صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٢]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   إِنَّ من أَخطر نتائج المُجاملات الزّائدة عن الحدِّ في المجتمع، هي ما يلي؛
   أَوَّلاً؛ إلغاء مبدأ الأَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر على مختلف الأَصعدة، الاجتماعي والسّياسي بل وحتّى العائلي، في الأُسرة الواحدة! ما يفتح الباب على مصراعَيهِ أَمام تضاؤل الخير وتضخُّم الشرّ.
   ثانياً؛ تغييب روح المسؤولية، كذلك على مختلف المستويات وعلى رأسها المستوى السِّياسي.
   الا ترى كيف ضاعت المسؤولية في العراق (الجديد) بسبب تعامل الجميع بطريقةِ المجاملات حتى ضاع الحق بدرجةٍ كبيرةٍ!.
   وفوق كلَّ هذا تراهم يلهثونَ وراءَ [تسويةٍ] بائسةٍ ليأتوا على ما بقيَ من المسؤولية بشعار تصفير الأَزمات بين الفُرقاء، والذي يعني في جوهرهِ تصفير المسؤولية وإسقاطَها عن الجميع، فلا يحمِّلُ أَحدٌ بعدها أحداً مسؤولية فسادٍ أَو فشلٍ أَو إِرهابٍ! الامر الذي يعني انَّ [عجولاً سمينة] وأُخرى [حنيذة] ستفلت ليس من العِقاب وانّما حتّى من المُساءلة! لانَّ المُساءلة بعد [التَّسوية] تُثير الازمات بين الفُرقاء من جديد وهذا أَمرٌ مرفوضٌ عند المهزومين والانبطاحيّين والجبناء الذين يسعَون لإنقاذ أَنفسهِم بذريعة التّسوية! أَمّا المواطن المسكين، الدِّماء والدُّموع والأعراض والارواح والشباب، وكلّ الدّمار، فموعدهُمُ الجنّة!.
   ثالثاً؛ كما انَّ المُجاملات الزّائدة عن حدِّها تقلب المفاهيم رأساً على عقِب وتُساهم في إِنتشار أَخطر الأَمراض الاجتماعيّة في المجتمع، وعلى رأسها النّفاق وازدواج الشّخصيّة!.
   وكلُّنا نتذكّر مثلاً عندما جامل كثيرون مشروع الفاسدين والفاشلين تحت قُبَّة البرلمان والذي أطلقوا عليه تسمية [جبهة الاصلاح].
   وقتها نذرتُ قلمي لفضحهِ وفضح عناصرهِ! حتى قبل ان أَنتظر منه ايَّ [إنجازٍ إيجابيٍّ] مُحتمل! على اعتبار انَّ [المكتوب ظاهرٌ من عنوانهِ!] كما يقولون، الا انَّ المجاملين حينها شنّوا ضدّي حملةً شعواء قوَّت موقفي بحمدِ الله!.
   أَوَليسَ من المُفترض على أولئك المجاملين ان يتعلّموا من موقفهِم ذاك فلا يكرِّروه مرّةً أُخرى؟! وقبل ذلك يعتذِروا من أَنفسهِم على الأقلّ بعد أَن بانَ لهم دَجَل عناصر [جبهة الاصلاح] ونفاقها؟!. 
   أَفلا ينبغي عليهم ان يسألوا تلك الزُّمرة التي نشرت الفوضى تحت قُبَّة البرلمان بذريعة الاصلاح مُدَّعيةً أَنّها شكَّلت كتلةً عابرةً للقارّات! أَقصد للطائفيَّة والعنصريّة وما الى ذلك! فأَين باتت شعاراتهم الخلّابة؟! ولماذا عاد كلُّ واحدٍ من عناصرها الى خنادقهِ الضيّقة الأُولى؟!.
   لا ينبغي من الآن فصاعداً ان يُجامل العراقيّون! والّا فالبلد يسير باتّجاه الضّياع والى المجهول!.
   كفى مجاملات مع الذين يتدخَّلون في شؤوننا من خلفِ الحدود! فيمدحونَ هذا ويذمّون ذاك! ثمّ يريدونَنا ان نبني على ذلك موقفاً إيجابيّاً من الفاسد والفاشل والّلص! وكأَنهم أوصياء على بلدِنا وعلى شعبنا! أَو كأَننا لا نعرف [قادتنا] الفاسدون والفاشِلون واللّصوص والإرهابيّون وتُجّار الدّم! لنصغِ الى تقييماتهم ونصائحهم!.
   انَّ المُجاملات الزّائدة هي التي أَنتجت الطّبقة السّياسية الفاسدة والفاشلة التي لازالت تتصدَّر المشهد السّياسي منذ سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين ولحدِّ الان، فَلَو انَّ كلّ مواطن يضع المصالح الوطنيَّة العُليا فوقَّ كل المصالح الضيّقة الأُخرى، لما وصل بِنَا الحال الى ما هو عليهِ من تردٍّ خطير!.
   على المواطن ان يقولَ صح للشّيء الصّحيح ويقول خطأ للشَّيء الخطأ، بغضّ النّظر عن الفاعل، لنساهم في تغيير المعايير عند التّقييم!. 
   *يتبع
   ٨ كانون الثاني ٢٠١٧

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/09



كتابة تعليق لموضوع : أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٢]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net