صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

المرجعية الدينية العليا تقطع نزاع القوم فيمن حفظ العراق والشرق الأوسط من خطر داعش..وتنصف العراقيين وتصفهم بأنهم: (شعبٌ أصيل وواثقٌ من نفسه ومحافظٌ على هويّته)
جسام محمد السعيدي
 لا زالت المرجعية الدينية العليا تدافع عن قاعدة الاسلام الحقيقي، ورائدي نشره في العالم طوال الـ 14 قرناً الماضية، وشعب عاصمته المهدوية.. شعب العراق.
ولذا نراها بين الفينة والأخرى، تتحين الفرص لإيضاح ما التبس فهمه على البعض، بسبب تزوير المؤرخين ودس المغرضين، وحسد الحاسدين، من الأعداء والحاقدين والإخوة !!!
وخلال موسم الأربعين المبارك هذا العام، أطلت علينا عدة مرات بهذا الصدد، سنذكرها وفق نقاط:
 
1. كان أولها هو تذكير الزائرين الماشين في طريق الإمام الحسين عليه السلام، بأبطالنا المقاتلين في الجبهات من الجيش والشرطة والمتطوعين، حيث قالت المرجعية الدينية العليا على لسان وكيلها العلامة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (10صفر الخير 1438هـ) الموافق لـ(11تشرين الثاني 2016م) ما نصه:
 
"على الإخوة الزائرين الكرام أن لا ينسوا مَنْ له فضلٌ علينا وعلى العراق جميعاً بل على المنطقة وهم الأبطال من المتطوّعين والقوّات الأمنيّة والشرطة الاتّحادية وطيران الجيش الذين يُقاتلون الآن ويخوضون المعارك تلو المعارك ضدّ داعش، فهم الأعزّ والأنبل والأسخى ولولا دماؤهم الزكيّة ووقفتهم الأبيّة ومرابطتهم القويّة ما تمكّنّا من أن نمارس حياتنا الطبيعيّة ونحظى بشرف الزيارة للأئمّة الأطهار".
 
وقد شرح العلامة السيد الصافي هذه الفقرة قائلاً:
 
" لولا فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا ولولا دماء هؤلاء الأعزّة وصمودهم وجهادهم المتواصل لَعَلِمَ الله تعالى أيّ مصير كان ينتظر العراق وغير العراق، اذكروهم بالدّعاء وأنتم تقصدون معلّمهم الأوّل الإمام الحسين(عليه السلام)، نَصَرهم الله تعالى نصراً عزيزاً وأركس عدوّهم على رأسه في هاويةٍ لا ينهض بعدها أبداً".
 
والـ (لولا) هنا حصرت سبب النصر وانقاذ العراق والشرق الأوسط بل العالم (بعبارته: وغير العراق)، بشيئين لا ثلاثة!!! انهما (الفتوى) و(استجابة العراقيين لها)، ومن الواضح ان السيد الصافي أضاف التوضيح رداً على تشويه التأريخ والحاضر من قبل البعض الذي يضيف شيئاً ثالثاً!!! ولم يكن هذا التوضيح اعتباطاً.
 
وهنا أؤكد:
 
الذي شرح كلام المرجعية الدينية العليا هو وكيلها في العراق، العلامة السيد أحمد الصافي، وليس كاتب المقال التالي قبل أكثر من 8 أشهر، الذي طالما ذكر ذلك مستنداً لكلام المرجعية الدينية العليا نفسه، ورفض كلامه البعض، رغم ان الدليل بل الأدلة عليه واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!!:
 
هل تحققت بعض تحذيرات المرجعية بشان تزييف التأريخ؟! 
من حقق النصر ودفع خطر داعش عن العراق والمنطقة...؟
اللغز المحيّر!!!
 
