صفحة الكاتب : كريم الانصاري

لا خيرَ في خدمةٍ هي للرغبة وقاء
كريم الانصاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نكبر وتكبر معنا الآمال والطموحات .. فقد تسنح فرصة التحقّق وقد لاتسنح حتى الممات .. إنّما أهمّية البحث تكمن في الرغبات ومدى تماهيها أو موازاتها للخدمات .. بمعنى : هل يمكن توظيف الرغبة في صالح الخدمة فتذوب منافع الفرد الخاصّة في منافع الجمع العامّة ، آنذاك تعلو القيم الإنسانية وتشمخ الروح الإيمانية ؟  أم يكون العكس وتسقط النفس في حضيض الشهرة والملذّات الشخصية ؟  ولعلّ في البين حلّاً وسطاً من حيث الأخذ والعطاء بتقاسم الكعكة العهدية ؟
أساس الخطورة يتمحور حول  التخبّط في تشخيص الملاك والمقياس ، بمعنى : التردّد والاختلاف في عزو الحصيلة إلى هذا الجانب أو ذاك ، وهذا التردّد ناشىء من تباين الفهم والتلقّي  والمصالح من هذا الفرد إلى ذاك .. فهناك مَن يرى في سلوكي تذويباً للرغبة في الخدمة ، يعني : نكراناً للذات من أجل الصالح العام ، وهناك مَن يرى فيه التباين بالتمام ، والثالث يجده تقاسماً بين الرغبة والخدمة عبر تدوير الحاجة والمهام ..
وهناك من يعتقد أنّ الراجح في سلوكي تحقيق أكثر عدد ممكن من الرغبات عبر التلبّس بجلباب الخدمات .. فيذيع صيت الخدمات على أوسع المجالات . نعم ، من المعيب نكران خدماتي لو كانت حقيقةً موجودة لاغبار عليها  ومن الواضحات .. لكنّ الإشكالية فيما لو كان خاصّ الرغبات موازياً أو غالباً عليها في حساب التوازنات .. من هنا قد أضطرّ - إن استطعتُ - إلى تكميم الأفواه وإسكات الانتقادات ، بدعوى أنّ الخدمات حاصلة فلا محلّ للاستشكالات والاعتراضات !!
قد يقول البعض : هذه الدعوى مردودة بكون الثابت : أنّ الأولوية  عندك لخاصّ الرغبات ، مضافاً إلى تواترها  ولمَعانها الموازي أو الطاغي على الخدمات ..   ثم لقائلٍ أن يقول : إنّ هذه الخدمات ليست سوى ذريعةً وغطاءً لأجل تمرير الرغبات ، لأجل الإقناع والإسكات ..
نقول : لاشكّ أنّ الإنسان فيه من الرغبات والطموحات ما لاتنتهي حتى الممات .. إنّما الملاك خلوص وصدق النيّات .. ولايزكّي الأنفس إلّا ربّ الأرض والسماوات ..
إلى ذلك : فإنّ الظاهر حجّةٌ ومُثبِتٌ من المثبِتات، لذا ينبغي توخّي الدقّة والحذر عبر انتخاب السلوك السليم الذي يتماهى فيه الظاهر مع القيم والمبادىء الشامخات .
ولكن تبقى المشكلة الأساسيّة أنّنا في خضمّ الرغبة والشهرة والغطرسة والسعي إلى المزيد ، ننسى ونغفل ونخطأ ونضيّع البوصلة والاتّجاه الصحيح، فلاندرك المسار القويم إلّا متأخّرين ، أو قد لاندركه أبد الآبدين .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم الانصاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/07



كتابة تعليق لموضوع : لا خيرَ في خدمةٍ هي للرغبة وقاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net