صفحة الكاتب : عباس الكتبي

بعث النبي محمد"ص" لإنقاذ الناس من الدواعش
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى:( وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).

كل من يطلع على الكتب التاريخية، التي كتبها علماء الإسلام ومؤلفوه، يجد ان العرب قبل الإسلام،كانوا يعيشون أوضاع وحياة مزرية،مليئة بالفوضى،والتخلف،والجهل،على المستوى:الأخلاقي،والأجتماعي، والأقتصادي،والديني.

القران الكريم يصوّر لنا مشاهد فظيعة ومرعبة عن حياة العرب،في العهد الجاهلي،كالشرك في العبادة( الانعام 100،والنجم19)،والإنكار للمعاد( سبأ 7و8)،وهيمنة الخرافات(المائدة103،الاعراف157)، والفساد الاخلاقي( البقرة219)،ووأد البنات(التكوير7و8،الاسراء31)، والاستقسام بالازلام،والنسيء،والربا،وكثير من هذه المفاسد التي ذكرها الله عز وجل،في كتابه الكريم.

حقيقة ان العرب كانوا نموذج للإنسان الحريص الطامع بالماديات،فهم لا يتقيدون بأي فعل من أجل المال والربح،حتى ولو أتى من خلال الاغارة، والقتل،والسلب،والنهب،وقد سجل التاريخ ما يقارب من( 1700) وقعة وحرباً،دامت بعضها الى مائة عام، وتوارثتها اجيال،وربما كانت بعضها بسبب قضية تافهة،وكان عندهم ولع وشغف كبير بالحروب.

يقال:ان أحد الاعراب،سأل النبي"صلى الله عليه وآله"،-بعد،انسمع وصف الجنة منه وما فيها من نعيم-وهل فيها قتال؟

ولما سمع الجواب بالنفي قال:إذن لا خير فيها!!

كما ان المرأة عندهم لا تحضى بأي منزلة ومكانة،وكانت تباع وتشترى كالمتاع،وكانت محرومة من الحقوق الأجتماعية والفردية،حتى حق الإرث.

ابن خلدون،يقول في مقدمته ص149:(إنهم-أي العرب الجاهلية- بطبيعة التّوحش الذي فيهم أهل أنتهاب وعيث،ينتهبون ما قدروا عليه ... وكان ذلك عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم،وعدم الإنقياد للسياسة،وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له.. ويضيف قائلا:فطبيعتهم انتهاب ما في ايدي الناس،وإن رزقهم في ظلال رماحهم، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه،بل كلما امتدت أعينهم الى مال أو متاع أو ماعون أنتهبوه).

السيدة الزهراء عليها السلام،وصفت حالة المجتمع قبل الاسلام بخطبتها امام المسلمين،ومما جاء فيها:(وكنتم على شفا حفرة من النار،مذقة الشارب، ونهزة الطامع،وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام،تشربون الطرق، وتقتاتون القدّ والورق،أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم،فأنقذكم الله تعالى بمحمد بعد اللتيا والتي).

في هذا الوقت الذي كان فيه العرب منغمسين بالرذيلة،وغارقين في ظلام دامس،من المعاناة والشقاء في الحياة،أشرقت الجزيرة العربية،وبيئة الحجاز بمولد النبي محمد"صلى الله عليه وآله،فلم يمض زمن طويل الاّ وملأ نوره أرجاء المعمورة،فأنقذهم من التخلف،والجهل، وغيرهم تغييراً جذرياً،وأسس لهم حضارة أنسانية عظمى في زمن قصير.

اليوم الحركات الإرهابية في المنطقة، التي تحمل الفكر المتطرف الظلامي الجاهلي،أعادت إلينا ما صوّره القرآن من مشاهد،وكتبه علماء التاريخ عن حياة العرب قبل السلام،فالممارسات هي نفس تلك،من قتل،وأغارة،وسبي، وسلب،ونهب،وكثيرة هي الفضائع والفضائح التي مارستها الحركات الارهابية في العراق والمنطقة، كداعش وغيرها.

عندما أشاهد الناس في الموصل ،وفرحتهم الكبيرة بالقوات الأمنية، التي أنقذتهم من قبضة داعش، يشعرونك بمدى الألم،والحزن،والشقاء الذي عانوه من الأرهابيين،وكأنهم كانوا في سجن عميق،أو في وادٍ سحيق،أو على شفا حفرة من النار، فأنقذهم الله بالقوات الأمنية.

القوة الأمنية بجميع صنوفها، والحشد الشعبي بكافة مكوناته،هدفها إنساني ووطني،جاءت لتخليص وانقاذ العراقيين من هذه الزمرة الوحشية الظالمة،والغاصبة،والقاتلة،والمجرمة، المسماة بداعش،وهذا الهدف هو أمتداد للرسالة المحمدية الأصلية، التي جاءت من أجل الناس،وتحريرهم من دواعش الجاهلية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/16



كتابة تعليق لموضوع : بعث النبي محمد"ص" لإنقاذ الناس من الدواعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net