جمعة العتّاك و (ليش ليش ياجارة)
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد عودتنا القنوات, الفضائية العربية دون إستثناء أن ننتظر طيلة العام برامج شهر رمضان المبارك وبشوق, وذلك لما يتمييز به هذا الشهر من قدسية ومكانة عظيمة في نفوسنا,بأعتباره شهر الخير والكرم والرحمة والغفران, ولكن وللأسف الشديد, فقد إنحرفت اغلب القنوات إن لم نقل جميعها عن الطريق السوي, فباتت تتنافس في عرض بضاعتها المتهرئة, والمبتذلة في هذا الشهر المبارك , ياتُرى هل ان مايحدث الآن هو عن طريق الصدفة,ام انه أمر مقصود, لخلق مجتمع تافه, وشباب, لايملك قيم وأخلاق ترفعه كي يحارب الأحتلال الداخلي المتمثل بالحكام الظالمين, والأحتلال الخارجي المتمثل,بالقوى الاجنبية, العظمى بقيادة أميركا اللعينة.
أثار حزني وأنا أشاهد برامج قناة الشرقية التي باتت سمتها المميّزة مسلسلات التهريج والعبث التي لاتهدف الى أدنى قيمة فنية, ولاترقى لأية ذائقة أدبية , إبتداءاً من وجوه الشخصيات التي أستولت على عرش التمثيل فأستلمت أدوار البطولة المزمنة,ووصولاً, للموضوع المطروح الذي لايهدف لقضية معينة.
ها انني أتابع مسلسل كارتوني تحت عنوان (جمعة العتاك)يبدو لي أن عنوانه يكفي فجمعة العتّاك موجود على اليو تيوب وأشتهر كثيراً, وهذا معروف للجميع ان الأحتلال يُولد تلك الطبقات المبتذلة في المجتمع, ويقضي على الطبقات المثقفة والتي تساعد في توعية الشعوب.
سأحكي لكم قليلاً عن احدى حلقات هذا المسلسل, تظهر شخصية جمعة على شكل كاركاتيري, من خلال فلم كارتوني, الذي نعلمه ان الكاركاتير وُجِد لأضحاك الآخرين, وليس للأستهانة أو الأستهزاء بالأعمال الفنية القديمة, التي كانت تمثل حقبة زمنية زاهية من تأريخ العراق,, يحاول جمعة أن يطربنا بكلمات تافهة تُسيءُ للذوق العام وهو يقول
(ليش, ليش ياجارة متورثين الجيكارة,ماعندي اني جداحة ومتورثين الجيكارة,
تجيبه المطربة دالي والتي بدأ فنها ينحدر شيئاً فشيئاً,إشكلولك عليه قابل عندي بسطية,ذني أدروب السكارى متعبرهن عليه
ألا يحق لنا كمشاهدين أن نتسائل اين دور المسؤولين عن الثقافة والفن؟
الا يفترض أن تكون رقابة شديدة على كل مايعرض وخاصة في شهر رمضان الكريم حيث ان أغلب العوائل تتابع البرامج وهي مجتمعة في وقت الافطار ووقت السحور؟
ان هذه الكلمات السيئة سيرددها الاطفال اثناءاللعب وستكون زاداً لهم, وسنكون قد جنينا على جيل كامل كان يفترض بنا ان نؤسس له ارضية صلبة ليكون قادرا على القيادة مسقبلاً.
أنقذوا ذائقتنا وذائقة فلذات اكبادنا من هذا الفن المتدني ولاتنسوا دوركم السيء أن أتخذتم الصمت طريقاً, أو التملق والنفاق ديناً .

 

الموضوع السابق السلطان أوردغان وصبره الذي نفذ في سورية !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat