مغامرة «القاعدة» في سورية
عبد العزيز عبدالكريم الهندال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن موقفي الدفاعي عن وحدة سورية وأمنها، وعن سورية الممانعة قد صور لبعض مرضى القلوب وبعض المخدوعين بالحملات الإعلامية التي يقودها المعسكر الصهيوغربي وأتباعهم بأنني من أنصار حزب البعث السوري وبأنني من أنصار سفك الدماء وقتل المسلمين من أهل السنة بالذات وهي تهم لست بحاجة لدحضها لتفاهتها لكن لأن البعض من القراء الكرام قد فاتهم فهم حقيقة موقفي بقصد أو بغير قصد مع احترامي لهم رغم ردود فعلهم الغاضبة التي وصلتني فأنا هنا أوضح ما هو واضح ففي كل كتاباتي عن سورية وعن غيرها لم أدع يوما لسفك الدماء وإزهاق الأرواح كما أني قد صرحت في أكثر من مقالة بأن الحراك السوري حق للشعب السوري وللمعارضة السورية بالذات، المعارضة التي تسعى للرقي ببلدها وإنمائه لا بد من احترام خياراتها والوقوف معها بالحق وهذا كان ولازال موقفنا مع المعارضة المصرية والتونسية والبحرينية واليمنية وحتى الليبية رغم ملاحظاتي على الحراك الليبي كما بينت انه من واجب الحكومة السورية الاستماع لهذه المطالب والجلوس مع المعارضة لمناقشتها في ما تطرحه والتجاوب مع ما فيه مصلحة سورية والشعب السوري، وهي بالفعل قامت بذلك وعلى أعلى المستويات لكن تأخر إقرار الإصلاحات السياسية يعود للإجراءات البرلمانية والحكومية أولا ومن ثم لما قام به أنصار القاعدة والجماعات التكفيرية من سرقة للحراك السوري السلمي وقيادته ليدخل في مسار دموي يهدف لإسقاط النظام والدولة، فهذه الجماعات هي أقرب في عقيدتها لفكر الخوارج من فكر أهل السنة لا بل من الظلم نسبتهم لأهل السنة، فأهل السنة أكرم من يتبنوا عقيدة القتل لكل من يختلف معهم كما انهم لا يتبنون ولن يتبنوا سياسة وفكرا منحرفا لا يعيش ولا ينمو إلا في الكهوف والحفر ويتغذى على القتل وإلغاء الغير ، فكر لا تعني الحضارة له سوى تطور أساليب القتل والتدمير واستخدام التقدم العلمي لنشر الأكاذيب والتزوير أو أن يكونوا أداة تدمير بيد الغير، فمعتنقو هذا الفكر الضال هدفهم الوحيد هو إقامة دولة متحجرة تقدم الإسلام بصورة قبيحة ومستهجنة لدى كل ذي عقل حتى ينفر الناس عن الإسلام ويبتعدوا عنه ويسيئوا للمسلمين في كل مكان في هذا العالم وهذا ديدنهم منذ العصور الأولى للإسلام، دولة سوداوية ترفع شعارات الإسلام والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام، فهم يملكون من الأموال والاستعداد العسكري والقتالي ما ينفي عنهم تهمة السلمية فلقد ظهروا بصورة تدل على أنهم قد أعدوا العدة والعتاد، ولأنهم دائما بخدمة الشيطان فان شيطانهم في السنوات الأربعين الأخيرة هو المسكر الصهيوغربي فقد عاودوا تسليمه رقابهم من جديد وهذه المرة نشطوا ينفذون خطته لتفكيك سورية وضرب الممانعة بأيد وأموال عربية، فتحركوا على تنفيذ خطة مقدمة لهم تتلخص بسرقة الحراك السوري وضرب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في سورية ، فكل تحرك لهم وكل استعداء لكل ما هو سوري ينطلق من فكرهم المنحرف وكل دعم إعلامي هو نتاج ألة إعلامية صهيوغربية، فالأخبار التي ينقلها الثقات وهم بنقلهم أقرب منهم لشهود عيان من ناقلي أخبار عن رؤيتهم لطرق تجنيد المراهقين وكيفية توزيع الأموال عليهم للقيام بتوزيع وحرق الإطارات والمخلفات بالشوارع وقطع الطرق وما يتبع ذلك من أعمال تخريبية وتدمير للاقتصاد السوري وعمليات القتل للمدنيين على الهوية ونشر الطائفية بين أبناء الشعب الواحد واستعداؤهم الصهيونية الغربية على سورية يدل على أن الحراك الحالي لا يمت لسورية والسوريين بصلة، كما يتحدث الشهود عن الأسلوب الراقي لتعامل الجيش السوري وقوى الأمن السورية معهم ككويتيين رغم حملات العرضة المشبعة بالكره والبغضاء والكلام الهايف والبذيء الذي يصب على النظام السوري ورأس النظام الرئيس بشار الأسد والتحريض العلني على التعرض للسفارة السورية وقتل السفير وأسرته في الكويت، وبعد كل ذلك تجد من يقف معهم ويستنكر عليك كشف عوراتهم وفضح زيفهم فلكل المضللين بما تنقله وسائل الإعلام الصهيوغربية أقول ارجعوا لأنفسكم وحاسبوها أما المواقف السياسية للدول العربية وموقف الجامعة العربية فهي مواقف تتبدل بين ليلة وضحاها ولا تعد أساسا متين لبناء المواقف الحقيقية عليها. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الموضوع السابق الصحافه واهدافها ودورها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat