صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

بعض شيوخ العشائر اخطر من الحاكم الظالم الفاسد
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في لحظة ضعف بشري ارتكبت خطيئة كبرى أرجو من العلي القدير أن يسامحني عليها وأتمنى من كافة أحبتي وأصدقائي أن يتلمسوا لي العذر في ذلك ....( وكل بني ادم خطاءون وخير الخطاءين التوابون) 

إن هذه الخطيئة هي أني في لحظة ضعف كما قلت اعتقدت بان بعض رؤساء العشائر الذين غادروا سبل الهداية والرشاد أثناء حكم النظام السابق وخاصة أولئك الذين علت نجومهم آنذاك فابتعدوا كثيرا عن أصالتهم واعتادوا على اللهاث وراء ( اشعيط ومعيط ) من الحاكمين يمكن أن يستعيدوا ذلك الرشد فيلتفتوا إلى وطنهم المذبوح وأبناء عشائرهم المعذبين .....واستنادا إلى هذا الاعتقاد فكرنا أنا وبعض الأصدقاء بعقد مؤتمر عشائري تحت لافتة رفض قانون العشائر المقترح في مجلس النواب وتحت شعار (قانون العشائر المقترح يهدد النسيج الاجتماعي ) ومن خلال هذا المؤتمر يتم الانطلاق إلى الأمام على طريق الإصلاح....وهكذا تم الاتصال بعدد غير قليل منهم وتم التحاور معهم وتم إقناعهم بضرورة مقاومة ذلك القانون ...ثم تم تحديد يوم الانعقاد فماذا حدث؟

يبدو أن الجماعة وبنشاط محموم قد اتصل بعضهم ببعض وربما اتصل بعضهم ببعض الجهات السياسية وربما بعض الجهات اتصلت يبعضهم وهكذا تغير موقف اغلبهم خلال خمسة أيام وبدرجة 180 فتحولوا من مساندين ومؤيدين إلى معارضين يحاولون تخريب المؤتمر والحيلولة دون انعقاده من خلال محاولة التأثير على كافة المدعوين ....ورغم ذلك عقد المؤتمر في موعده فكان من حسن الحظ عدم حضور هؤلاء إذ ربما سيكون الصوت بحضورهم مبحوحا أو غير مسموع ...لقد حضرت نخبة من الزعامات العشائرية الأصيلة وعبرت عن رأيها وأسمعت صوتها وقد كان هادرا وصادحا وصادقا وقويا فتحية حب واجلال إلى تلك العصبة المخلصة لأهلها ووطنها ......

ومن خلال هذه التجربة البسيطة اكتشفت حقيقة مذهلة ..لقد اكتشفت بان جميع ماسي العراق ومحنه ومصائبه سببها هذا النموذج من رؤساء العشائر ,,وحتى مقتل الحسين ع لم يقع إلا على أيديهم فلقد دخل عبيد الله ابن زياد الكوفة بمفرده ثم نجح بسهولة في شراء ذمم هذا النمط من رؤساء العشائر فتحولوا من دعاة للحسين ع إلى جلادين له ولأطفاله فتعسا لهم ...إن المقابر الجماعية التي حصلت في تسعينيات القرن الماضي يتحمل مسؤوليتها أكثر المصنفين بألف من شيوخ العشائر فقد كانت شهادة احدهم تكفي لإبادة قبيلة كاملة ..وما زالت ذاكرة العراقيين تعج بصور هؤلاء وهم يرقصون في حضرة (القائد الضرورة ) ويبايعونه بالدماء......وما زلت أتذكر ذلك العام الذي حل فيه مولد صدام حسين في شهر محرم الحرام حيث نصبت البيوت من قبل هؤلاء في كل مكان وهي تزخر ب (الكاولية ) وبالرقص والغناء ...وها هم اليوم ينصبون نفس البيوت وفي نفس الشهر ليقيموا مآتم العزاء وتقديم الطعام للزائرين والمشي إلى كربلاء ....وهنا أريد أن اقسم بالله العظيم قسما غليظا ازعم فيه بأنه لو قدر للشمر ابن ذي الجوشن أن يحكم العراق لتزاحم هؤلاء على بابه ولهتفوا قائلين (بالروح بالدم نفديك يا جوشن) ولهزجوا (اسمع يا الشمر القائد ..احنه أجنودك للكلفات )

وقد يتصدى لي احد فيقول باني قد تجنيت كثيرا على هذه الرموز العشائرية الكبيرة وهنا أقول جوابا على ذلك بان الحاكم الفاسد الظالم عندما يحكم العراق تتشكل حوله فورا طبقة من المزمرين والمصفقين والانتهازيين فتتزاحم امامه فتحجب الرؤيا عنه بحيث لا يستطيع إن يرى سواهم فيصيبه الغرور فيصدق انه قائد عظيم وبطل مغوار وزعيم أوحد لا يجاريه احد ثم بعد ذلك يعلن نفسه دكتاتورا ....إن اغلب المنتمين إلى هذه الطبقة هم من هذا النمط من رؤساء العشائر,, وفي نفس الوقت تتشكل طبقة من نفس النوع حول هؤلاء الشيوخ لتقوم بحجب الرؤيا عنهم ليصدقوا بعد ذلك بأنهم رموز عظيمة يرعاها الله ويقوم بحراستها (حظ وبخت )...

وبذلك سيسهل إسقاطه ...إن هذا الطريق اقصر الطرق واقلها تضحية والله من وراء القصد ...وأخيرا أقول مخاطبا العراقيين بأنكم إذا أردتم خلاصا ناجزا وسريعا فما عليكم إلا العمل من اجل إضعاف دور هذا النمط من الزعامات وسترون بان الحاكم الفاسد سيصبح وجها لوجه أمامكم 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/18



كتابة تعليق لموضوع : بعض شيوخ العشائر اخطر من الحاكم الظالم الفاسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net