ثم عادت المرجعية الدينية العليا في خطبتها الأخيرة من صلاة الجمعة (24صفر 1438هـ) الموافق لـ(25تشرين الثاني 2016م) بإمامة العلامة السيد أحمد الصافي، لتتمنى أن تكون مع المقاتلين في الجبهات، لتنال شرف ما نالوا من القتال وثواب من الزائرين الذين أشركوهم في زيارتهم التي حرموا منها:
 
" إنّ الإخوة الأعزّاء الذين يُقاتلون الآن ويُرابطون في سوح القتال كانوا قبل ذلك –أكثرُهم- يُشاركون إخوانهم في هذه الزيارة، وهم الآن في وضعٍ آخر إذ يدافعون عن البلاد والعباد ضدّ الطغمة الإرهابيّة المسمّاة بـ"داعش"، وقد استفادوا من بركات هذه الزيارة الشيء الكثير، فأفاضت عليهم هذه الزيارة روحَ الشجاعة والبسالة والإقدام فحماهم الله تعالى وسدّد رميتهم ونصرهم على عدوّهم، فهم وإنْ حُرِموا من الزيارة بأبدانهم ولكن نالوا من الثواب ما هو أعظم من ذلك، بالإضافة الى أنّ كثيراً من الزائرين الكرام أشركوهم في ثواب زيارتهم فنالوا أجراً مضاعفاً، فيا ليتنا كنّا معهم".
 
2. أهتمت المرجعية الدينية العليا في خطبها لشهر صفر بمدح العراقيين ورفع غبار الظلم والاتهام الذي ظل يلاحقهم طوال التأريخ، فبينت نبيل صفاتهم التي تميزهم عن باقي الشعوب، فقالت في خطبتها (10صفر الخير 1438هـ) الموافق لـ(11تشرين الثاني 2016م) ما نصه:
 
" إنّنا نثمّن ونُبارك هذا الجهد الكثير والكبير من الإخوة الأعزّاء أصحاب المواكب المنتشرين على طول المسافة، الذين ما زالوا يبذلون الأكل والشرب والفراش ويفتحون مضائفهم ومواكبهم للمبيت، ويخدمون الزائرين بهذه الطريقة الجليلة التي تعجز الكلمات عن وصفها، فهم أهل الكرم والجود والحميّة والسخاء".
 
ثم عادت في خطبتها ليوم الجمعة (17صفر 1438هـ) الموافق لـ(18تشرين الثاني 2016م) بإمامة ممثلها العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي لتقول بحق العراقيين: 
 
"لقد أثبتم بما قمتم به صدق استعدادكم للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل حفظ مبادئ النهضة الحسينيّة التي مثّلت جوهر الإسلام وحقيقة الدعوة المحمديّة، مثلما كان لعظيم بذلكم وعطائكم في الخدمة والإطعام والمأوى ما أبرز جودكم وكرمكم بأبهى صورةٍ لم تكن تخطر ببال الكثيرين، وزاد ذلك بهاءً وجمالاً طيب المعاشرة والتخلّق بحسن الصحبة فيما بينكم ما مثّل صدق الأخوّة والولاء الذي يجمعكم صغاراً وكباراً ورجالاً ونساءً".
 
وقد يتساءل البعض، ربما تقصد المرجعية جميع المواكب حتى غير العراقية، باعتبار إن من بين المواكب البالغة 28,950 يوجد 66 موكباً عربياً وأجنبياً، كما موضح في الخبر التالي:
 
 
والجواب على ذلك بسيط، يتلخص فيما يلي:
 
لا شك أن غير العراقيين مشكورين مثابين، لكن سياق الكلام يخص العراقيين في الخطبة لأن الفقرة التي تليها تتكلم عن الضيوف الأجانب والعرب، وذلك بالنسبة للخطبة أعلاه، أما الخطبة التي قبلها فهي تأتي لتتحدث عن الهوية العامة للمواكب، فهي بأغلبها الساحق عراقي، ويبلغ ما عداه ما نسبته وفق التصريح الرسمي أعلاه هو (0.23%) من مجموع المواكب، ومن غير الممكن أن يأتي الكلام على هذع النسبة أيضاً!!!.
 
كما جاء في الخطبة الثانية للمرجعية الدينية العليا من صلاة الجمعة (24صفر 1438هـ) الموافق لـ(25تشرين الثاني 2016م)، على لسان العلامة السيد أحمد الصافي، اوصاف والتفاتات لطيفة بحق الشعب العراقي: 
 
أ‌. وصفت الشعب العراقي بـ (النبيل) وعزت إليه إنجاح الزيارة، بقولها :
" إنّ الشعب العراقيّ النبيل - كما عوّدنا- قد بذل كلّ ما بوسعه في سبيل إنجاح هذه الزيارة".
 
ب‌. الإشارة لمعاناة العراقيين وصبرهم وتناسي المعاناة من قبلهم رعاية لإنجاح الزيارة، فقالت:
 
" فرغم كلّ معاناته وآلامه لكنّه تناساها وتغافل عنها مسطّراً بذلك تاريخاً مشرّفاً يُضاف الى سجلّ تاريخه، فما أجوده وما أسخاه وما أصبره، فهو شعبٌ معطاءٌ ومضيافٌ ومجاهدٌ".
 
ت‌. وصفت المرجعية، الشعب العراقي، بأنه نادر في خدمته بهذه الصورة، حيث قالت:
 
"يندر أن نجد شعباً يسعى كلّ أبنائه شيوخاً وشباباً ونساءً في فترةٍ زمنيةٍ قد تصل الى العشرين يوماً لخدمة بعضهم بعضاً وخدمة ضيوفه من خارج العراق بسخاءٍ لا يوصف".
 
ث‌. وصفت المرجعية تنظيم الزيارة من قبل العراقيين بالدقة التي يصعب تنظيمها من قبل الدول المتقدمة، فقالت:
" مع الدقّة في تنظيم هذه الأمور التي قد يصعب تنظيمُها حتى في الدول المتقدّمة من هذه الجهة، مع ملاحظة أنّ العبء كان ثقيلاً جدّاً لكنّ الجميع تحمّلوه برحابة صدر".
 
ج‌. أشادت بالقوى الأمنية والحكومية المعنية العراقية، فقالت:
" لذلك لابُدّ من أن نشكر من ساهم في إنجاح الزيارة بصورةٍ أفضل ممّا كان من الأعوام الماضية، ولا سيّما عناصر الشرطة وسائر الإخوة الذين تكفّلوا بحفظ الأمن فقد أدّوا واجبهم على أحسن وجه وكذلك الجهات الحكوميّة المختلفة".
 
ح‌. ولم تنس العمود الفقري للخدمات فقالت:
" وأمّا أصحاب مواكب الخدمة فكان دورُهم هو الأبرز في إنجاح الزيارة فجزاهم الله جميعاً أفضلَ جزاء المحسنين".
 
خ‌. ووضعت أصبعها على جرح العراقيين النازف منذ 14 قرنا، فردت على من يروج الإشاعات على العراقيين في الحاضر، كصحيفة الشرق الأوسط السعودية، وفي الماضي، حين يتهم المؤرخون العراقيين بأنهم من قتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام!!!، وما روجت له بعض الأعمال الفنية في الحاضر أيضاً للاسف، حيث قالت المرجعية الدينية العليا:
 
" إنّ هذا الشعب هو أرفع وأسمى وأمنع من أن تناله إشاعةٌ هنا أو أكذوبةٌ هناك، فهو شعبٌ أصيل وواثقٌ من نفسه ومحافظٌ على هويّته".
 
وقد فصلنا في كتابنا التالي حجم الأكذوبة التي روج لها المؤرخون وبعض الأعمال الفنية وبعض الخطباء جهلاً أو عمداً، طوال قرون خلت، بشأن اتهام العراقيين خصوصاً، والشيعة عموماً بارتكاب هذه الفاجعة، وسقنا الأدلة العلمية ومن مصادرها وقول المعصومين عليهم السلام، لنفند كل ذلك: هنا 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/27



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية الدينية العليا تقطع نزاع القوم فيمن حفظ العراق والشرق الأوسط من خطر داعش..وتنصف العراقيين وتصفهم بأنهم: (شعبٌ أصيل وواثقٌ من نفسه ومحافظٌ على هويّته)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net