صفحة الكاتب : غياث العصائب

فصائل المقاومة مع الاعتزاز
غياث العصائب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل امة لاتتفاخر وتحمي وتدافع عن مضحيها، امة ضعيفة خاوية ميتة مهما كان الحراك في جسدها فهو مؤقت، هذه اوراق التاريخ لمن يريد اثبات هذه الحقيقة والتأكد منها، على الجانب الاخر مضحي الامة يحب ان يعكسوا مبادئها ليكونوا امثلة حية لتلك المباديء، هذه المعادلة متى اختلت شوهت التضحية وتردت الامة، بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي تشكلت عدد من الفصائل المسلحة غايتها التصدي لداعش لحماية الارض والعرض والذود عن كرامة الوطن والشعب المستهدفتان، بعض الفصائل كانت موجودة بالاصل كبدر ذو الجهادين والعصائب وكتائب حزب الله، كان بعضها يقاتل استباقيا في سوريا، لهذه الفصائل مواقف سطرتها بالدماء تفرض على الشعب ان يثمنها، لكن بالمقابل لبعضها مواقف لاتختلف بالمطلق عن مواقف العصابات الارهابية، مندسون كما تبرر هذه الفصائل الجرائم التي ترتكب بأسمها، وهي طريقة سهلة ومتاحه للتبرير لكنها لاتصمد امام الواقع، عصائب اهل الحق شنت حملة ضد مجرمين من كوادرها، وصلت لقتل بعضهم وقامت بمصادرة الاموال التي استولى عليها من الناس ظلما وعدوانا، لكنها لم تدعوا الناس لاستلام حقوقهم بل تمت مصادرتها لصالح الحركة! هذه الموقف هل يمكن ان يسمح لي مثلا ان اقول ان هذا الفصيل اسلامي وملتزم بثوابت الامة، ام عبارة عن عصابات تستخدم القوة لتحصل على الاموال، وكيف يقتنع الناس بان هؤلاء يمثلون ضميرهم الحي، سيء الحظ من يتشاجر او مجرد يختلف مع احد كوادرهم حقا كان او باطلا، فهو مقتول حتما لامحال، هذا الفصيل يتدخل بمشاكل العشائر من خلال الانتصار لعشيرة ضد عشيرة اخرى، اذا كانت قيادة عصائب اهل الحق فعلا كما تدعي التدين والوطنية فمعالجة هكذا تجاوزات سهل ومتاح، والا فهي عصابة تلتحف بالشعارات البراقة الكاذبة، هذا الحال لاتستثنى منه مجموعة من المجاميع التي تطلق على نفسها مقاومة، بعضها مارس اعمال الخطف والسلب والنهب علنا كالنجباء وغيرها من المسميات التي يقاتل معظمها في سوريا، وترتكب جرائم بأسمه في العراق! ظاهرة اخرى لدى اغلب هذه  الفصائل تجد ممثليها يجوبون الوزارات ودوائر الدولة، لغرض التعيينات او التنصيب او التفريغ او التبرع او الحصول على المقاولات في حركات مخزية مخجلة، عمامة تستجدي من وزير او وكيل وزير او مدير عام بعثي كان او طائفي ينفذ لها ماتريد ليحتمي بها ويتحدث بأسمها لتمرير اجندته المعادية للشعب والوطن، الامر الاخر كل العالم وعلى مر التاريخ يكون واجب اي قوة مسلحة الدفاع عن البلد ضد اعدائه داخليا او خارجيا، ولاعلاقة لها بالسياسية بعض فصائلنا تريد ان تكون فوق القانون اولا، وتختار العدو الذي تعتقد وتدير البلد سياسيا، وهي فقط لاغيرها المؤتمنة والشريفه والحريصة وكل الاخرين خونة وعملاء وجبناء! هذه ديكتاتورية لم يشهد لها التاريخ مثيل، على سبيل الفرض اكرم الكعبي ماهي خبرته العسكرية والسياسية؟!  ماهي الشهادة الدراسية التي يحملها؟! تجده يجلس ويتحدث وينصح ويوجه؟! هذا مثال ينطبق على الجميع بلا استثناء، نعم لديهم قدرات وامكانات على الفهلوة والاستعطاف لغرض الاستلطاف من الاخرين، وهي ميزه يمكنها ان تحشد، لكن ان تقود وتنظر وتقيم العمل العسكري او السياسي! هذه فوضى لاتبني بلد ولاتحمي شعب، لان القادم واضح بلاشك، فطموح قادة هذه الفصائل لايتوقف عند حدود ولايمكنهم الخضوع لمنطق او عقل او عرف، فهم الرب الاعلى القادر المقتدر، ولغتهم القتل والقتال سواء مع داعش او مع معارض نهجهم، حرصنا على دماء الشهداء التي سالت من منتمي هذه الفصائل يدفعنا للنصح وطرح الاراءوالمقترحات التي تحمي هذه الفصائل وتضعها في الموقع الذي تدعيه

