صفحة الكاتب : ياسر الكعبي

الراديكالية من اجل الراديكالية !
ياسر الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الراديكالية هي المبادئ السياسية التي تركز على التغيير بطرق وأدوات ثورية ، اصلها لاتيني بمعنى الجذر ، اي اجتثاث المشكلات من جذورها وتغيير الواقع المراد تغييره تغييراً جذرياً ، الجذريون او الراديكاليون هم الذين يرغبون بتغيير النظام لاجتماعي والسياسي وحتى الفكري من جذوره ، من دون الخوض في التفاصيل والاسباب الحقيقية ، وبالتالي بات وصفهم يشير الى التطرف والتشدد في الرأي ، ورفض وجود اخرين يختلفون معهم بالرأي 
الثورة من اجل الثورة لا تعني ان مطلقها يرغب بالإصلاح ، بقدر ما تشير الى محاولة تغيير التوازن لصالح مطلقها ، لان الوضع القائم لا يخدم مصالحه ، وادعائه لا يمت للواقع من قريب او بعيد كونه جزء من المشكلة التي يدعي انه حلها ، فهو بذلك يناقض راديكاليته التي يجب ان تچتث كل أسباب المشكلة ( شلع قلع ! ) بما فيها سيادته ! 
دفع الجماهير نحو الاعتصام والصدام مع القوات الامنية ، والتهجم على الأحزاب الاخرى وجماهيرها وغلق مكاتبها ، ليتم رفع نوابه على الاكتاف والهتاف لهم ، وهذا يدفع الشركاء الى الرد مما قد يتسبب بحرب شيعية شيعية ، الى جانب المعارك مع داعش ، وهو ما يقوض كل الجهود الداعمة لتحرير العراق ، وكأنه مستمتع بما يجري لانه يمكنه من ابتزاز الآخرين متى شاء ، مستغلاً ضعف الدولة وتأكده من عدم ردها 
التمسك بالمناصب على حساب تخلي الآخرين عنها ، لا يمت للاصلاح لا من قريب او بعيد ، وافتعال الأزمات التي تصل حد السباب بين نواب البرلمان لعرقلة اقالة صگر فويلح ( خادم بغداد ) ، والتلويح بأقالة وزراء من كتل اخرى اذا ما تم اقالة محافظه ، هو اُسلوب ( بلطجي ) لا يمكن السماح به في نظام ديمقراطي ، يحاول النهوض ليستعيد عافيته ، والا فان مرضه مزمن ، ولن يقوى على النهوض ، وسيبقى طريح الاحتلال الذي ليس بالضرورة ان يكون عسكرياً ! 
تمخض الجبل عن فأرة ! ، كنا ننتظر منه مشروعاً يوازي مشروع التسوية او على الأقل يشير الى ثغرات الاخير ، ولكنه طرح ورقة اكتنفتها المخالفات الدستورية والقانونية في اغلب نقاطها ، وكذلك تجاهل المسائل الخلافية وكيفية حلها ، أمثال مسألة وحدة العراق ، ومسألة التغيير الديموغرافي ، وكذلك حكم الاغلبية والاعتراف بالنظام ، والارهاب والحواضن ، وغيرها الكثير التي لا يتسع المجال لذكرها ، فمتى يطل علينا نور عتمتك ، لتنتج مشروعاً يوازي ضجيجك !

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/19



كتابة تعليق لموضوع : الراديكالية من اجل الراديكالية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net