صفحة الكاتب : ضياء المحسن

ويل للمصلين!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو من خلال متابعة لأحداث العالم، خاصة تلك التي ترتبط شكل أو بأخر بالشرق الأوسط، هناك مراجعة للتحالفات بين هذه الدول وبين دول الشرق الأوسط، والتي بدأها الرئيس الفرنسي، وتلته رئيسة الوزراء البريطانية، وقد يأتي جوق الدول الأخرى تباعا، بعد أن إنفض مزاد الانتخابات الأمريكية؛ ورسى فعليا على الملياردير صاحب التصريحات النارية دونالد ترامب.
لا يخفي على القارئ اللبيب بأننا نقصد بدول الشرق الأوسط تحديدا (دول الخليج العربية) وفي مقدمتها السعودية التي تمتلك أكبر مخزون نفطي في العالم، وهي صاحبة الرقم الأعلى في تصدير النفط، حيث تقوم بتصدير ما يقرب من عشرة ملايين برميل يوميا.
تفكير السعودية الدائم هو كيف تكون الدولة الراعية للجميع، وهذا لا يعني أنها تعمل من أجل إسعاد الدول التي تكون في ركبها، بل هي تحاول أن تملي على هذه الدول وجهات النظر التي تخدم مصالحها، وهكذا فعلت لسنين طويلة في لبنان، وتفعل هذا في المغرب، وأخيرا فعلته في مصر بعد سقوط حسني مبارك، ومجيء الإخوان المسلمين الذين ما لبثوا أن طردهم الشعب، وجاء العسكر ليحكموا البلد عن طريق السيسي، والذي سارعت السعودية لإستمالته عن طريق ضخ مليارات الدولارات، وهي التي تعلم يقينا العجز الذي تعانيه الخزينة المصرية، على آمل أن يكون السيسي طوع أمر حكام السعودية.
وجه الرئيس المصري ضربتين موجعتين للسعودية، الأولى عندما رفض المشاركة في ضرب اليمن، من خلال التحالف الذي قادته السعودية ضد شعب اليمن، والضربة الثانية عندما رفض الإنضمام للجبهة المناوئة لحكومة بشار الأسد، عندها أوقفت المملكة تزويد مصر بالنفط، لعل القيادة المصرية تعيد حسابتها فيما يتعلق بمواقفها الأخيرة دون جدوى.
تعاني السعودية من وجع رأس دائم بسبب كابوس اسمه (إيران) والمد الشيعي الذي أخذ يلتف حول رقبتها، فمن جهة خسرت لبنان لصالح حزب ال.. بقيادة السيد حسن، وأخرى الشيعة في العراق يوما بعد أخر يزداد الموقف الشيعي ثباتا، خاصة مع وجود الحشد الشعبي الذي يقاتل في المناطق السنية ضد تنظيم داعش، وخلفه مرجعية دينية مواقفها صلبة بقيادة المرجع السيد علي السيستاني، وأخيرا وليس أخرا اليمن بقيادة الحوثيين، وهؤلاء يوقعون الخسائر بالقوات السعودية، التي تمتلك قوة نارية أضعاف ما يملكه الحوثيين.
مع هذا فإن حكام السعودية يمارسون الهروب الى الأمام، وذلك من خلال محاولة شراء مواقف الدول التي تبيع السلاح، وهم يعلمون يقينا بأن هؤلاء بمجرد أن تتم صفقة السلاح وتدخل المليارات في خزائنهم، لن يكترثوا لما يحصل للسعودية، وخير دليل هو قانون جاستا الذي صدر بإجماع مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي، بعد أن رفضه الرئيس أوباما في المرة الأولى، والذي يتيح لأي فرد تعرض لأضرار نتيجة أعمال إرهابية قام بها سعوديون بمقاضاة السعودية والمطالبة بتعويض مادي تدفعه مرغمة.
واقع الحال يشير الى أن السعودية ودول الخليج العربية دخلت الى نفق مظلم، لن تستطيع الخروج منه بسلام، فهي أما أن تخرج من هذا النفق مقسمة الى دويلات صغيرة (السعودية) أو تخرج منه وتعود كما كانت قبل 30 أو 40 سنة (قطر الإمارات والبحرين)، الناجي الوحيد من هذه الدول سيكون السلطان قابوس، والذي عرف كيف يسير بدفة سفينته ويصل بها الى شاطئ الأمان، أما الكويت فهي الى هذه اللحظة تعاني من آثار غزو صدام لها، فتضع قدما هنا وقدما هناك، لعل هذا ينجيها من الطوفان الذي تشعر بأنه قادم لا محالة.
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/10



كتابة تعليق لموضوع : ويل للمصلين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net