صفحة الكاتب : احمد جبار غرب

على من نطلق الاتهام
احمد جبار غرب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في تجميع لصورة المشهد السياسي في واقعنا المبعثر بين التجاذبات والتماحكات لاتفلح إن تصاب بالصدمة عندما تكتشف وهمية واقعنا السياسي وزيفه ودجل العلاقات الموبوئة فيه والمتسمة بالنفعية السياسية والبعيدة عن جو العمل الوطني الحقيقي الذي يمارسه السياسيين والمسؤلين والسبب هو إن كل طرف قد وضع في مخيلته صورة لايحيد عنها ويتشبث بها وأضحت هدفا إستراتيجيا له وهي غير بعيدة عن التطويف والتحزب والتعرق  وليس من نواياها خدمة العراق وشعبه الصابر على ويلاتهم رغم ادعائهم بذلك وبتنا نعاني من التشرذم والتمزق الذي ستكون نتائجه وبالا وخطرا محدقا لاينأى طرفا منه ولعل أولى بوادره قد ظهرت على السطح من خلال الانتكاسة الأمنية وتخبط السياسيين في مهاتراتهم فهناك مثلا من يؤيد الأنظمة المستبدة على شعوبها متناسين إن أولى مبادئ الديمقراطية هي الوقوف مع الشعوب وليس الحكام وكما يحصل في ليبيا وسوريا  أو تحدث انتقائية في المواقف كما في موقفهم اتجاه  البحرين رغم شرعية موقف الشعب البحريني في نيل حقوقه مثلا ومجاملات كثيرة على حساب وعي العراقيين ومبدئيتهم فالأحزاب الكردية لم تبلور موقفا سياسيا موحدا في داخل تكويناتها حيث التصارع والتناحر على أشده حتى تضطلع بدور (بيضة القبان!) وخلق التوازنات السياسية  على طول الساحة العراقية في واقع سياسي ملبد بالغيوم و مشهد مربك ومتأزم تسوده (الفنتازيا)ولأجل إن تحقق هي بعض من أهدافها في التدولة وإيجاد مناخ يفضي إليها والذي غالبا ما تلمح به وتغمز من خلال صفقات يتم تمريرها وما اهتمامهم ومباركتهم بانفصال جنوب السودان عن شماله الاهو بوصلة لما سيكون عليه الوضع في هذه القضية ناهيك عن القمع الذي تمارسه هذه الأحزاب ضد مواطنيها وضد منضمات المجتمع المدني وضد الصحفيين الأحرارواذا لم تتخلى هذه الأحزاب عن نواياها الحقيقية وتكشف بوضوح عن أهدافها الغير المعلنة بدون (شطحات )تصدر هنا أو من هناك سيبقى الشك والتوجس اتجاهها قائما من قبل شركائها وعموم الشعب العراقي إما الأحزاب العربية القابضة للسلطة (وعذرا فواقعنا السياسي أملى علينا بهذه التصنيفات)  فهي تنقصها الرؤية الواضحة في تحديد مساراتها وتصويب أهدافها  وأصبحت تتخندق وتتحالف مع قوى تلاؤم توافقها في تكريسها للسلطة والتسلط حتى تتمكن من احتواء البلد بمنظوماته القيمية والجمالية كلقمة سائغة بعد ضرب كل القوى الشعبية الحرة بمختلف الذرائع والتبريرات  المتهالكة  ورغم الفاتورة المكلفة التي تدفعها يوميا و بشاعة المشهد المزري الذي تعاني منه فأتون الحرب  المعلنة على الفساد الفاضح والمتوغل في كل مفاصل الدولة والذي تمارسه شخصيات سياسية منفذه تنتمي لتلك الأحزاب لم تأتي ثماره على هذا الصعيد رغم وجود بعض الأصوات الشريفة التي بح صوتها من المطالبات والنداءات من اجل إصدار تشريعات أكثر فاعليه للحد من هيجانه وبات الفساد وجها أخر من الإرهاب المتخفي وكما يحدث في هروب المجرمين من السجون وإشعال الحرائق نتيجة التماس الكهربائي رغم ندرته والتلكؤ في تنفيذ المشاريع التي اغلبها وهمية لكن تصدم هذه الأصوات بالحيتان الكبيرة المتمترسة خلف واجهاتها السياسية والحزبية والتي لأتشبع وتشرعن للفساد بكل قباحة والمحصلة يكون الشعب المقهور هو الذي يعاني ويدفع ضريبة إخفاقات السياسيين وتهورهم لكننا في الحقيقة نحتاج إلى ثورة حقيقية للخروج من هذا المأزق الخانق الذي أصبح ليطاق ثورة ليس كما عهدناها سابقا متسلسلة بالأرقام وتريق الدماء من اجل التسلط واستلام زمام الامورإنما ثورة من داخل النفس  ثورة على الباطل وعلى الذات المريضة ومن اجل ضميرا معافى يضع الوطن والشعب نصب عينه وليس المصالح النفعية الزائلة نحن بحاجة إلى رمز قوي وجبار يعاضده الشعب ويكون لكل الشعب ولا يحكم لفئة أو حزب أو شريحة وإلا سنبقى نلوك الحصى ونغني على خيباتنا مواويل البؤس والاكتئاب لما آلت إليه تطلعاتنا وهذا ليليق بنا كأصحاب حضارة والق تاريخي ضارب في الجذور 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جبار غرب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/21



كتابة تعليق لموضوع : على من نطلق الاتهام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net