طل الصباح أولك علوش
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    بحسب ماسمعت من كلمات تلك الأغنية التي قيل أن صاحبها علي الديك ومجموعة من أمثاله من الصاعدين تم بهم ضرب الفن السوري الأصيل، وأبعد فنانون مثل (موفق بهجت) وغيره، وهذا قيل عن أيام عدي في العراق في تسعينيات القرن الماضي، وقيل إن عديا قرر تقديم صحافة عراقية وإعلام مختلفين عن التقليد المتبع ثمانينيات القرن الماضي فكان (تلفزيون الشباب) وهو رئيسه ويديره عديد الشبان الصاعدين الذين ساعدوا في تضييع الصحفيين والإعلاميين المخضرمين في صحافة الثمانينيات وهي صحافة صدام حسين، لكن الصحفيين الذين يشتغلون في الجرائد الحكومية نجحوا في الإستمرار في الخدمة حتى نهاية عهد البعث 2003 لأن رأس النظام كان مصرا على وجود الصحف الرسمية (الجمهورية والثورة والقادسية والعراق) التي تعرضت الى مواجهة شرسة مع صحف (البعث الرياضي وبابل) ثم الصحف الأسبوعية، وكان (تلفزيون الشباب) الصاروخ الذي دمر التلفزيون العراقي الرسمي.

    عدي حيّد المغنين العمالقة (سعدون جابر وفاضل عواد وياس خضر وحسين نعمة وكمال محمد وعارف محسن) وقائمة تطول من المخضرمين والمطربين الشعبيين والريفيين والبدويين، وأحل محلهم الشبان الذين كان تلفزيون الشباب ساحتهم ومساحتهم، وصعد نجم هولاء الشبان الذين إكتسحوا الساحة، وبعضهم كان يغني بأطوار شعبية وريفية كحاتم العراقي، بينما كان النخبة يستمعون لكاظم الساهر الذي فر من العراق بسبب غيرة عدي القاتلة، وكان آخرون يغنون ويلهبون حماسة الشباب، وكان يشترط عليهم أن يقدموا أغان حماسية تمجد النظام السياسي وصدام حسين شخصيا.

    في مصر حاول جمال مبارك أن يجتذب مجموعات من الشبان والمثقفين الى دائرته بدعوى التحديث والمعاصرة، وتجديد الروح في المنظومة السياسية التي تقدم بها العمر، بينما كان عدد المعترضين على رغبة الرئيس مبارك بتوريث الحكم لنجله يتزايد، وكانت الصحافة المصرية منشغلة بهذا الأمر تماما حتى جاء يوم 25 يناير الذي غير كل شيء.

    في مؤتمر أستانا الذي عقد في العاصمة الكازاخية برعاية روسية إيرانية تركية كان حضور المعارضة السورية لافتا، وكذلك فريق الحكومة الذي ترأسه ثعلب دمشق بشار الجعفري، بينما رأس معسكر المعارضة محمد علوش الذي صرح وهو للتو خرج من حوار ترعاه إيران ليقول، إننا لانريد إيران وهو بذلك يغازل داعميه الخليجيين الذين نجحت طهران في رد الصاع صاعين لهم بعد أن حرموها من مؤتمر جنيف واحد وماتلاه حتى فشلت جميع الجنيفات لنعود الى الحل العسكري بوصفه حلا ناجعا قامت فيه موسكو بدور صادم للغرب حين دمرت مدنا كاملة، وأرغمت المعارضين حتى من الدينيين المتشددين من شاكلة محمد علوش ليجلسوا، ويبحثوا عن فرصة للحل حين وجدوا أن الأمور تغيرت بالإنزياح التركي نحو موسكو وطهران، وضياع الفرصة التي كان الخليجيون يمنون النفس أن تتحقق لهم، ويقلبوا المعادلة على الأرض في جميع سوريا.

    خرج محمد علوش في مؤتمره الصحفي ليقول عبارة خطرة لكنها مهمة برغم ماأحدثته من صدمة ( روسيا طرف محايد) ياإلهي. كيف تسنى له أن يقول هذه العبارة؟ فمن ياترى دمر حلب؟ صحيح أن النصرة وداعش وماعش وكل القوى المعارضة بما فيها الجيش السوري وحلفاءه إشتركوا في الحرب المدمرة في هذا البلد لكن لاأحد يفهم في السياسة سيوافق علوش فيما ذهب إليه من أن روسيا طرف محايد في الحرب السورية فهي مستعدة في أي لحظة لتعود لممارسة دور أكثر قسوة عندما تجد أن هناك تهديدا لمصالحها، وليس مستبعدا أن ترغمها بعض الدول المتضررة من إعلان أستانا على العودة بتصرفات وأعمال قتالية جديدة لتفشل محادثات كازخستان.

    يبدو أن السيد محمد علوش فهم ماترمي إليه أغنية علي الديك.. فقد سبق الحصادة فريق المعارضة، وكان البيدر لروسيا وحلفائها..

طل الصباح أولك علوش

سبقونا هالحصاده

هات المنجل والمنكوش

وإلحقنا بالزواده

الموضوع السابق النظام الرئاسي التركي .. ماذا عن الداخل والخارج التركي!؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat