صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

الديك والثعلب الماكر ...والتسوية
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تأملت كثيراً بما طرح عن موضوع مشروع التسوية الوطنية التي ستأخذ النور قريباً لمشاورات يجريها التحالف الوطني على رأس وفد برئاسة رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم مع دول الجوار الإقليمي بدءأ من زيارة الأردن واللقاء بالملك عبد الله الثاني ,ثم زيارة إلى طهران،التقى خلالها بالمرشد الأعلى السيد على الخامنائي، والرئيس حسن روحاني,طرح مبادرة ضمن مشروع "التسوية السياسية" التي تهدف لتصفير الأزمات الداخلية والخارجية، وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد طرد تنظيم "داعش". اللقاءات الكثيرة والمتنوعة سعياً للوصول لحل يخرج العراق من دوامة العنف والقتل المستمر,لكن من سيلتقي بالأمهات الثكلى والنساء الأرامل والأطفال اليتامى ونوحهم على أبائهم  ويجري معهم تسوية تثلج قلوبهم وتبرد النار المتوقدة بصدورهم لم تنطفئ وهي تشاهد الجلاد والقاتل ينعم بالأمان ويتنعم بأطيب الذات على حساب دماء الأبرياء ,عن أي تسوية وحقوق ضائعة نتحدث بين زحام الشد والجذب ,لست ضد موضوع التسوية لكن مع من نتصالح ونتصافح ؟لا يزال هنالك من ينظر لي أنني اغتصبت الدولة منه وعلي دفع الثمن بدمائي ,الأصوات تتعالى تريد حصص ومناصب للمرحلة القادمة ,وأصوات تدعي الإقصاء والتهميش والمظلومية ,وأصوات لا تطلب سوى الأمان والاستقرار بتوقف نزيف شلال الدم ,بيت القصيد هل ستساهم التسوية في ضمان حقوق جميع المكونات ,ثم مع من سنجلس ونتحاور ونلزمه بتحمل المسؤولية ؟فكل طرف سياسي له وجهة نظر بالشخصيات التي سيتم شمولها ,وهناك رأي من القيادات السنية يقول على المتحاورين الجلوس مع من كان موقفهم واضح وثابت وداعم للعملية السياسية والتغيير الذي طرأ بعد سقوط النظام البائد ,ولم يحرضوا على القتل والتهجير كان خطابهم ملؤه المحبة وثقافة التسامح والدفاع عن الوطن ,هناك لوعة وغصة في النفوس لمشاهدة الجلاد يريد العودة بوجهٍ جديد فالأقنعة ليست حكراً على زمان ومكان فقط هي بحاجة لفاقدي الضمير لأرتدائها ,أما الثابتون على مبادئهم والمحافظون عليها يبدو أنهم يغردون خارج السرب ,ولازالت دموع الحرائر من النساء تجري دمٍ من محاجرها ,وأحلامي التي كنت انسجها تبددت للوهم جراء وحشية الإرهاب وضريبة الحرية ,ولعل حادثة الديك والثعلب ومناظرتهم تذكرني بما أوجزته . 
 
يحكى أن ثعلبٍ رأى ديكاً يقف على غصن شجرةٍ ,ففكرة في حيلة ليأكله .
وقف الثعلب تحت الشجرة ,وقال للديك :
مرحباً يا صديقي ,لقد تبت فلن أكل الدجاج ,أريد أن اسمع صوتك الجميل أنزل والعب معي .
قال الديك :ايها المحتال تريد أن تأكلني .كيف أصدقك وأنت عدوي ؟
قال الثعلب :هل سمعت الخبر ؟
قال الديك : وما الخبر الجديد ؟
قال الثعلب :اتفقت حيوانات الغابة أن تعيش بلا عراك ,الكلب لايطارد القط ,والقط لا يأكل الفأر ,والذئب لا يؤذي الغنم والثعلب لا يعادي الدجاج .
قال الديك :هذا كلام جميل ,سأنادي كلاب القرية لتلعب معنا ,صاح الديك وجاءت تركض ,فسمع الثعلب الماكر نباح الكلاب فولى هارباً .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/20



كتابة تعليق لموضوع : الديك والثعلب الماكر ...والتسوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net