صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

استذكارات رصيف
علي حسين الخباز

 في تسعينيات القرن المنصرم استوقفني جندي بعد منتصف الليل، وقال لي: احتاج إلى مساعدة منك، أريد خمسة دنانير، لأني لا امتلك أجرة سيارة...! 

قلت له بكل هدوء:ـ نحن قبلك كنا حين نتعرض لمثل هذا الموقف الحرج، نأخذ سيارة الأجرة ونعطيه الأجرة من البيت... نظر إلي شزرا، وقال: ومن يضمن لك أن في البيت خمسة دنانير؟ اندهشت لقوة حجته، أعطيته الخمسة دنانير وسألته: ماذا ستعمل بعد تسريحك؟ قال: لا أدري!! قلت له: اعمل صحفي بابا... انك أقوى من يصطنع الحجة. فالصحافة والإعلام لعبة خطيرة ولها وسائل متعددة في ترسيخ الحجة انتبهت له الدول الكبيرة فزجت الإعلام في جميع مساعيها ومن ضمنها الإعلام المخابراتي الذي أصبحت سيطرته واضحة على جميع مكونات الإعلام العراقي، فاستخدمته كأي آلة من آلاتها دون أن يعي إعلاميونا حجم الكارثة، وهم ينشرون أخبارا تروجها المخابرات الأمريكية ! ومن أكثرها انطلاء على الإعلام العراقي، هو ما تبثه من أرقام قتلى الجيش الأمريكي... أرقام تجاوزت إلى آلاف مؤلفة تحت يافطة حرب الإرهاب المعروف الجهات، بينما هناك تعتيم حقيقي عن ضحايا الشعب العراقي وعن مصادر الإرهاب الحقيقية. والجميع يدرك من هو صانع الإرهاب في العراق ومن هو الضحية الحقيقية في هذه اللعبة القذرة. فمن أين أتت هذه الأرقام الخيالية ؟ والجيش الأمريكي عبارة عن أغلبية مرتزقة وهم يتسترون في قواعدهم العسكرية المحصنة، ولهم اتفاقات مع جميع العصابات الإرهابية فكيف قتل عندهم هذا العدد؟ فلماذا تنقاد صحفنا للدعايات الأمريكية دون أن تدرك ما هية هذه الأخبار وما هي الفوائد المرجوة منها أو من نشرها ؟ والتي بالتأكيد ستمنح الحجة الدامغة للأمريكان في اللعب بخيرات العراقيين والبقاء في العراق إلى ما تشاء هي... وهل من المعقول بعد كل تلك التضحيات المبالغ فيها والمدونة في جميع الصحف العراقية أن يجرؤ أحد ما لمحاسبة أمريكي واحد، وان يقول له: على عينك حاجب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/23



كتابة تعليق لموضوع : استذكارات رصيف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net