&.تنظيف صفوفها من المندسين والمسيئين وهم يعرفوهم حق المعرفة بنصحهم او طردهم بعد تجريدهم من عوامل الاستقواء التي استخدموها ضد الناس، بفضحهم علنا في مناطق سكناهم.

&. منع اي نشاط علني ولو ظهور عجلة تحمل شعارهم او علمهم داخل المدن، واختيار مقرات خارج المدن او على اطرافها، لايسمح لاحد مهما كان العذر والمبرر الدخول للمدينة، اما التسوق فيمكن ان تتولاه مجموعة بالملابس المدنية والسيارات المدنية، على ان تترك الهويات والاسلحة داخل اخر مقر خارج المدينة.

&.منع مراجعة اي من دوائر ووزارات الدولة لاي منتمي لهذه الفصائل بصفته الفصائلية، وابلاغ وزارات الدولة بعدم التجاوب معهم مهما كانت المبررات واقامة دعوة قضائية ضد اي دائرة تنفذ طلب مهما كان صغير لاي منتمي للفصائل، الابموجب كتاب رسمي بتوقيع زعيم الفصيل شخصيا، فهناك في الوزارات من يسعى لانجاز عمل لهذه الفصائل لغرض تمرير فساده والاساءة لهذه الفصائل.

&. الابتعاد عن التصريحات السياسية بالاعلام، يمكن تعبير ارائهم ومواقفهم للطبقة السياسية بشكل مباشر، لتثبت هذه الفصائل انها معنية بالقتال ولايمكنها ان تستخدم قوتها لفرض واقع سياسي بالقوة وهو ما متوقع بعد داعش.

&. التحدث بواقعية بدون دس وكذب لتبقى صورتها ناصعة لدى الجمهور لاكما حصل مع قتل عزة الدوري واسر ٢٠٠٠ داعشي حيث تحولت هاتين الكذبتين الى ادلة جرمية ضد كتائب حزب الله، الاعلام مطلوب لكن ضمن تضخيم الواقع لاتخيل الاخبار.

على هذه الفصائل ان تتذكر دائما ان الله اكبر من قوتها مهما تمكنت او مكنت وان الحق مهما تراجع سيعود، ومانخشاه ان تدور الدوائر ليصبح قادة واعضاء هذه الفصائل مطلوبين دوليا، عندها لن يخسر الا الوطن والشعب وكذلك لدى الشارع قلق من افراغ قانون الحشد من محتواه بسبب صراع الزعامة لدى قادة هذه الفصائل، نكرر ان فصائل الحشد كلها محط فخر واعتزاز ومايجري من تجاوزات ربما حالة طبيعية في ظل التحديات والمخاطر، لكن الاستمرار بهذا المسار لاينتج الامزيد من المآسي والويلات.....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غياث العصائب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/22



كتابة تعليق لموضوع : فصائل المقاومة مع الاعتزاز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net