خطاب التنصيب لترامب
اياد الجيزاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو لمن تابع خطاب التنصيب الذي القاه ترامب اليوم امام الالاف انه ركز على مجموعة من الامور اللافتة للنظر و يبدو ان كلامه تمحور حول معالجة المشاكل الداخلية لامريكا و بنى على ذلك نظرته الاستراتيجية لما ينبغي ان تكون عليه امريكا في المستقبل
و بطبيعة الحال فأن تركيز ترامب على المشاكل الداخلية و خصوصا قضايا الاقتصاد و البطالة يكشف عن وجود ازمة عميقة و متنامية تعيشها امريكا و يبدو ان خطاب ترامب جاء للايحاء للشارع الامريكي انه يستشعر تلك الازمة و عمق تأثيراتها.
كما ركز الرئيس الجديد على دعم الاقتصاد و حماية الحدود و خاطب العمال الاميركيون بخطاب يداعب المشاعر اذ بين انه لن يسمح للمصانع ان تهاجر خارج امريكا و تترك ورائها الاف العمال العاطلين عن العمل
و بدا ان ترامب سيحاول ان يقود سياسات انكماشية تجاه مشاكل و قضايا العالم و ابدل سياسات التدخل و التأثير المباشر بصنع النموذج القوي الذي سيجعل العالم يحتذي به كما جاء بخطابه و بالنتيجة فأنه من الواضح ان هذه السياسات ستقود الى عالم تظهر فيه التعددية القطبية بوضوح شديد بدلا عن القطب الاوحد امريكا و اذا ما قدر لترامب المضي بسياساته التي اعلن عنها فسيكون للقوى التي تزاحم امريكا فرصة ذهبية لشق طريقها بأتجاه المشاركة في صناعة الحدث العالمي و توجيهه بما يخدم مصالحها .
روسيا و الصين هما اكثر دولتين ستجدان نفسيهما امام امر واقع لمليء الفراغ الذي سيخلفه الغياب الجزئي لامريكا عن الحدث العالمي .
اعتقد ان نظرة ترامب و تفكيره اقل من ان تستوعب الوضع الامريكي شديد التعقيد و لذلك فنحن امام دورة رئاسية غير ناجحة في اعتقادي.