وقف اطلاق النار ...ليس إلا انتصار الارادة
عبد الخالق الفلاح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد الحراك الدولي وخاصة من قبل دول التحالف الروسي والجمهورية الاسلامية الايرانية وانضمام تركيا اخيراً للواقع بعد فشل جميع جهودها في دعم الارهابيين وانعكست انتصارات الجيش السوري وحلفائهم في حلب بشكل ايجابي على المباحثات التي تمخضت عنها ايقاف اطلاق النار من قبل اكثر المجموعات المسلحة على الساحة السورية واستثاء داعش والنصرة هذه الخطوة تعتبر تطورا ايجابياً بالغ الاهمية سيترك بصمات عميقة على العديد من الاحداث والتطورات في المنطقة سترسم افقاً اقليمياً جديداً حيث يعني انهيار جميع المخططات الخبيثة وهزيمة شنيعة للجوقة صانعة الإرهاب الصهيوأمريكية والاستعمار القديم والجديد والمتصهين من الاعراب وادواتهم من أدعياء الإسلام المنحرف من حملة المسميات المختلفة وحربها الإرهابية التكفيرية الكونية التي تشن على سورية منذ ست سنوات والتي تلتقي على مشروع واحد هدفه إلغاء السيادة وإسكات المقاومة ومحو قيم الكرامة والعدالة والحرية" كما انها برهنت بما لا يقبل الشك، أن الغرب ادرك أنه لا وجود لمعارضة منسجمة وأنه يقف دون خجل أو مواربة وفي وضح النهار إلى جانب عصابات الإرهاب الدموية التي تفتك بالمدنيين من كل المكونات والطوائف وقف اطلاق النار ليس إلا انتصار للارادة والصمود بوجه المخططات الخبيثة ....
وقدأصاب الجيش السوري وحلفائهم الإرهابيين في قلبهم وأزاح الهم والمعاناة عن ارض الشام واعاد الامل والبسمة الى المجتمع السوري .وحقق بانتصاراته انهيارا سريعا لقواعد الارهاب ومتلاعبيه والمضاربين به من ساسة الخليج وحكام الجور وعملاء الامبريالية الغربية .واثبتت ان كل مسميّات العصابات وكلّ التنظير حول ولاءاتها وأصنافها ذهبت أدراج الرياح لأن الإرهاب واحد وهدفه واحد ولا خلاص منه إلاّ بمقاومة شريفة ومصممة على دحره والقضاء عليه مرة وإلى الأبد وسيكون في هذا خلاص لسوريا والمنطقة والعالم من هذه الآفة الخطيرة والمدمّرة .
بالتزامن مع الانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش السوري وحلفائهم وتحرير مناطق واسعة وبنسب عالية في خلال فترة قصيرة نسبياً، بدأت جميع القوى المنخرطة بالحرب على سوريا بالسعي من اجل ايقاف القتال لحفظ من تبقى من هذه الشرذمة او مقاتلة بعضهم البعض الاخر وبكاء الغرب على الفشل الذريع الذي منيه به بعد التبجح السابق في اعلامه
فقد سبق ان نشرت “الواشنطن بوست” و”النيويورك تايمز” وصحف أخرى عديدة ضرورة التخلّي عن سياسة الحوار واللجوء فقط إلى الخيار العسكري، ومنهم دنيس روس،المحلل الجاهز دوماً وأبداً، للكتابة من منظور إسرائيلي ووضع الرؤية التي تخدم الكيان الصهيوني، عاد للتحريض ضدّ حزب الله والجيش السوري وضرورة اللجوء إلى الضربات الخاطفة والحاسمة وذلك من أجل عدم السماح أبداً للأمور أن تتطوّر لصالح القوات المسلحة السورية وحلفائها.
هذه الانتصارات و المتغيرات الميدانية في معركة حلب كشفت عن حجم التواطؤ والرهان الدولي والإقليمي على فصائل الإرهاب التكفيري التي جاؤوا بها من مختلف دول العالم ليستخدموها من أجل تحقيق مشروعهم العدواني ضد سورية وشعبها وجيشها وقد تدفع الدول المنخرطة في الحرب على سوريا لتغيير استراتيجيتهم من سيناريو الحرب المباشرة والسيطرة على المناطق، إلى سيناريو ضرب أمن البلاد من خلال الدعم والتخطيط للعمليات الارهابية كالتفجيرات والاغتيالات، سواء في سوريا أو في الدول الحليفة، وذلك في محاولة لإشغال محور المقاومة بالهاجس الأمني، وإبعاده عن دائرة التأثير في المعادلات الإقليمية والدولية. ومع الاسف ان هناك أطرافا تدعى الوطنية والعروبة واخرى تلهث خلف يافطات اسلامية مشوهه للدين وتستمر في غيها وحقدها وتبرير تآمرها على دول المنطقة وشعوبها من خلال ادعاء الحرص عليها وتباكيها على أمنها عبر تبنيها المزاعم المفبركة والحديث عن مجازر وهمية بحق المدنيين في الوقت الذي يسيطرون فيه على الفتاوى الدينية والسياسية للتطبيع مع الصهاينة ويهللون للمجازر المرتكبة بحق ابناء الشعب اليمني والليبي والعراقي على أيادي تلاميذ الركب الأميركي
الانتصارات في حلب أعطت درساً معنوياً ومادياً كبيراً لتلاحم الشعب السوري ،خاصة بعد ان استطاع الروس والجمهورية الاسلامية الايرانية والمقاومة الاسلامية الحقيقية تغيير المعادلات من خلال دعم القوات المسلحة للحسم العسكري وتوقف الدعم التركي للمسلحين وانهيار قواهم و لن تقبل بأي حال من الأحوال بما يُطرح فيما يخصّ الحل السياسي في المرحلة القادمة إلا اذا كان مقنعاً ويؤدي الى القضاء على الارهاب ،لان دعوات بعض الدول الاقليمية بالضغظ لوقف العمليات القتالية في حلب كانت تحت ذرائع انسانية في الظاهر اما في الباطن تهدف لاعادة تنظيم الارهابيين وتسليحهم وتقويتهم
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الخالق الفلاح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat