، وكل جهة تستطيع المساعدة بمحاربة الفقر أولاَ بكل الوسائل الحديثة، لا سيما، بعد التخلص من داعش نهائيًا؛ لأن الفقر سيولد البطالة، والاغتصاب، والتحرش الجنسي، والسرقة وووو...والقائمة تطول.

 

الموضوع السابق إسرائيل ماضية في تهويد القدس أين أنتم أيها العرب ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat