صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الرئيس القوي والزمن الخطير!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ نهاية الحرب الباردة لم يأتِ رئيس قوي لقيادة أمريكا , وهذا الفشل الذي تحقق في ربع قرن مضى , تسبب بتداعيات وتفاعلات أخذت تدفع بالعالم إلى مهاوي الردى والضياع الرهيب.
فالعالم ومنذ أقدم العصور يكون محكوما بقوة عظمى تسود وتتمكن لحين , حتى تعلو قوة أخرى وتحل محلها.
وبعد الحرب العالمية الثانية تقاسمت العالم قوتان هما أمريكا والإتحاد السوفياتي , حتى أفل نجم الأخير , ووجدت أمريكا نفسها لوحدها في العالم , كالذي كان مقيدا ومحكوما بإرادة قوة أخرى , وإذا به حرا ويمكنه أن يفعل ما يشاء وبلا رادع أو تحسب , وفي هذه الفترة لم يكن هناك رئيس قوي , ولهذا تم إتخاذ قرارات أدت إلى تغيرات مأساوية في العالم , وبرزت قوى متعددة لا يمكن مقارعتها بسهولة , وأصبحت الدنيا في متوالية أخطار ذات عواقب وخيمة.
وفي هذا الزمن المتوتر , جاء إلى البيت الأبيض رئيس قوي بلا خبرات سياسية , وهذا يعني أن العالم سيتغير تماما , وستحصل فيه تطورات متسارعة ذات إتجاهات لا يمكن التنبؤ بها وتقديرها , لأنها ستكون منبعثة من إرادة العنفوان الذاتي والموضوعي.
وهذا حال يقبل إحتمالين فقط لا ثالث لهما , فأما سينحدر العالم إلى سقر , أو سينطلق في تفاعلات إيجابية ذات مردودات نافعة للجميع , وهذا خيار صعب ونادر , مما يعني أن الإنحدار السريع نحو الهاوية سيكون المرجح والفاعل في القرن الحادي والعشرين.
وقبل أن يتم الإحتفال بتنصيب الرئيس الجديد , أخذت التطورات تتسارع ونشر القوات في بولندا تنذر بشيئ ما , والتحذيرات من الصين وكندا والمكسيك وغيرها أخذت بالإنطلاق , أي أن التوتر بدأ بالتراكم والتفاعل , وهذا سيؤدي إلى تأجيج المواقف وتعقيد العلاقات ما بين الدول والمحاور , التي تتشكل ما بين الدول المستشعرة بالمخاطر , التي تلوح في أفق الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
وعليه فأن السنوات القادمات ربما ستكون معبأة بالأحداث الجسام , والحروب العظام , فالأجواء تبدو وكأنها مثل التي سبقت الحرب العالمية الثانية , فالعالم يحتاج لقرار فردي ليسقط في الهاوية , ويبدو أن هذا الشخص قد وضع قدمه على مسرح التطورات والتحديات , التي تتفاقم بسرعة وعنفوان غير مسبوقين.
وهكذا سنترقب ما ستأتي به الأيام وخصوصا في هذا العام الذي سيرسم خارطة قرن عجيب!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/20



كتابة تعليق لموضوع : الرئيس القوي والزمن الخطير!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net